راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > الشخصيات الكويتية
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-05-2009, 08:14 PM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي بشر يوسف الرومي

بشر يوسف الرومي
(1257–1347)(1841–1909م)
المولد والنشأة:
هو بشر يوسف أحمد محمد صالح بشر محمد الرومي، ولد في محلة (فريج) الرومي بمنطقة الشرق في الكويت عام 1257هـ الموافق عام 1841م.
ينتمي إلى أسرة عريقة، ينتهي نسبها إلى بطن الشملان ثم السلقا ثم الجبل ثم العمارات ثم البشر من قبيلة عنزة()، وقد ارتبطت هذه الأسرة ارتباطاً وثيقاً بالبحر، من خلال عملها في مهنة الغوص على اللؤلؤ الذي كان مصدر رزقها الرئيس.
وكانت أسرة الرومي قد نزحت مع أسرتي الصباح والخليفة، وأسر أخرى (فيما يسمى بالعتوب) من منطقة اليمامة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث كانوا يسكنون في "الهدار" من منطقة الأفلاج في نجد، وكبير أسرة آل رومي هو محمد الدراج، لأنه كان يسحب على مدرج بعد إصابته بقلة مدفع، وكان قاضي الجماعة، وقد هاجرت تلك الأسر لأسباب فُصلت في كتب التاريخ().
ومن تلك المنطقة خرجت أسرة الرومي مهاجرة إلى قطر مع الأسر التي ذكرناها آنفاً، فاستقرت في مدينة الزبارة التي تقع على ساحل قطر الغربي قرب البحرين، وكانت قطر آنذاك تحت سيادة بني خالد ويحكمها من قِبلهِم آل مسلم().
وبعد مدة غير معروفة خرجت من قطر، واستقرت مع أسرة الصباح وآل خليفة وعدد من الأسر الأخرى في "الصبية" بالجهة الشمالية الشرقية من الكويت، ثم غادروها إلى جزيرة فيلكا التي استقروا فيها مدة من الزمن، ثم غادروها إلى أرض الكويت بعد الإذن من ابن عريعر، ويقال انه وهبهم الكوت()، وكانوا مجموعة من العشائر والأسر استقرت في ذلك الكوت (الكويت) واختارت فيما بعد صباح الأول أميراً لها ما بين سنة 1110 وسنة 1130هـ على وجه التقريب().
أسرة الرومي .. مثال للبر والإحسان:
أسرة الرومي من الأسر الكويتية المعروفة، التي لها سابق أفضال حميدة وخصال مجيدة، فقد عاشت في الكويت وعاصرت جميع الأحداث التي مرت عليها منذ نشأتها، وتنوعت مجالات بذلها وعطائها فكان لها مواقف مشهودة في تاريخ البلاد، ومن ذلك:
- شارك أبناؤها بأرواحهم وأموالهم في المواقع والأحداث التي شهدتها الكويت، وأبلوا في ذلك بلاءً حسناً، وأظهروا شجاعة نادرة وقدموا تضحيات مجيدة، بذلوا فيها أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن بلادهم وعزتها وكرامتها، وحظي بعضهم بوسام الشهادة الذي هو أرفع وسام.
- قامت هذه الأسرة ببناء جزء من سور الكويت القريب من محلتهم، بأموالهم الخاصة، ولم يكتفوا بتحمل جهد البناء فحسب، بل تكفلوا بإطعام أهل المحلة الذين قاموا ببناء السور معهم.
- اتصفت أسرة الرومي بحسن الأخلاق، وطيب المعشر، وكانوا من أصحاب الدواوين الكويتية المعروفة، وخاصة دواوينهم بالشرق، سواء ديوان شملان الحالي أو ديوان بشر الرومي سابقاً.
- عناية أسرة الرومي الخاصة بالعلم وأهله، ويشهد لهم بذلك تبرعهم للمدرسة المباركية، وإنشاؤهم مدرسة السعادة، وزيارات العلماء المتكررة لهم، وإقامتهم عندهم، ومنهم الشيخ عبدالعزيز العلجي، والشيخ عبدالرحمن (سلطان العلماء شيخ فارس)، وعبدالعزيز الثعالبي، ونجم الدين الهندي، والشيخ يوسف بن إبراهيم آل الشيخ مبارك.
أسرة الرومي .. ارتباط بالبحر ووفاء له:
وتمثل الارتباط الوثيق لهذه العائلة بالبحر في عدة مظاهر منها:
أولاً: امتلاكها أسطولاً كبيراً يضم شتى أنواع السفن الشراعية المستخدمة في الغوص على اللؤلؤ.
ثانياً: تميز عدد كبير من أبنائها العاملين في مجال "التنوخذ" (قيادة السفن)، حيث بلغ عدد نواخذة الغوص الذين نعرفهم من هذه العائلة أحد عشر نوخذة().
ثالثاً: بروز عدد كبير من الطواشين (تجار اللؤلؤ - الطواويش) من هذه الأسرة، حيث بلغ عدد الذين نعرفهم منهم ستة عشر طواشاً.()
رابعاً: انحصار إمارة الغوص – بعد وفاة ابن تمام ومن بعده ابن مهنا – في أسرة الرومي.
فقد تولى الإمارة يوسف بن أحمد الرومي، وبعد وفاته تولاها محمد بن بشر الرومي، ثم راشد بن أحمد الرومي آخر أمراء الغوص، الذي يُضرب به المثل في معرفته بالبحر وقيعانه ومجاريه، وظلت الإمارة في حوزته حتى انتهاء مهنة الغوص وكساد تجارة اللؤلؤ بعد اكتشاف اللؤلؤ الصناعي في اليابان.
ولم تتولَّ أسرة من أسر الكويت إمارة الغوص بعد يوسف بن أحمد الرومي سوى أسرته، ويؤكد ذلك التميز الشيخ يوسف بن عيسى القناعي() بقوله: "وقُوَّاد الغوص (أمراء الغوص) هم الذين بيدهم الحل والترحال والقفال()، وأول قائد عُرف بالكويت هو ابن تمام، ثم بعده ابن مهنا، ثم أحمد بن يوسف الرومي، وبعده استمرت القيادة (إمارة الغوص) في هذا البيت إلى يومنا هذا"().
خامساً: تخليد الفولكلور الكويتي لثلاثة من أبرز رجالات صناعة الغوص على اللؤلؤ من عائلة الرومي ومن أشهر الطواويش في الكويت، وهم المرحوم راشد بن أحمد الرومي – آخر أمير للغوص، والمرحوم حسين بن علي آل سيف الرومي, والمرحوم شملان بن علي آل سيف الرومي، إذ تقول الأهزوجة الكويتية في بعض أبياتها: "يا اللومي ... هات بن رومي ... يا اليوهرة (أي الجوهرة) ... يبي (أي احضري) حسين من بحره ... ياالدانة (أي اللؤلؤة) ... جري شملان من أذانه".()
رحلته مع العلم كان الكُتَّاب هو المحطة الأولى التي تزود منها الشاب بشر الرومي بخير زاد، فتعلم بين أروقته تلاوة القرآن الكريم، وتلقى مبادئ القراءة والكتابة، وكان ذلك هو الحد الأدنى من التعليم آنذاك. وما كان هذا ليرضي طموح بشر الوثاب، وتعطشه لطلب العلم النافع ومجالسة العلماء، فاتصل ببعضهم واقترب منهم، وتزود مما عندهم من العلم.
زواجه:
تزوج المحسن بشر الرومي من نفس أسرته وهي بنت علي بن سيف الرومي، ولحرصه – رحمه الله - على أن يكون بينه وبين أهل العلم نسب، تزوج من السيدة منيرة إبراهيم الغانم حفيدة العالم الجليل السيد عبدالجليل الطبطبائى()، متمنياً من الله أن يرزقه الذرية الصالحة التي تقر بها عينه وتسعد بها نفسه، وقد حقق الله له ما تمنى ورزقه ذرية طيبة مباركة.
مظاهر حب المحسن بشر الرومي للعلم وأهله:
صداقته الحميمة للشيخ أحمد بن محمد الفارسي - شيخ الكويت آنذاك - فكانت بينهما روابط حميمة وتزاور وتشاور وتواصل، ولفرط حبه له اشترى مزرعة في قرية الفنطاس – بالقرب من مزرعة الشيخ الفارسي – ليسكنها في فصل الربيع، ويتعلم من صديقه العالم الجليل.
- نزول الكثير من العلماء الذين كانوا يزورون الكويت بكثرة في ذلك الوقت ضيوفاً عليه وعلى أسرته الكريمة، ومنهم: الشيخ عبدالرحمن (سلطان العلماء وشيخ فارس في وقته)، والشيخ العلامة عبدالعزيز بن صالح العلجي، الذي كان يزور الكويت مرة كل عام.
- حرص بشر الرومي على تلقي العلم من ذلك الأخير، ولم يشأ أن تقتصر الاستفادة من هذا الشيخ العلامة عليه هو فحَسب، بل حرص على تعليم بعض أولاده وأبناء عائلته الفقه علَى مذهب الإمام مالك - رحمه الله - على يدي الشيخ عبدالعزيز بن صالح العلجي.
- بادل الشيخ العلجي بشر الرومي وعائلته حباً بحب ووفاءً بوفاء لما لمسه فيهم من صفات حميدة تنم عن حسن الخلق، فقد بلغ حب الشيخ العلجي لبشر وأبنائه وآل بيته درجة كبيرة، حتى إنه انقطع عن زيارة الكويت بعد موت صديقه بشر رحمه الله.
- حرصه على مجالسة العلماء الأفاضل وزيارتهم في دواوينهم، ومنها ديوان الملا حسين التركيت، الذي كان يواظب على حضور مجلسه عصر كل يوم جمعة، إذ يقول الباحث عدنان سالم الرومي في كتابه "علماء الكويت وأعلامها": "كان يحضر في هذا المجلس عدد لا بأس به من طلبة العلم الشرعي وشيوخه، ومنهم: الشيخ عبدالله الخلف، والشيخ سيد يعقوب سيد عبدالوهاب، والحاج سليمان الحداد، والشيخ يوسف بن حمود، والشيخ البصير) محمد بن جنيدل، والشيخ عبدالله بن خالد العدساني، والشيخ عبدالعزيز حمادة، والشيخ مساعد العازمي، والشيخ عطية الأثري، والشيخ أحمد الفارسي، والوجيه بشر بن يوسف الرومي. ولم يكن أحد من عامة الناس يحضر هذا المجلس، لعلمهم أن عصر ذلك اليوم مخصص لهؤلاء الرجال الذين كانت تطلق عليهم العامة اسم (المطاوعة)، وكان سليمان الحداد يختم مجلسهم – عادة – بقصيدة من محفوظاته، وكان ذا صوت شجي جميل يأخذ بألباب الحاضرين والمارة"().
زهده:
كثيراً ما تغر الدنيا أهلها، مع أن الله تعالى حذر عباده منها، وضرب الكثير من الأمثال في كتابه العزيز لتبيان حقيقتها، قال تعالى: " اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20)" سورة الحديد .
وقد كان المحسن بشر الرومي رحمه الله زاهداً في الدنيا وزخرفها وزينتها، حتى إنه ابتعد عن مهنة الغوص ومشاغلها ومشاكلها، وترك الأمر لله ثم لأولاده وأولاد أخيه، وتفرغ لأمور الآخرة، وقد لاحظ عامة الناس هذا السلوك واضحاً عليه، فنطقت أهازيجهم بمدحه، وطربت ألسنتهم بالثناء عليه، ومما قالوا فيه:
بشر ما فيه عذاريب كل العرب عارفينه
بشر عباد المسجد أبو صلاة طويلة()
وقد لازمته صفة الزهد هذه طوال حياته، فكان كالشجرة الخضراء الوارفة الظلال التي تنشر ظلها على من حولها، وقد مدح الشاعر صقر الشبيب فيه هذه الصفة بقوله:
فأنفقتـها تسعـين عامـاً كأنـها لغرسك فيها الصالحات حقولُ
وكل امرئ يسعى إلى ذاك لو غدا له جامع الأخلاق وهو ذلـولُ
غرست جميلاً فاجتنـيت ثمـاره محامد ممـن قال أو سيـقولُ
سلامة فطرته:
كان – رحمه الله – حريصاً على الإحسان إلى الناس وعدم الإساءة إليهم أو إيذائهم، ولم يكن - رحمه الله - يتجنب أذى الناس تكلفاً ولا تصنعاً، وإنما كان ذلك منطلقاً من فطرة سليمة نقية، ونفس طيبة رضية، أملت عليه حب النفع للناس والبعد عن الأذى وبُغض من يفعله، وقد وصف ذلك الشاعر صقر الشبيب في القصيدة ذاتها بقوله:
كما كنت مطبوعاً على تركِكَ الأذى وبُغضِكَ من يمشي بهِ ويصولُ
فَرُحـتَ ولمْ يَرْهـبْ أذَاكَ مُجـاوِرٌ وما بِكَ عَنهُ لو أردتَ نُكـُولُ
ولكِنـه مـا زالَ طبعُــكَ آبيــاً سِوى ما بـه مِنَّا يُسَرُّ نَزيـلُ()
أوجه الإحسان في حياته:
كان لنشأة المحسن بشر الرومي – رحمه الله - في بيئة كريمة، لها أيادٍ بيضاء في وجوه الخير كافة، أكبر الأثر في تعدد أوجه الإحسان لديه، وليس من الإنصاف أن نشرع في الحديث عن أوجه الإحسان في حياة ابنهم المحسن بشر الرومي قبل أن نعرّج على جانب من سيرتهم العطرة، ومنهم:
عبدالرحمن بن يوسف الرومي:
له إسهامات كبيرة في نجدة الدولة ونصرتها، حيث تكفل بتجهيز جزء من الجيش الكويتي من ماله الخاص، وكانت له أيادٍ بيضاء في مواسم الحج، بما كان يقدمه من ولائم لحجاج بيت الله الحرام الذين يصاحبونه في رحلة الحج إلى الديار المقدسة().
النوخذة عبدالله بن أحمد بن يوسف الرومي:
وعرف في زمانه بلقب "عبدالله باشا"، وكان له فضل كبير في إعادة البحارة الكويتيين الذين سافروا عام 1889م إلى جزيرة سيلان للغوص على اللؤلؤ وتقطعت بهم السبل بعد فشل رحلتهم، ولم يجدوا المال الكافي للعودة إلى وطنهم، فتحمل "عبدالله باشا" تكاليف عودتهم من ماله الخاص().
السيد صالح بن حمد الرومي:
وقد اشتهر عن هذا الرجل أنه تبرع بأرضه التي كانت تقع في منطقة الشرق لبناء مقبرتين لدفن الموتى، بل كان يجهز لهم الكفن والطيب والكافور من ماله الخاص.
المحسن حسين بن علي آل سيف الرومي:
وهذا الرجل لا يزال ذكر كرمه وجوده يُتداول حتى وقتنا هذا بين أهل الكويت من بدو وحضر، وقد اشتهر بلقب "إمْعَشِّي العوسج"()مما يدل على جوده وكرمه.
شملان بن علي آل سيف الرومي:
الذي ساهم في بناء المدرسة المباركة، وأنشأ مدرسة السعادة للأيتام، وشارك بمجهود وافر في إنشاء مسجد المطبة(). كما ساهم بثلث ولده "علي" - الذي استشهد في حرب الجهراء - في تأسيس مسجد علي الشملان، الواقع في دوار شارع عبدالله المبارك في المرقاب().
وإلى جانب ذلك كله، فقد كان لأهل الإحسان من آل الرومي، حبس() على ساحل البحر يعرف بحبس الرومي، وهو عبارة عن مرساة من الحجارة تكون داخل البحر، يستعملها أهل المحلة في أعمالهم البحرية وغيرها().
في هذه البيئة الصالحة ووسط هؤلاء المحسنين الكرام رحمهم الله جميعاً، نشأ المحسن بشر الرومي، الذي تعددت أوجه إحسانه، وامتدت كشجرة مباركة، يتفيأ الكثيرون ظلها، ويطعمون من خيرها.
عمارة المساجد: أراد المحسن بشر الرومي – رحمه الله - أن يبني بيتاً لله تعالى في الأرض، يكون ذخراً له عند الباري عز وجل، وسبيلاً إلى دخول جناته ونيل مرضاته في الآخرة، قال تعالى: "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ" (التوبة 18). وقد وفقه الله تعالى إلى نيل هذا الشرف العظيم، ليس ببناء مسجد واحد بل مسجدين:
مسجد الرومي:
كان المحسن بشر الرومي - رحمه الله - يمتلك "ياخوراً"() مع أسرته في محلة المطبة، وهو جزء من أرضهم - المقامة عليها الآن أبراج العوضي - في منطقة الشرق، ونظراً لحرص بشر على أداء الصلوات جماعة، شرع يفكر مع أسرته في تأسيس مسجد قريب من "ياخورهم" - حيث لم تكن هناك مساجد في تلك المنطقة آنذاك ولم يطل تفكيرهم، إذ سرعان ما خصصوا قطعة أرض من جهة الغرب من "الياخور" ليبنى عليها مسجد لله تعالى، متحملاً أيضاً نفقات البناء والتجهيز، مبتغياً من هذا العمل الثواب الذي وعدنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ أَوْسَعُ مِنْهُ فِي الْجَنَّةِ" أخرجه أحمد في مسنده.
وسرعان ما علا البناء وصدح صوت المؤذن بالنداء من فوق مئذنة مسجد الرومي الذي يقع في منطقة الشرق على شارع دسمان (شارع أحمد الجابر حالياً)، مقابل ياخور حسين بن علي بن سيف الرومي قريباً من أبراج العوضي وذلك في عام 1339 هـ (1920م)،()وقد امتدح الشيخ عبدالعزيز بن صالح العلجي صديقه بشر وأسرته لقيامهم بهذا العمل الجليل قائلاً:
إن هذا مسجد منشرح حيث بانـوه كرام صلحوا
فخذوا تاريخه غُرٌّ بداً (آل بشر بالتقى هم ربحوا)()
وقد بُني المسجد في أول الأمر من الطين وكُسي بالجبس، وكانت مساحة الخلوة المصلى فيها صغيرة لا تسع سوى ثلاثة صفوف. وأما "الليوان" فكان يسع صفين آخرين.
ويمتاز مسجد بشر الرومي بكثرة نوافذه وطولها مما يجعل الضوء والتهوية الصحية فيه متوافرين دائماً، وللمسجد بابان أحدهما يطل على شارع أحمد الجابر، والآخر على الناحية الشرقية.
وقد قامت دائرة الأوقاف العامة بتجديده عام 1372هـ (1952)()، كما قام المحسن الحاج عبدالله بن ناصر البناي بإنشاء منارته الحالية، والتي اقتبس منها مهندسو أبراج العوضي - القريبة من المسجد – شكل أقواس البناية فازدانت الأبراج بها().
ومن فضل الله تعالى أن هناك أكثر من وقف على هذا المسجد، والمعروف منها حالياً اثنان فقط هما:1- وقف خالد بن فايز الخميس: وهو عباره عن بيت للإمام في فريج حسين بن علي الرومي، مع بيت آخر بجواره للمؤذن.2- وقف آمنة بنت علي: وهو عباره عن بيت في محلة المطبة، أوقفته على مصالح المسجد، من بناء وحصر وزيت ودلو وغيرها، مما يحتاجه المسجد، بعد أن تقام مصالح البيت الموقوف من بناء وغيره، مما تستدام به غلته.
المواصفات العامة للمسجد:
- المساحة الكلية للمسجد 700 متراً مربعاً.
- يتسع المسجد لعدد 400 مصلٍّ.
- ارتفاع المئذنة 18 متراً .
- بني المسجد على الطراز العادي القديم.
مسجد بالأحساء:
رغب المحسن بشر الرومي رحمه الله في الإستزادة من الخير والثواب، فأسس مسجداً آخراً في الصالحية بمنطقة الأحساء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، بعد أن أشار عليه بذلك صديقه الحميم الشيخ عبدالعزيز بن صالح العلجي – من علماء الأحساء آنذاك – الذي سعى في بناء مسجد في تلك المنطقة، وطلب من آل الرومي التبرع لهذا المشروع الخيري النبيل، فكان بشر أول المساهمين فيه.

التعديل الأخير تم بواسطة عنك ; 24-05-2009 الساعة 08:17 PM.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-05-2009, 08:16 PM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي

عطفه على الفقراء :

اعتنى الإسلام بالفقراء عناية بالغة، وأوصى بهم في مواضع عدة من القرآن الكريم، وجعلهم من مستحقي الزكاة في قوله تعالى: " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)" سورة التوبة.
ولذلك كان – رحمه الله - عطوفاً على الفقراء والمساكين شفوقاً بهم، فكان ديوانه مفتوحاً لهم طول اليوم لتقديم الطعام والشراب، وكان يمتلئ بهؤلاء الفقراء والمساكين، حتى إن الكيس الكبير من الأرز لم يكن يكفي سوى يومين.
أما أهل بيته - الذين تعلموا منه حب الخير - فكانوا يعدون الطعام ويوزعونه على الفقراء في بيوتهم، عملاً بقول الحق جل وعلا "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا(8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا (9) سورة الإنسان.
وكان رحمه الله يحث أهله ويشجعهم على الإكثار من هذا العمل الطيب، فكانوا ينفقون الأموال ويقدمون الطعام ويفعلون الخير، ندية نفوسهم، راضية قلوبهم، مبسوطة أيديهم، بغير منٍّ ولا أذى ولا تفاخر، وقد سجل الشاعر صقر الشبيب ذلك العمل الجليل فقال:
فكـم من ضعـيف نلـته بمـعونة وأسعدته والمسعدون قليلُ
وكـم عاثر مـنا أقلــت عـثاره وقد عز ما بين الأنام مقيلُ
وكـم نال مـنا السائلـون رغائـباً على حين عز السائلين منيلُ
طبعت على حسن اصطناعك كل ما إلى خير نفع للضعيف يؤولُ
فكنت كثـير النفـع فـينا عميـمه إذا اختص بالنفع الخليل خليلُ()
إكرامه لجيرانه:
ليس من المستغرب أن يحسن بشر الرومي معاملة جيرانه، وهو الذي قرأ كتاب الله صغيراً، وتشرب من تعاليمه، فكان يغمرهم بفيض بِره وكرمه، ويشملهم بحسن المعاملة وطيب المعشر وحلاوة اللسان، الذي هو من علامات الإيمان وطريق إلى حب الرحمن، متأسياً بوصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأبى ذر - رضي الله - عنه بقوله: "يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ"() متفق عليه.
وقد انعكس ذلك على أخلاق المحسن بشر الرومي – رحمه الله - الذي شهد له كل من جاوره وعائلته بما سبق من صفات الجود والكرم، وحسن المعاملة وسمو الأخلاق، وقد عبر الشاعر صقر الشبيب عن هذا الإحساس قائلاً:
فكنتَ وحظُّ الجـارِ ممـا يحبُّـه لديك كما يقضي الجوارُ جزيلُ
وكنت على أمـنٍ لجَـارك دائمـاً من البادرات الموديات حصولُ
إذا ما استمال الجـار كيـد جـاره ففيك عن الكيدِ الذميمِ عـدولُ
وما كنَت - لو شئت المكيدةَ - عاجزاً ولا كان عنها في شباك فلول()
ولـكن أبـيت إلا الوفاءَ وحســنَه عليـك سـجايا كـلهن جميلُ()
الإصلاح وحسن المشورة:
كان المحسن بشر الرومي محباً للإصلاح بين الناس، باذلاً للنصيحة، عاملاً بالحديث الذي رواه أبو رقية تميم بن أوس الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ" رواه مسلم.
وقد سجل رحمه الله مواقف مشرفة عديدة تدل على ترسخ هذه الصفة فيه، ولعل أبرزها دوره فى إنهاء أزمة هجرة تجار اللؤلؤ() وذلك عندما نصح الشيخ مبارك الصباح بأن يرسل ابنه (الشيخ سالم) برسالة فيها الأمان والعفو والصفح عما حدث، ليرجعوا إلى بلادهم سالمين مكرمين.
فاستجاب الشيخ مبارك لنصيحته المخلصة، وأرسل ابنه (الشيخ سالم) مع الوجيه فارس الوقيان، فأبلغهم الرسالة وتم الصلح بحمد الله تعالى.
ويدل هذا على ذكاء بشر وفطنته وقدرته على احتواء المشكلات قبل تفاقمها، قال تعالى: "يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (269)" سورة البقرة.
وقد مدح الشاعر صقر الشبيب موقفه هذا في قوله مخاطباً بشر الرومي:
وكم لضعيف شهب حق أبنتها ولولاك لم يبرح بهن أفول()
نظارة الوقف الخيري:
كان المحسن بشر الرومي محلاً لثقة الناس وحبهم، لتحليه بالأخلاق الأصيلة والصفات الحميدة، وقد تعددت صور هذه الثقة فيه، ومن ذلك أن الواقف السيد علي بن حسين بن علي السليمان اختاره وصياً على أراضيه التي أوقفها على الفقراء والمساكين، المسماة "بالحربية" والواقعة في محلة "بريهة" في منطقة العشار أحد مضافات البصرة، وقد ظل بشر وصياً عليها إلى وفاته.
وقبل أن يلقى وجه ربه الكريم وَكَّلَ أبناءه أوصياء نيابة عنه، فظلوا أوصياء عليها من بعده إلى أن ذهبت هذه الأرض. يقول السيد عدنان بن سالم الرومي: "أن هذا العمل يدل على ثقة الناس به وحبهم له، وقد يكون بشر مساهماً مع الوصي ولكننا لا نملك دليلاً على ذلك".
وفاته:
بعد عمر طويل قارب التسعين سنة قمرية، قضاها المحسن الكريم بشر الرومي – رحمه الله - زاهداً في الدنيا، باذلاً الكثير من ماله في أوجه الخير والإحسان، انتقل إلى رحمة الله تعالى ورضوانه في غرة جمادى الأولى عام 1347هـ، الموافق 14/11/1928م، ودفن في الجهة الشمالية من مقبرة هلال المطيري بمنطقة الشرق.
رحمه الله رحمة واسعة، وجعل أعماله في ميزان حسناته، وأسكنه فسيح جناته.
قالوا عنه:
كان بشر الرومي - رحمه الله - حفياً كريماً بالكثير من أهل بلده وكان منهم الشاعر الضرير صقر الشبيب الذي نشأ بين عائلته، فأسبغ عليه من عطفه وكرمه، وسار على هذا النهج أولاده من بعده، لذلك جاء رثاء صقر الشبيب لبشر الرومي - رحمه الله - كرثاء الابن لأبيه، لا يوازيه في حرارته وفيض مشاعره إلا رثاؤه للشيخ العلامة عبدالله الخلف الدحيان.
يقول شاعر الكويت صقر الشبيب في مرثيته الرائعة للمرحوم بشر الرومي():
عَلَيْكَ لِشَرْقِيِّ الكُوَيْـتِ يَطـُـولُ بُكَـاءٌ وإِنْ لَـمْ يُجْدِهِ وعَوِيـلُ()
وَأَنَّى لشرقي الكويــت تجـلـدٌ وقد جدَّ منك اليومَ عنه رحـيلُ
تجــلُّدنا لمّا فقـدناك سـدَّ مـا له من سـبيل لاعِجٌ وغلــيلُ
فليـس إلى حُسـن التجـلد لِلألى صَرَمتُهُم يا بشـرُ عنكَ سـبيلُ
عليك أذلْنا الدمعَ() من بعـد صوته فأصبح بعد العـزِّ وهو ذلـيلُ
وغـيرُ كـثيرٍ إن غدونا وكُلُّـنا لمَا صانَ من دمع علـيك مُذيلُ
فإنـك ظـل – والحـياة هواجر تَفَـيأهُ ضـاحي العُفاةِ - ظليلُ()
إذا راح عـنه أو إليهِ من الورَى سِـوَاكَ كـما يقضي هواهُ يميلُ
فأنتَ علـيهِ قدْ وجدنـاكَ عاكِـفاً وعَنـهُ لشيءِ لمْ نَجِدكَ تحـولُ()
وفَضلُ حَياةِ المرءِ ما كانَ نافِـعاً ومَحَيا الأُلَى لا ينفعون فُضولُ()
وَكُلُّ على حُكـمِ السَّجـِّيةِ كائـنُ لهُ حسبَ ما منه اقتضَتهُ نزولُ
ولكـن أبتّ إلا الوفاءَ وحُســنَهُ عليـكَ سَـجايـا كُلُّهنَّ جمـيلُ
فَرُحْـتَ وكلُّ بينَ فكـيهِ مِقـولٌ عليكَ كما شـاء الثـناءُ يجـولُ
قَطَعت من المحيا الطويل طريقَـه وأنت لمقطـوعِ الجمـيلِ وَصولُ
وآيـةُ حــُبِّ اللهِ للمـرء تركـهُ له وَعْر طُرق العرفِ وهو سهولُ
ومِثلك في الدنـيا الثناءُ نصــيبهُ يـردده فَــرْدٌ بـها وقــبيلُ
وفي داره الأخرى لـدى الله حَظُّهُ ثوابٌ إلـيه يطمــئنُ جلــيلُ
وإنَّ اجتماعَ الحمدِ والأجر لامـرئ لَحظُّ لأعــناقِ الحـظوظِ مميلُ
وهل راقَ إلا ذَـيْن شيءُ ينالُــهُ فتى رأيُهُ فيــما يراه أصــيلُ
فَقَرَّ وطِبْ عيـناً ونفـساً فكلُّ مـا حصلتَ علـيه اليومَ لـيس يزولُ
أسالَ غزير الدمع فَقْدُ ابن يوسـفٍ وللدمـعِ فقـدانُ الـكرِيم يسـيلُ
وحـقَّ له أنـَّا نُسـيل نفـوسـَنا مع الدمع لو لم يبـق مـنه بديـلُ
ولكـن مضى بِشـرٌ وظلَّ "محمد" وهـذا لـهذا مُشْـبِهٌ وعـديــلُ
فكان لنا عن شَيْخِهِ خـيرَ سـلوة ولا غَـرْوَ أن أَسْلى أَبَاهُ سلــيلُ
فيا بشر إن ترحـل فـيوم "محمد" سلـيلك لم يدرك ضـحاه أصـيلُ
يحـفّ به من آلك الغـر معـشر لهم حيث حل الأكرمـون حلـولُ
فسر غير مرغوب عليهم فكلـهـم "قؤول لـما قـال الكـلام فعـولُ"
عـَزاءَكُـمُ يا آلَ بِشـْرٍ فَمِثْلكـم لما نـابَ بالصـبر الجميلِ حُمولُ
وكُلُّ امـرئٍ مهـما تعاظـم قَدْرُهُ سيخضـع مـنه للمـنون تلـيلُ()
رحم الله المحسن الكريم بشر الرومي، وجزاه عما فعل خير الجزاء، وأسكنه فسيح جناته
المصادر والمراجع:
* مقابلة مع السيد عدنان سالم الرومي من أحفاد المحسن بشر بن يوسف الرومي.
- أحمد البشر الرومي - ديوان صقر الشبيب: شاعر الكويت – مكتبة الأمل - الكويت.
- د. أحمد مصطفى أبو حاكمة –تاريخ الكويت الحديث – الطبعة الأولى – دولة الكويت 1984م.
- الأمانة العامة للأوقاف – تاريخ دائرة الأوقاف العامة (1368هـ - 1377هـ) - الكويت 1995م.
- القبس - العدد 3593 - 14/5/1982.
- بيت الزكاة – سلسلة محسنون من بلدي – الجزء الأول والثاني - الكويت 1998م /2000م.
- سيف مرزوق الشملان – تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي – الجزءان الأول والثاني – مطبعة الحكومة – الكويت 1978م.
- سيف مرزوق الشملان – من تاريخ الكويت – الطبعة الثانية - ذات السلاسل – الكويت 1986م.
- شجرة نسب قبيلة عنزة - التي تم التصديق عليها من الشيخ عروة بن هذال عام 1893م.
- عبدالله محمد عبدالعزيز الجزاليني - تاريخ الأفلاج وحضارتها – الطبعة الأولى – الرياض 1413هـ (1992م).
- الشيخ عبدالعزيز الرشيد - تاريخ الكويت – الطبعة الثانية – دار مكتبة الحياة – بيروت 1971م.
- عدنان سالم الرومي – تاريخ مساجد الديرة القديمة – الطبعة الأولى – الكويت 1988م.
- عدنان سالم الرومي – تاريخ مساجد الكويت القديمة - الكويت 2003م.
- عدنان سالم الرومي - علماء الكويت وأعلامها– الطبعة الأولى - مكتبة المنار - الكويت 1999م.
- من رسالة الشيخ مبارك الصباح إلى المعتمد البريطاني – مذكرة حول النظام السياسي لدولة الكويت – من إعداد مركز البحوث والدراسات الكويتية.
الشيخ يوسف بن عيسى القناعي - صفحات من تاريخ الكويت – الطبعة الخامسة – شركة ذات السلاسل - الكويت 1987م.
* وثق هذه المادة حفيده السيد عدنان سالم الرومي
منقول محسنون من بلدي .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-05-2009, 01:30 AM
العازمى العازمى غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 20
افتراضي

شكرا لطرحك الرائع
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-06-2009, 03:51 AM
koot koot غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 45
افتراضي

سرد رائع للمرحوم العم بشر الرومي
ولدي بعض الاستفسارات لو سمحتوا :
منزله الكائن في شرق هل هو له ام هو لوالده ؟ على ما اعتقد بفريج الشيوخ ؟
من هو الشيخ البصير) محمد بن جنيدل ، الذي ذكرته ؟
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-06-2009, 11:15 PM
عبدالله الجسار عبدالله الجسار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 59
افتراضي

و لو أني أعلم أن المرحوم بشر الرومي لن يزيده مدحا ما سأذكره لغناه عنه و إنما هي حقائق يجب ذكرها
سمعت عن جدي رحمه الله هذه القصة و أحب إيرادها كنموذج من أخلاق أهل الكويت :

كان هناك طواش بحريني يدعى " عبدالله بن السـِّوْ " ( بكسر السين المشددة و تسكين الواو ) و كان يجوب البحر فيمر على السفن عله يجد من يريد بيع لآلئه و كان يشتري من سالم - الكبير - و محمد ابني بشر الرومي ( و كان أحمد حينذاك صغيرا ) و في أحد الأيام اراد أن يشتري منهما لآلئا فقالوا له
بـ 8000 روبية إلا أنه أرادها بـ 7500 روبية فرفضا فذهب
ثم عاد كي يساومهما من جديد فلم يجدهما و سأل عنهما فقيل له إنهما عادا الى الكويت
فلما وصل الكويت نزل عليهما ففرحا لأنهما عرفا أنه يريد اللآلئ فسامها بـ 7500 روبية فرفضا الا أن يبيعا بـ 8000 روبية
فأذن المؤذن لصلاة العصر حينها فسأل عن الحمام ليتوضأ فدلياه عليه و جلسا في الديوان يتناقشان فقال سالم لمحمد : يا اخي خلنا نبيع بـ 7500 روبية ترى " مِن حَدْ لـَـدْ " ( أي من حد على السعر خاصمته البيعة و لم تتم ) فقال محمد يا اخي احنا بنحده إن رضا و إلا بعناه بسعره
و كان والدهما بشر الرومي يسمع كلامهما ، فلما خرج عبدالله من الحمام ذهبوا جميعا للمسجد - فلما قضيت الصلاة سبق سالم و محمد والدهما و عبدالله الى البيت
فقال بشر الرومي لعبدالله " ترى العيال يبون يبيعونك على سعرك ، لا تقط روحك عليهم "
فقال عبدالله : الله يكتب اللي فيه الخير
فلما رجع عبدالله الى البيت قال لهما : يا جماعة ، مجلس الخيار انحل و انا الحين الصراحة ما ابي الا بـ 7000 روبية ، فقالا : اي ليش ، مساع تبيها بـ 7500 روبية ، فقال هذا اخر قرار و اذا الله كاتب لي اشتريهم شريتهم ، فقالا : لا خلاص ما الله قاسم
فلما هم بالذهاب قال سالم لمحمد : يا معود بيعه خذ الشورة مني بيعه " فقال محمد : يا عبدالله خلاص الله يفتح عليك - اي بعناك - ، فقال : عيل خلوني أجيب فلوسي
فذهب و قال لصاحب له في المركب جيب لي 7000 روبية و خليك قريب مني
فرجع الى المنزل و أعطاهما الـ 7000 روبية و رأى الكآبة عليهما - اذ 500 روبية لم تكن مبلغا قليلا - و قال لهما : يا معودين هذي بعد ما فيها جزع انا الله كاتب لي اربح 500 روبية و انتوا الله قسم لكم تخسرونها و إن شاء الله تتعوضون بغيرها ، فقالا : لا ان شاء الله ما فيه جزع - و كان الحزن باديا عليهما -
فقام عبدالله و سلم عليهما و لما خرج أشر بيده لصاحبه فأحضر له 1000 روبية - على اتفاق سابق بينهما - و أعطاهما الألف و قال :
شوفو ترى اللي يحصل له على ابو مثل ابوكم هذا هو الربحان في الدنيا ، تر ابوكم قال لي عن الحوار اللي دار بينكم و انا كنت ناوي اشتري منكم بـ 8000 روبية من يوم رحت المسجد و قلت إن التجارة مع هالأجواد لا بد انها رابحة و هذي يبا الألف الثامنة

رحم الله رجالات الكويت و رحم عبدالله بن السو على هذه الأمانة
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-03-2024, 01:13 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 269
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عنك
  
كان المحسن بشر الرومي محلاً لثقة الناس وحبهم، لتحليه بالأخلاق الأصيلة والصفات الحميدة، وقد تعددت صور هذه الثقة فيه، ومن ذلك أن الواقف السيد علي بن حسين بن علي السليمان اختاره وصياً على أراضيه التي أوقفها على الفقراء والمساكين، المسماة "بالحربية" والواقعة في محلة "بريهة" في منطقة العشار أحد مضافات البصرة، وقد ظل بشر وصياً عليها إلى وفاته.

هذا صحيح

هذه وثيقه
من متصرف البصره
بتاريخ
31 اغسطس 1921
ضمن الارشيف
البريطاني
تثبت وكاله
بشر بن يوسف
الرومي
عن ورثه
علي بن حسين
نقلا عن عبدالرحمن
بن سلمان البدر

رحم الله الجميع

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرومي (الفحيحيل) رشدان الرومي الفحيحيل 10 21-05-2022 02:53 AM
الرومي حداق شرق 79 05-05-2013 01:10 PM
علي بن يوسف الرومي ...... ؟ فحيحيلاوي القسم العام 9 29-09-2009 11:01 AM
ظاهرة قلب الحروف وإبدالها في اللهجة الكويتية - محمد يوسف الرومي AHMAD التاريـــخ الأدبي 2 20-06-2008 11:03 PM


الساعة الآن 07:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت