02-03-2008, 09:03 AM
|
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
|
|
الشاعر عبدالمحسن الدويش - الوطن
لسبت 16/2/2008 - الوطن
سلطان بن فرزان هو شاعر »نحت أنا لوابرا«
الشاعر عبد المحسن الدويش: الكويتيون شغفوا بالسامري الذي ابتدعه الهزاني وطوروه
تحدث الشاعر عبدالمحسن الدويش عن علاقته بشقيقه الشاعر الراحل عبدالله الدويش الذي كان بالنسبة له الوالد والأستاذ.
وقال عن نشأته انه ترعرع في بيت يضم مكتبة زاخرة بكتب الأدب والشعر والتراث وقال انه كتب الشعر العربي والعامي والزهيري بسن مبكرة وقد حال دون نشره لشعره كونه كان يعمل في السلك العسكري.
وعرج على تاريخ السامري منذ ظهوره وعلى مراحل تطوره ووصوله للكويت والاضافات التي أدخلت عليه من الكويتيين كما أجاب عن العديد من الأسئلة وأمور أخرى علق عليها في هذا الحوار.
ـ كيف كانت علاقتك بأخيك الشاعر عبدالله الدويش؟
ـ كان الوالد فهو الذي اهتم بتربيتي اذ توفي والدي وأنا في سن الثانية عشرة وهو الأخ الأكبر ولكوني اصغر اخواني فقد اهتم اهتماما كبيرا بتعليمي اضافة الى ذلك بدأ يتعرف الى ميولي الأدبية واهتمامي بالشعر، ومن هنا بدأت مساعدته بتنمية مواهبي الأدبية والشعرية.
ـ متى كتبت أول قصيدة؟
ـ كانت في البداية محاولات كنت اطلع أخي عليها فوجدت عنده التشجيع والتوجيه وفي سن الثامنة عشر كتبت القصيدة العربية والقصيدة العامية والزهيري، وفى مطلع الستينات التحقت بكلية الشرطة وبعدها تخرجت برتبة ملازم وطوال فترة عملي بالسلك العسكري كنت اكتب الشعر ولا انشره، وأتذكر الآن أنني عندما كنت اعمل في محافظة الأحمدي كان لي صديقان عزيزان في العمل وهما شاعران كبيران الأول كان اللواء ناصر البدر والثاني المقدم سمير صليهم الهرشاني، وكانت القصائد التي نكتبها تنتشر بين الزملاء والشعراء الآخرين من دون نشرها بوسائل الاعلام.
ـ هل كونك شقيقا للشاعر الكبير عبدالله الدويش يؤخر أو يعوق مسيرتك كشاعر متميز؟
ـ كلا بل انه يضيف لي الكثير خاصة ان عائلة الدويش فيها الكثير من الشعراء
السامري
ـ ماذا عن تاريخ السامري؟
ـ الشاعر عبدالمحسن عثمان الهزاني هو الذي ابتدع السامري وبالمناسبة فهو احد أمراء منطقة الحريق في نجد وهو أيضا أول من وضع الأوزان لشعر النبط على اختلاف أنواعه كما اعتنى بالقافيتين الصدر والعجز وقد انتشر هذا اللون الجديد في نجد وأخذه أهل »الحوطة« واعتنوا به وكذلك الدواسر فقط طوروا فيه ليناسبهم لذلك اشتهر بالاسمين عند اهل نجد فسمى السامري الحوطي والسامري الدوسري.
ـ وماذا عن أصل تسمية السامري؟
ـ هناك فهم خاطئ عند الكثير من الناس اذ يعتقدون أن كلمة سامري مشتقة من السمر وهذا خطا شائع والصحيح انه عندما شاع هذا اللون من الغناء وانتشر وافتتن الناس به حاربه المتدينون والمحافظون من أهل نجد فأطلقوا على من ابتدع هذا الفن اسم »السامري« نسبة للسامري الذي أغوى قوم موسى عليه السلام وكان لهم العذر في ذلك حيث افتتن الناس بهذا الفن الجديد.
ـ متى وصل السامري للكويت؟
ـ هذا سؤال مهم فلقد انتقل السامري مع الهجرات التي قدمت من نجد الى الكويت للعمل والاقامة فأحب الناس هذا الغناء الجديد وبدا الكويتيون يطورونه لما يتفق مع الطباع والعادات والبيئة التي انتشرت بها أنواع كثيرة من الايقاعات بحكم تنوع الفنون وازدهارها بالكويت فاستبدل »الطار« الذي كان الجلد يحيط به من الوجهين الى الطار المفتوح من جهة واحدة اضافة الى استبدال الطبل الذي كان يحيط به الجلد من الناحيتين أيضا واستبدل بالطبل البحري الذي يستخدمه في السامري أهل جبلة وأهل الفنطاس »القرويه« فقط، أما فرق السامري في المرقاب فقد حافظوا على الطبل المحاط بالجلد من الجهتين، وفي اواخر الثلاثينات ومع بداية الأربعينات طرأ على السامري بالكويت تطورا كبيرا وذلك لظهور ألحان جديدة ومتميزة عما قبلها من الحان وكذلك ما يؤدى من رقص على هذه الألحان والايقاعات المبتكرة عند النساء والرجال وفي هذه الفترة ابتدعوا النقازي اللون الذي أضفى على السامري لونا جديدا ورافق ذلك بروز مجموعة من الشعراء الذين أعطوا هذا الفن جل اهتمامهم فبدؤوا صياغة أجمل القصائد لتغنى عليه فمنهم الشاعر الفذ »سلطان بن فرزان السهلي وفهد بورسلي ونقيان العميري ومنصور الخرقاوي وعبدالله الدويش وابراهيم السبيعي وعبدالعزيز العبيدي وعلي مطلق العبيدي وشايج الشايجي وفهد بن جافور وسمير صليهم الهرشاني وفهد الخرينج«.
ـ من أول من نشر السامري في الكويت؟
ـ كما ذكرنا ففن السامري وصل الى الكويت ونقله اليها القادمون من نجد في القديم واستمر على حاله دون تطوير وفي الثلاثينات والأربعينات وما بعدها طرأ التطوير عليه وانطلق هذا التجديد في وقت واحد ونقول في وقت واحد لسبب مهم وهو أن أهل الكويت في الماضي كانوا على صلة فيما بينهم ويجمعهم الغوص والسفر فبدا أهل الفنطاس ويطلق عليهم القروية دون سواهم من سكان القرى في الكويت وأصلهم من قرية »انطاع« في نجد وأهل جبلة في فريج السيفان وفريج السبت، وأهل المرقاب ومنهم فرقة العييدي وفرقة الريش وفرقة الضبيبي وهؤلاء هم الأصل في التطوير والابداع وممن ساعد على انتشار السامري في الكويت اثنان الأول يدعى »القطعي« والثاني »ابو مغير«، وكانا رحمهما الله يحييان السامر مع أهل نجد الوافدين للعمل في الكويت وكان ذلك في مطلع القرن الماضي وقد حافظا على أدائه دون تطوير في الشعر أو اللحن واستمروا الى الأربعينات من القرن الماضي وتوفيا في الكويت.
ـ ماذا عن ألحان السامري وماذا كانت تسمى عند الاولين؟
ـ كانت تسمى طواريق والمفرد طاروق.
ـ ومن هو مؤلف سامرية نحت أنا لوابرا؟
ـ ان شاعر هذه القصيدة هو سلطان بن فرزان السهلي وهو أفضل من كتب السامري وسامرية »نحت انا لوابرا« قصيدة جميلة جدا وهي ليست من التراث كما يزعم البعض وبالمناسبة فان الشاعر سلطان بن فرزان هو من سكان قرية ابو حليفة وقد عمل بالغوص وتوفي في ابو حليفة عام 1939م.
ـ وماذا عن الأوزان أو البحور التي يغنى بها السامري؟
ـ السامري لا يقيده وزن او بحر فهو يغنى على اغلب الأوزان كالمسحوب والفريسني والهلالي وغيره من الأوزان.
ـ وكيف نحافظ على التراث؟
ـ لقد تصدى لهذه المهمة الشاقة الكثير من المخلصين من اهل الكويت وفي طليعتهم احمد البشر الرومي وحمد الرجيب وعبدالله الدويش وخالد سعود الزيد وعبدالرزاق العدساني كل حسب اختصاصه وقدراته وقد اثروا بعطائهم وحفظوا لنا الكثير.
ـ وكيف تجد البرامج التي تعنى بالتراث في التلفزيون؟
ـ كي لا نبخس الناس أشياءهم وللانصاف هناك الكثير من المجتهدين والأمناء الغيورين على تراث الكويت الا أن بعض المدعين المعرفة يبثون الكثير من المعلومات الخاطئة لأنهم في الأصل لا يعلمون شيئا عن التراث مما يجعلهم سببا في تشويه الحقائق وهنا تأتي الخطورة على الناشئة والشباب عند تلقيهم هذه المعلومات الخاطئة ويصدقوها كونها تأتيهم من التلفزيون أو الاذاعة التي هي بالأصل رسمية وتابعة لوزارة الاعلام ناهيك بالتلاعب باللهجة الكويتية والتسبب في ضياعها.
ـ متى طبعت ديوانك؟
ـ لقد تأخرت كثيرا بطباعة أول ديوان حيث باشرت طباعته بعد التقاعد وهو عبارة عن مجموعة قصائد عامية وزهيري أما ديوان الشعر العربي فسيجهز ان شاء الله قريبا.
ـ هل لك أن تذكر لنا أسماء المشهورين من أهل السامري في الكويت؟
ـ نعم ولنبدأ بالذين نالوا الشهرة من أهل الفنطاس »القروية« وهم فلاح السعيد وأخوه الأكبر وفرج المجبل وعيسى الردهان وعبيد الردهان ونقيان العميري وعيال المزيعل ومحمد البراك، ومن فريج المرقاب هناك ثلاث فرق هي فرقة العييدي الوتيد ومنهم صالح العييدي ومحمد العييدي وعبدالله المسعود وعبدالله بن أسود وكانوا ينفردون بغناء السامري الدوسري وقد طوروره كثيرا والسامري الدوسري يتميز كذلك بقصائده واصل العييدي الوتيد »دواسر« وفرقة الضبيبي ومنهم عبدالعزيز الضبيبي وعبدالمحسن الضبيي ومحمد التنيب وبعض من عائلة الضبيبي وفرقة الريش ومنهم مجموعة من عائلة الريش وعبدالله الحبيتر وهو شاعر سامري ايضا وله اسهامات كبيرة في تطوير السامري، اما المشهورون بالسامري من اهل جبله فهم علي السيفان وناصر الطخيم واحمد الدويش وعبدالله العامر وصالح وشريدة وعبداللطيف المزيد وخليفة السيفان وعبدالرزاق السيفان واحمد بو غيث وعبدالكريم وسليمان بن خادم، ومن الذين اشتهروا بالسامري من أهل الجهراء أيضا فالح السويلم وصالح الوزق وسليمان الفرج، وللانصاف فان ناصر الطخيم رحمه الله ساهم اسهاما كبيرا في تطوير السامري مما جعله محببا عند الناس عندما أضفى عليه من عنده أجمل القصائد حيث كان شاعرا مبدعا ومتميزا.
ـ هل يمكن أن تعدد لنا أنواع السامري ومسمياته؟
ـ نعم وسأختصر في ذكر بعض أنواعه ومنها:
ـ1 سامري كويتي والقصيدة للشاعر الكبير احمد مبارك العصفور مثال لها اذ يقول:
أحب الخضر من حيث لي صاحب خضر
وماري ابزينه جملة البيض وماري
وافرح الا دشو هل الغوص والسفر
وافرح الى شالوا هل الفن خماري
ـ2 وهناك سامري حوطي والقصيدة للشاعر عبدالله الفضالة نموذج لها اذ يقول:
ألا يا أهل الهوى واعز تالي
عديل الروح مكن بي صوابه
عشير بالمحبة سم حالي
أنا واحسرة قلبي عذايه
وهناك أنواع أخرى مثل القروي والنجدي الروادي والرزيف والنقازي.
|