راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > البحوث والمؤلفات
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-07-2009, 08:53 PM
الصورة الرمزية الجامع
الجامع الجامع غير متواجد حالياً
مراقب قسم الوثائق والصور التاريخية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 560
افتراضي كتاب كاديلاك وكوكاكولا ترجمة د.محمد السبيعي

كاديلاك كوكاكولا



بقلم مهاب نصر(القبس)

«لقد أصبحت الكويت من فرط ما فيها من حركة كمدينة يسكنها الجان..في تلك المدينة القديمة والجميلة ببيوتها العريقة المتواضعة أخذت تكثر المساحات الفضاء، هات الجرافة انسف الأسوار أفسح المكان لمدينة جديدة..للتقدم»، بهذه العبارات يصف المهندس السويسري جون هنري ميلر في كتابه {كاديلاك وكوكاكولا} الصادر عن دار هكسوس بترجمة د. محمد السبيعي فورة الحياة المغايرة التي دبت في أوصال الكويت على اعتاب الطوفان النفطي الذي اكتسح بالحياة العصرية التي حملها كل جوانب العيش ومظاهر العمران. لكن الأهم في مذكرات هذا المهندس الذي عمل في الكويت منذ عام 1957 في مشروع الميناء ، وإن كان قد زارها في ثلاثينيات القرن الماضي، هو تفصيله للقاء الحضاري المدهش في بقعة من الأرض صارت محطا للمطامح والأطماع وتنافس الشركات على الفوز بالمشاريع الإنشائية الكبرى، كما هي حافز لأحلام الثراء ومسعى لطلب الرزق للآلاف الآتين من أصقاع الأرض ببشرات متنوعة كأنها كرنفال إنساني، من أميركا إلى الفلبين ومن مجاهل اليمن إلى الساحل الفارسي.

بلغة روائية يركز ميلر على حياة المهنيين والحرفيين الذين صاروا قوة عمل عابرة للقارات، يصفها كحياة المغامرين الذين يألفون تحديات البيئة وقسوة الطبيعة ولا يصبح الكسب فقط مطمحهم بل التحدي والحياة في مجتمع جديد. بحذق يلتقط ميلر و بلا تعصب حياة السكان المحليين من أبناء الكويت بدوا وحضرا، وبتفهم عميق لقيم الحياة النابعة من ظروف البيئة القاسية التي لم تمنع من الكرم واحترام خصوصية الأجنبي، وتركه يعيش في سلام.

نادي غرانديا
«نادي غرانديا هذا يقع في المعسكر القديم في موضع لا يبعد أكثر من خمسين مترا عن أقصى نقطة يمتد إليها لسان البحر. قام الأنكليز ببنائه منذ خمسة أعوام أما اليوم فنحن الوارثون له». هكذا يصف ميلر النادي الذي كان يقضي فيه عمال المشروع الذي عمل به في الكويت حيث كان يعمل لدى الشركة الأميركية التي تولت بناء الميناء. لكن لميلر المولود في عام 1911 خبرة عميقة بالمنطقة العربية لغة وعادات ، حيث توجه إلى العراق في الثلاثينات من القرن الماضي لبناء طريق بغداد، ومن ثم كان حديثه عن طبيعة التكوين السياسي وتوزيع الثروة هناك ينم عن خبرة، و ذلك حين تعرض لأحداث ثورة الموصل وإحباطها بقسوة.
أما نادي غرانديا فهو بالنسبة لهؤلاء العمال المغامرين الغرباء بدا كجزيرة يؤون إليها من عناء العمل الأسبوعي الشاق تحت سياط الشمس اللاهبة والرطوبة التي تتخلل الثياب وتخنق الأجساد.
عن هؤلاء العمال يقول «رجال يتخذون من كل عمل تحديا شخصيا إنه أحد ضروب الأخوة التي تتوسل لشق طريقها بكل ما هو شاق من جرافات وعمليات نسف وهدم.. يسكنهم نوع من أنواع الفتنة بالأعمال العملاقة...هذا ما شيدناه، تلك هي نصبنا: ميناء، نفق سد».
وحين يفكر أحدهم في العودة إلى الديار نتيجة الظروف القاسية للعمل ليستريح بين أهله ويقص عليهم مغامراته، يقدم ميلر رؤية عكسية حيث يرى الناس في بلاده غارقين في مشاكلهم المحلية بينما يكون العامل قد صار مواطنا عالميا «حتى لو كنت آت من القمر فأحد لا يكترث بما عملت وأين كنت في أصقاع هذا العالم..هذه العاهات التي لم يذهب أنفها أبعد من سان فرانسيسكو لا تود أن تعلم شيئا».

حلم الذهب
كنصف الحالم يتحدث ميلر عن الكويت القديمة «في يوم من الأيام كانت هذه المدينة عتيقة وجميلة وبملامح عربية وأزقة ضيقة وأسواق وممرات ظليلة بنيت بيوتها من الصخور المرجانية والطين وبلا نوافذ .. العزلة عن مجريات العالم والعازل الصحراوي مكنا شعبا كويتيا من النضج، كما يتسم تجار الكويت بالوقار البالغ والنبل الذي لا يمكن رشوته».
لكن نشوة النفط تلبست بالمدينة «أتت بالذهب.. الذهب» فأقبل إليها الحالمون بالثراء وتغير وجه المدينة «بيوت عصرية ذات أربع طوابق، الواحد بمحاذاة الآخر، ولتذهب خصوصية السكن إلى الشيطان.. نود أن تكون أحدث مدينة في الجزيرة العربية؟ أحدث من بيروت والقاهرة.. إعلانات ضوئية هنا.. أضواء نيون حمراء.. نريد أبقار نسلة تومئ برؤوسها.. أن نسمع حركة ساعات سويسرية، سيارات جيب وكوكاكولا فوارة..».
ومع هذا، فإن تحول الكويت إلى{دولة الرفاه التي يشار إليها بالبنان في العالم» لم تفسد المزاج الإنساني الكويتي ممثلا في الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح فقد ظل على خلاف المحيط الخليجي، كما يقول الكاتب «ذلك الرجل البسيط الذي لم يتلبسه هوس الثراء» ولم يرتكب أخطاء كتلك التي أصاب منها بعض حكام المنطقة.
يشيد ميلر قياسا على الحياة في شبه الجزيرة العربية بروح التسامح الكويتية «أمسلم أنت أم مسيحي، عربي فارسي أو أوروبي، هندي، درزي... من أنت وماذا تكون ومن أين أتيت هذا لا يعني شيئا في الكويت.. من يقم في هذا البلد باستقامة وإخلاص فلن يلاحظ البتة بأن هناك قانونا» ويعني بذلك عدم مطاردة الغرباء باللوائح والقوانين.

مهربو البشر
مثلما يركز ميلر على ملامح التغير في المدينة ويقارن على طول الكتاب بين العادات والقيم التي جلبتها حمى الثراء، كذلك يتابع حالات السقوط الإنساني، حين يتحول بعض المستغلين إلى تجار للموت، هؤلاء هم مهربو البشر من الفقراء المنتظرين على ضفة الشاطئ الآخر، متطلعين إلى فرصة للحياة على أرض الذهب. يكتشف الكاتب ذات يوم جثثا طافية وأشلاء لفظتها مياه الخليج «أربعة وثمانون فارسيا أريد تهريبهم إلى الكويت..غرق البوم بكل من حمل، وفي كل يوم يلفظ التيار إلى اليابسة بجثث، وأحيانا بذراع أو ساق.. في رقاب قباطنة سفن التهريب هذه كثير من الضحايا». يصيح هؤلاء القباطنة القساة في راكبي السفينة: الهدوء .. أتودون أيها الكلاب أن يكتشف خفر السواحل أمرنا.. هيا انتشروا على الساحل وتوجهوا فرادى إلى المدينة .. اقصدوا تلك الأضواء فما ترونه هو الكويت. اتضح أن القبطان أنزل ركابه في فيلكا حيث سريعا ما يتم اكتشاف الغرباء، ولا أمل في الإفلات.

كاديلاك وكوكاكولا
تماما كالرحالة المغامرين يعيش ميلر ومهندسو وعمال المشاريع في بيئة تجمع بين التنافس والتضامن بحسب الظرف، لكنها أبدا متغيرة، هكذا ينتهي المشروع، وتبدأ الشركة في البحث عن عقود في أماكن أخرى منها السعودية. يرفض ميلر بقوة ويصر على البقاء في الكويت حيث أثث بيتا وكوّن أصدقاء، وصارت له حياته الخاصة « .. كم أحب أن أرسل بصري في منزلي يمنة ويسرة لأقول: هذه السجادة البدوية مرحة الألوان أهداني إياها عبد الله حمدان، وهاتين الكرمنشاه ساومت عليهما في سوق الزل» حصيلة اسطوانات .. إبريق قهوة ذو منقار، هكذا يقول أحد أصدقاء ميلر «أنت هنا في وطن إذا فالأمور لا تختلف معك». فما قصة الكاديلاك والكوكا كولا إذا؟ هل هي رموز مرحلة التعاطي مع مفردات الحياة المعاصرة وغزوها للمدينة التقليدية؟ ربما لكن ميلر يشير بها أيضا إلى المفارقة الأبدية بين طبقات الناس، ففي حفل التكريم بمناسبة الفراغ من المشروع يسلم الكبار هدايا من سيارات الكاديلاك، أما موظفو الصفوف الخلفية فيكتفى بتوزيع مشروب الكوكاكولا عليهم.

المرجع: جريدة القبس 28/7/2009

التعديل الأخير تم بواسطة AHMAD ; 03-09-2009 الساعة 02:05 AM. سبب آخر: رفع الصورة
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-07-2009, 06:28 PM
الصورة الرمزية بدر اليتيم
بدر اليتيم بدر اليتيم غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: في كل مكان يذكر فيه الله
المشاركات: 163
افتراضي

تسلم يا الشيخ على النقل
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-07-2009, 09:54 PM
الصورة الرمزية الجامع
الجامع الجامع غير متواجد حالياً
مراقب قسم الوثائق والصور التاريخية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 560
افتراضي

حياك الله اخوي اليتيم، وشاكرلك مرورك.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-09-2009, 02:04 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي

مذكّرات هنري ميلر في كاديلاك وكوكا كولا...
معالم الكويت ونهضتها قبل النفط وبعده

كتب - آدم يوسف ( جريدة الجريدة )
1-9-2009م

يحوي كتاب «كاديلاك وكوكا كولا» جوانب خفية ومهمة للحياة في الكويت إبان فترة الخمسينات، وما سبق ذلك بقليل. فمؤلفه المهندس السويسري جون هنري ميلر يملك حساً روائياً عالياً، جعل الكتاب أشبه بلقطات متتابعة من الحوار والحدث، والتفاعل مع معطيات البيئة والمجتمع.
وصل ميلر إلى الكويت عام 1957 وعمل في البداية لدى شركة كويتية، ثم استخدمته شركة أميركية لبناء ميناء الشويخ. وغادر الكويت بعد إنجاز أعمال البناء عام 1962.

لم تأت تسمية الكتاب «كاديلاك وكوكاكولا» اعتباطية، فهي تنطوي على مفارقة اجتماعية تعكس بناء المجتمع الكويتي الطبقي آنذاك. فمن يقتنون سيارات الكاديلاك المكيفة الفاخرة يتحدرون من طبقة اجتماعية غنية، فيما أن من يستمتع بشراب الكوكاكولا هو من عامة الشعب. يقول ميلر: «حين يجري تسليم هذا الميناء سنقف أنت وأنا في مؤخرة الصفوف فالقطط السمان ستكون في المقدمة حيث توزع سيارات الكاديلاك... وأولئك في الصفوف التي تليهم ستكون سيارات الشفروليه من نصيبهم، أما أفراد الصف الثالث فلن يتفضل لهم سوى الساعات. وأولئك في الصفوف الخلفية، أنت وأنا، فستوزع عليهم قناني كوكاكولا مثلجة».

سيرة ذاتية
جاء الكتاب في أسلوب السيرة الذاتية، ولا يخلو من حس السخرية والمواقف الطريفة، نتيجة لمفارقة الموقف. فهذا المهندس الأوروبي (مؤلف الكتاب). يجد نفسه في صحراء قاحلة، حيث درجة الحرارة تفوق 45 والحياة بدائية بائسة إذا ما قورنت بالحياة الأوروبية آنذاك. يزداد الأمر طرافة حين يتعلق بالتعاليم الإسلامية التي تمنع شرب الخمر، وتفرض صيام رمضان، ومعاقبة من يجاهر بالإفطار في النهار، إلى درجة إنهاء عقده وتسفيره، إذا كان من رعايا الدول الغربية.

هجرة الجاليات
يستطرد المؤلف طويلاً في وصف المناخ، والبيوت، وملامح الناس، خصوصاً حين يتحدث عن بداية هجرة الجاليات العربية من الفلسطينيين، واليمنيين، والإيرانيين، بعد ظهور النفط مباشرة. فالكل كان يتخيل في الكويت الجنة التي تمنحه الثراء السريع. يوضح الكاتب: «منذ اكتشاف النفط قدم إلى هنا ثلاثمئة ألف مقيم، فتنهم الذهب، وحملهم إلى هنا الحلم في أن يجدوا حظهم في الثراء. من مخيمات اللاجئين في الأردن وسورية، قدم إلى هنا مهجرون فلسطينيون حيث هيأ لهم الشيخ الذي عرف باستقامة عقيدته كرم الإقامة، وقدم المصريون مصطحبين أسرهم بحثاً عن الثراء. ومن حياة الفقر والعوز في الصحراء السورية قدم بدو إلى الكويت، كما عبر من الجانب العراقي سكان الصحراء، كذلك سعوديون تبدو عليهم معالم الحذر والوقار، يفضلون الحياة الحرة في الكويت».

ملامح
يسجل المؤلف وصفاً تفصيلياً، لبعض ملامح أبناء الجاليات الأخرى، متوقفاً عند المهن التي تمارسها هذه الجاليات: «من إيران أفقر أحياء الشرق الأوسط قدم بناؤون ونجارون، عمال وحدادون. يمثل الفرس أكثر عمالة البناء كما يجري استغلالهم بشكل بشع من أصحاب العمل اللبنانيين. ولأن هؤلاء الفرس يقيمون من دون أوراق رسمية فهم فريسة ضعيفة لا يجدون من يحميهم. من الإمارات الصغيرة على ساحل القراصنة، من عمان، أبو ظبي، مسقط، من ساحل حضرموت، ومن الجبال الغامضة في اليمن، من براكين عدن، من قطر والبريمي، قدم أناس آخرون. حفاة الأقدام قاطعين بمحاذاة ساحل البحر ألفي كيلومتر، يصارعون الرمال والقيظ وقطاع الطرق، تقودهم غاية واحدة، هي إدراك الكويت، مدينة الذهب على ساحل الخليج. لقد رأيتهم مراراً نحيلي البنية هؤلاء من المهرة اليمنيين والحضارمة، قوم قصار رشيقو البنية، بلا أونصة دهن واحدة تحت جلودهم. أجسادهم العرية تبدو كما لو أحرقت حتى السواد. يربطون حول الخصر إزاراً قطنياً بأشكال مربعة. وفي الحزام تبدو الخنجر العوجاء، لهم أقدام مفلطحة فيها من التورم ما هو بحجم الإصبع، أقدام لم تر يوماً صندلاً أو حذاءً. يتيهون بلا صديق في طرقات الكويت، ويكابدون بعربيتهم القديمة الأمرين في التفاهم مع الغير. ومع ذلك فحالما يجدون لهم مكاناً في هذه المدينة وبقناعتهم اللافتة للنظر يدخرون أيضاً. الصوماليون يأتون إلى هنا أيضاً بأوراق بريطانية وبسمة دخول، بعيون داكنة، تميل إلى النعاس. يبدون أكثر روية في هذه المعمعة الزاحفة، وينتظرون بصبر حتى يظفر الواحد منهم بعمل لا تتسخ الأيدي من مزاولته}. يرد في الكتاب كذلك سرد تفصيلي للهنود والسيخ، والباكستانيين، والأعمال التي يمارسونها.

عدد السكان
يشير المؤلف إلى أن عدد الكويتيين لم يكن يتجاوز ثمانين ألف نسمة، إبان فترة الخمسينات، منهم بدو رحل يجوبون بقطعانهم من الجمال والأغنام في 16 ألف من الكيلومترات المربعة. مقابل ذلك يتواجد ثلاثمئة ألف غريب، طفحت بهم الكويت بمعنى الكلمة. أغاروا على الأزقة والأسواق كموجة الجراد التي تقدم كل ربيع من جهة السعودية وتبدو كسحابة خضراء فوق سماء المدينة. يبني هؤلاء الغرباء عرائش وبيوتاً من الحصير، أو يسكنون ببساطة على قارعة الطريق. ينامون ليلاً فوق الرمال، ويعدون شاياً على الأرصفة. يتوضأون على جانب الجدران، ويتبولون في وسط الطرقات. ينامون آلافاً في الصفاة تحت مظلات المتاجر، وتحت كل شاحنة، حتى تدخلت الشرطة وأخرجت هؤلاء المهاجرين إلى خارج المدينة حيث صُرح لهم بنصب حصيرهم في أماكن مكشوفة.

ثم دارت عجلة البناء في الكويت.
يبدي المؤلف وجهة نظره في بعض المسائل المهمة في تاريخ الكويت، مثل سور الكويت، والجدل الذي دار آنذاك بين مؤيد لهدمه، ورافض له، مع وصف للأحياء خارج السور وداخله. يذكر: «يتفق الجميع اليوم بأن قرار هدم سور المدينة الجميل كان متسرعاً. فقط حول قصر الحاكم في دسمان، ما تزال تنتصب بقايا ذلك السور وبعض أبراج الحراسة المتينة بالإضافة إلى البوابات الأربع العتيقة التي أبقي عليها والتي ستكون يوماً شاهداً وحيداً على الكويت العتيقة. واليوم تدور طوابير السيارات التي لا تنتهي حول هذه البوابات}.

مرحلة التشييد
باشر الكويتيون مرحلة التشييد بسعار لا يمكن تصوره: {سحقاً لهذه البيوت القديمة، وإليك هذه الأكواخ، إجرِ فيها المَحَش، إفسح المكان لطرق واسعة. بعداً لذلك السحر العتيق. فلا نريد أي شيء يذكرنا بماضينا الفقير. وفي تلك المدينة القديمة والجميلة ببيوتها العربية المتواضعة أخذت تكثر مساحات الفضاء: هات الجرافة! اهدم! انسف الأسوار! افسح المكان لمدينة جديدة. للتقدم، طرق مزدوجة الاتجاه لا بد من أن تشق من هنا، مواقف سيارات. أما أماكن تجمع القوافل، البيوت الأرستقراطية، مساجد، مدارس قرآن، فبعداً لكل ذلك، بعداً لتلك الخرائب، نريد حديداً وإسمنتاً، أبواباً ونوافذ، معدنية، نريد طابوقاً! ولتذهب خصوصية السكن إلى الشيطان. نريد مانهاتن هنا، مدينة عظيمة، ناطحات سحاب. ونود أن تكون أحدث مدينة في الجزيرة العربية، أحدث من بيروت والقاهرة، إعلانات ضوئية هنا، أضواء نيون حمراء صفراء، زرقاء بنفسجية وبرتقالية، إشارات مرور. لم يعد بالإمكان التعرف إلى الكويت، ما قد يتطلب في مدن أخرى عقوداً طويلة ينجز هنا بين عشية وضحاها}.

يأتي المؤلف على ذكر بعض العائلات الكويتية التي عملت في التجارة، أو في وظائف حكومية مرموقة، مثل الثويني، الغانم، والحمد. كذلك يصف التجار الكويتيين الذين يتسمون «بالوقار البالغ، والنبل الذي لا يمكن رشوته». أما الشعب فمعروف بالكرم، والحرص الشديد على تجنب المحرمات بحسب ما يرد في الدين الإسلامي.

يشار إلى أن الكتاب ترجمة
د. محمد عصام السبيعي ويرد في المقدمة، بقلم جون هنري ميلر (الابن)، أن ميلر الأب وصل الى الكويت في عام 1957، لكن يتضح من ثنايا فصول الكتاب أن للمؤلف زيارات للكويت سبقت ذلك، تحديداً في عام 1936، ما زاد على رصيد مشاهداته، وفرص تقييمه مراحل تطور هذه المنطقة الصغيرة.




بوابة الشامية




جانب من سور المدينة




أحد فصول التعليم في شركة نفط الكويت
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نصوص تحتاج ترجمة العدان الوثائق والبروات والعدسانيات 34 14-01-2013 10:29 AM
السبيعي (زيد) IE جبلة 7 04-03-2011 03:56 PM
أحمد صالح السبيعي IE مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 1 07-07-2010 10:18 AM
اقتراح: لماذا لا نساهم في ترجمة الكتب المتداولة عن تاريخ الكويت تحرير الكويت الصندوق 2 10-04-2010 11:01 PM
السبيعي (الحملة) IE آخرى 0 13-03-2010 08:09 PM


الساعة الآن 10:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت