كاظمة إلى الأبد - يعقوب الغنيم
الأديب يعقوب الغنيم - الوطن
2010/03/30
كاظمة.. إلى الأبد
ينبعي ألا نستغرب هذا العنوان لمقالنا، فإن مكانة كاظمة في نفس كل كويتي ثابتة، ومحبته لها لا يغيرها الزمان، إن ذكرها في كتب التاريخ والأدب، وكتب تاريخ الكويت بصفة خاصة يدفعنا الى الاحتفاظ بذكرها الى الأبد، ويجعلها بين أعيننا مهما مضت الأيام. وهذه هي الدلالة التي نستخلصها من عنوان المقال.
***
في مساء يوم الثلاثين من شهر أبريل لسنة 1995 كنت أستقبل المرحوم الأخ أحمد ابراهيم بو راشد لكي يتحدث عن كاظمة وما حولها، وهو في ذلك الوقت الأثر الباقي من سكان تلك المنطقة العزيزة على نفوسنا، فقد عاش فيها القسم الأكبر من حياته كما عاشت فيها أسرته.
كنا ثلاثة معه عند تسجيل اللقاء معه أولنا المرحوم الشاعر عبداللطيف الديين، والثاني كاتب هذا المقال، والأخت موضي سليمان السيف كانت الثالثة، وقد اخترنا إحدى غرف مركز البحوث والدراسات الكويتية لهذا الغرض. وقامت الأخت موضي بتفريغ شريط التسجيل والإشراف على طباعته.
كانت خريطة الكويت مبسوطة أمامنا ونحن نتحدث الى هذا الرجل الذي عاش أكثر سنوات عمره في كاظمة كما ذكرنا وبدأ يتحدث إلينا عن الأماكن الواردة فيها ابتداء من الأسماء التي جرى عليها التغيير والأسماء القديمة لبعض الأماكن، وقد جاءت خلاصة ما تحدث عنه بعد طباعته في ثماني عشرة صفحة.
ومن الصعب هنا أن نقدم كل ما قال ولكننا نجمل النقاط التي جاءت على لسانه، وتتمثل في:
- وصف كاظمة.
- حديث النهر المتخيَّل.
- حديث نبع الماء.
- حديث الرحلة الى هناك.
ما عدا ذلك فإنه حديث هامشي، أو حديث عن أماكن بعيدة عن كاظمة، وليس لنا أن نتحدث عنها في هذا المجال، وأضيف الى ذلك أنه أشار الى مواقع غير واردة على خريطة الكويت، ذكر أسماءها، والطرق التي تؤدي إليها، ولعل باحثاً يقوم بتتبعها، ووضعها في مكانها من خريطة الكويت.
كان الأخ أحمد رحمه الله مسترسلاً في الحديث عن وصف كاظمة بعد أن ذكر الطريق إليها من الجهراء، وقد سبق لي أن ذكرت نحواً من ذلك في كتابي المعروف عن كاظمة وسوف أورده هنا مع مقارنته بأية زيادات أتى بها لنا المتحدث إلينا. وهذا هو وصف كاظمة كما ورد عندي:
«كاظمة اليوم هي أحد المواضع الكويتية، وتقع في الجزء الشمالي الغربي من جون الكويت، ويطلق على الساحل الشرقي منها دوحة كاظمة، وتمتد على شكل لسان داخل في البحر غرباً، ويطلق على نهايته رأس كاظمة.
وأرض كاظمة خالية من السكان إلا من بعض صيادي الأسماك، أو مرتادي الصحراء الذين يخرجون إليها أيام الربيع حيث تمتاز بجو لطيف، وبيئة ملائمة للرحلات الخلوية.
توضح الخريطة المرفقة موقع كاظمة، وتبين ما عليه من بقايا تحركات الناس خلال الفترة القصيرة الماضية، أما فيما يتعلق بالفترات السابقة فإن ذلك يحتاج الى تنقيب وبحث في الآثار ولا نريد أن نبادر هنا الى بحث مساحة كاظمة، فسوف نرى أن الموقع الحالي أصغر بكثير من مساحة كاظمة التاريخية، لذا نؤخر الحديث، ونتجه الى المشاهدات التي يراها زائر كاظمة اليوم:
-1 يتجه السالك الى كاظمة من الكويت الى الجهراء غرباً ثم يميل به الطريق شرقاً عند تجاوزها باتجاه المطلاع حيث طريق الصبية، وفي منتصف هذا الطريق يأتي المفترق المؤدي الى كاظمة على جهة الجنوب يمين السالك.
-2 عند المفترق حيث يتجه السالك الى الجنوب نحو كاظمة يجد على يساره عدة آبار تسمى المعترضة، وهي آبار ماء يرتادها الرعاة، وماؤها قليل الملوحة.
-3 ثم بعدها بقليل يجد مبنيين كبيرين بنيا بالإسمنت على شكل مستطيلين يقع جزء من بنائهما تحت الأرض، والجزء الآخر أعلاها، ولكن دون فاصل داخلي بين أرض كل مبنى وسقفه، وهذان المبنيان يسميهما الصيادون المقيمون هناك قديماً: الديناميت، ويبدو أنهما بنيا لتخزين الأسلحة في فترة من الفترات التي سيجد القارئ تفصيلاً لها فيما بعد:
-4 يتجه الطريق بنا الى اليمين جهة الغرب حيث نجد قصراً مبنياً من حجارة البحر، ويبدو أنه بني على عجل بحيث لم يصمد لغوائل الدهر فانهار جزء كبير منه.
-5 وفي الاتجاه نفسه بعد ذلك نجد بركاً للمياه يبدو أنها أعدت لتخزين كمية كبيرة تكفي لحاجة الجند عند حدوث أي حادث يدعو الى حشدهم للدفاع عن المنطقة.
-6 بعدها، وهنا يكون البحر على يميننا شمالاً وعلى يسارنا جنوباً في لسان داخل البحر، حيث نجد على اليمين مرسى مبنياً بالإسمنت والصخور البحرية وهو مجرد امتداد في البحر طوله حوالي ثلاثمائة متر وعرضه متران.
-7 بعد ذلك تبدأ منطقة صيد الأسماك، ومواقع استراحة الصيادين، ومصايد الأسماك وهي (الحظور) حسب التسمية الكويتية، ومفردها حظرة.
-8 يرى المشاهد (جنوبا) الى البحر أرضاً سبخة ملأى بالنباتات التي تنمو على الأرض المالحة.
-9 تقع المنطقة المعشبة (غير السبخة) في المسافة ما بين المعترضة والقصر الحجري والى الشرق منهما.
هذه هي الحالة التي نجد كاظمة عليها، وهي تتطابق مع الخريطة المرفقة، ولكن كل ما ذكرناه من أبنية معرض للزوال بسبب طول العهد والعوامل الجوية، وعدم العناية بحفظه.
هذا وصف مجمل لكاظمة ولكن صاحبنا يذكر بعض الأمور التي نجملها فيما يلي:
أ - بجوار القصر المشار إليه يتحدث عن موقع خاص بشركة حمال باشي (شركة بحرية لتحميل ونقل البضائع من وإلى السفن) كما يذكر خزانات كبيرة أرضية للمياه يبدو أنها لم تستعمل ولم تفتح منذ غادرها أهلها، وقد ذكرناها آنفاً.
ب - كما يذكر المرسى الذي أطلق عليه اسم (الأسكلة) وهو لفظ إيطالي الأصل كان مستعملاً فيما سبق من الزمان.
وقد ذكرأن هذه الأسكلة تستعمل لأغراض شركة النفط التي كانت تعمل في منطقة (بحرة). وقد ذكر هارولد ديكسون هذا المرسى فقال: «وخلال الحرب العالمية الأولى كانت تزور مرسى كاظمة مستشفيات عائمة تنقل جرحى الحرب من سفن صغيرة تستطيع عبور شط العرب، وكانت هذه المستشفيات العائمة تنقل الجرحى بدورها الى الهند» وهذا يدل على أن المرسى المذكور كان قائماً قبل بدء عمل الشركة بالتنقيب عن النفط في (بحره) في سنة 1937م ولكنها استغلته واستفادت من وجوده.
هذا والقصر الصخري الذي ورد ذكره في البند رقم (4) هو قصر أمر ببنائه الشيخ مبارك الصباح في أعقاب المطامع التي أثيرت حول كاظمة، وهذا لا يمنع الشركة من استعماله سكناً أو غير ذلك، كما ذكر الأخ أحمد بو راشد.
أ
ما ما جاء في البند رقم (8) بشأن الأرض السبخة الملأى بالنباتات، فقد سماها في التسجيل: حد شعران، وذكر أن الشعران هو ما يطلق عليه - أيضاً - العاقول، وذكر أن هناك أعشاباً أخرى منها: الإشنان، وهو نبات يستعمل - قديماً - في الكويت على نطاق واسع للنظافة ولإنضاج بعض المطبوخات مثل الباقلاء.
وخلال حديثه الطويل أورد ذكر عدد من الأماكن كما سبق لنا أن أشرنا الى ذلك فيما سبق، وسوف نعود الى تفصيل ذلك فيما بعد.
***
تحدث عن موقع يطلقون عليه اسم العوينة لأنه كان عيناً تنبع بالماء الحلو على الشاطئ في وسط ماء البحر، ويطلقون على كل عين ماء بحرية اسم كوكب وكويكب وتنطق الكاف عندنا جيماً فارسية (ج). وذكر أحمد أن هذه العوينة مدفونة حالياً، ولكنه يستطيع الاهتداء الى موضعها. ثم يقول: «أراد المرحوم صالح عثمان الراشد أن يستغل هذه العين، بأن يحرفها جيداً ويضع عليها ماكينة تضخ الماء الى خارج ساحل البحر» يقول: «وعندما علم والدي بنيته قال له: انتظر حتى أستأذن لك الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير البلاد في ذلك الوقت. وقد قام الوالد بزيارة الشيخ وأبلغه بوجود نبع الماء الحلو في البحر، ولكن الشيخ أمره بإغلاق هذا النبع، قبل أن يستمع منه الى طلب الرخصة لصالح العثمان الراشد. وقد كان الشيخ أحمد الجابر حريصاً على توفير المياه العذبة للبلاد وبذل كثيراً من الجهد والمال في سبيل ذلك، ولكنه أمر بإغلاق هذا النبع، لأنه استذكر ما جرى في عهد جده الشيخ مبارك الصباح، وتخوف من إثارة المطامع القديمة مرة اخرى. ونص ما قاله أحمد بعد ذلك هو: «قاموا سكروها، حطوا عليها اسمنت، والى الحين لا قرّحت الماية (عند الجزر)، وصار وقت العصاري في الصيف ترى الطيور تحوم عليها، ومكانها الآن مكتوب عليه (مسج كاظمة) أمام الخويسات بحراً، ووجود الطيور حولها وفوقها دليل على أن الماء يتسرب منها حتى اليوم».
وعندما سألناه عن استفادتهم منها بجلب مائها قبل أن يتم إغلاقها. أجاب بأنه ومن معه كانوا يأتون وقت الجزر ويحفرون حولها، يقول: وحين ذلك يتجمع الماء العذب الذي كنا نشرب منه، ثم ننقل منه الى أهلنا.
وأفاض في الحديث عن هذا الأمر ذاكراً أن في الجبل المواجه لها من ناحية الشمال يوجد موضع يسمى الثميلة كانوا يجمعون منه ماء عذباً، ولكنه كان قليلاً، ولعل ضيق الموضع الذي يخرج منه الماء هو السبب في ضعف التدفق، ولكن هذا الموقع ناله الطمس عندما صارت شركة الطابوق الجيري تنقل من هناك كميات هائلة من الأتربة والصخور لاستعمالها في إنتاج الطابوق.
ثم يشير الى أن هذا الماء قادم من أم العيش، ويذكر أنه استمع الى أحاديث متفرقة ذكر قائلوها ان هناك نهراً قديماً يسيل ماؤه من الشمال في اتجاه منطقة القطيف أو ما جاورها.
وهذا الذي ذكره صاحبنا أحمد بخصوص النهر القديم الذي زال من الوجود منذ زمن طويل، أمر مذكور في الكتب، وقد أشرنا اليه في هامش احدى صفحات كتابي: «كاظمة في الأدب والتاريخ» وقد جاء فيه ما يلي: «في كتاب التاريخ السياسي للكويت في عهد مبارك»، من تأليف ج. ج سلدانها، وتحقيق وتعليقات الدكتور فتوح الخترس جاء «ضمن تقرير الكولونيل بيلي المعتمد السياسي في الخليج المؤرخ في 15 مايو سنة 1866، وكان قد زار الكويت في ذلك الوقت: «وهناك شائعة في الكويت تذهب الى أنه كانت هناك قناة تمتد من شط العرب جنوباً عبر الجزء الداخلي من عدان (العدان) في اتجاه القطيف».
وفي هامش معجم ما استعجم للبكري رقم 4 ص 610 يقول المحقق الأستاذ مصطفى السقا: «وفي ديوان المثقب العبدي المخطوط بدار الكتب المصرية، رقم 565 أدب، الصفحة 22، الذرانح: نهر بين كاظمة والبحرين».
وقد يأخذنا العجب عندما نستمع الى أحمد بو راشد وهو يحدثنا عن هذا النهر الذي يجهل وجوده القديم كثير من المتعلمين الذين يقرأون الكتب ويتابعون تاريخ الكويت وذلك بغض النظر عن الشكوك التي تكتنف وجود هذا النهر أصلاً. ذكر الأخ الدكتور عبدالله يوسف الغنيم النهر في كتابه:
«الكويت... قراءة في الخرائط التاريخية»، وفنّد ما تداولته بعض الأقلام والألسنة حول هذا النهر فقال وهو يتحدث عن احدى الخرائط التاريخية المهمة: «من الخرائط الرائعة التي أبدعها الإخوان أوتنر، وتبدو الحدود بين منطقة الكويت والدولة العثمانية واضحة تماماً. أما كاظمة فتظهر على الساحل، وفي مقابلها جزيرة كتب عليها ميناء كاظمة، وتضمنت الخريطة أسماء عدد من المواضيع القريبة من كاظمة والتي لم نستطع التعرف عليها. كما تضمنت النهر الذي تكرر رسمه في خرائط القرنين السابع عشر والثامن عشر، والذي يشير الى وجود نهر ممتد من البصرة الى الإحساء.
وهذا النهر التخيلي نشأ عن تقرير أسيء فهمه لرحالة شهير هو جاسبارو بالبي (V. G. Balbi) في عام 1850م. فقد ذكر بالبي أن الطريق التجاري من البصرة يأخذ طريقين (الأول تسلكه السفن الكبيرة الى الهند ويسمى نهر هرمز - كذا - أما الثاني فهو الذي تسلكه السفن الصغيرة المبحرة الى البحرين والإحساء). ومن الواضح ان صواب العبارة هو أن هناك طريقين تجاريين من البصرة، أولهما تستخدمه السفن الصغيرة التي تمر في شط العرب ولا تتجاوز منطقة الاحساء والبحرين. وثانيهما تستخدمه السفن الكبيرة التي تصل الى الهند عبر مضيق هرمز».
***
بعد ذلك تحدث عن الصعوبات التي يعاني منها القادمون الى كاظمة عن طريق البحر، وخاصة عند وقت الجزر حيث لا تستطيع سفينتهم أن تصل الى المرسى، فيضطرون الى اتخاذ طرق اخرى منها أن يحمل القادرون غيرهم، ثم يسيرون بهم عبر الماء المنخفضة من البحر الى أن يصلوا بهم الى الساحل. ويتحدث هنا عن موقف حدث لنا عندما ذهبنا الى كاظمة لزيارتهم، وكانت هذه هي رحلتنا الثانية يقول: «عندما جئتم بالماشوَّة التي يملكها العم صالح الغنيم أذكر أن ذلك كان في سنة 1947م، وكانت الماشورة تحمل حريم الفريج كلهن، وكان والدك نشيطاً في ذلك الوقت فقام بإنزالهن من السفينة، وإيصالهن الى البر. لا أنسى ذلك اليوم، وقد كانت الأرض التي يمشي عليها بحمله الثقيل أرضاً طينية كثيفة الطين، ولكنها لم تكن بعيدة عن الساحل.
وقد ذكرنا شيئاً من ذلك في كتابي «همس الذكريات» حين قلت فيه عن والدي: «وأذكر أنه كان قد نذر إقامة رحلة الى منطقة كاظمة عندما يرزق بولد، وقد كان، وذهب أغلب نساء الحي مع أهلي في رحلة مشهورة بوساطة شوعي شراعي يملكه عمي صالح، ولم أكن بالطبع أدرك شيئاً من أمر هذه الرحلة ولكنه عندما رزق بأخي غنيم (الذي توفي صغيراً) كرر الرحلة وكنت قد اجتزت السنة الثانية من عمري، ولا أزال أذكر ركوب الشوعي ووصول نساء الجيران الى كاظمة، وأذكر بعضاً مما مر آنذاك، وقد سكنا في مساكن ابراهيم بو راشد الذي ارتبط مع والدي بصلة صداقة قوية، وقد بقيت زوجته أم أحمد وابنته شيخة على صلة مستمرة بعمتي ووالدتي حتى توفي الجميع رحمهم الله».
***
نأتي الآن إلى الأماكن التي ذكرها مما لم يمر علينا في خرائطنا، وذلك بحسب وعدنا السابق:
-1 أطلق على منطقة (المغاسل) الواردة في خريطة الكويت اسم «رأس السياييف»، ومرة أطلق عليها اسم «بو سيف». وهي منطقة تجاه جزيرة بوبيان غرباً عنها.
-2 من الأماكن التي ذكرها (الأوسلة)، وهي موقع بحسب وصفه يقع شمالي كاظمة قبل أن يمر المتجه الى الخويسات بقليل، تكون على جنوبيها قبلها بقليل.
-3 وذكر موضعاً باسم «ضليعة المسابق»، وأشار الى أنها هي التي يطلق عليها في خريطة الكويت اسم «أم غطي»، وأنها ربما سميت ضليعة المسابق لموضع سباق فيها.
-4 وذكر مرتفع نفدان قائلاً إنه على البحر مباشرة من جهة كاظمة.
-5 وذكر غضيان ذاكراً أنه من أسماء المواقع التي يراها المرء في منطقة غضي.
-6 ومما ذكر «صْويدره» وهي على جنوبي الخويسات بالقرب من البحر، وبقربها (الخطور) التي كان أهله يصطادون بواسطتها السمك.
-7 وذكر موضعاً سماه (النَّوَّة)، قائلاً إنه بعد الأوسلة التي تم وصفها فيما سبق.
-8 و«حد الوشوم» ذكر أنه في رأس كاظمة المعروف على خريطة الكويت.
-9 البطين، وهو الأرض الممتدة تحت المطلاع وتمتد شرقاً حتى نهاية موقع معسكرات الجيش هناك.
-10 وذكر (البريم) قائلاً: إنه تل رملي قبل الجهراء والبريم معناه: الحزام. وهذا التل ممتد من يمين الطري العام الرئيسي للجهراء ومن يساره.
-11 المظيهير، وهو تل آخر، كان الشيخ سالم المبارك الصباح ناوياً بناء قصرعنده، وقد توفي أثناء العمل في هذا القصر ولذا سمى الناس مكانه «خسارة» بدلاً من المظيهير بسبب وفاة الأمير، وهذا على حد قول صاحبنا أحمد.
-12 الزبارة، أرض مرتفعة قليلاً، نراها سبخة في المنطقة التي ذكرنا فيها العاقول وهي: «حد شعران».
-13 أم غار، وذكر - على مسؤوليته - أن موقعها بالقرب من منطقة أمغرة المعروفة.
-14 وذكر مْريطبة، وهي ساحة على مشارف الجهراء الشمالية، فيها بئر قليل الملوحة، تجتمع عليها القوافل الواردة من العراق في طريقها الى الكويت.
-15 السّليِّل: موقع فيه آبار مياه عذبة تستقي منها الجهراء، وهو معروف حتى الآن.
***
وفي ختام الجلسة أحس أحمد الراشد أنه قد قدم كل ما عنده فقال: لقد استنزفتم اليوم كل ما عندي، فاتر كوني حتى (أَجِمْ) ثم ادعوني مرة أخرى للحديث.
ولفظ أجم هنا جاءت من (الجمَّة) وهي لفظة عربية فصيحة. وقوله: أجِمْ، أي أجمع ما عندي كما تجمع البئر الماء إذا جفت، وإذا اجتمع الماء فيها بعد نفاذه، قيل: جَمَّت البئر، أي اجتمع ماؤها، وتنطق الجيم من هذه اللفظة ياء في اللهجة الكويتية.
وتطلق لفظة الحمَّة (أيضاً) على قاع السفينة المليء بالماء الراشح الى داخلها من البحر، ونطقها بالياء كذلك.
وقد جاء في كتاب «لسان العرب» لابن منظور عن هذه اللفظة ما يلي: «وجَمَّة المركب البحري: الموضع الذي يجتمع فيه الماء الراشح من حزوزة».
وجاء في الكتاب - أيضاً - قوله: «وبئر جمَّة كثيرة الماء».
وفي هذا ما يدل على الأصل العربي للفظ جَمَّ وَجَمَّة.
رحمك الله يا أخي أحمد، فقد أمتعتنا بحديثك، وعرَّفتنا أشياء كثيرة عن كاظمة وما أحاط بها من أماكن.
|