تعرض حاكم الكويت السابع مبارك الصباح للخطر مرتين : الاولى عندما حاول يوسف الابراهيم غزو الكويت بحرا في يونيو 1897 م ومن بعدها حملة جاسم بن ثاني في نوفمبر من نفس العام والتي لو قدر لها ان تتم بمساعدة امير حائل لتغيرت احوال مبارك كثيرا .
ثم هدأت الاحوال بين الكويت وحائل لمدة عامين ثم استطاع يوسف الابراهيم انتشال عبد العزيز بن رشيد من حالة التردد في حرب مبارك فقام ابن رشيد بالرد على غارات سعدون باشا شيخ المنتفق وحليف مبارك الصباح ، وكانت غارات سعدون علي شمر قد حققت نجاحا كبيرا والتي سرعان ما تراجع بعدها سعدون الى داخل الاراضي التركية .
اما ابن رشيد فقد قرر ارسال قبائل شمر للاغارة على بادية الكويت التي كان يعتبر شيخها المسؤول الحقيقي عن الهجمات التي وقعت ضده.
وعندما علم مبارك بوجود ابن رشيد في اطراف العراق قرر اخذ زمام المبادرة ليحول وضعه في الصراع الدائر بينهما من مدافع الى مهاجم فما كان منه الا ان خرج الى الجهراء في اطراف الكويت ، وهناك اعد جيشا ينتظر به عودة ابن رشيد من غزوه ليقطع عليه الطريق ويثأر منه .
وقام الشيخ مبارك بتقسيم الجيش الى قسمين ، القسم الاول وكان على رأسه ذهب به الى الزبير في 29 اكتوبر 1900 م عساه ان يلتقي بعدوه هنااك ، اما الجيش الثاني الذي ضم العديد من الخياله فقد قاده اخوه الشيخ حمود الصباح وابنه سالم المبارك عن طريق (جريشان) حيث كانوا يبحثون عن عبد العزيز ابن رشيد في (السماوه) وفقد وفق الجيش الثاني في الالتقاء بابن رشيد لكن حمود وسالم عندما شاهدا نيران ذلك الجيش ليلا قررا انه لا قدرة لهم على كسره والتغلب عليه فغيرا مسيرهما الى قبائل شمر التي تعد ثلث قوات ابن رشيد المحاربة وركنا قويا من اركانه وكانت على ابار (رخيمية) الواقعة في المنطقة المحايدة (سابقا) بين نجد والعراق وهناك اغار الجيش الكويتي على شمر واخذ الكثير من اموالهم والالوف من ابلهم واغنامهم .
وعندما وصلت بقية قوات شمر والتي اغار عليها الجيش الكويتي الى ابن رشيد وعلم ان جيش الكويت قد اجتمع مرة اخرى وعاد الى دياره لم يشأ ان يذهب خروجه سدى فمال بقواته الى سعدون ومن معه من المنتفق فغلبهم وقتل الكثير منهم ثأرا من المعارك السابقة مثل تل اللحم .
وعن الرخيمية قال علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله تعالى (الرخيمية مؤنث الرخيمي بضم الراء مع ياء النسبة جو فيه ابار منها الرخيمية ، ورخيم ، وصفنان ومفرج والمعدنيات ، وتقع شمال سماح بما يقارب ثلاثين كيلا ، بمنطقة الحدود الشمالية الشرقية ، امارة عرعر ) .
المصدر ملاحم كويتية ( قراءة تصحيحية لوقائع واسماء تاريخية)