صورة لساحة الصفاة التقطت عام 1948 حيث تتجمع سيارات الاجرة الصالون في الوسط انتظارا للركاب ونرى السيارة الاولى وهي من نوع فورد في الغالب موديل 1946 »وتسمى في الكويت بكس حطب« حيث يصنع هيكلها من الخشب وتسمى woody staton wagen.
ثم نلاحظ سيارات الشحن الخفيف ـ اللوريات ـ بجانب المحلات لتحميل الاغراض الثقيلة من تلك المحلات.
ونلاحظ انتشار الناس في الساحة مشيا على الاقدام وهذه تؤكد مقولة »ان الاوليين كانوا يمشون ويتحركون اكثر من الآن«.
لقد تغير هذا المنظر بنسبة %100 ولم تبق الا الذكريات فقط!!
ساحة الصفاة في فترة الخمسينات وقبل بناء عمارات جوهرة الخليج
ساحة الصفاة في لقطة جوية في نهاية الاربعينات تقريبا وقبل استخدام خزانات المياه الكبيرة التي لا تظهر في الصورة .. ويبدو واضحاً في الصورة الشارع الجديد ومبنى البنك البريطاني ومبنى الأمن العام وطرف مبنى سيارات فورد
هي ساحة تقع في قلب مدينة الكويت القديمة ، أو ربما تميل إلى جهة اليسار قليلا عن المنتصف ، و قد كانت هذه الساحة نقطة تلاقي لجميع المناطق الكويتية القديمة ، فشمالها تقع منطقة القبلة تقريبا ، و عن جنوبها المرقاب ( أو جنوب شرقي ) ، و عن غربها منطقة الصالحية و من ثم الوطية ، و عن شرقها منطقة السوق و من ثم منطقة شرق .
خريطة الكويت القديمة وقد بينت لك بها موقع ساحة الصفاة ( أنطر الكتابة الخطية ) كان هذا المكان يعد من أشهر المواقع في الكويت القديمة
لقد كانت هذه الساحة من أشهر المواقع في الكويت القديمة ، و لا نبالغ إن قلنا هي ساحة الكويت العامة ، و كانت هذه الساحة تقوم بعدة أدوار في ذلك الوقت فهي سوق كبير و كذلك فهي محطة راحة للقوافل القادمة من الكويت و الداخلة عن طريق بوابة الشامية ، فتكون هذه الساحة المكان الوحيد الذي يسع تلك القوافل ، كذلك فان الشيخ عبد الله الجابر الصباح كان يجلس بها بعد صلاة العصر ليقضي بين المتخاصمين في شئون التجارة و البحر ، و كانت أيضا ساحة رسمية لإقامة المناسبات الاحتفالات ، التي تقام على مستوى الإمارة ، و كانت أيضا المكان الذي يقام فيه القصاص و الحدود الشرعية على ملء الناس و العامة .
و من أهم السلع التي كانت تباع في سوقها ، السمن و نبات العرفج و الأعشاب و الجراد و الاقط و الإبل و الغنم و الحليب ، لقد كانت لهذه الساحة تاريخ عظيم و أحداث كثيرة حتى أصبحت راسخة في أذهان الكويتيين في ذلك اليوم على قدر نسيانها في زمننا هذا .
و لا ننسى أن أول شارع في الكويت تم إعداده و تزفيته قد ابتدأ من ساحة الصفاة و ينتهي عند قصر دسمان ، و كان يسمى شارع دسمان وكان ذلك في سنة 1945 ، و لم يستمر هذا الشارع طويلا حتى تلف و تراكمت عليه الأتربة ، و لكن أعيد ترميمه بعد ذلك و هو اليوم شارع أحمد الجابر المعروف .
كما أنها أقيم فيها احتفالا كبيرا بمناسبة جلوس الشيخ عبد الله السالم الصباح و كان ذلك في تاريخ 25 فبراير 1950 .
و لقد شاهد الدكتور ماليري الساحة و هي تسعها تلك القوافل بحجمها و كثرة جمالها حتى انه يروي ذات مرة أنها كانت مناخا لعدد من الجمال رآها بعينه و قد بلغ عددها نحو ألف من الإبل . ( الكويت قبل النفط – مذكرات ماليري ) .
ويقال أن هذه الساحة كانت في السابق مقبرة ن و قد مضى عليها أكثر من مائة عام حتى أصبحت بعد ذلك محطة تجارية كما أسلفنا . الشاعر صقر الشبيب الذي كان يلقب بأبي العلاء المعري الكويتي و من أروع ما قيل بها من أبيات شعرية كانت قد صدرت من شاعر الكويت الفطحل الشاعر الضرير صقر الشبيب الذي توفى سنة 1963 إذ قال عنها و كان يشكي كثرة الناس فيها مما يؤدي إلى المضايقة في السير و الزحام الشديد ، إذ يقول :-
ما في الصفاة لذي عمى ****** مثلي أمور تحمد
كم مرة قد ضمني ****** فيها زحام أنكد
كادت به عن جثتي ****** نفسي العزيزة تفقد
و أما اليوم فلا ناس تمشي بها ولا سوق ولا إبل ، فقد أصبحت اليوم شارع لمرور السيارات ، بينما موقعها معروف اليوم و محدد عن طريق العلامات الإرشادية .
الجانب الغربي من ساحة الصفاة في منتصف الخمسينات و يبدو معرض سيارات فورد على اليمين و خزان الماء على اليسار .
الجانب الشرقي من ساحة الصفاة في منتصف الخمسينات و يبدو مبنى البنك البريطاني للشرق الأوسط (المبنى الأبيض) و على اليسار المقر السابق للأمن العام الذي إستأجرته عدد من الشركات التجارية بعد إنتقال الأمن العام إلى مبنى نايف جنوب الصفاة .
منقول من كتاب أسواق الكويت القديمة محمد عبدالهادي جمال .
ساحة الصفاة وحولها العديد من المباني الحكومية والتجارية في لقطة في منتصف الخمسينيات
عشرات السيارات الواقفة أمام التانكي في ساحة الصفاة في الخمسينيات وقد نقل هذا التانكي لاحقا خارج ساحة الصفاة
ساحة الصفاة في لقطة جوية في نهاية الأربعينيات وقبل إستخدام خزانات المياه الكبيرة والتي لاتظهر بالصورة ويبدو واضحا بالصورة الشارع الجديد ومبنى البنك البريطاني ومبنى الأمن العام وطرف مبنى سيارات فورد
جزء من ساحة الصفاة في الخمسينيات وتبدو العديد من المحال التجارية المحيطة بها وسيارات النقل