|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاعل خير |
|
|
|
|
|
|
|
جميع الوثائق الموجوده والحوادث لا تشير لصباح الاول بعد ١٧٥٦
بل ان المتسالم عليه ان ١٧٥٦ هو بدايه حكم عبدالله بن صباح
كيف اذا يكون لصباح الاول دور في الاستحواذ على البحرين
ويمدحه الشاعر كل هالمدح !
|
|
|
|
|
|
الزميل المحترم ، تحية طيبة وبعد.
(الطلب): يا مبلغ عني صُباح بن جابر ؟
(البلاغ): فتى الجود "عبدالله" ما يمدّ الزهايد.
إن مثار دعوى الانتحال في الأبيات .. يستقيم لو كان الكلام نثرياً ظاهراً في مخالفة الواقع، أما والحال أنه شعرٌ ؛ فليس الانتحال فيه بظاهر ..
وان مما زاد في القضية ضيقاً .. هو تفسير راشد بن فاضل (الموهوم) لمعنى الأبيات ؛ بما لا يصح معنىً مراداً للشاعر نفسه!
وتتكرر جدلية .. "تفسير التاريخ الشفهي" دائماً ؛ حيث يضيف الراوي على روايته فهماً من عنده، لا يكون هو المراد من أصل الرواية، والقاعدة المتبعة في الروايات المنقولة: أن الأصل بما روى الراوي، لا ما رأى (الرأي هو: الظن).
-------------------------
رجعٌ للموضوع: إن للعرب في كلامها (الفصيح والعامي) دلالتين: أصلية؛ يفهمها كل سامع. وتابعة؛ يفهمها من اعتاد على أساليب الكلام العربي وتفنناته التركيبية، فهو خاصٌ بالدقيق من المعاني.
وقد جرى في معهود لسان العرب (الفصيح والعامي).. أنها عند الامتداح أن تنتقل من مدح الشخص نفسه؛ إلى مدح آبائه وأجداده .. والعرب تكثر من ذكر مفاخر الآباء.
والحال: أنَّ البيت بدايته إنشائية طلبية: (يا مبلغ عني صباح بن جابر) ؟ ألا تبلغوه عني .. ما هو البلاغ، جاء بعد ذلك بجملة مستأنفة: (فتى الجود ما يمد الزهايد) أي ابنكم ابنٌ للجود والكرم .. ولا يقدم الزهايد ولا يعطي السيء المرغوب عنه.
وقد ناسب تبليغ صباح بن جابر .. في مقام السياق مناسبة بليغة؛ لأنه متوفىً رحمه الله والميت بمنزلة الجاهل الذي لا يعلم ، فمن المناسب تبليغه العلم بكرم ابنه عبدالله بن صباح .
أما من يحمل البيت على برودة الظاهر ويقول بالانتحال ؛ فيلزمه أن يكون المعنى : أبلغوا الكريم الجواد: صباح بن جابر.. بأنه كريمٌ جواد ! وهذا في غاية الركاكة ولا يمكن أن يكون هو المعنى المقصود، لأنه سيكون تنزيلاً للعالم بالشيء منزلة الجاهل به!! وهذا أقرب إلى الذم منه.. إلى المدح.
وأيضاً / ألا يستطيع الشاعر المنتحل أن يستبدل صباح بن جابر باسم عبدالله .. ليس ذلك بمعجز للشعراء أن يأتوا به، مع علمهم الجيد بأسماء حكام المنطقة، بل إن علم القدماء بهم أصح وأجود من علمنا اليوم .. لقرب العهد وكثرة الحفظة وقلة الكذب، مقارنة باليوم .
ولذا فما يظهر لي: أن (فتى الجود) ليس صفة لصباح، وانما هو كلام مستأنف جديد يراد به عبدالله بن صباح؛ جرياً على معهود اللسان العربي من التفنن الأسلوبي في الشعر.
وأن راشد بن فاضل رحمه الله.. مِن جملة مَن أخطأ في فهم الأبيات ونسج الواقعة التاريخية على ضوء ذلك الفهم القاصر.
والله أعلم بالصواب