الطاعون في الكويت
فتك الطاعون بأهل الكويت عام 1247 هجري الموافق 1831 ميلادي حيث ذكر المؤرخين وجيل الرواد أن هذا المرض قضى على أكثر من نصف الكويتيين على أقل تقدير كما ذكر المؤرخ أحمد البشر الرومي في كتابه مقالات من الكويت أن الكويت أصبحت كلها مقابر في سنة الطاعون الا محلة الشيوخ (فريج الشيوخ) ومحلة سعود(فريج سعود) وما يؤكد كلام أحمد البشر الحفريات التي تمت في منتصف ونهاية الخمسينات بعد التثمين واكتشفوا في مناطق عديدة جماجم وعظام تعود الى سنة الطاعون والعياذ بالله.
حيث غادر أهل الكويت المدينة وخرجوا من الدروازة الى منطقة الشويخ حيث كان الخارج مولود والداخل مفقود, وعندما وصلوا الى الشويخ بنوا العشيش والأكوات ونصبوا الخيام حيث من كان في طريقه إليهم يسمعهم يكبرون ويحوقلون (الحوقلة تعني لا حول ولا قوة إلا بالله) لما شاهدوه داخل المدينة وهذا المرض فتك بأسر كاملة ولم يرحم الأطفال والعجائز ولكنه قضي على الجميع.
ومما لاحظته في بعض الوثائق العدسانية خصوصا قبل سنة الطاعون(1831م) كان هناك أسر كثيرة تذكر في هذه الوثائق لم يعد لها ذكر ولا وجود بعد الطاعون مثل الخراشي والحصني والحرقان والمفرج القديمين والعبدالوهاب وغيرهم الكثير حسب وثائق محفوظة عندي ترجع الى عام 1216 هجري.
وبالمناسة القصة المشهورة والتي تتعلق بأسرة أغلقت الأبواب وانعزلت عن الناس وعندما أرادت أحد بناتها الخروج من البيت لرؤية زوجها وأولادها والذين كانوا في بيت آخر أنزلوها بحبل من البيت وعندما وصلت لبيت زوجها وجدت الطاعون قضى على الجميع وعندما عادت أدراجها لبيت أبوها لم يتم استقبالها فماتت عند باب منزل والدها.
هذه الأسرة حسب النقل والروايات الشبه مؤكدة هي أسرة المديرس الكريمة حيث كانت بيوتهم جنوب فريج غنيم الذي يقع قبلة البنك المركزي الحالي ويعتبر فريج غنيم وفريج المديرس والذي تقع فيه بيوت المديرس ومسجدهم ضمن حدود السور الأول.
عائلة العبدالجليل لم يسلم منها إلا شخص واحد وهو إبراهيم بن سليمان العبدالجليل حفيد قاضي الكويت الثاني أحمد بن عبدالله العبدالجليل حيث قضى الطاعون على والده سليمان وعمامه وعماته واخوانه وخواته وسلم ابراهيم وسلمت عائلة العبدالجليل بفضل الله تعالى من الفناء والانقراض حيث أن إبراهيم بن سليمان بن أحمد بن عبدالله ال عبدالجليل هو جد جميع أسرة العبدالجليل في الكويت وإبراهيم ولد في الكويت عام 1790 ميلادي تقريبا.
|