مدينة الفحيحيل منذ نشأتها حتى عام 1974م
تقع مدينة الفحيحيل على بعد 35 كم جنوبي الكويت، وقد ساعدت عدة عوامل على نشوء هذه القرية، وهي مدينة قديمة يعود تاريخها الى اكثر من 150 عاما.
والتي تعتبر ثاني اكبر مدينة في الكويت من حيث تعداد السكان «80 الف نسمة» ونحن الآن في عام 1973م ومن اهم تلك العوامل وجود آبار وعيون للمياه الحلوة ويحيط بها النخيل.
واول من سكنها عائلتان هما عائلتا الدبوس وعائلة العجيل وقد اقاموا فيها واطلقوا عليها اسم «الفُحال» وهو اسم يطلق على ذكر النخل.
الموقع
ان منطقة الفحيحيل من المناطق الزراعية لاعتمادها على المياه الجوفية من بعض الآباء المنتشرة في المنطقة، مما يجعل منها مكانا مناسبا لاستقرار الاسر الحضرية، وملاذا جيدا للقبائل البدوية في جنوبي الكويت لتستريح بجوار القرية في اشهر الصيف الحار «قطين» كما يسمونها البدو، كما ان الفحيحيل تقع عند مغاصات اللؤلؤ المعروفة لهذا كان لابد من وجود قرية قريبة تخدم رجال البحر في جنوب الكويت وقد قدمت الفحيحيل هذه الخدمة.
نخيل البصرة
لقد علمنا بان مدينة الفحيحيل قد انشئت منذ «150 عاما» والجدير بالذكر ان اسرة المالك الصباح اول من سكن بها وهي من جاءت بالنخل من البصرة من خلال الشيخ مالك وشقيقه الشيخ سلمان الحمود السلمان الصباح ومن اقدم العائلات التي اقامت بها اسرة الدبوس
وكان جاسم الدبوس اميرا للفحيحيل وعجيل العجيل.
ويقال ان المرحوم عجيل العجيل استقر بها وكان يعيش قبل ذلك في منطقة «ملح» وقد عملت اسرة العجيل في البداية بالزراعة حيث زرعوا مساحات كبيرة من الخضروات والبطيخ وكان قسم منهم يعمل في الغوص على اللؤلؤ وهي الحرفة الرئيسية لمعظم اهالي الكويت قبل الثلاثينات ومع عجيل العجيل قدم ايضا ابن «بزيغ» وعمل هو الآخر مع اسرته في الزراعة.
سور الفحيحيل
تجمع اهالي الفحيحيل لبناء سور يحمي قريتهم من الاخطار وكان لأسرة الدبوس دور كبير في بناء هذا السور حتى انه يسمى باسم «سور الدبوس» وكان ذلك بعد عام او عامين من حرب الجهراء 1920م حيث بذل وقتذاك جاسم عبدالله الدبوس جهدا ملحوظا في بناء السور بالتعاون مع الاسر الاخرى.
وقد شارك امير الكويت المغفور له الشيخ سالم المبارك الصباح بتقديم ما يلزم من بوابات وجندل وبواري، ولم يحط السور احاطة كاملة بكل بيوت القرية، وكان له بوابتان «دروازتان» واحدة في شرق السور والثانية في غربه، كما ضم السور اكثر من «قوله» وهي لفظة محلية لأبراج المراقبة.
وقد انتهى هذا تماما ولم يبق منه اي اثر بعد التقدم العمراني في الفحيحيل.
بعد الاستقلال
تطورت الكويت وظهر النفط واقيم رصيفان لشخن النفط في الفحيحيل، وبدأت المدينة في النمو، وبعد الاستقلال ازدادت حركة النمو في الفحيحيل وبعد ان كانت المزارع الخضراء تنتشر في وسط بيوت هذه المدينة الساحلية، تقلصت الرقعة الخضراء بها، وبدأت البنايات الحديثة تحتل اماكن المزارع والنخيل، ولا يبقى منها الا القليل النادر.
أماكن ترفيهية
تضم المنطقة عدة وسائل للترفيه اهمها داران للسينما والنادي الرياضي، وقد انشئ نادي الفحيحيل منذ فترة طويلة تحت اسم نادي نهضة الفحيحيل ثم اعيد افتتاحه عام 1964 تحت اسم «نادي الفحيحيل الرياضي» ويضم ملاعب لكرة القدم، والسلة، وكرة الطائرة، والتنس، وصالة للبلياردو، وهناك مشروع لانشاء حمام للسباحة جديد لايزال تحت الدراسة.
وهناك ايضا الحديقة العامة التي تقع على شاطئ الخليج، ومزودة بالعاب للاطفال وملاعب للشباب، يذهب اليها اهل الفحيحيل بل وحتى من مدينة الكويت لقضاء اوقات الفراغ.
مشاريع
تشهد المدينة نهضة عمرانية كبيرة منذ عامين فقط اي 1971م، سمحت السلطات الحكومية ببناء مجمعات سكنية ذات ستة طوابق في الفحيحيل وبدأت هذه العمارات بالارتفاع بعد ان كانت المباني مقصورة على طابقين او ثلاثة فقط كما انتشر العمران في كل مكان في المدينة حتى بدأت الاراضي الفضاء في المدينة تتحول تدريجيا الى احياء سكنية جديدة.
ومن هذه النهضة بدأت مشروعات جديدة تظهر منها نادي الجري الجديد، وانشاء شواطئ للاستحمام، وتقوم الهيئات في المدينة بدراسة مشروع انشاء مستشفى كبير، حيث ان المجمع الصحي الموجود حاليا في البلدة لا يكفي حاجة السكان.
الحركة التجارية
لقد كانت الفحيحيل سوقا تجاريا مزدهرا، ذلك بسبب ميناء الاحمدي الذي يقع في المدينة، وتردد بحارة السفن وناقلات البترول على المدينة وكان يخلق انتعاشا كبيرا بها.
قرار منع
وقد صدر قرار منع البحارة من النزول الى الاسواق، وذلك لاسباب الحجر الصحي وقد ادى هذا القرار الى حرمان الكثير من المحلات التجارية والمتخصصة من بيع التحف الشرقية على هؤلاء البحارة.
ورغم هذا القرار الا انه ليس معناه ان النشاط التجاري لهذه المحلات متوقف، فهناك سكان مدينة الاحمدي من موظفي شركات النفط، وخاصة الاجانب الذين يقبلون على شراء التحف الشرقية.
مختارية الفحيحيل
اول مختار للفحيحيل هو محمد جاسم عبدالله الدبوس
وقد فاز بهذا المنصب في انتخابات جرت لذلك نافسه فيها خليفة الجري، وظل مختارا حتى عام 1966، وتم تعيين تركي دبوس الدبوس خلفا له.
فيما يلي نبذة موجزة عن حياة المختارين
1- المختار محمد جاسم عبدالله جاسم الدبوس، ولد عام 1920م، متزوج وله عشرة أبناء، من رجال الاعمال في الكويت، وقد شغل في السابق مدير دائرة الكهرباء والماء في المنطقة منذ عام 1958، حتى 1980م وهو أول مختار للمنطقة العاشرة في التنظيم القديم، وتشمل مختارية الفحيحيل والمنقف وابو حليفة والشعيبة من عام 1961م الى 1966م، وقد اشترك في العديد من اللجان منها لجنة الاسكان العام 1970/1982م، ولجنة الجنسية، له ميول ادبية ومساهمات شعرية، مولع في السفر البحري وكل ما يتعلق بالبحر، تعلم على يد الاستاذ عبدالله زكريا الانصاري من 1935 ، 1938م، وانتظم في المدرسة الاحمدية.
2- المختار المرحوم تركي دبوس الدبوس
من مواليد 1940م، عمل امينا لمستوصف الفحيحيل، ساهم في تعداد سكان الفحيحيل في الستينيات وهو من مؤسسي نادي الفحيحيل الرياضي، وقد انتخب رئيسا لمجلس ادارة النادي اكثر من مرة، وساهم بعضوية لجان كثيرة عين مختارا لقرية الفحيحيل عام 1966م، وهو المختار الثاني للبلدة، ولا يزال في هذ المنصب حتى توفي عام 1995م، كما انتخب رئيسا لمجلس الحي في الفحيحيل.
جاسم عبد الله جاسم الدبوس عاش بين سنتي «1860 و 1935» وكان على علاقة وثيقة مع شيوخ الكويت السابقين ومنهم الشيخ مبارك الكبير والشيخ جابر المبارك والشيخ سالم المبارك والشيخ احمد الجابر ظل اميرا للفحيحيل، بعد ان قدم اليها مع اسرته وكانت تصدر وثائق بتوقيعه، وقد اقام هو واسرته اول الامر في الشرق في فريج «الزهاميل»، «براحة الدبوس» ثم انتقل الى الفحيحيل وساهم بشكل فعال في بناء سورها بعد معركة الجهراء 1922 وهناك من يقول انه عام 1923، وكان احد النواخذة المعدودين وله جالبوت يسمى «معيضه» وشوعي اسمه «سمحان» وبقاره اسمها «بنت البدو» وقد شاركه في معركة هدية 1910م.
الفحيحيل والانتخابات
كانت جزءا من المنطقة العاشرة التي يمثلها في مجلس الامة خمسة اعضاء فقط، ورغم انها كانت اكبر المناطق السكانية مساحة من حيث الحجم والسكان، وفي القانون الجديد تم تلافي هذا العيب فقسمت محافظة الاحمدي الى خمس مناطق انتخابية، وهنا لا اقصد قانون الدوائر الخمس، انما هو القانون السابق الخمس والعشرون دائرة ومعنى هذا ان ممثلي المحافظة قد اصبحوا عشرة ممثلين، وتشكل الفحيحيل والمنقف دائرة انتخابية واحدة هي الدائرة «24»، يمثلها عضوان في مجلس الامة، وقد فاز بعضوية الدائرة عام «1981م» كل من مبارك عبد الله الدبوس، وراشد سيف الحجيلان.
وفي 1985 فاز كل من راشد الحجيلان ومبارك زوير الهاجري، وفي انتخابات المجلس الوطني عام «1990م» فاز كل من عبدالله عوض الخضير الهاجري، وتركي العازمي.
وفي اكتوبر «1992م» لمجلس الامة السابع فاز عن الدائرة كل من الدكتور عبد الله راشد الهاجري وتركي العازمي، وقد انضم الدكتور الهاجري الى التشكيل الوزاري عام 1993م كوزير للتجارة والصناعة.
نواخذة الفحيحيل
النوخذة حمد زوير الهاجري
ولد في الشرق 1887م وشارك في حرب الجهراء 1920.
وفي الثلاثينيات اتجه للعمل في البحر واصبح من النواخذة المعروفين في منطقة الفحيحيل، وقد صعد نجمه بعد عثوره على «حصباه» ثمينة نصحه المثمن المشهور فهد الرجيب ببيعها في البحرين، وباعها بـ«21» الف ربيه، وامتلك السفينتين هما «منصور»، و«ساحب ذيله» وقد توفي رحمه الله في عام «1962» عن عمر ناهز «75» عاما.
عوض محمد الخضير الهاجري
ولد عام «1901» وقد بدأ حياته تبايا ثم غواصا مع والده الذي كان نواخذه ثلاثين عاما، وبعد وفاته تسلم النوخذة ابنه عوض مدة 27 سنة، وقد حصل على لؤلؤة «حصباه» وبيعت بمبلغ «16» الف ربية، كما انه من الشعراء المعروفين، وله ديوان شعر، وتوفي عن عمر ناهز الثمانين عاما، وله من الابناء محمد وعبد الله وسالم وسعد وله علاقة طيبة بالشيخ عبد الله السالم.
مطلق العدواني
ولد عام «1900» حفظ القرآن صغيرا ركب البحر مع والده في الشوعي الاصغر ثم اصبح نوخذة بالجلبوت منيفة، وكان مشهورا بحدة البصر، ويلجأون اليه برؤية هلال شهر رمضان المبارك وقد توفي رحمه الله عام 1988م.
علي فهد العدواني
ولد عام 1915م وكان منذ صغره تقيا وملما بتعاليم الدين الاسلامي حفظ القرآن صغيرا وعمل في مهنة الغوص طوال فترة الشباب، ثم انتقل بالعمل في بلدية الكويت وعين في لجنة الجنسية، ثم في لجنة التثمين، ثم عين رئيسا
لمجلس محافظة الاحمدي 1988م.
التجبير
محمد عبد العال العتيبي
من مواليد 1927م نشأ بالفحيحيل وكان والده يعمل بالغوص، لكنه اتجه الى مهنة التجبير، وكان يشتهر بهذه المهنة وذاع صيته بهذه المهنة الجليلة التي يقدمها لمرضاه دون اجر.
وقد كان ابنه «محمد» يجالسه في الكثير من الحالات، حتى تعلم هذه المهنة من والده وورثها عنه بعد وفاته، وقد اشتهر محمد عبد العال بمعرفته للاشعة وتجبير الكسور الصعبة، مثل كسور الحوض وغيره.