22-01-2010, 09:15 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 32
|
|
لقاء مع الفاضل / احمد الكليب على جريدة القبس
دكتاتوري بالقرارات وضعيف أمام بناته وحفيداته أحمد الكليب: تتغزل بي بأشعارها.. فأحبها أكثر
أحمد الكليب (تصوير: هشام كامل)
حوار: حنان عبيد
ولد في 7 فبراير عام 1953 في منطقة القبلة، فقد والده وهو في سن صغيرة لا تتعدى الست سنوات لتتولى والدته المرحومة تربيته وتحيطه بالعاطفة والطيبة والتسامح، فتعلم منها اموراً كثيرة صقلت شخصيته وجعلته انسانا ناضجا نظيف اليد، مسؤولا امام الله والناس.
حصل على البكالوريس في الخدمة الاجتماعية عام 1976، وتبوأ مناصب عديدة فكان عضوا في مجلس ادارة مؤسسة التأمينات الاجتماعية وعضوا في مجلس الامة ووزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل، ووزيرا للاوقاف والشؤون الاسلامية، وسفيرا في القاهرة حاصلا على ثقة سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد لخمس مرات، وكذلك ثقة ناخبي الدائرة العاشرة في انتخابات 1992و1996.
عمله المستقيم ونجاحه استفز البعض فافتروا عليه واتهموه اتهامات بعيدة عن الواقع لانه لا يساوم على مصلحة بلده، تميز بالتسامح والهدوء، لكن هدوءه قد يخفي انفعالا عاصفا اذا اثارته قضية تمس وطنه وعمله.
انه رئيس لجنة المناقصات المركزية احمد الكليب الذي التقيناه في مكتبه في لجنة المناقصات في حديث شفاف وصريح عن كل ما مرّ به وعاشه على الصعيد المهني والاجتماعي والشخصي، فإليكم هذه الاستراحة:
نعايدك أبوخالد بعيد الأضحى المبارك فكل عام وأنت بخير.
وكل عام وأنتم بخير.
متى عيد ميلادك؟
7 فبراير 1953.
إذا راجعت حساباتك منذ بداياتك المهنية الى اليوم فأين كانت محطات النجاح وأين كانت محطات الإخفاق؟
اعتبر عملي سفيرا في القاهرة من أفضل محطات حياتي المهنية من عام 2001 الى 2007، فكانت سنوات عطاء واستمتاع، وخلال تلك السنوات مرت الكويت بفترات عصيبة ومرحلة سقوط الطاغية صدام، واعتبر حياتي المهنية، سواء في العمل الحكومي أو البرلماني بكل ما تخللها من صعوبات كانت ممتعة، ولا اعتبر انني أخفقت، وفي الحياة لا بد من نجاح في مكان وتوقف في مكان آخر وأيا كان هذا التوقف فلقد تعلمت منه وتخطيته.
بعض الناس يسعون الى لقب معالي الوزير وسعادة النائب وسعادة السفير هل أحببت هذه الألقاب؟ وهل تفتقدها اليوم؟
أنا من الناس الذين لا يحبون الألقاب وأحب ان يناديني الكل بأبوخالد، حتى عندما كنت وزيرا ونائبا وسفيرا لم أعمل لهذه الألقاب حسابات أو اعتبارات.
قلت ان أمتع محطة في حياتك المهنية كانت في العمل الدبلوماسي كسفير في مصر، لكن لماذا قيل حينها ان بعض الدوائر السياسية والدبلوماسية في مصر كانت متذمرة ومحتجة على وجودك كسفير لاعتبارك من جماعة الاخوان؟
كل هذا الكلام غير صحيح ويكفي ان رد وزارة الخارجية المصرية على هذا الكلام كان قاطعا لكل هذه الاتهامات.
أمانة أحملها
أبوخالد على الرغم من قصر عملك السياسي فانك واجهت اتهامات كثيرة واستجوابا على خلفية طباعة المصحف الشريف هل لأنك لم تلبّ. طلبات ورغبات كل من هاجمك واتهمك؟
اعتقد ان النجاح والعمل المستقيم يستفز البعض، ويجعلهم يفترون باتهامات بعيدة عن الواقع، كنت اتمنى ان أجد أي شخص يقدم ملاحظة واحدة على تجاوز لي وهذه الاتهامات اعتبرها ضريبة العمل في هذا المعترك السياسي، والعمل عندي مبدأ ومسؤولية، ولا مجال للمساومة أبدا، فأنا مؤتمن على عملي لمصلحة الوطن، وهذا الكرسي الذي أجلس عليه والكراسي التي جلست عليها ليست لي ولا لغيري.
هل أنت محسوب على الإخوان؟
أنا لم أنتم. لأي توجه سياسي، ومعروف منذ بداياتي السياسية الى نهاية العمر انني مستقل، ومن وقف ضدي وأراد استجوابي هم الاخوان وغيرهم، وهم أنفسهم من خلال الصحافة والاعلام وتصريحات بعض المسؤولين اعترفوا بأنهم ارتكبوا خطأ عندما وقفوا ضدي في مرحلة من المراحل.
ماذا تعلق على من ينادي بتوقيف الدروس الموسيقية في المدارس؟
من يطالب بذلك هو من درس الموسيقى ودرّس أولاده من بنات وصبيان وكذلك سيدرس أحفاده، أعتقد ان هذه الأمور هدفها اشغال المجتمع والتنمية عن الأمور الاساسية، فمرة يخرجون بالدروس الموسيقية ومرة بحجاب النائبات.
ماذا تتوقع في جلسة 9 ديسمبر؟
هناك ظلم لرئيس الحكومة وللوزراء ولكل البلد، فأي حكومة يجب ان تعطى الفرصة لتعمل برنامجها وما يحصل اليوم أصبح واضحا هدفه تعطيل الحياة السياسية والتنمية في البلد، وانظري فكم مجلسا الى اليوم حل، وهل حقق الذي نادى بالاستجواب الاصلاح؟ أما التهديد باستجواب الوزير أو الاستقالة فهذا غير مقبول، وما يمر فيه البلد هو كارثة حقيقية للديموقراطية، والخطر سيحل على أولادنا.
إلى أي مدى كرسي لجنة المناقصات يرضي تطلعاتك المهنية وطموحاتك؟
في كل المهام التي كلفت بها، لم يكن همي الأول هو اشباع تطلعاتي، وكان همي هو تأدية الأمانة التي احملها في عملي صحيح أن كل انسان لديه طموح للوصول لأعلى المناصب، أما أنا فيكفيني فخرا أن أفوز لخمس مرات بثقة حضرة صاحب السمو والشعب وهذا يعطي الثقة لي ولأولادي، والوظيفة بالنسبة لي ليست تحقيقا للطموح قدر ما هي أمانة عليّ الإخلاص في تأديتها.
هل لديك نية لخوض الانتخابات النيابية مستقبلا؟
لقد تغيرت الخريطة الانتخابية وقد تتغير مستقبلا، حيث توزيع المناطق والناخبين والدوائر، وهذه العوامل تؤثر في اتخاذ القرار، وفي الكويت تطغى العلاقات بين الناس على أي شيء آخر، فهل يستطيع الانسان ان يغطي اكبر عدد من العلاقات؟ وهل مازالت ثقة الناس موجودة في المرشح؟ واذا تعدلت الدوائر وأصبحت دائرة واحدة فأجدها دمارا اكثر للكويت لانها تحتاج لأحزاب سياسية حيث القوائم الانتخابية وهذه النماذج موجودة في العالم ورأينا نتائجها.
رغبت أن تكون طيارا، أمازالت لديك تلك الرغبة؟
كانت أمنيتي أن اكون طيارا مدنيا، لولا والدتي.. رحمها الله - التي لم تحبذ ذلك كوني كنت البكر والمعيل للاسرة بعد وفاة والدي، فاستجبت لرغبة والدتي وتركت التفكير في الطيران واتجهت للعمل الاجتماعي وللخدمة الاجتماعية ودرست ذلك ارضاء للوالدة، واعتقد ان ما انا فيه هو نتيجة رضاء الوالدة عليّ.
دكتاتوري..وضعيف
صف لنا البيئة التي نشأت فيها؟
ولدت في منطقة قبلة، كان بيتنا عند مجمع المثنى في منطقة الصالحية ولليوم عندما أمر في هذه المنطقة اتذكره، واذكر ممراته وابوابه، وعندما بدأت أعي امور الحياة انتقلنا الى حولي ثم الى كيفان ثم الضاحية والسرة والعديلية، وأتذكر طفولتي جيدا في حولي، فبيتنا كان في شارع تونس بالقرب من حديقة سلوى قرب مجمع الرحاب، وكنت اذهب للحديقة كل يوم جمعة حيث كانت متنفسا لكل الناس.
لدي اخ واختان، توفي والدي وانا بعمر ست سنوات ولقد عوضتني والدتي فقدان الوالد، ربتني امرأة تميزت بالتضحية والعاطفة والطيبة وعلمتني عدم التفكير بمن يعتدي عليّ وعدم الاساءة الى من اعتدى عليّ، فأصبحت متسامحا مع المسيئين، والله هو الكفيل بمن اساء إلي والايام اثبتت لي هذا ورأيت ما حصل لكل من أساء إليّ، الله لم يفتح كل الابواب لي الا نتيجة لتسامحي وعدم حقدي على أحد حقق لي أمورا كثيرة لا احد يعلمها.
هل هذه الامور السرية لا تعلمها حتى الزوجة؟
زوجتي تعلم كل شيء عني، وقفت معي وساندتني في شدتي وربت اسرة نفتحر بها، فلدي اربعة اولاد وابنتان من أحسن الأولاد تربية وخلقا وعلما.
حدثنا عنهم؟
خالد يعمل في القطاع الخاص، ومهلهل يعمل في البنك الصناعي وعبدالله تخرج من الجامعة، لولوة في الجامعة وفيصل في الثانوية، ونورة الجعدة أنا ضعيف أمامها وأمام لولوة بشكل غير طبيعي، ربيت أولادي على الأخلاق والتسامح والاحترام.
هل تلبي كل طلبات أولادك؟
أنا أمام البنتين وحفيدتيّ (حصة ونورة) ضعيف جدا ألبي لهن كل طلباتهن وللأولاد مكانة خاصة عندي.
ماذا عن الزوجة؟
زوجتي نجيبة المضف دكتورة متخصصة في أمراض السكر، تركت مهنة الطب عندما ذهبت للقاهرة كسفير وتفرغت لتربية الأولاد.
هل ارتبطت بها بعد قصة حب؟
التقيتها في القاهرة كانت تدرس الطب، وأنا أدرس الخدمة الاجتماعية، أحببنا بعضنا في عام 1973 وتزوجنا في حرب اكتوبر.
أمازالت هذه القصة مستمرة لليوم؟
الى اليوم مازالت الصورة نفسها التي رسمناها في بداية حبنا وزواجنا نعيشها، والحمد لله زواجنا ناجح ونعيش بسعادة صحيح ان السنوات الأولى في حياة الزوجين تكون غير مستقرة لان كل زوج له شخصية مختلفة عن الآخر الى: ان تتوحد الافكار والتفكير فاليوم الذي افكر فيه تعرفه دون ان اخبرها به وكذلك الامر بالنسبة لي، نجتمع على الفكرة دون ان ننطق بها.
كيف تصف شخصيتك؟
انا دكتاتوري في القرارات الاساسية لقد كنت دكتاتوراً عندما اتخذت قراري في السفر الى مصر وتولي الحقيبة الدبلوماسية جمعت عائلتي وقلت لهم بأنني سأذهب الى القاهرة وستتغير حياتكم لانني سأبتعد بسبب ظروف عملي الدبلوماسي فكانوا موافقين وانا لم اكن موافقا لكن ما زادني قناعة لقبول المنصب هو قبول وتقبل اسرتي لذلك وانا دكتاتوري في اختيار الاماكن التي سنسافر اليها فالترتيب يكون وفقا لي وبعد العودة من السفر يؤيدون قراري.
هل شعرت بتأنيب الضمير لتقصيرك في حق التواجد مع الاسرة؟
لم اشعر بالتقصير فكان الالتقاء معهم يوميا عبر الانترنت والهاتف لكن التقصير كان في عدم الجلوس معهم مباشرة، ولقد قامت ام خالد بكل مهامي في غيابي حتى توليها لبناء بيتنا.
اذن الادارة المالية في البيت من مهام ام خالد؟
طبعا.
هل تحاسبها بماذا صرفت وماذا تبقى من المصروف؟
ابداً لا حساب بيننا، وطوال حياتي لم اسألها ماذا صرفت وماذا فعلت بالمال.
ماذا عن مزاجك؟
انا هادئ لكن هناك امورا تثيرني فإذا رأيت خطأ يمارس في العمل، وفي البيت انفعل وهناك امور كثيرة اثارتني وجعلتني انفعل وظهرت تضاريس انفعالاتي على وجهي وكلامي خصوصا عندما تعلقت القرارات بمصير بلدي حيث صدر قرار عن جامعة الدول العربية في فترة من الفترات ونادينا ان يتضمن القرار فقرة لابنائنا الاسرى والمفقودين وخرج الاجتماع دون اي شيء مما طالبنا فيه فسجلنا تحفظا كان به انفعالا ولم تمر 48 ساعة حتى قدمت معنا على هذا التحفظ سبع دول منها خمس دول خليجية ودولتان عربيتان فتم اعادة صياغة القرار كما اردناه.
هنا الانفعال كان لقرار يهم بلدي وهنا الانفعال الحقيقي، اما في البيت فلقد قلت انفعالاتي كثيرا واصبحت اكثر هدوءا وحتى مع نجيبة اذا اختلفت لا انفعل ابدا وبمجرد مرور دقائق نعود ونتكلم معا وننسى كل شيء في الحال ولان نجيبة شاعرة تكتب لي شعراً تتغزل بي فيه فبمجرد سماعه يتجدد مزاجي واشعر بالسعادة.
عرائس نجيبة
ما الحادثة التي ما زالت محفورة في ذاكرتك؟
وفاة والدتي منذ سبع سنوات في شقتي في القاهرة لقد كانت في امتع لحظاتها وصحتها وحصلت لها جلطة فجائية وماتت وهي تبعد عني امتاراً في الشقة، فكانت اصعب مرحلة مرت علي في حياتي، ومع ذلك لم ابك في لحظتها، لكن بيني وبين نفسي كانت الدموع مؤلمة، وحتى يوم الغزو لم ابك، بكيت فقط يوم التحرير.
هل شجعت اولادك على دخول الميدان السياسي مثلك؟
هم في بداية حياتهم، والامر متروك لهم اذا ارادوا الحياة السياسية.
ما هواياتك؟
تجميع الكاميرات القديمة، وكل فترة اشتري كاميرات، لدي كاميرا عمرها اكثر من مائة وعشرين سنة، وانا اهوى التصوير كثيرا، كذلك ابنتي لولوة تهوى التصوير وتحترفه ولديها استديو داخل البيت تعمل فيه صوراً لنا ولصديقاتها.
هل تمارس انت وزوجتك الرياضة؟
لا نمارس الرياضة، لكن لدينا نية للمشي.
ما الاغاني التي تحب سماعها مع ام خالد؟
احب الاغاني القديمة، اضافة الى انني لست محبا لسماع الاغاني بشكل دائم. اما ام خالد فلقد سجلت كل الاغاني القديمة على اللاب توب ويستهويها الشعر كثيراً، وتنطبق عليها اغنية يارا «صدفة من بين كل الناس علقني»، وتعتبرها قصتها معي، لذلك فرنّة تلفوني وتلفونها هذه الاغنية.
متى محاسبة الذات؟
اهم شيء عندي ان انام دون ظلم اي انسان، واذا شعرت بذلك احاسب نفسي وفي اليوم التالي أُصحح خطئي، حتى مع اولادي لو كانوا على خطأ لا انام من دون مراضاتهم.
ما الطبق المميز واللذيذ من تحت يدي ام خالد؟
ام خالد طباخة ماهرة، اذا اعدت شيئا أنسى كل شيء وانا اكله، وبالاخص الحلويات.
ما حكمتك في الحياة؟
اعمل واترك الامر على الله ولا تترجى من اي مخلوق ان يحسن لك بأي عمل تقوم به وهذا ما علمته لاولادي، ولدي حكمة مهمة اضعها امامي وهي: «اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك».
ماذا تهدي ام خالد؟
ام خالد تحب العرائس كثيراً، اهديتها حوالي ستين لعبة تضعها في زاوية في غرفة.. ممنوع لمسها، وحتى الان لدي لعبتان جديدتان اشتريتهما لها ولم اقدمهما لها الى الان فذكرتيني بهما، وفي 28 10 احتفلنا بعيد زواجنا وأهديتها عروسة مميزة.
وهي ماذا تهديك؟
تبحث عن الكاميرات القديمة وتشتريها لي.
ماذا عن غيرة ام خالد؟
غيرتها على قدر محبتها، اليوم اصبحت تغار عليّ من الحفيدات وانا اغار عليها من اولادها.
ما الالوان التي تحبها على ام خالد؟
اجمل لون عليها اللون الزهري، حتى انني كنت اشتري لها الثياب عندما كنا في القاهرة، وكل الالوان تليق بها.
|