التاريخ الصحي في الكويت
لم يكن الكويتيون في السابق يحظون وينعمون بالخدمات الطبية فالا مستشفيات ولا مراكز صحية فظروف المعيشة في آنذاك صعبة للغاية فهم عرضة للأمراض والآوبئة بسبب عدم توفر الخدمات الصحية والعناية الطبية فعلى مر التاريخ تعرضوا للكثير من الأمراض والأوبئة من اشدها فتكا بهم طاعون عام 1831م والذي عرف " بسنة الطاعون" حيث قضي مرض الطاعون على عدد كبير من سكان مدينة الكويت القديمة وما جاورها ولم يكن طاعون عام 1831م اخر تلك الأوبئة بل تتابعت أمراض و أوبئة فجاء الطاعون الثاني والجدري هذا بالاضافة للأمراض الأخرى كالسل والزهري والسعال الديكي والحصبة والأمراض المعوية وآلام الأسنان وغيرها فلم يكن لديهم وسائل للعلاجها غير الطب الشعبي والأدعية .
العلاج الشعبي :استخدم الكويتيون قديما طرق لعلاج مرضاهم فاستخدموا الكحل لعلاج الرمد و الكي لعلاج آلام البطن و الأمراض المعوية وكي الرسغ بخطيين متوازين وعلى اللسان لعلاج مرضي السل كما استخدم البدو " وزر الإبل " كعلاج لأمراض العيون وتطهير الجروح ومعالجة الالتهابات كما استخدم كمسهل كما استخدم روث الحيوانات المجفف لعلاج القروح والدمامل كما استخدمت اسماك القرش كعلاج للضعف الجنسي لدى الرجال واستخدموا " وصخ الصفار " وهي مادة كيماوية ناتجة عن معالجة الصفار للقدور الطبخ لعلاج الجروح والقروح كما كان العلاج بواسطة بالأدعية من الطرق التي يتم اللجوء لها للتعافي في السابق من الأمراض فمن الشائع في الكويت قديما مشاهدة الصبيه يقفون وهم يحملون وعاء مملوء بالماء خارج المسجد في انتظار خروج المصلين من الصلاة لكي يأتي أحدهم بنفخة بالماء أو قراءة صورة الفاتحة مع بعض الأدعية ثم يذهب الصبي للمريض مباشرة لكي يشرب منه. أما علاج الاسنان فلم يعرف الكويتيون الراحة من آلام الأسنان الأبعد ظهور المستشفيات فيما بعد وظهور المخدر "البنج" حيث كان علاج الأسنان في السابق متعب ومؤلم للمريض نفسه فمن المعتقدات فيعلاج الأسنان في السابق طرق مسمار في قطعة من جذع النخل ومع كل طرقه يقوم بالدعاءللمريض بالشفاء ومن ثم يأتون بخيط رفيع تقرأ علية أدعية خاصة لشفاء المريض وتربط فييده وفي الوقت نفسه تربط في قطعة جذع النخلة فالمشايخ في السابق لهم دوراً كبير في علاج المرضي وكانوا يقومون بعلاج مرضاهم بواسطة الأدعية وكتابة الحجب والكتابة على الصحون بماء الزعفران حيث يتم تقديمة للمريض كي يشربه منه كما كانت تقام الموالد والزار وغيرها من الطرق المعروفة والتي كانت شائعة لدى الكويتيون في السابق لعلاج المرضي فإذا استنفذت جميع الطرق المستخدمة في لعلاج المرض فلم يتم علاجة نسب المرض للجن حينها يتحول المريض إلي من يمارس الشعوذة لمعرفة أسباب مرضه.
أشخاص قاموا بعلاج ا أهالي الكويت في السابق وفاقت شهرتهم للدول المجاورة ومن اشهرهم :
1. محمد سعيد عبدالله الكويتي - مساعدالعازمي : المولود في عام 1885م وهو أول كويتي مارس عملية التلقيح ضد الجدري حيث غادر إلي مصر لتلقي العلم في الأزهر وهناك تعرف على أحد الأطباء فأبدي رغبته في تعلم التلقيح ضد الجدري وبعد إنهاء دراسته في مصر سافر إلي الهند لشراء بعض الأدوية اللازمة للتلقيح ومنها توجه إلي اليمن ثم رأس الخيمة ثم الكويت حيث زوال عملةفيها ومنها توجة البحرين التي توفي فيها في عام 1943 ميلادي فكان أول كويتي يمارس مهنة الطب والتلقيح ضد مرض الجدري .
2. السيد أحمد محمد الغانم : وهو من اشهر من يعالج في الكويت قديما في الأعشاب والنباتات التي يجلبها من الهند واشتهر كذلك بعلاج الكسور فكان بارع في هذه المهنة وهو أول كويتي مارس مهنة التجبير في الكويت قديما وقد عالج أحد أطباء مستشفي الإرسالية الأمريكي قديما وتوفي في عام 1962 ميلادي.
3. عبداللطيف ابراهيم الدهيم : أول كويتي يمارس مهنة الصيدلة في قديما افتتح صيدلية بيع فيها الأدوية وهي أول صيدلة قي تاريخ الكويت.
لم يستمر الوضع على ماهو عليه ففي أوائل القرن العشرين ظهرت فيما بعد المستشفيات والمراكز الصحية التي لعبت دورا كبير في علاج مرضي في الكويت وساهمت في تخفيف معاناتهم وهي على النحو التالي:
مستشفي الإرسالية الأمريكية " المستشفي الأمريكي : هو أول مستشفي يقام على أرض الكويت وترجع فكرة تأسيسة إلي مطلع القرن الحالي في عام 1909م عندما كان حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح في زيارة إلي الشيخ خزعل بن مردوا أميرالمحمرة وصادف خلالها الشيخ مبارك الدكتور " أرثورك بنت " رئيس البعثة الطبيةالأمريكية في البصرة وطلب منه الشيخ مبارك زيارة الكويت لإجراء عملية جراحية في عين شقيقته فخلال تواجده في الكويت عام 1910م قام بفتح مستوصف صغير لعلاج المرضي وقام الدكتور " أرثورك " وزميل له باستئجار " ديوان عائلة بودي في وسط المدينة في بادي الأمر ثم ما لبث إن حصل على مكان في الطرف الغربي لخليج الكويت" جون الكويت " مقابل البحر لإقامة المستشفي عليه بعد أن شرط علية الشيخ مبارك أمير الكويت استخدامها كمستشفي وأستقدام المزيد من الأطباء والممرضين للعمل في الكويت وكان المستشفي الأمريكاني أول مبني يبني في الكويت من الخرسانة المسلحة واستوردت جميع مواد البناء الخاصة به من خارج الكويت وقدرة تكاليف بنائه آنذاك بـ ستة آلاف دولار أي مايعادل في هذا الوقت ثمانمائة دينار كويتي في الوقت الحالي وتم افتتاح المستشفي الأمريكي في عام 1913 ميلادي ولم يهتم به الكويتيون في بادئ الأمر وذلك لجهلهم فقد كانوا يسخرون منه حيث كانوا يظنون أن كل من ذهب إليه لا يرجع معافى هذا , ثم بعدها ما لبث أن تتطلع القائمين على المستشفي الأمريكي قديما إلي إقامة بناء جديد فتح فيه عيادة للنساء تماشيا مع عادات أهل الكويت قديما بالقرب من مستشفي الرجال الذي أفتتح في عام 1913م وتولي أداره العيادة النسائية التي افتتحت في عام 1914 م حيث أفتتحت في عام 1917م وأصبح مستشفي للنساء الدكتورة " إليانور كالفرلي" المعروفة فيالكويت قديما باسم "حليمة خاتون" و استطاعت الدكتورة " اليانور " بطريقتها الخاصة الدخول إلي داخل المجتمع الكويتي وتذليل الصعوبات والمخاوف من الذهاب إلي المستشفي وذلك بسبب بساطتها في وفهما لشخصية المرأةالكويتية قديما و فهم طبيعة المجتمع الذي تعيش فيه وأزاله الهيبة من" البنج " التي كانت عند الكويتيون قديما لأجراء العمليات الجراحية وأول امرأة قامت بعلاجها الدكتورة اسمها " مبروكة" قدمت من السودان في ذاك الوقت وأول عملية أجرتها لامرأة في الكويت في المستشفي النسائي التابع للمستشفي الأمريكاني لسيدة اسمها عمشه بنت عبدالله وكانت عملية ناجحة وضلت الدكتورة تعمل في المستشفي وأصدرت كتاب " كنت أول طبية في الكويت " وحلت بعدها الدكتورة " ميري اليسن " المعروفة باسم" خاتون وسمية " ثم الدكتورة " روث كراوس المعروفة باسم " خاتون شفيقة" , أما بالنسبة لأول دكتور عمل في المستشفي الأمريكاني " بنت " واستمر في عملة من عام 1910م إلي عام 1913 م وحل محلة الدكتور " ستانلي ملري " الذي خلف" بنت " وهو زوج الدكتورة " اليانور كالفري" حتى توفي في الكويت عام 1952 م ثم خلفه " الدكتور "بول هاريسون" ولويسسكدر".
دور المستشفي الأمريكي في الحروب : للمستشفي الأمريكاني وأطبائه مكانة خاصة في نفوس الكويتيون حيث قاموا بعلاج المواطنين ولهم مواقف مشرفة مع أهل الكويت فقد عالج أطباء المستشفي الأمريكي جرحي معركة الجهراء والرقعي وساهم المستشفي في مكافحة الكثير من الأمراض والأوبئة في ذاك الوقت ومنها الجدري في عام 1930 واجري في المستشفي الكثير من العمليات الجراحية وساهم في تخفيف إلمام ومعناه مرضي الكويتي قديما وللدكتور " لويس سكدر" موقف في معركة الجهراء حيثعالج لوحدة مائة وأربعين جريج من جرحي معركة الجهراء مما أدي إلي قيام الشيخ سالم المبارك بتكريمه في ذاك الوقت بمنحة ماليه, وفي عام 1954 م تم إعادة بناءالمستشفي الأمريكي وأحتفل في الكويت بوضع حجر الأساس لإعادة بناء المستشفي الأمريكي في الكويت حضرة أمير الكويت في ذاك الوقت الشيخ عبدالله السالم الصباح , وظل هذا المستشفي يعمل في تقديم خدماته الطبية حتى مطلع الستينات حيث قامت الحكومة في فتح المراكز الصحية والمستشفيات مما أدي لإغلاق هذا المستشفي وفي عام 1967 م تم تحويل المبني إلي قسم الأمراض الجلدية لوزارة الصحة ثم إلي مقر للطب الشرعي التابع لوزارة الداخلية وفي عام 1993 تم تحويله إلي دار الآثار الإسلامية التابعة لوزارةالإعلام و لايزال مبني المستشفي قائما مقابل البحر كأحد الرموز التاريخية في الكويت.
المستوصف السوري: في عام 1938 م بدا الاهتمام من قبل الحكومة بالخدمات الصحية للمواطنين بعد أن كانت تقتصر على المستشفي الأمريكي الذي أقامته الإرسالية الأمريكية في عهد المرحوم الشيخ مبارك الصباح ولتخفيف الحمل والضغط الكبير على المستشفي الأمريكي وحيث لم يكن المستشفي الأمريكي في ذاك الوقت يسد احتياجات المواطنين المتزايدة على العلاج حيث لم تكن الأدوية كافية ولم يكن بمقدور بسكان المناطق البعيدة الوصول إلي المستشفي الأمريكي قامت الحكومة في هذاالعام بافتتاح مستوصف بإيجار بيت عائلة معرفي المقابل لقصر السيف وأطلق عليه هذاالمستوصف السوري نسبة للأطباء العاملين وهم من سوريا وهم المرحوم الدكتور يحيي الحديدي والدكتور صلاح أبوالذهب واستمر العمل في هذه المستوصف وخفف الضغط على المستشفي الأمريكي لفترة قصيرة حيث أصبحت الحكومة تفكر في بناء مستشفي أخر لسد النقص في الخدمات الطبية.
المستشفي الأميري أول مستشفي كويتي : رواد الكويتيون حلم بناء مستشفي يكون سابقة وفريد من نوعه في المنطقة ويكون انطلاقة في صعيد الخدمات الطبية في الكويت بني المستشفي في عام 1941 م بعد موافقة مجلس الشورى في ذلك الوقت واجهت عملية البناء صعوبات كثيرة منها فترة الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على عمل البناء حتى توقف الحرب وأكمل بنائه وكان المستشفي حديث المنطقة وكان صرحا ومفخرة للكويت في تلك الفترة وتحقق هذا الحلم في أكتوبر من عام 1949 م وافتتح أول مستشفي كويتي وعرف بأسم المستشفي الأميري وضم المستشفي في أول الأمر 45 سريراً وغرفة للعمليات وصيدلية ومختبر وفي السبع السنوات الأولي من افتتاحه عمل فيه :
1. الدكتورة منيرة العظم الخياط – أخصائية أمراض النساء.
2. الدكتور اربك باري - رئيس الاطباء.
3. الدكتور أحمدالخطيب – أمراض الباطنية.
4. الدكتور على العطاونة – مساعدجراح.
5. الدكتور وليم رثول – جراح متخصص.
6. الدكتور مصطفي عبدالتواب – أمراض باطنية .
7. الدكتور ال اليان – جراجة عيوان .
8. الدكتور جميس فوريس – تخدير.
9. الدكتور جميل خضر – مساعد أخصائي أطفال .
10. الدكتور أبان لك - بيثولوجي .
11. الدكتور ناظم الغبر – أمراض باطنية .
12. الدكتور ادوايس اوانيسيات - جراحة
13. الدكتور توفيق الترك واراماند بحويشي – عيون .
14. الدكتور عادل نسيبة - ولادة .
15. الدكتور لطيف علكة – حوامل .
16. الدكتور سليمان كنخدا – العيادات الخارجية نساء .
17. الدكتور عوني سعيد – أمراض جلدية .
18. الدكتور يحيى الحديدي - العيادات الخارجية رجال .
19. الدكتور يوسف ميرزا – رئيس قسم الأطفال .
20. الدكتور محمد نوري الغصين والدكتور ممدوح تحسين – أسنان .
استمر هذا المستشفي في تقديم خدماته الصحيحة للكويتيين وتمت توسعته عدة مرات ومن ثم تم إعادة بنائه في عام 1984 ولا يزال قائماً وساهم الكثير من أهالي الكويت في تطوير المستشفي الأميري في الوقت الحاضر وذل كفي بناء وتراميم أجنحة المبنى الموجود حاليا على نفقتهم الخاصة.
مستشفي الصباح ومستشفي الولادة: يعتبر من أضخم المشاريع التي قامت بها وزارة الصحة العامة يعتبر الصحة استغرق العمل في بنائه وتجهيزه مدة عامين كاملين ، وافتتح في 20/6/1962 تحت رعاية المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح . أمير البلاد والدبلوماسيين وغيرهم وقامت الوزارة بتجهيز المستشفى بكافة المعدات والتجهيزات الطبية الحديثة و من الكوادر الفنية المتخصصة من الأطباء والفنيين. ويعتبر مستشفى الصباح رمزا من رموز النهضة الصحية الحديثة في البلاد في عهد المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح وتبعة مستشفى متخصص في الولادة في الكويت في عام 1968 ومن ثم توالت بعدها إنشاء المستشفيات الحكومية وغيرها من المستشفيات الخاصة .
في الختام هذه نبذه بسيطة عن تاريخ الكويت الصحي قديما تطرقت خلالها عن الوضع الصحي في الكويت في السابق حيث كان الكويتيون يعالجون مرضاهم بواسطة الطب الشعبي والأدعية في فترة كانت الأمراض والأوبئة تفتك بها بس الأوضاع الصحية الرديئة التي كانت في الكويت قديما حتي ظهرت المستشفيات في بداية القرن العشرين ووصولا إلي مستشفي الصباح الذي يعد رمز من رموز النهضة الصحية في البلاد بعد الاستقلال وذلك لتوثيق هذه المعلومات في أرشيف منتدى تاريخ الكويت.
المصدر بتصرف : لمحات من ماضي الكويت
يوسف عبدالمحسن التركي
حقوق النسخ محفوطة للكاتبPAC3 ولمنتدى (تاريخ الكويت)، أرجوا عند النقل ذكر المصدر (للكاتبPAC3 من منتدي تاريخ الكويت www.kuwait-history.net) .
أرجوا تحري الأمانة العلمية في النقل... وشكرا