(آل العثمان) عبد الله وملا عثمان العثمان - فرحان الفرحان 2/11/2001
من الأسر الكويتية التي اشتركت في اسم واحد «عثمان»، فهناك في شرق مدينة الكويت العاصمة بالقديم عائلة العثمان وفي وسط المدينة العثمان في منطقة قبله هناك ايضا العثمان وكذلك يوجد هناك عائلة تسمى الحميدي ومرة اخرى الراشد ومرة العثمان والتي ينتمي لها صالح عثمان الراشد الحميدي.
وحديثنا ينصب اليوم على عائلة العثمان التي ينتمي لها الفاضلان عبد الله عبد اللطيف العثمان وملا عثمان عبد اللطيف العثمان، هذه الاسرة التي اخذت من الشهرة بفضل جهود هذين الفاضلين المرحومين التي كانت اعمالها متميزة.
هذه الاسرة التي وصل منها الى الكويت في القرن التاسع عشر جدهم «عبد الله العثمان»... وهو عبد الله عثمان بن احمد بن محمد بن احمد بن عثمان ترجع الي قبيلة (سبيع) وممكن ان نعتمد على ما أورده المرحوم حمد الجاسر في كتابه جمهرة انساب الاسر المتحضرة في نجد، يقول في صفحة (266)، آل عثمان ـ في الاحساء ـ من سبيع
ويذكر عبد الكريم الحقيل في كتابه أسر تحضرت في الجزيرة العربية في صفحة (95 ـ 69).
آل عثمان في الجنيفي بسدير في الاحساء ـ في القاط ـ في عنيزه بالقصيم.
عندما وصل عبد الله العثمان الى الكويت في القرن التاسع عشر كان معه ولده عبد اللطيف وانجب في الكويت ابنته ام عبد الله العتال.
عمل عبد الله بالتجارة يساعده ابنه عبد اللطيف حاله حال الكويتيين في تلك الفترة بعدها كبر عبد اللطيف ابنه الوحيد وقد تزوج عبد اللطيف بزوجتين، أنجب من الاولى عبد الله وعبد العزيز، وانجب من الثانية عثمان ومحمد.
وقد كان الحظ يلعب دورا بارزا لعبد الله وعثمان بالبروز والذي يشهد به كثير من الكويتيين.
ونتحدث عن عثمان اولا وان كان يصغر اخاه عبدالله بثمانية أيام... درس عثمان في المدرسة المباركية على يد سيد عمر عاصم وكان نابهاً وقد استطاع ان يستوعب الدروس بسرعة عجيبة وحفظ القرآن الكريم كله بسن مبكرة وعلى اثرها عين مدرسا في المدرسة المباركية وعمره لم يتجاوز السابعة عشرة لكن طوله الفاره ساعده على الظهور وفرض نفسه كمدرس ولقد كان باختلاطه مع المدرسين الذين يكبرونه في السن الاستفادة السريعة.
عمل ملا عثمان وهذا هو اللقب الذي عرف به اماما لمسجد القناعات المعروف بمسجد ياسين وقد اصطفاه الشيخ احمد الجابر امير الكويت الاسبق ليكون اماما وخطيبا له ردحا من الزمن.
وعندما مرض ملا عثمان زاره الشيخ احمد الجابر واطمأن عليه وقدم له هدية عبارة عن قطعة ارض على البحر في العقيلة وسمى الارض القريبة من منزل ملا عثمان «لوقه»، لايقه لك يا ملا عثمان.
بعدها انتقل ملا عثمان للعمل اماما لمسجد علي العبد الوهاب المطوع، قرب بوابة الشامية وظل في هذا المسجد ردحاً من الزمن، ثم بعد انتقال منزله الى الفيحاء صار اماما للمسجد المحاذي لمنزله وبعدها انتقل للمنصورية وصار اماما لمسجد المنصورية الرئيسي وظل في هذا المسجد اماما وخطيبا لصلاة الجمعة وكان المسجد يكتظ بالكويتيين الذين يصلون وراء ملا عثمان.
عمل ملا عثمان مدرسا في المدرسة المباركية ثم القبيلة وبعدها مدرسة المرقاب... وكان ملا عثمان يعمل مدرسا واماما وخطيبا ويقوم بعقود الزواج وفض الخصومات بين المتخاصمين الذين يرتضون بحكمه، بالاضافة الى ذلك كان نجارا ومعالجا للبقر ماهرا بمعرفة امراضها.
انجب ملا عثمان من الابناء احمد، ابراهيم، صالح ومحمود، وكان المفروض ان اعد بحثا عن هذه الشخصية الكبيرة ملا عثمان لكن سبقتني الفاضلة (ايمان المطيري) بأن اعدت بحثا عن ملا عثمان وقد تناولت كل جوانبه منذ طفولته حتى وفاته وقد قابلت عشرات الشخصيات الذين لهم صلة بملا عثمان حتى اعدت هذا البحث الذي يعتبر كتابا ومرجعا للمستقبل... لهذا اكتفيت بما كتبته الفاضلة وهو يغني عن الكثير من المتابعة لهذا البحث.
هذا ملا عثمان الذي ضرب الرقم القياسي بالتدريس فقد بدأ وعمره سبعة عشر عاما وتوقف وعمره سبعون سنة وعمل قرابة ثلاث وخمسين سنة.
ولقد عمل ملا عثمان حتى توفاه الله.. اما شقيقه عبد الله وهو الذي قاد هذه الاسرة العثمان الى المجد فقد كتبت عنه بحثا قبل عشرين سنة، اكتفي بان اعرضه مرة ثانية .
عبد الله عبد اللطيف العثمان
الرجل الثري في كل شيء، فقد كان ثريا في المال والزواج والاولاد والعطاء وبناء المساجد والانفاق على الفقراء، كان محبا للخير ساهم في طبع ثاني كتاب تاريخي للكويت، ابتدأ اول حياته كطالب في المدرسة فكاتب، فمدرس فمدير مدرسة فمدير البلدية فامام وخطيب وتاجر وشاعر واديب ومحسن كبير، كل هذا اجتمع في شخص واحد انفرد بهذه الميزات التي لم يشاركه فيها احد، انه عبد الله عبد اللطيف عبد الله محمد العثمان، وبهذه النبذة نكون قد القينا الضوء على ذلك النجم الذي سطع في سماء الكويت ثم افل وقد درس في اول حياته في منطقة شرق وتعلم الحساب والقرآن والخط ويعتبر هو وعبد الملك الصالح من احسن الخطاطين وبعد ان أنس من نفسه القدرة على العمل اشتغل كاتبا عند احمد عبد الله محمد الفرحان آنذاك وكان في هذا الوقت يعد العدة لفتح مدرسة مع اخيه عثمان الذي يصغره بثمانية ايام، وعثمان اخو محمد من ام اخرى فتح المدرسة وعمل فيها مدرسا ومديرا وعمل مع اخوته كمدرسين وابتدأت تدر عليهم دخلافاق دخله السابق، ومن جهة اخرى فتح له عمله كمدير مدرسة مجال البروز في المجتمع ومن هذه المدرسة تألق نجمه فقد طلبه المسؤولون ليكون مديرا للبلدية وما ان اصبح مديرا للبلدية حتى قام بتطويرها في فترة قصيرة.
عمل بعد ان استقال من البلدية كخطيب وامام للشيخ عبد الله الاحمد الجابر في مسجد قصر نايف وقد اعتمد الشيخ عبد الله الاحمد على صاحبنا كمستشار له في كثير من آرائه وافكاره وكان عبد الله العثمان يقرض الشعر بين الحين والحين وقد اخرج مجموعة من الدواوين القصيرة ابرزها ديوان «سمراء» وله ديوان كبير يسمى ديوان العثمان وجل شعر هذا الديوان من الحكم يقول في ديوانه سمراء:
رب ارجوك نجاتي من عذاب
انني مسكين خلقي من بشر
اغفر الزلات انني في الذنوب
غارق ابغي نجاة من خطر
انت ربي لا تكن عني بعيدا
انقذ الغرقان من هذا البحر
اذن هذا هو عبد الله العثمان الذي بنى مجموعة من المساجد ابرزها مسجده في دمشق الذي دخل التاريخ والذي لا يمكن ان يضاهيه مسجد آخر كما ترك سبعة وثلاثين ولدا.
هذا هو عبد الله عبد اللطيف العثمان الذي ولد في نهاية القرن الماضي والذي انتقل الى جوار ربه 14/12/.1965
هذه اسرة العثمان احدى الاسر الكويتية المعروفة والتي قادها الى الشهرة عبد الله وعثمان نعرضها في هذا الحديث للتاريخ والعبرة.
تذكرت وانا انهي هذا الحديث انه في وفاة ملا عثمان ونحن نعزيهم كان هناك مجموعة من الشخصيات من آل العثمان قدموا من نجد والاحساء منهم وكيل امارة المنطقة الشرقية ومساعد الامير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود وهو من الرجال المخلصين المحترمين.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
|
العرض العادي
