الفلكي عادل حسن السعدون
عشنا مع الكاوبوي 20 سنة
رعاة البقر (Cow Boy) في فنطاس الكويت
على التخوم الغربية للولايات المتحدة اشتهر رعاة البقر (Cow Boy) كاشخاص اعتنوا بقطيع من البقر يملكه مربي الماشية، وظهرت سمعتهم كرجال شجعان ابطال يواجهون الشدائد، لهم اغان حزينة، ولغتهم مفعمة بالدفء والحيوية، وقد ألفت عنهم روايات شعبية، وقصص وافلام طويلة، والكثير من المسلسلات التلفزيونية.
على هذه التخوم الغربية الاميركية نشأ مجتمع رعاة البقر من منتصف الستينات الى منتصف الثمانينات بخصوصية الحياة في المنطقة حيث يقومون برعي قطعان البقر على صهوات جيادهم ويوصلونها الى مسافات شاسعة في الولايات المتحدة عن طريق القطارات لنقلها الى الاسواق الاميركية متحملين الاخطار .. وهم الذين لم يتجاوز عددهم المائة ألف.
«جريدة القبس»
إلتقت عادل السعدون صاحب صالة رعاية البقر في الكويت فقال:
عندما كنا صغارا عشقنا ابطال رعاة البقر من خلال الافلام والمسلسلات، وقرأنا عنهم في القصص والروايات، واحتفظنا بصورهم.. تحدثنا عنهم، ومثلنا ادوارهم في بيوتنا، وحفظناهم في ذاكرتنا ومن هنا جاءتني فكرة تصميم مقهى يعرف بتراثهم من خلال مشاهداتي التي مازالت في اعماق ذاكرتي
خاصة صوت الحذاء على الارضية الخشبية، ومحفزة الحصان وصورة المقهى من الداخل، حيث تجد من يعزف ويشرب ويأكل، كذلك السقف الخشبي، هذه المشاهدات التي كونت عالم Cow Boy وجذبت نحوها الكبير والصغير.
المقهى من الداخل
أدوات Cow Boy
وتحدث السعدون عن الادوات التي كونت شخصية رجل «الكاوبوي» منها القبعة والسروال والحبل والحذاء الجلدي الذي يقيهم من الاشواك، في حين يشكل الحبل لراعي البقر اداة مهمة، يخرج بواسطته البقر من الطين ويسيطر فيه على القطيع، ويشد به حزمة الحطب.
هندي أحمر
واضاف السعدون
سلاح راعي البقر مسدس بست رصاصات يستخدمه في قتل الثعابين أو فرس بساق مكسورة، ويجمع بواسطته قطيع البقر أو يرد به اي محاولة غزو على قطيعه.
حياته في الفنطاس
وبحسرة قال السعدون قد تغيرت الاحوال وازيلت صالتهم، وهدم مقهاهم القديم في الفنطاس، نقلت الآلات، والمراوح، والكراسي وحصانهم الأبتر وما تبقى من البقر، ولم نعد نرى الامطار تهطل بعد من عريش المقهى بواسطة المضخة الصغيرة.
سقف مقهى رعاة البقر
واكد ان كل من دخل مقهى رعاة البقر في الفنطاس يعيش اجواءهم، وحياتهم، لكن دون مخاطر، يستمتع الزائرون بجلسات السمر والغناء والشمس وتناول وجباتهم المعروفة، حيث اصبحت صالتهم في الكويت تشبه الى حد كبير مدينة «اوكلاهوما» النموذجية لرعاة البقر، فتجد في الفنطاس الصور والرسوم والمنحوتات من عام 1865م سألناه إنهم رعاة البقر الاوائل، فكيف صورت لنا صالة الفنطاس حياتهم؟
جمجمة ثور في مقهى رعاة البقر
واجاب السعدون
يعتبر مقهى رعاة البقر في الفنطاس وريثا لمزارع الابقار في تكساس، مقهى الفنطاس في منزلي شيء عملي وواقعي، جمعت كل ما يخصهم واردت ان اعود الى جزء من ماضيهم الباهر، فصرفت حوالي 3000 دينار في هذا المشروع التذكاري.
بوابة المنزل
واضاف: اقضي في صالة رعاة البقر ساعات طويلة بين القراءة والكتابة، وتناول وجبة الافطار على الطاولة الخشبية، والكرسي من خشب الصبار ووجبة الغداء بين المسدسات والبنادق وجماجم البقر، والسروج.. جلسات تتكرر مرتين في الاسبوع مع لعب «الجنجفة» والدومينو والدامة.
زيارة عزيزة
وعن زيارات الآخرين لمقهى رعاة البقر قال السعدون تشرفت مع أسرتي بزيارة
سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح
الذي ابدى اعجابه بالصالة وجلس فيها اكثر من نصف ساعة كذلك اقمت فيها حفل توديع للسفير السوداني وزار المقهى السفير الجزائري، وسفير جنوب افريقيا والسفيران الاريتري والمغربي، وقد عاشوا حياة رعاة البقر في مقهى الفنطاس.
وختم حديثه قائلا
المقهى تعيش فيه روح الثقة بان القديم يبقى في الوقت الذي تكون فيه عيوننا على الحاضر وان عهد رعاة البقر وان انتهى الآن، لكن ذكرياتهم وتراثهم باقيان كرجال اقويات قاموا بمهمات صعبة يمتلكون مهارات قتالية، وخذلتهم اخيرا بلدوزرات بلدية الكويت التي هدمت مقهاهم الوحيد في الكويت حين استغلوا ارضا لا تخصهم.
جريدة القبس 9/7/2008
الفلكي عادل السعدون ومقهى رعاة البقر
العرض العادي
