سور الكويت الثالث وتاريخ بواباته - الباحث بشار محمد خليفوه

[AHMAD]

عالم اليوم - طلال الرميضي

اسوار الكويت القديمة تعد أحد الرموز الخالدة لدولة الكويت بالرغم من هدمها عام 1957م، حيث كان لها الدور الكبير في حماية أهالي الكويت من الأخطار الخارجية وصيانة الأمن بها، وقد بنى الأجداد أسوار الكويت الثلاثة على فترات متباعدة ولظروف معينة كان قرار البناء صائبا لمصلحة هذا البلد الصغير، وبعد مضي أكثر من نصف قرن على هدمه لم يتبق منه سوى بواباته القديمة التي مازالت شاهدا عليه وعلى تاريخه العريق.

صدر مؤخراً عن مركز البحوث والدراسات الكويتية كتابا جديدا حول جزء من تاريخ اسوار الكويت القديمة يحمل عنوان «سور الكويت الثالث وتاريخ بواباته» من إعداد الاستاذ بشار محمد خليفوه، وجاء الإصدار في مئة وإحدى عشرة صفحة من الحجم العريض في طبعة مجلدة وذات ألوان.
وتضمن هذا الإصدار التاريخي جوانب ثرية من السور الثالث الذي بني عام 1920م، بينما بني السور الأول في عهد الشيخ عبدالله بن صباح الأول سنة 1783م، أما السور الثاني فقد كان بعد غزوة مناع ابورجلين للكويت سنة 1798م وكان سورا صغيرا تم تجديده وتوسعته سنة 1812م وهو اطول الاسوار عصرا فقد استمر حتى سنة 1874 بين الترميم والتوسعة وقد ثبت بعد ذلك في الكثير من المراجع ان الكويت من بعد هذه السنة كانت غير مسوره، ثم جاءت سنة 1920 وبعد احداث موقعة حمض تحديدا تم بناء السور الثالث وهو الأخير في تاريخ اسوار الكويت والذي استمر حتى هدمه سنة 1975 بموجب قرار حكومي صادر من المجلس الأعلى للدوائر الحكومية.

وتناول الاستاذ خليفوه هذا الموضوع القيم بان قسم كتابه إلى قسمين حيث تناول في القسم الأول شكل السور الثالث وبنائه واثره على طرق الكويت الحديثة، اما القسم الثاني فقد تناول بوابات السور الثالث الخمسة وهي دسمان والشعب والشامية والجهراء والمقصب، وبذل الباحث جهداً كبيراً في جمع وتوثيق المواد التاريخية والمعلومات القديمة حول سور الكويت الثالث وضم في كتابه الكثير من الصور القديمة النادرة والخرائط والصور الحديثة التي التقطها الباحث بعدسته للقطات مختلفة لبوابات السور الثالث مما اعطى للقارئ مادة تراثية مميزة وسلسلة عن جزء عريق من تاريخ الكويت.


ويقول ا.د عبدالله يوسف الغنيم رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية في تصديره للكتاب ما يلي:
تعكس الأسوار الثلاثة التي أقامها الكويتيون حول مدينتهم منذ نشأتها إصرار ابناء هذا الوطن على المحافظة عليه وحمايته من أي عدوان مفاجئ، في وقت لم تكن الأحوال مستقرة في المناطق المجاورة، وكانت الأسوار هي وسيلة الناس في صد المهاجمين وحماية استقلال البلاد، وكانت الجهود التطوعية التي صاحبت بناء تلك الأسوار من اهم سمات هذا المجتمع والاداة الفاعلة التي اسهمت في صناعة النموذج الكويتي المتمثل في العلاقة المتميزة بين الحاكم والمحكوم. وتفسر أماكن تلك الأسوار معالم كويت الماضي من احياء وطرق رئيسية وفرعية وساحات واسواق وغير ذلك مما تكشف عنه الدراسات التحليلية إذ يمكن الربط بين مواقع الأسوار وتوزيع المقابر القديمة ويمكن الربط أيضا بين الطرق الرئيسية وبين امتداد الأسوار المذكورة، وقد وضح المؤلف ذلك فيما بالسور الثالث وبين العلاقة بين امتداد السور وبواباته وبين الطرق الحديثة التي تربط المدينة بضواحيها وتلك الطرق الدائرية التي توازي مسار السوق القديم.