رحلة مرتضى بن علوان إلى الأماكن المقدسة والإحساء والكويت والعراق - فرحان الفرحان

[IE]

بعد سنة واشهر يكون قد مضى على رحلة مرتضى بن علي بن علوان ثلاثة قرون، التي مر بجزء منها على الكويت، هذه الرحلة التي كتبت كمذكرات لصاحب الرحلة كتب لها الحظ بالبقاء.
تمت هذه الرحلة برحلتين: أولا رحلة صاحب المذكرات من سوريا إلى الأماكن المقدسة في الحجاز فنجد فالاحساء فالكويت فالعودة الى بلده دمشق في الشام.

والرحلة الثانية خروج هذا المخطوط من (المذكرات) مكمنه في دمشق عند أسرته وانتقاله الى ألمانيا.

وهنا ننقل ما أورده المستشرق الألماني 'الريش هارمان' في محاضرة ألقاها في دار الآثار الإسلامية في الكويت عام ،1994 حيث يقول كيف وصل هذا المخطوط المشوق الى ألمانيا، انه يشكل جزءا من المجموعة المقدمة والمباعة الى مكتبة برلين من قبل 'يوهان جوتغريد ويستاين'، الذي يعتبر شخصية فريدة في الدراسات العربية في القرن التاسع عشر، حيث انه تدرب كدارس لعلوم العرب وحصل على شهادة تدريس الآداب الشرقية من جامعة برلين، وفي عام 1848 حثته رغبته لمشاهدة بلاد الشرق التي يعتبرها موطنه الروحي، كما ورد في أوراقه الخاصة، تقدم بطلب عمل لمنصب جديد هو القنصل البروسي ـ الألماني في دمشق، وهو منصب فخري لايتقاضى راتبا عنه ويحتم التزامات اجتماعية مكلفة مما حدا به الى البحث عن مصادر رزق أخرى فابتاع منطقتين زراعيتين في سوريا ولم يوفق بزراعتهما، ولكن الحظ ساقه وحالفه عند قيامه بجمع العديد من المخطوطات العربية ومن ثم بيعها الى مكتبات الجامعات الألمانية وعلى الأخص جامعة برلين، وكانت تلك المخطوطات على درجة بالغة من الاهمية، خاصة في مجالين: أولا الجغرافيا والرحلات، وثانيا لوضع سوريا مع القيادة العثمانية.

هذا ملخص ما أورده البروفيسور الألماني الريش هارمان في محاضرته في دار الآثار الإسلامية في الكويت سنة 1994.

بعدها بدأ الكثيرون يتحدثون عن بن علوان وقد ظهرت هذه الرحلة في أول طبعة في اصدارات مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية ،1997 بعدها قام الدكتور سعيد بن عمر آل عمر بدارسته وتحقيقه وقد أخرج لهذا الكتاب طبعتين الثانية في سنة 1425 ه/ 2004.

هذه الرحلة التي يوشك ان يمضي عليها ثلاثة قرون منذ كتبت والتي سجلت لمحات عن تاريخ بلدنا الكويت التي كتب الحظ لهذه الرحلة ان تكتب وتنتقل مذكراتها في رحلة الى أوروبا ألمانيا ومن ثم تعود ثانية لنقوم بدراستها والتفقه فيها.

هذه الرحلة التي اضعها بين يديك قارئي العزيز، حيث أذكر لك خط سير الرحلة يقول:

خرجنا من دمشق، ثم الصنمين، المزيريب هذا في سوريا اليوم.

المفرق، بداية الدخول إلى الأردن اليوم، وكانت كلها الشام، ثم الزرقاء، القطرانة، وادي النسور، البلقاء، الحسا، عتره، معان، أم عياش هذه نهاية الحدود الأردنية اليوم.

أم عياش، جفجان، الحدود السعودية ذات الاحقاف، تبوك، الاجنفر، جنابن القاضي الصاني، المدائن، مدائن صالح، الزلاقات، المطران، شعب النعام، وادي النار، البير الجديد، هدية ـ المدينة المنورة، بدر طلع البدر علينا، القاع، المستوره، رابع عقبة السكر، مدرج عفان، وادي فاطمة، أم عابدة، مكة المكرمة، الابطح، التوجه الى نجد.

نفى، ثرمدا، العيينة، إلى الاحساء وشرق المملكة اليوم، الحسا، الهشة، هجر، الكوت نهاية الاحساء.

الكويت ـ الجهراء نهاية الكويت والتوجه بحرا الى البصرة، النجف، خان زادة، دار السلام بغداد، (سامراء سر من رأى) بعقوبة من بعقوبة التوجه الى دمشق نهاية المذكرات .

راجع في ذلك رحلة بن علوان تحقيق د. سعيد بن عمر الطبعة الثانية.