جريدة القبس
المراكز العلمية في الكويت!
إن المستوى الحضاري في أي مجتمع لا بد أن يوزن بميزان الثقافة العامة له، ويقاس بمعيار العلم الحافظ لأفراده من الزلل والجهل.
ولا يخفى على أحد أن بلدنا قد بلغ الغاية في نهضته أواخر القرن الماضي، ووصل إلى أوج التحضر متفوقاً على أقرانه من دول الجوار الصديقة بالنضج الفكري والتقدم المعرفي والإنتاج العملي والعلمي.
وحيث هو كذلك فإن إدارة المخطوطات والمكتبات في وزارة الأوقاف قد قامت مشكورة بإصدار كتاب رائد في فكرته وجمعه مهم في بابه. اشتمل على أهم المراكز العلمية الموجودة في دولة الكويت ممن فتح أصحابها قواعدهم المعلوماتية للجمهور ليستفيد منها. مزودين ذلك بخرائط إيضاحية وبيانات اتصالاتية كافية للوصول إلى أصحاب هذه المراكز، وهو جهد مبتكر بحق، تشكر عليه إدارة المخطوطات عموماً، والأستاذ فيصل حمادي خصوصاً، حيث قام بأغلب العمل العلمي في الكتاب، بإشراف المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ ماهر الساير، وهو من آخر إنتاجاته في الإدارة.
وقد كان تقسيم الكتاب إلى شقين: الأول: المكتبات الحكومية والثاني: الأهلية الخاصة.
مكتبات القطاع الحكومي هي: الديوان الأميري، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، اللجنة الاستشارية العليا لاستكمال الشريعة الإسلامية، معهد الكويت للأبحاث العلمية، الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، الأمانة العامة للأوقاف، الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، وزارة التربية، جامعة الكويت، دار الآثار الإسلامية، مراقبة التراث العربي في المجلس الوطني، مركز البحوث والدراسات الكويتية، مركز عبدالعزيز حسين، المعهد العربي للتخطيط، مكتبة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، مكتبة الكويت الوطنية، المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
أما مكتبات القطاع الخاص: فبنك الكويت الصناعي، متحف طارق رجب، مركز المخطوطات والتراث والوثائق، مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، مكتبة صالح خالد المسباح، مكتبة محمد الصالح الإبراهيم، مكتبة مساعد العبدالجادر.
وإنه يغلب على ظني ان المطلع على هذه المراكز العلمية، المتنوعة في اختصاصاتها واهتماماتها العلمية والفنية، يقنع بعظمة الحضارة النهضوية المنبثقة من السبعينات والتي أثمرت، عما نشاهده اليوم من وفرة ثقافية غنية، ونتمنى من الجهات المسؤولة في الدولة أن تهتم بمثل هذه المراكز العلمية وان تربط مراكز التعليم بها،
ولله الحمد والمنة ان خرج لنا مثل هذا الكتاب، فمن أعظم ما يتميز به هذا الكتاب انه جمع بين هذه المراكز المتباينة في توجهاتها، لأنه قلما أن تجتمع في محل واحد لاختلافها في التخصصات ثم لطبيعة المنافسة بينها، فجاء هذا الكتاب ليحشد هذه المراكز تحت راية واحدة، ولواء واحد الا وهو الوطن، فكل هذه المراكز هدفها الحفاظ على العلم ونشره والرقي باسم الوطن وإبرازه في مجال الثقافة والعلوم.. والله المستعان.
علي العبدالهادي
جريدة القبس
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ
التعديل الأخير تم بواسطة الأديب ; 20-10-2008 الساعة 02:08 PM.
|