كتب:محمد غريب حاتم
جريدة الوطن الكويتية
لا يمكن لأي باحث في تاريخ الكويت او لأي مؤرخ لتاريخ دولة الكويت الا ان يذكر قرية الدمنة سابقاً والسالمية حالياً، وفي ذكرى هذه المنطقة يقع مسجد الاذينة الذي بتأسيسه وما حوله تأسست تلك القرية على يد جماعة من قبيلة العوازم وتروي الروايات المحلية وما ذكره كبار السن انه في البداية كان مجرد مصلى صغير وضعه الاخوان خليف وخليفة الاذينة اللذان كانا يعيشان على صيد الاسماك والزراعة التي تعتمد على الآبار التي حفروها.
وبعد ذلك قام خليف الاذينة باقامة «عشة» للصلاة اي غرفة من السعف وبقايا النخيل وصارت القرية حوله وشيئاً فشيئاً جاء الكثير من العوازم للسكن في الدمنة (السالمية) ومن ثم تم تكبير المسجد قليلاً وتم البناء على شكل غرفة كبيرة بواسطة الصخر والطين وتم بناؤها على يد مجموعة من عائلة الاذينة والاهالي حول المسجد.
وفي سنة 1924م كبرت القرية وزاد سكانها ومزارعها قام المرحوم الشيخ احمد الجابر الصباح طيب الله ثراه ببناء المسجد وتوسعته وصار هو المسجد الجامع في القرية ولكل الاهالي وحتى البدع والراس والرميثية ولودان والصهيد واستمر ذلك حتى الستينات وكنت اذكر في بداية الستينات في طفولتي ان الوالد يأخذنا من السالمية الجديدة بالقرب من المدارس والجمعية الى ذلك المسجد الابيض الجميل لنصلي العيد ونسمع اذان العم المرحوم مثيب الاذينة وتبقى تلك الذكريات في قلوبنا الى اليوم ونحن نزور ديوان الاذينة الجديد في سلوى وهو على نفس عادات وتقاليد اجدادهم في صبيحة العيد حيث المحمر والسمك ما زالا على نفس ايام زمان، ايام ديوانهم بجوار المسجد القديم مع عميدهم ثنيان الاذينة حفظه الله.
ومع اننا فقدنا المرحومين الكبار امثال علي ثنيان الاذينة وجمعان الونده ومرضي الاذينة وابو صباح الهران والعديد من آل الشبو الكرام وآل البريكي وآل الختلان وآل السحيب وآل المجرب وآل بن عيد وآل الحماد وآل المدعج وآل الصويلح وآل رومي وآل الملعبي وآل الاصفر وآل الوهيب وآل المحجان وآل الحريتي وآل الفريحان وآل عبيريد والشلاش فلا انسى تلك الساحة حول المسجد والتي يتجمع فيها الجميع للبريكات والتي بنى عليها اليوم مجمع تجاري ضخم.
ولا انسى الامام والعالم العم مبارك الهران والذي ورث العلم والفقه عن والده اول امام وخطيب لمسجد الاذينة وهو المرحوم عبد الله الهران.
لقد مر على مسجد الاذينة تاريخ الدمنة الطويل منذ تأسيسها في حوالي 1800 الى يومنا هذا حيث بعد ان انتعشت اسواق السالمية وعرفت بها صار المسجد في منتصف شارع سالم المبارك التجاري ولقد خطب فيه الشيخ عبد العزيز الرشيد المؤرخ المعروف وكذلك الشيخ يوسف القناعي.
ولقد كان المسجد القديم من الجندل والطين الى ان رممه المرحوم الشيخ احمد الجابر الصباح طيب الله ثراه فيما بعد تسمية الدمنة بالسالمية ثم هذا الخلف لخير سلف فقد قام الشيخ ناصر صباح الاحمد الصباح ببنائه وترميم ما تبقى من جديد.
وكل عائلات السالمية عرفوا مسجد الاذينة وكان المرحوم فهيد الحريتي رحمه الله قد ذكر لي ان الاهالي تتجمع على مرتفع يقع بالشرق منه لرؤية هلال الشهر الكريم او رؤية هلال العيد. وفي بعض الايام يرسل حاكم الكويت خيالا ليبلغ الاهالي بالعيد السعيد.
وحتى سكان البدع والراس آنذاك يأتون لصلاة الجمعة والعيدين في مسجد الاذينة.. هذه الايام لم تدع عائلة الاذينة الكرام تلك العادة القديمة لاجدادهم، اذ ان ديوان الاخ ثنيان الاذينة في سلوى ما زال يحيي هذه العادة كأجداده صباح كل عيد مبارك وقد كان والده العم علي الاذينة ايضاً يحييها في منزله في منطقة السالمية الجديدة قرب شارع البحرين ولم تنقطع تلك العادة. كذلك في ديوان الحريتي حفظهم الله وقد مثل المنطقة كل من علي ومرضي الاذينة وجمعان الحريتي في مجلس الامة.