تجار اللؤلؤ والشيخ مبارك عام 1909م

[تحرير الكويت]

تجار اللؤلؤ والشيخ مبارك:
في عام 1909 قرر عدد من تجار اللؤلؤ في الكويت معارضتهم للشيخ مبارك لفرضه مجموعه من الضرائب الجديدة مثل ضريبة استيراد – ضريبة اللؤلؤ – ضريبة المنازل – ضريبة الحج , بالإضافة لوضع بعض القيود على السعار لبعض البضائع , ومن أبرزهم في تلك الفترة :
وهم هلال المطيري , وشملان بن سيف وإبراهيم المضف , الذين يعدون أغنى واكبر الطواشين, فقاموا بالاتصال بالمسؤولين البريطانيين في البحرين , بهدف الحصول على الحماية البريطانية لهم و النواخذة والبحارة العاملين معهم , وعزموا على عدم العودة إلى الكويت مرة أخرى والاستقرار نهائيا في البحرين , أو أي ميناء آخر تسمح الحكومة البريطانية ببقائهم فيه في نطاق البحرين, كما قرر هلال المطيري شطب ما على بائعي اللؤلؤ المدنيين من ديون من سجلاته وهم يشهدون إذا وعدوا بالاستمرار معه في البحرين , وبناء بيوتا جديدة على نفقته قبل أن يبني بيتا لنفسه بيتا .
ويبدو أن هذا الأمر كان سيئا على الشيخ مبارك وعائلته , فالشيخ مبارك نادم لقراراته , بيد الشيخ جابر لم يعجبه هذا العمل والمسلك الذي قام به الطواشون , أما الشيخ ناصر المبارك الابن الضرير للشيخ مبارك فإنه آسف جدا لمسلك والده وانه يأمل أن ينجح في إقناع والده بمحاوله إرسال وفد منه إلى البحرين لإعادة الطواشين وغيرهم إلى البلاد .
وقد تصادف زيارة المندوب السياسي البريطاني للبحرين جاءت في نفس الوقت الذي فكر فيه طواشي الكويت طلب التبعية البريطانية, وقد فسر الناس زيارة المندوب السياسي إلى البحرين, وان كانت الزيارة الحالية للبحرين هي لتلطيف المسألة.
كما انضم عدد من ربابنة السفن والمشتغلين باللؤلؤ إلى الطواشين الثلاثة الكبار فظلوا في البحرين ولم يعودوا إلى الكويت , وهم بشير الرومي , أحمد بن دبوس والإخوة مناعي وراشد بورسلي , عيسى وناصر , وقد ذهب شملان إلى جزيرة جنة ومعه راشد بو رسلي وأحمد المناعي وسعد الناهض .
وبتاريخ 29/8/ 1910م أخبر زيد الخالد للشيخ مبارك الصباح بعدم عودة الكويتيين إلى الكويت مرة أخرى , مما اغضب الشيخ مبارك الصباح ,فكتب عدة رسائل وأعطاها إلى لحسين بن سيف الذي لم يلحق بإخوته في البحرين , كما كلف ناصر البدر المسؤول عن يخت الشيخ مبارك بان يسعى لحمل هؤلاء الطواشين على العودة للكويت .
فوصل حسين بن علي الرومي إلى البحرين في 8/ 9/ 1910م وطلب من هلال المطيري وإبراهيم العودة واخبرهم ان الشيخ مبارك مستعد لان يعمل كل ما يريدونه لإراحتهم مستقبلا وان باخرة الشيخ وعليها ابنه الشيخ سالم تنتظرهم في رأس تنوره وقد أجاب هلال المطيري وإبراهيم المضف أنهم لا يستطيعون قبول أي اتفاق مع الشيخ مبارك إلا إذا كان معه ضمان من المعتمد الوكيل البريطاني .
فكتب الوكيل السياسي عن هذا الموضوع حول النزاع بين الطواشين والشيخ مبارك فقي 29 / 9 /1910م , حيث ذكر الطواشون أنهم عرب كويتيون بالميلاد والقبيلة وتقاليدها وأنهم لا يودون ترك بلدهم الكويت ولكنهم لا يستطيعون مواصلة الاستمرار في البقاء إذا استمرت الأحوال الحالية , وأنهم يأملون بتدخل الوكالة البريطانية , وقد اخبرهم الوكيل السياسي انه لا يمكنه التدخل علنا وان أي جهد سيبذل سيكون رسميا حكوميا وانه لا نستطيع أن يمنحهم أي تعهد كتابي ولا يستطيع أن يرسل إليهم رسالة لكن سوف يسعى لحل المشكلة ويبلغهم شفاهة .
ووصف المقيم السياسي ما حدث في الكويت بأنه أمر خطير حيث أن الثروة كلها ورأس المال يعتمد على صناعة اللؤلؤ , ويمثل الطواشون حوالي 100 ألف روبية من رأس المال المستثمر بالكويت , وان الانسحاب من الكويت له آثار سيئة على الرخاء التجاري لميناء الكويت , وفي نهاية الأمر قام الشيخ مبارك بإلغاء قراراته وألغى الضرائب المقررة , كما عاد الطواشون الكبار من البحرين في عام 1911م .