في إطار مهرجان صيف ثقافي 4 افتتح الأحد الماضي معرض مكتشفات البعثات الأثرية في الكويت ، وذلك بقاعة المتحف الوطني، حيث حضر الافتتاح أحمد سالم مدير مكتب الأمين العام للمجلس الوطني، وسهل العجمي مدير إدارة البحوث والدراسات، وشهاب الشهاب مدير إدارة الآثار، ومنصور العنزي مدير إدارة النشر، واشتملت المعروضات على عدد من اللقيات الأثرية أغلبها من الأواني الفخارية والعملات والرقائم.
وعلى هامش المعرض، ألقى الباحث حامد المطيري محاضرة بعنوان «النشاط الأثري للبعثات الخارجية على أرض الكويت..نتائج العمل في موقع سعيدة أنموذجاً»، وقدم فيها باستخدام شاشة العرض شرحا لبعض الحفائر والمواقع الأثرية التي تم اكتشافها والتي تمثل نماذج مختلفة من العمران . وهو ما يعكس نشاطا بشريا شهدته جزيرة فيلكا خصوصا في مراحل ما يزال بعضها غامضا غير أن «النتائج التي تم التوصل لها تعكس حجم هذا النشاط»، ففي جزيرة فيلكا يعتبر اكتشاف كنيسة مسيحية ومسجد إسلامي الأشهر على صعيد الآثار الإسلامية في دولة الكويت ومنطقة الخليج العربي.
كشف عن الكنيسة في موقع القصور وهي كنيسة صغيرة المساحة أبعادها 17.50×6.50م وتتكون من صحن وجوقة ترتيل، ويتم الدخول لصحن الكنسية عبر درج مكون من خمس عتبات. وتعتبر هذه الكنيسة ثاني كنيسة يكشف عنها في الموقع، ومن خلال نتائج العمل الميداني يتضح أن جزيرة فيلكا خلال الفترة من القرن السادس إلى منتصف القرن التاسع ضمت مجتمعاً مسيحياً شرقياً على المذهب النسطوري، وهو مذهب انتشر في جزيرة العرب الشرقية من عمان جنوباً وحتى بلاد الرافدين. أما القلعة الهلنستية فقد استمر العمل فيها في كشف عن جزئها الغربي بالكامل، وتعد نتائج العمل الميداني في الجزء الجنوبي الغربي مهمة حيث كشف عن أساس لبرج يرجح بأنه شيد في الفترة التي أعقبت هجر القلعة الهلنستية، كما كشف عن قبر إسلامي استخدم كمزار مع مطلع القرن السادس عشر للميلاد، وهذا ما أكدته بعض كسر الخزف والفخار.
أما موقع سعيدة فقد كشف عن أسس مسجد يتكون من رواقين وفناء واسع، والمسجد مزود بمحرابين ومنبر، ويعتبر هذا المسجد مسجدا جامعا لأهالي القرية كانت تقام فيه صلاة الجمعة، ويعكس هذا المسجد في تخطيطه نمط المساجد البسيطة في دولة الكويت وفي منطقة الخليج العربي خلال العصر الإسلامي المتأخر. وفي قصر الحاكم العائد للعصر البرونزي أكمل العمل الميداني في مجس واحد فقط، ويعد هذا المجس تمهيدا لفتح المنطقة الواقعة بين قصر الحاكم والمعبد البرجي في الموسم القادم. أما منطقة الصبية فقد كشف عن بعض تلال المدافن ويحوي أحد هذه المدافن على أثاث جنائزي كامل، حيث يحوي أكثر من 600 خرزة، كما عثر في مدفن اخر على جرة صغيرة أرخت بفترة جمدت نصر. وكشف كذلك عن بئر ماء هي الأولى من نوعها في دولة الكويت».
وأعقب الندوة حوار مع الباحث حامد المطيري وشهاب الشهاب تناولا فيه الطبيعة الاجتماعية للنشاط الذي كان سائدا في جزيرة فيلكا وما يحيط به من شكوك تاريخية، كما أكد الشهاب أن أي مشروعات سياحية يزمع إقامتها على الجزيرة ستكون من خلال موافقة المجلس الوطني بعد تأكده من عدم إضرارها بالمواقع الأثرية وأعمال الحفر. وكان المجلس قد أعد كتيبا صغيرا يوضح فيه النشاط الأثري للبعثات الخارجية منذ عام 1957 وحتى عام 2009.
دار مادارك بحر...............فيلكا يا أحلى الجزر
متع للناظرين................في روابيك الخضر
والله حلوة يا جزيرة..........لو مسافاتك قصيرة
أنت كالديرة الصغيرة .......بين أحضان البحر
شفنا فيك كل سرور.......وإنشراح للصدور
ما حلا شدو الطيور........على أغصان الشجر
كم ملوك عمروك...........من قرون سكنوك
وهم لما هجروك............لفو فيك الأثر