أسرة آل سيف (الجد الأول – المصاهرة مع أسرة الرومي – ديوان الأسرة) بقلم سيف الشملان
" رحلتي مع الكلمة – من سنة1950 - 2010م طيلة 60 سنة في التاريخ والتراث والسياسة والأدب والمجتمع...مع الردود والتعليقات" هو عنوان لكتاب قيّم صدر عام 2010م للعم المؤرخ سيف مرزوق بن شملان آل سيف أطال الله في عمره ورزقه الصحة والعافية، وقد سرد فيه الكاتب سيرته الذاتية وتاريخ أسرته آل سيف مروراً بمحطات من حياة الكاتب منذ الطفولة والتعليم وحتى الكتابة في التاريخ والتراث والسياسة والأدب والمجتمع، وملحقاً بمجموعة من المقالات والردود التي كتبها بقلمه بالإضافة إلى ردود بعض الكتّاب. وطرحي للموضوع اليوم هو لإلقاء الضوء على معلومات خاصة بتاريخ أسرة آل سيف سردها المؤرخ سيف مرزوق الشملان في كتابه هذا، والمكتوب بالسطور التالية نقلاًَ حرفياً من الكتاب ماعدا العناوين باللون الأحمر التي وضعتها لتقسيم هذا الموضوع إلى أكثر من فرع لتسهيل القراءة.
أسرة آل سيف والجد الأول حسين العنزي
" أسرتنا (آل سيف) أو (البن سيف) كما يقولون من الأسر الكويتية التي هاجرت من نجد ومن منطقة الهدار شرقي نجد مع آل صباح وآل خليفة حكام البحرين وغيرهم من الأسر والجماعات التي هاجرت إلى الأحساء حوالي سنة 1083 هـ – 1672م. ومن المهاجرين مع الجماعة جدنا ( حسين العنزي ) توفي في بلد الزبارة في قطر وابنه محمد يلقب بالدّراج لأنه كان يدرج في سيره من جراء إصابة بإحدى رجليه. وُلد في الزبارة وتوفي في الكويت. وسميت أسرتنا آل سيف نسبة لجدنا سيف بن محمد الدّراج بن حسين العنزي المتوفى في الكويت سنة 1247هـ – 1831م في أثناء وباء الطاعون. وأسرتنا من فرع السّلْقا بتشديد السين وإسكان اللام من قبيلة عنزة من بكر بن وائل بن عدنان. ومن فخذ ( الشّمْلان ) بتشديد الشين مع الكسر وإسكان الميم شاركت في تأسيس مدينة الكويت القديمة حوالي سنة 1125هـ 1713م، وخدمت الكويت...” (ص 26 )
الهجرة إلى الكويت
" مكثت أسرتنا مع الجماعة في الأحساء مدة قصيرة ثم غادروها إلى بلدة الزبارة على ساحل قطر الغربي تجاه البحرين. عاشوا بها مدة طويلة حيث ولد أجداد الأسر الكويتية في الزبارة ومنهم الشيخ صباح الأول بن جابر جد أسرة آل صباح حكام الكويت والشيخ خليفة جد أسرة آل خليفة حكام البحرين وغيرهما من أجداد الأسر الكويتية المؤسسة لمدينة الكويت ومن أجداد أسرتنا آل سيف وعملوا في البحر وخاصة الغوص على اللؤلؤ والنقل التجاري وصيد الأسماك. ثم هاجروا من الزبارة بواسطة السفن الشراعية إلى منطقة الصبية شمالي الكويت وقتها إلى أرض الكويت بالإذن من قبيلة بني خالد ( ابن عريعر ) صاحب السيادة على الأحساء وقطر وعلى أراضي الكويت وقسم من نجد. سكنوا حول ( الكوت ) بضم الكاف وهو الحصن الذي بناه أحد أمراء بني خالد ويقع على مرتفع ( البهيته ) أمام قصر السيف القديم على ساحل البحر. ثم أسسوا مدينة الكويت القديمة حوالي سنة 1125 هـ – 1713 م. وبعد ذلك اختاروا الشيخ صباح الأول بن جابر جد أسرة آل صباح حاكماً عليهم. وكان الأمر شورى بينهم حيث كان الحاكم يستشير أعيان الكويت في المهم من الأمور ويأخذ برأيهم. وكان التجار والنواخذة يقدمون المساعدات المادية والعينية للحكام منذ القديم وحتى قبل تصدير النفط ...” (ص 26 - 27 )
وفاة أبناء أسرة آل سيف بسبب الطاعون
" في سنة 1247هـ – 1831م أصاب الكويت وباء الطاعون كما أصاب غيرها من البلدان المجاورة وأوشك الطاعون أن يقضي على الكويت. وتوفيت أسرتنا كلها وكتب الله تعالى الحياة لجدنا علي بن سيف بن محمد الدراج بن حسين العنزي حيث خرج من مدينة الكويت وعمره نحو 20 سنة إلى الفنيطيس على ساحل البحر – وبقي عند عمه حسين بن محمد الدراج بن حسين العنزي، وكان يسكن في بيت من الطين مع أهله فنجا هو ومن معه من الموت. وهم الذين خرجوا من مدينة الكويت حيث كتب الله تعالى لهم السلامة لأن المدينة كانت موبوءة...” (ص 28 )
سبب تسمية حسين بن محمد الدراج العنزي (جد المجرن) بلقب الرومي
" حسين بن محمد الدراج العنزي كان له اسمه وكان شجاعاً، وكانت بشرته حمراء، فلهذا السبب كان يلقب بحسين الرومي أي التركي. وكانوا يطلقون في ذلك الوقت على الترك اسم الروم أيام الدولة العثمانية التي كانت عاصمتها مدينة القسطنطينية عاصمة دولة الروم. وتجد لفظة الروم شائعة في كتب التاريخ القديمة وخاصة تاريخ نجد لابن غنام و تاريخ نجد لابن بشر وغيرهما من الكتب. وشاع لقب الرومي حتى أصبح يعرف به حسين الرومي. وهو أخ غير شقيق لجدنا سيف بن محمد الدراج بن حسين بن محمد العنزي وأكبر منه سناً. وهو جد أسرة المجرن من الأسر الكويتية المعروفة. ولهذا السبب أخذت أسرة المجرن تذكر بعد اسم المجرن اسم الرومي فيقولون المجرن الرومي نسبة لجدهم حسين الملقب بالرومي. واعتنى حسين بابن أخيه علي بن سيف كابنه وزوجه إحدى بناته وتسمى عائشة فكوّن الأسرة من جديد، وكوّن أبناؤه وأحفاده جميعاً أسرة آل سيف.” (ص 28 - 29 )
"بما أن حسين بن محمد الدرّاج جد أسرة المجرن الملقّب بالرومي أي التركي لبشرته الحمراء... وكان جد حسين وشملان من قبل والدتهما. وقد اعتنى بعلي بن سيف كابنه وزوجه ابنته عائشة فكوّنت الأسرة من جديد. فلهذا السبب كان يطلق أحياناً على حسين وشملان لقب الرومي نسبة إلى جدهما حسين الملقّب بالرومي. إنما الاسم المعروف والمشهور لهما ولأسرتهما هو آل سيف أو البن سيف كما يقولون.
والأوراق القديمة والرسائل وعلى أوراق الرسائل ( الدّستات ) المطبوعة في بومباي بالهند حوالي سنة 1912م كانت باسم حسين بن علي بن سيف – كويت تلغرافياً شملان. وسأتحدث عن أوراق الرسائل هذه لاحقاً في المقدمة مع صورة رسالة باسم حسين و رسالة باسم شملان، ولولا ضيق المجال لنشرت رسائل أكثر مع صورها.
الألقاب وتسمى عندنا ( العَلُّوقَة ) بفتح العين وتشديد اللام مع الضم وفتح القاف كان لها دورها، وكانت شائعة في ذلك الوقت في الكويت وغيرها من البلاد العربية وأحياناً يعرف الفرد أو تعرف الأسرة بواسطة العلوقة أو اللقب الذي أطلق عليه أو على الأسرة. والأدلة على ذلك كثيرة وخاصة في الماضي. فلهذا السبب أحببت أن أذكر هذه الملاحظة ذات الأهمية الكبيرة بالنسبة لأسرتنا آل سيف.” (ص 30 )
علاقة أسرة آل سيف بـأسرة الرومي
" أسرة ( الرُّومي ) الكريمة من الأسر الكويتية المعروفة التي هاجرت من نجد مع آل صباح وآل خليفة حكام البحرين وغيرهما من الأسر. - كما سبق أن أوضحنا- شاركت في تأسيس مدينة الكويت القديمة سنة 1125 هـ – 1713م وخدمت الكويت. وتربط بين أسرتنا آل سيف وأسرة الرومي ثلاثة روابط رئيسية وهي:
الأولى: أننا جميعاً من قبيلة واحدة هي قبيلة عنزة والمصاهرة بيننا قديمة.
الثانية: السكن في حي واحد في مدينة الكويت وداخل سور الكويت الأول.
الثالثة: العمل الواحد الغوص على اللؤلؤ وتجارة اللؤلؤ. وسأتحدث بالتفصيل في كتابي عن علاقة أسرتنا مع أسرة الرومي، وعن المصاهرة بين الأسرتين منذ القديم حتى آخر مصاهرة سنة 1992 م. “ (ص 35 )
ذرية علي آل سيف ومصاهراتهم
"رزق جدنا علي بن سيف المتوفى سنة 1886 بثلاثة أبناء وهم سيف وحسين وشملان وبأربع بنات، وكان علي من أكبر تجار اللؤلؤ وملك ثروة لا بأس بها... سميت سيفاً على اسم جدي من قبل والدتي سيف بن سيف بن علي بن سيف الذي قتله بحارته الصوماليون في سفينته صيف عام 1913 م وابنه الوحيد. وخالي عبدالله بن سيف سقط عليه جدار صباح الثلاثاء 30 نوفمبر 1954 في أثناء الأمطار الغزيرة التي هطلت على الكويت في تلك السنة. وتسمى " الهدامة الثانية "… والذرية الموجودة الآن والتي تكوّن أسرة آل سيف هي ذرية حسين بن علي بن سيف و ذرية شملان بن علي بن سيف.” (ص 31)
" رزق جدنا علي بن سيف المتوفي سنة 1886 بأربع بنات توفين بعده وهن: شيخة علي بن يوسف وهي باكورة زواجه توفيت سنة 1929 م وفاطمة وسعيدة وسبيكة، أما شيخة فتزوجها أحمد بن يوسف الرومي (توفى سنه 1310 هـ) ورزق منها بثلاثة أبناء عبدالله توفي سنة 1884 م، في البحرين في أثناء موسم الغوص على اللؤلؤ وكان من أكابر النواخذة، ومحمد قتل في معركة الصريف في نجد سنة 1901م وهو في عز شبابه، وراشد وهو آخر أمير للغوص على اللؤلؤ في الكويت وتوفي عام 1963 م. وابنة واحدة هي المرحومة موزة تزوجها ابن عمها محمد بن بشر بن يوسف الرومي المتوفى سنة 1934 م وهي والدة المرحوم سالم محمد البشر الرومي المتوفى سنة 1998 م.
أما فاطمة علي بن سيف فتزوجها بشر بن يوسف الرومي ورزق منها بابنه محمد وهو والد المرحوم سالم محمد البشر الرومي، والمرحوم مشعان محمد البشر الرومي المتوفي سنة 1990 م. وابنة واحدة تزوجها صالح بن أحمد الرومي ورزق منها بابنه أحمد المعروف باسم العُود بضم العين وهو والد المرحوم سلمان وشقيقتيه توفي سنة 1967 م ولديه أحفاد.
وسَعيدَة علي بن سيف تزوجها حمد بن صالح الرومي ورزق منها بابنيه صالح توفي سنة 1951 م و محمد توفي سنة 1966 م ولديهما أبناء وأحفاد، وابنة واحدة تزوجها عبدالرحمن بن يوسف الرومي المتوفي سنة 1973 م، ورزق منها بأكبر أبنائه المرحوم يوسف وابنتين انتقلتا إلى رحمة الله، الأولى تزوجها عبدالوهاب بن حسين بن علي آل سيف المتوفى سنة 1972 م ورزق منها الأخ عبدالله حفظه الله والبسه ثوب الصحة والعافية. وهو الذي اعتنى بتربية شقيقيه المرحوم حمود والمرحوم سالم. كذلك اعتنى بوالدته رحمها الله وكانت طريحة الفراش لمرضها. والمرحوم سالم المتوفى سنة 1977 م، والابنة الثانية تزوجها المرحوم الشيخ عبدالله الأحمد الجابر الصباح المتوفى سنة 1957 م، ورزق منها بابنة واحدة تزوجها الشيخ فيصل سعود الصباح ولديهما ذرية.
أما سبيكة علي بن سيف تزوجها شاهين الغانم ورزق منها بثلاثة أبناء عبدالعزيز وعلي وأحمد انتقلوا إلى رحمة الله وابنة واحدة توفيت قبلهم ولعبدالعزيز وعلي أبناء وأحفاد.
رُزق حسين بن علي آل سيف المتوفي سنة 1936م بسبعة أبناء انتقلوا إلى رحمة الله بعد وفاته وهم على الترتيب من ناحية السن: (1) عبدالعزيز توفي سنة 1957م. (2) علي توفي سنة 1949م.(3) عبدالوهاب توفي سنة 1972م. (4) مساعد توفي سنة 1965م. (5) يوسف توفي سنة 1951م بمدينة بومباي بالهند ودفن بها (6) أحمد توفي سنة 1996م. (7) عبدالله توفي سنة 1975م.
ورُزق حسين بن علي آل سيف بخمس بنات انتقلن إلى رحمة الله بعد وفاته الكبرى موزة تزوجها محمد بن شملان، وحصه تزوجها راشد بن أحمد الرومي، وبزة تزوجها علي بن شملان آل سيف الذي استشهد في معركة الجهراء 1920 و وضحة زوجة خالد بن شملان أنجب ولدين هما مبارك وعلي، وساره تزوجها يعقوب الرومي ولهما ذرية.
رُزق شملان بن علي آل سيف المتوفي سنة 1945م بعشرة أبناء تسعة منهم انتقلوا إلى رحمة الله وهم على الترتيب من ناحية السن: (1) محمد توفي سنة 1972م. (2) وعلي استشهد في معركة الجهراء سنة 1920م وهو في عز شبابه نحو 32 ميلادية. (3) وعبدالمحسن توفي سنة 1972م. (4) وخالد توفي سنة 1981م. (5) و مرزوق توفي في قطر سنة 1976م ودفن بها. (6) وسالم توفي سنة 1985م. (7) وعبدالله توفي سنة 1995م. (8) وسلمان توفي سنة 1944م في مدينة بومباي بالهند ودفن بها وهو في عز شبابه.(9) وحمد توفي سنة 1991م. (10) والعم يوسف بن شملان وهو أصغر أبناء شملان ولد في أول يناير 1943م. وكان عمره عند وفاة والده نحو سنتين أما بنتاه فهما المرحومة مريم تزوجها ابن عمها المرحوم يوسف بن حسين بن علي آل سيف ولديها ذرية والثانية هي فضَّه تزوجها ابن عمها المرحوم علي بن حسين آل سيف ولديهما ذرية.
أرجو من الله تعالى أن أتمكن من طبع كتابي عن أسرتنا آل سيف، والأعمال التي قام بها حسين وشملان لخدمة الكويت والكويتيين. مع المعلومات التاريخية والأشعار، والرسائل القديمة والصور. ومع شجرة الأسرة كاملة حتى الوقت الحاضر. حقق الله الآمال وسهل كل عسير.” ( ص 32 – 34 )
ديوان أسرة آل سيف
"أما الديوان فبناه حسين وشملان سنة 1336 هـ – 1918 م قبل معركة الجهراء بنحو سنتين في أيام حكم الشيخ جابر المبارك الصباح قبل أن يفترقا (يتعازلا) سنة 1930 م باثنتي عشرة سنة، وكانت أرضه دفاناً من البحر. وهو آخر ديوان لأسرتنا آل سيف بمدينة الكويت القديمة لا يزال على حاله ديوان الشملان بجوار مبنى وزارة الصحة داخل سور الكويت الثاني، وحد السور جهة الشرق على ساحل البحر قرب ديوان النصف محل إشارة المرور. وبنى الديوان راشد الرباح من أشهر أساتذة البناء في الكويت، وهو والد المرحوم سعود الراشد المطرب والملحن المعروف. وضع المخطط للديوان ملا حسين بن عبدالله التركيت والد المرحوم محمد ملا حسين وإخوانه ولديه خبرة في البناء والترميم وكان المسؤول عن البناء ومصاريفه المرحوم علي بن شملان قبل استشهاده في معركة الجهراء بنحو سنتين.
قبل هذا الديوان الحالي كان هناك ديوان كبير بناه جدنا علي بن سيف سنة 1882م على ساحل البحر مباشرة وجلس به حتى وفاته سنة 1304هـ - 1886م وأوقفه مع بيته على ذرية الذرية، استملكته الحكومة وهدم منذ سنوات. وجلس بعده ابناه حسين وشملان نحو 36 سنة إلى أن بنيا الديوان الجديد سنة 1336 هـ – 1918 م وهو ديوان الشملان حالياً. ويقع أمام الديوان الجديد وأرض كانت دفاناً من البحر.
قبل هذا الديوان – أيضاً - هناك ديوان أقدم منه وكان يقع على ساحل البحر مباشرة خلف ديوان علي بن سيف القديم إشتراه جدنا علي بن سيف سنة 1272هـ – 1857م من أسرة القطامي مع بيت كبير سكنه مع أسرته. وقبل وفاته أوقفه مع الديوان على ذرية الذرية واستملكته الحكومة وهدم سنة 1971م.” (ص 40)
انتهى النقل، وكما ذكرت فإن المنقول جزء بسيط من كتاب يستعرض الكثير من رحلة المؤرخ سيف مرزوق الشملان آل سيف في الكتابة وسيرته الذاتية وأسرته الكريمة التي كان لها عظيم الأثر بتاريخ الكويت. أتمنى أن أكون قد وفقت بالنقل وجزاكم الله كل خير.
|