في سنة 1924م، كانت الحياة في الكويت تسير سيراً مستقراً وحثيثاً إلى الطريق الذي رسمه الشيخ أحمد الجابر الصباح بعد أن تولى الحكم في سنة 1921م، وتنفست البلاد الصعداء بعد انتهاء الحرب وعودة الحياة إلى طبيعتها، وبذا سارع أبناء الكويت إلى أنشطتهم المعهودة، وارتفعت أشرعة السفن متجهة إلى السفر وإلى الغوص على اللؤلؤ، حاملة الخير معها. وكانت الكويت في ذلك الوقت تتجه إلى اتجاهات أخرى تدل على التحرك الشعبي في مجالات الثقافة والتعليم، مما جعل الحياة هنا تصطبغ بصبغة مختلفة عما سبق، وجعل الناس يتطلعون إلى دنيا جديدة واعدة.
ففي هذه السنة نَشِط النادي الأدبي وهو أول ناد من نوعه في الكويت، وقد نهض إلى إقامته عدد من الأدباء الذين كان يهمهم أن يستفيدوا من الإمكانات التي قد يتيحها لهم وكانوا يؤمنون بأن جهد المجموعة نافع للفرد حتى في هذا النوع من النشاط.
لقد تأسس هذا النادي في سنة 1923م واستمر لمدة سنتين، وشارك في إنشائه عدد من أبناء الكويت، وكان برئاسة الشيخ عبدالله الجابر الصباح.
وقد تحدث الشيخ عبدالعزيز الرشيد عن الحركة الفكرية في البلاد في عهده فقال: «في الكويت اليوم حركة فكرية، ونهضة علمية وأدبية، يدير شؤونها أناس علموا بالحوادث التي مرت عليهم أن العصر عصر ارتقاء وتقدم لا عصر جمود وتأخر، علموا بذلك فساروا بكل همة ونشاط، وبكل إقدام وجرأة، تتقدمهم الأحلام اللذيذة والآمال العذبة».
وقد عزا تلك النهضة إلى عدة أسباب، منها الاطلاع على ما يرد إلى البلاد من صحف مختلفة الأغراض والمصادر، وكانت تردهم على الرغم من المشاق التي كانوا يعانونها في سبيل الحصول عليها، وكان اهتمامهم بالصحف في ذلك الوقت عظيماً حتى قال المرحوم أحمد البشر الرومي:
إن للصحف بقلبي
منزلاً أعلي محله
وذكر الرشيد أن السبب الثاني هوالآراء الحرة والنصائح الثمينة التي كان يبثها أهل العلم والفضل من الغرباء، وقد استقبلت الكويت في تلك الفترة وما قبلها عدداً منهم كالأستاذ محمد رشيد رضا (1912م) وكان الأهالي يحتفون بهؤلاء الضيوف، ويحرصون على الاستماع إلى محاضراتهم، وحضورمجالسهم الإرشادية، وكان تقديرهم كبيراً لهؤلاء المصلحين، وفي ذلك يقول أحد أبناء البلاد وهو عبداللطيف النصف مرحباً بالشيخ محمد الشنقيطي:
إيه بني قومي وسادة معشري
أوموا إليه بشكركم وأشيروا
خلو النواظر شاخصات نحوه
وذروا القلوب تسير حيث يسير
والسبب الثالث من أسباب النهضة -يقول الرشيد- هو: «ظهور شبان متنورين امتلؤوا حماسة وغيرة حتى أخذوا يعانون إنهاض الوطن إلى العلا، ورفعه إلى مستوى الكمال».
وجاء في كتاب «الكويت في الوثائق البريطانية، 1960-1752م» وهو من تأليف وليد حمدي الأعظمي عن سنة 1924م ما يلي:
«ومن الالتزامات التي ورثها العراق عن بريطانيا، بعد انتهاء فترة الانتداب البريطاني على العراق 1932-1921م الالتزامات البريطانية تجاه شيوخ الكويت والمحمرة التي وعدت بها بريطانيا في تشرين الثاني/نوفمبر 1914م، مقابلة المجهود الجريء الذي قدمه شيخ الكويت، في طرد القوات التركية من أراضي الكويت وجنوب العراق في البصرة، خلال فترة الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918م. ولهذا السبب، تم تبادل الرسائل بين وزارة الخارجية البريطانية ورئيس وزراء العراق نوري السعيد، والمؤرخة في 17 نيسان/ابريل 1924م، باعتبار ان الكويت كيان سياسي ودولي مستقل. وقد أكد أحد محاضر وزارة الخارجية البريطانية المؤرخ في 6 شباط/فبراير لعام 1929م، على استقلالية دولة الكويت، وبأن شيخ الكويت يرتبط بعلاقات تعاهدية مع حكومة صاحب الجلالة، ومعترف به كحاكم مستقل».
وفي سنة 1924 أرسلت الكويت أول بعثة طلابية دراسية من أبنائها، وكان عددهم سبعة طلاب، ثم لحقت بهم بعثة أخرى في سنة 1938م، ولكن أول البعثات من حيث مقصد الدراسة الجامعية كانت هي البعثة التي تم إرسالها إلى مصر في سنة 1939م وتتكون من أربعة طلاب هم عبدالعزيز حسين وأحمد العدواني، ويوسف العمر، ويوسف مشاري الحسن. وكانت دراستهم في الأزهر الشريف.
وفي سنة 1924 - أيضا - نشأت مدرسة السعادة شبه النظامية في البلاد، وكان مؤسسها والمنفق عليها المرحوم شملان بن علي آل سيف منفردا، وقد خصصها للأيتام والفقراء. وكانت ذات مستوى مرموق من حيث التعليم مما رغب فئة من التجار في إرسال أولادهم إليها. وبقيت المدرسة تؤدي عملها طوال خمس سنوات إلى أن عصفت بها الضائقة المالية فتوقفت. كان مديرها هو الشيخ أحمد الخميس. وكان موقعها على ساحل البحر بقرب مسجد ابن خميس القائم إلى اليوم.
وينبغي ألا ننسى أن ما ذكرناه لم يكن إلا نماذج تدل على حركة السكان، وتوجه الحكومة إلى إتاحة الفرصة للعمل الاجتماعي والثقافي، وما يمكن أن يضاف إلى ما سبق كثير، وما حدث بعد سنة 1924م أكثر. وكان الشيخ أحمد الجابر الصباح في ذلك الوقت الذي بدأ فيه بحمل مسؤولية الحكم يتطلع إلى أن تتقدم بلاده على كافة الأصعدة، وهو يرى أن التقدم مكلف؛ يحتاج إلى رأسمال كبير ينفق منه على الالتزامات التي تتطلبها الأعمال المتشعبة في مجاله، ولذا فقد كان في هذا الوقت منشغلا في مسألة يرى أنه إذا تحققت كان ناتجها مالا وفيرا يفيد البلاد ويرفع عن كاهلها الكثير من العناء في تدبير الموارد التي يصرف الأمير منها على ما يحتاجه العمل المتنامي في مجالات التعليم والصحة وغيرهما.
كانت هذه المسألة التي أشرنا إليها هي مسألة العثور على النفط في بعض أراضي الكويت، وكان الأمر مبشرا جدا، وإن كان الجهد الذي بذله الشيخ كبيرا في مسألة الوصول إلى الاتفاق النهائي على الانتاج وعلى شروط العمل الملائمة للبلاد، ووسط المماحكات التي كان يراها من هؤلاء الذين قدموا من أجل الاستفادة من هذه الثروة الباطنة، استطاع أن ينفذ إلى ما يريد، وأن يحقق ما تطمح إليه نفسه، فتم في عهده التوقيع على أول اتفاق من نوعه بخصوص التنقيب عن النفط واستخراجه وتصديره، ولم تكتمل راحته إلا في سنة 1946م حين أدار الصمام الشهير الذي به تدفق النفط إلى أول شاحنة له كانت راسية على رصيف من أرصفة ميناء الأحمدي. فغير - على المدى - هذا الحادث أحوال الكويت ونقلها إلى مرحلة جديدة مهمة.
***
استقبلت الكويت وودعت عددا من الرواد الذين كانوا يأتون للاستكشاف ولمعرفة مدى الفائدة التي تعود على شركاتهم من العمل في مجال النفط في البلاد، واستقبل الشيخ أحمد الجابر الصباح امير الكويت انذاك عددا من هؤلاء وكاتب بعضهم، واستغل وجود البعض في استثارة همة الجانب البريطاني الذي كان إلى ذلك الوقت حريصا على الحصول على امتياز التنقيب هنا، إلا أنه بطيء في اتخاذ قراره، متردد في البدء بالخطوة الأولى التي تريح الشيخ والكويت معا.
كانت الأمور - بشكل عام - شديدة على الجميع لأن الأمير لا يستطيع التوقف إلى ما لا نهاية إذ إن وجود النفط في البلاد كان مؤكدا بسبب أبحاث سابقة، وهو في الوقت نفسه يرى أن بلاده في أمس الحاجة إلى الأموال التي تيسر تقدمها الذي بدأت السير في دربه كما أشرنا في بداية حديثنا هذا. وكان يرى بعين بصيرته أن الموردين اللذين يغذبان البلاد ماديا وهما: الغوص والسفر بواسطة السفن الشراعية، يكادان ينتهيان بسبب التطور الكبير في وسائل النقل، وبسبب توصل اليابانيين إلى استزراع اللؤلؤ، إذن فالشيخ يسارع إلى الحصول على النتائج التي يرجوها ويستحث الجانب البريطاني الذي لم يستجب له أخيرا إلا بعد أن وضعه أمام مسؤولياته، وامام منافسيه.
في هذه الأثناء - كما قلنا - استقبلت الكويت عددا من الرواد من ممثلي الشركات الاجنبي ومن هؤلاء.
-1 أرنولد هايمز، وهو موضوع مقالنا هذا.
-2 فرانك هولمز وسوف نتحدث عنه في مقال آت تحت عنوان «الترجال من أجل النفط».
***
كان أرنولد هايمز رجلا أكاديميا متخصصا في علم الجيولوجيا ولم يكن اشتغاله في مجال النفط إلا بعد تخصصه وعمله الجامعي العلمي بفترة قد لا تكون طويلة، ولكن البحث عن النفط لم يكن امرا يخطر على باله خلالها.
درس هذا الرجل علم الجيولوجيا في مدينة ايدنسيشه السويسرية، ثم في جامعة زيوريخ، وقد تخرج في هذه الجامعة سنة 1908م. ولكنه لم يكتف بذلك فقام بمواصلة دراسات عليا في مجال تخصصه، وكانت هذه الدراسات في مدن برلين وباريس وادنبره. وعندما انهى ذلك اتجه الى الرحلات الاستكشافية التي كان يأمل منها أن ينجلي له كل ما قام بدراسته. وبعد مشاهداته الواقعية لذلك عاد من شمالي افريقيا وغرينلاندا إلى زيوريخ ليتسلم منصبا أكاديميا جامعيا رفيعا إذ تقرر تعيينه أستاذا لمادة الجيولوجيا في المدرسة العليا في الجامعة التي تخرج فيها. ولقد أمضى في عالمه هذا مدة سنتين، وصار يسير في السنة الثامنة والعشرين من عمره فاتجه إلى مجال آخر غير مجاله الجامعي، لقد حدثته نفسه أن يترك كل ذلك ويتجه إلى مجال آخر قد تكون رحلته العلمية هي التي لفتت نظره إليه، وقد يكون تلقى في هذه الفترة إغراءات من بعض الشركات التي كانت تبحث في ذلك الوقت عن رجال من نوعه لكي تستفيد من علمهم ومن خبراتهم، لقد قرر الآن أن يهجر عالم الجامعات الأكاديمي، وأن يتجه إلى العمل في مجال النفط، وهو مجال بدأ يزداد اتساعا في ذلك الوقت، وكانت الأبحاث فيه مغرية لرجل عالم مثله. وبدأ هايمز حياة جديدة وراء عمل جديد، ورحل إلى عدد من المواقع في العالم مسافرا وراء عالم النفط فذهب إلى عدد من البلدان الأوروبية، وإلى شرقي آسيا، وإلى المكسيك. وعلى الرغم من تطلعه إلى هذا العمل الجديد إلا انه لاحظ أن البداية كانت معتمة، وأن مستقبله كان مجهولاً، وهو محق في ذلك فهو يقبل على عمل لم يزاوله من قبل. ولقد كان مما دفعه إلى التشاؤم أن النفط كان يستخرج في أمريكا الشمالية كثيراً وغزيرا يملأ الأسواق في العالم كافة، وفي الوقت ذاته فإن الطلب عليه كان ضعيفاً. وكانت المنافسة بين الشركات البريطانية والهولندية والأمريكية من أجل الفوز بأعمال التنقيب شديدة جداً، مما يزيد الموقف اعتاما.
عندما وجد الأمر على هذه الشاكلة، ورأى أن الذي يطمح إليه لم يكن بحسب ما كان يظنه عليه من اليسر والسهولة، قرر العودة إلى مهنته السابقة مرة أخرى، وقال لأصدقائه وزملائه في الجامعة إنه سيلقي سلسلة من المحاضرات حول جيولوجيا النفط خلال موسم الصيف، وهذا هو الموضوع الذي اكتسب فيه خبرة جديدة، وإن لم يوفق في العمل في مجاله، كان ذلك خلال صيف سنة 1924م، ولم يأت شهر فبراير من السنة ذاتها حتى جاءه طلب من شركة نفط بريطانية تدعى: النقابة الشرقية العامة، وكان مقر هذه الشركة في لندن، وكان مضمون طلبها من أرنولد هايمز هو أن يقوم برحلة استطلاعية في شرقي الجزيرة العربية، مما يساعدها في عملها إذا استطاع التوصل إلى شيء مهم في المجال النفطي، ولم يكن اهتمام هذه الشركة منصبا على استكشاف النفط، ولكن عنايتها الأولى كانت في الحصول على الامتيازات التي تمنحها لها الدول المتوقع العثور على النفط فيها، ثم قيامها بالمضاربة على هذه الامتيازات عن طريق التنازل عنها بمقابل كبير لشركات أخرى تكون مهتمة بالعمل أكثر من اهتمامها بالمضاربة، وكانت هذه الشركات لا تمانع في دفع «المقسوم» لشركة النقابة الشرقية إذا ما تأكد لديها وجود النفط بصور نهائية وتجارية في البلد المانح للامتياز. وهكذا نرى أن هناك بعض الشركات تتلاعب بالدول وتبيعها الوهم، إذ تقوم بعمل أقرب ما يكون إلى (السمسرة) في الوقت الذي لا يدري فيه حكام الدول المانحة للامتيازات شيئاً عن هذا التلاعب، الذي يخفض من إيراداتهم المالية من جهة ويؤجل حصولهم على نتائج الاستكشاف من ناحية أخرى.
وافق هايمز على عرض الشركة، وعزم على القيام بالمهمة المطلوبة منه، وسافر في اليوم الثاني من شهر ابريل لسنة 1924م إلى منطقة الخليج العربي تنفيذاً لعقد مدته خمسة أشهر مع النقابة الشرقية العامة المعنية بشؤون النفط.
عبر الصحراء السورية مارا من حيفا إلى بغداد مصاحباً أحد القساوسة في قافلة من السيارات أشرفت على تنظيمها شركة (نيرن)، وكانت يومها حديثة العهد بهذا النوع من العمل، وقد استمرت في عملها مدة طويلة، أذكر أنها كانت تنقل إلينا أفواجاً من الوافدين في بداية الخمسينيات ولا أعرف اليوم مصيرها. وصلت بهم القافلة إلى البصرة حيث انضم إليها فرانك هولمز الذي ذكرنا سلفا أنه سوف يكون موضوع «الأزمنة والأمكنة القادم»، ولا داعي هنا للحديث عنه، إذن فقد التقى هولمز وهايمز وفق أمر مدبر في السابق، وبدأ يعملان معا منذ اللحظة الأولى، وكان جليا أن (فرانك) كان أكثر خبرة بالمنطقة وبالعمل بها لسابق وجوده فيها منذ سنة 1920م ولن نتحدث عن عمل الرجلين المشترك لأننا سوف نعود إلى ذلك فيما بعد.
بعد وصوله إلى البصرة، انتقل أرنولد هايمز إلى الكويت بواسطة قارب بخاري تابع للميجور فرانك هولمز واستقبله الشيخ أحمد الجابر الصباح، تولى تقديمه إلى الشيخ صاحبه فرانك هولمز، وانطلق الرجل بعد ذلك إلى العمل الاستكشافي، لقد اتجه مع مجموعة يصل عددها إلى ثلاثين رجلا مع جمالهم واسلحتهم، ولكنه بعدجولة واسعة في الجنوب عاد من الهفوف وانتقل منها إلى البحرين ثم أتى إلى الكويت في قارب بخاري.
وعندما وصل زار الشيخ أحمد الجابر الصباح، وقدم له تقريرا شفويا عن رحلته، ثم عرض عليه أن يقوم بالبحث في شمالي الكويت، فأذن له الشيخ بذلك وأرسل معه رجلا هو بمثابة دليل له.
وفي هذا يقول وليم فيس وجيليان غرانت في كتابهما «الكويت في عيون أوائل المصورين»:
«عاد الجميع إلى الكويت على متن سفينة بخارية، وهناك قام هايمز بجولة حول المدينة التقط خلالها الصور الفوتوغرافية، وانتظر عودة الشيخ أحمد حيث أنه كان ينوي التنقيب عن النفط في شمالي خليج الكويت، وبعد الحصول على موافقة الشيخ أحمد، خرج في نهاية يونيو في بعثة استكشافية جديدة، وكان دليله ورفيق سفره الوحيد رجلاً كويتياً كان قبل ذلك بفترة وجيزة قد اكتشف النفط يتسرب من الأرض في كان اسمه (بحره)، فأخذ يجمعه وينقله إلى ميناء الكويت لبيعه.
بعد رحلة شاقة وصل الرجلان إلى الموقع حيث كان النفط يتسرب من الأرض في خيوط رفيعة بمعدل حوالي لتر واحد في اليوم، وقد اعترف هايمز أنه لم يسعه تفسير هذه الظاهرة على أساس جيولوجي علمي، وبعد أن عرج الرجلان في طريقهما على الجهراء عادا إلى مدينة الكويت لوداع الشيخ أحمد».
***
لقد كان أرنولد هايمز مصورا ماهرا بالإضافة إلى كونه جيولوجيا ومستكشفا نفطيا، وكانت له عين منقبة هي الأخرى تكتشف الأشياء المهمة فتدعوه إلى المسارعة بتصويرها، ولذا فقد جاءتنا عنه صور مهمة نجد بعضا منها مع هذا المقال.
ملحاق خير:
هذا حديث مر شيء منه في مجال آخر من مجالات جريدة «الوطن». وحيث انني أرى أنه جدير بالاهتمام؛ لم أجد بداً من العودة إليه في هذا الملحاق:
يعرف العاملون في مجال التدريس، أن تسمية كل مدرسة إنما هو مساهمة تربوية يستفيد منها الطلاب والطالبات، فتسمية مدارسنا بأسماء أشخاص من التاريخ، أو من أولئك الذين خدموا الوطن، أو من المواقع التي تزخر بها خريطة الكويت كل ذلك يؤدي إلى العلم بكل التسميات وبكل أصحابها، وما تدل عليه من تاريخ، ولولا ذلك لسميت المدارس بالارقام فقيل المدرسة الأولى والمدرسة الثانية وهكذا إلى نهاية العدد.
وليس لأحد أن يستنكر تسمية المدارس بأسماء بعض الأماكن فهذا أمر غير جديد فمنذ أمد بعيد ودائرة معارف الكويت قبل أن تصبح وزارة، وهي تسمي مدارسها بأسماء أمكنة عرفها الطلاب والطالبات فيما بعد على الطبيعة نتيجة لتسميات المدارس بها، وقد استمرت وزارة التربية الآن في هذا السبيل فأطلقت عدداً من الأسماء على بعض دور العلم، مما حفظ ذكر المواقع الكويتية، ومما أكسب أبناء المدارس معلومات عن هذه المواقع التي هي - للأسف الشديد - عرضة للزوال، لأن الناس بدؤوا في تجاهل أسماء أجزاء كبيرة من مواقع بلادهم.
هل يريد المعترضون على تسمية بعض مدارسنا بأسماء ذات علاقة بالأماكن الكويتية، أن ننسى هذه الأماكن وأن نزيلها من خريطة بلادنا، وهل هي ذات أسماء لا معنى لها أم هي اسماء تعارف عليها الآباء والاجداد، وذكر أكثرها في الشعر العربي القديم؟ وهل انفردت الكويت باطلاق اسماء مواقعها على مدارسها أم أن ذلك شائع في كافة بلاد العرب على الأقل؟
أقول هذا وأقدم هنا رجائي إلى وزارة التربية بالاهتمام بموضوع تسميات المدارس وبخاصة ما يتعلق منها بأسماء الأماكن، وألا تتنازل عن موقفها هذا تحت أي ظرف من الظروف، دون أن يكون ما أعنيه هو إطلاق هذا النوع من التسميات على جميع مدارس الكويت، فهناك أشخاص لهم دورهم في خدمة الوطن يستحقون أن يذكروا بالاسم حتى يعرف الطلاب والطالبات كل شيء عنهم.
وهناك خطأ بسيط زمني .. فقد تأسس النادي بتاريخ 30 إبريل 1924 ..
اقتباس:
أقول هذا وأقدم هنا رجائي إلى وزارة التربية بالاهتمام بموضوع تسميات المدارس وبخاصة ما يتعلق منها بأسماء الأماكن، وألا تتنازل عن موقفها هذا تحت أي ظرف من الظروف، دون أن يكون ما أعنيه هو إطلاق هذا النوع من التسميات على جميع مدارس الكويت، فهناك أشخاص لهم دورهم في خدمة الوطن يستحقون أن يذكروا بالاسم حتى يعرف الطلاب والطالبات كل شيء عنهم.
جميل أن نسمع رأي أستاذنا الفاضل حول تسميات المدارس ومن دعم لهذا التوجه .. فالأماكن الكويتية أولى من غيرها .. ويجب أن يعرف الجيل الجديد تلك المسميات والأماكن الكويتية ..