02-03-2012, 06:37 PM
|
موقوف نهائيا
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المشاركات: 32
|
|
ما بقي مني من حـــــــــال
ما بقي مني حال
ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٩﴾ وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿١٠﴾ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّـهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١١﴾ المنافقون
من القصص العجيبة والتي لها من العبر التي يعتبرها الإنسان القصص الهادفة للمعني ولها التأثير النفسي علي المسلم فمثلا من القصص يحكي احد التجار والاستثمار في الزمن البعيد لديه رجلا مملوك له وظل هذا المملوك سنوات طويلة يخدم هذا التاجر مع الخدم ولكن هذا المملوك محبوب لدي التاجر ولا يرفض له طلبا نظرا لسلوكه الممتاز وأخلاقه العالية وأمانة التي ليس بعدها وقبلها أمانه وذات يوم قال هذا المملوك واسمه { مبروك } صنعه صنعتا أمبهر هذا التاجر فأخلاء سبيله وعتق الرقبة وصار حرا وبعد مدة جاء مبروك يسأل عن حال عمه فقال كيف حالك يا عمي فرد عليه بخير وأنت كيف حالك فقال هذه الجملة والتي عنوان القصة { ما بقي مني حال } ففكر التاجر أن يساعد مبروك بمال وفير قدرة 10 الآف دينار ففرح مبروك وشكر عمه وقال له لماذا هذا المبلغ قال حتي تستثمر هذا المبلغ وتعيش حياة كريمه ومن دون رد المبلغ فكان صدقه ومساعدة له وبعد مدة شاع خبر مبروك وأصبح من كبار التجار وذاع صيته في كل مكان من البلاد حتي جاء الخبر للتاجر وهو عمه فجاء مبروك ذات يوما يسلم علي عمه ويشكره علي هذه المساعدة فقال عمه سمعنا انك أصبحت تاجر وشهرتك صارت اكبر مني فرد عليه مبروك وقال له { ما بقي مني حال } فتعجب عمه من رده فظل يواصل مبروك هذه التجارة حتي أصبح ملك البلاد يطلبه فقال له الملك سمعنا انك خبير في الاستثمار والتجار ة فأصبحت من كبار التجار في البلاد وأصحاب الملايين فقال له مبروك أنا عند آمرك سيدي فقال له الملك أريد أن تصبح عند وزيرا حتي تزيد التنمية وترتفع قيمة الاقتصاد عندنا فوافق مبروك وصار من أحب الوزراء للملك واشتهرت البلاد وازدهرت التجارة والسياحة حتي سمع احد الملوك عنه فقال للملك أريد هذا الوزير عندي فترة حتي ينهض ببلادنا وتزدهر كبلادكم فوافق الملك وذهب مبروك مع الملك الجديد الي بلاده وهكذا صارت هذه البلاد وانتعش اقتصادها فصار من المقربين والمحبوبين والمشهورين حتي سمع التاجر الذي اعتقه فزار مبروك هذه البلد ففرح به وقال له كيف حالك فرد عليه بنفس الجواب { ما بقي مني حال } .
فأستغرب التاجر عمه من رده فذهب الي بلاده وظل مبروك من الملك الجديد فترة حتي صار من المحبوبين له فقال الملك لمبروك أريد إن تصبح لي وليا للعهد واخذ رأي شعبه لأنه أصبح محبوبا للملك والشعب وان الملك ليس له أبناء فخاف علي ملكه فمات الملك وصار مبروك ملكا فوصل الخبر للتاجر وعمه ففرح بهذا الأمر فزار التاجر الملك مبروك فمنعوا الحراس زيارته وقال للحرس قولوا له انه عمك ففرح الملك مبروك واخذ يجري عند عمه الذي اعتقه فقال له التاجر كيف حالك فقال مبروك { ما بقي مني حال } فذهب التاجر لبلاده ومع مرور الزمن مات مبروك فقام التاجر فزار قبره وشاهد مكتوبا علي الشاهد { ما بقي مني حال } وبعد سنين زار التاجر قبر مبروك ولم يشاهد القبر ولم يعرف فقال التاجر فعلا كلام مبروك صحيح حتي القبر لم يبقي له حال وللاستفادة من هذه القصة هو انه مهما كان الإنسان يكافح ويصل إلي اعلي المراتب والنجاحات في حياته فأن مصير حاله لا يدوم والدائم هو الله سبحانه وتعالي وعلي الإنسان أن يستغل الفرص في حياته من الأوقات والصحة والعافية في حصد الثمار لليوم الموعود ويتحلي بالامانه والصدق فأن حالك مهما كان فلا بد من النهاية ولا تملك شيئا فلا تملك المنصب ولا الصحة ولا المال ولا الأولاد والأملاك ويبقي عملك الصالح الذي هو الملاذ وحسن الختام عن ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» (رواه البخاري(.عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني» رواه الترمذي وقال حديث حسن قال صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم: تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد مسجد المدينة شهراً»فلوا نظرنا الي الحديث الشريف نستدل الي الشطر الاخير من الحديث الشريف وهو بمعناه واقعا انه هناك اعمال البر افضل من العبادة شهرا في مسجد لان العبادة تخص المعبود من صلاة وصيام وحج وعمره فكثير من الناس من يحج 50 مره و50 مره عمره ولكن هل عمل عملا ينتفع به الناس وهذه الاعمال ليس لها فائدة الا للشخص نفسه فأين منافع المحتاجين فأنه صدق العمل .
وفي الختام خير الكرم لسيد الأنام
وعن بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول: «رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم». وكان يكثر في ركوعه وسجوده من أن يقول «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي» رواه مسلم، وبعد فراغه من التشهد كان آخر ما يقوله: «اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، فأنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت». هذا هو سيد المستغفرين محمد صلى الله عليه وسلم يلازم الاستغفار ويكثر من التوبة والإنابة الى الله عز وجل.
|