الحجيجة.. الموقع والمكان وما قيل فيه - فرحان الفرحان
قابلني في أول يوم العيد أخ صديق وقال لي ما هي معلوماتك عن الحجيجة حيث انك كتبت عن الكثير من الاماكن في الكويت ورجعت الى كتابك معجم المواقع فوجدتك قد كتبت عن الحجيجة مؤنث لمصغر اسمه الحجيج ورجعت الى الموسوعة الكويتية لحمد السعيدان فوجدت الحجيجة موقع آبار شمال شرق الكويت كان موطن العرب ايام سكنوا كاظمة (يقال) ان سبب التسمية الى الحجيجة صفية بنت ثعلبة الشيباني التغلبية سكنت ذلك المكان (وقيل) قبرها وتسمى حجيجة وائل نقلا عن التحفة النبهانية محمد خليفة النبهاني.
ويقول محدثي ان هناك كتابا اسمه (السيد او السيدان) يذكر ايضا ان الحجيجة هو اسم موقع كانت تسكنه (الحجيجة التغلبية) وان لها علاقات مع الحرقة والمحرقة والحرقة بنت النعمان حيث أجارت الحرقة الحجيجة من الفرس.
بعد هذا التساؤل من الاخ العزيز رجعت الى ما كتبت عن المواقع والامكنة قبل عشر سنوات ابتداء من سنة (1993) حيث حفزني ذلك بعد تحرير الكويت من براثن صدام وزبانيته امثال مصطفى النجار الذين كانوا يدعون ان الكويت لا تاريخ لها ولا حضارة.
لهذا توجهت الى كتابة هذه المواقع والاماكن لنثبت للاعداء ان الكويت بلد عريق له حضارة انبعث ذلك بكتاب آخر عن الحروب التي حدثت في الكويت قبل ثلاثة عشر قرنا الى ان الكويت كان بها اناس وسكان وحياة وقد سكنتها قباىل على مر العصور.
لهذا كان كل ما كتبناه عن هذه البلاد العزيزة ما هو الا مساهمة للواجب الملقى علينا واذكر في الكلمة الاخيرة من المقدمة لكتاب المواقع قلت ارجو ان تكون هذه المعلومات والكتاب نواة لمن يريد ان يستفيد منها وأكون قد وضعت اللبنة الاولى في هذا الباب.
اعود الى موضوع الحجيجة الذي كان موضع التساؤل والذي جعل بعضهم انها تغلبية والاخر انها صفية شيبانية تغلبية كما يقال.
اذكر قبل عشر سنوات أي في سنة (1993) عندما كنت استعرض المواقع والاماكن في الكويت قد توقفت عند الحجيجة وابتدأت اطالع واتابع ما كتبه المرحوم الشيخ محمد خليفة النبهاني المدرس بالحرم المكي حيث زار الكويت مرتين في اوائل القرن الماضي القرن العشرين وكان ينزل ضيفا على آل الابراهيم عند الشيخ صالح الابراهيم ومن هذا استفاد منه عالمنا الفلكي صالح العجيري في بداياته باللقاء مع الشيخ النبهاني في هذا الديوان ديوان آل الابراهيم.
كان الشيخ النبهاني زار الكويت مرتين واخرج مجموعة من الاقسام او الكتب لكتابه التحفة النبهانية عن البصرة الكويت البحرين المنتفج المنتفك وغيرها المهم جزاه الله خيرا ساهم في وضع حجر جديد للتاريخ لهذه المنطقة وقيد وسجل كثيرا من الذي سمعه من ابناء المنطقة عن تاريخها ومواقعها كان كثير من الذي كتبه جيدا ويعتمد عليه وكان قليل من الذي كتبه عن الكويت وهذا ما يخصنا ويحتاج الى بحث ونظر.
أذكر انني توقفت عند موقع الحجيجة وهو يكتب عنه ذلك في كتابه قسم الكويت عن المناطق الشمالية منها الحجيجة فيقول (الحجيجة بالتصغير اسم منزل او قرية تقع في جنوب (الرافضية) على مسافة نحو (8) اميال (يقال) ان (الحجيجة التغلبية اخت عمر..) كانت تسكنها وهي معروفة باسم الحجيجة الى اليوم ولهذا ذكر في حرب البسوس حيث جرى للعرب فيها حروب شديدة بين قوم كسرى أبرويز والعرب وكانوا لاجئين عند جبل (غضي) قرب الحجيجة فتفوق العرب عنده على الفرس.
الحظ يلعب دوره كما يقولون وخصوصا في هذا الموضوع الحجيجة اذكر اني كنت أسير في القاهرة في منطقة الاوبرا وهناك سور للازبكية عليه الكتب المستعملة للبيع في ذلك التاريخ وانا اسير كما قلت في احد الايام وانا اتفحص الكتب لفت نظري كتاب قديم شاعرات العرب في الجاهلية والاسلام لفت نظري المهم اني قد اشتريته وذهبت الى السيد سعد مجلد الكتب وجلدته عنده لحفظه من التلف وكان من ضمن مكتبتي.. هذا الكتاب ألفه المرحوم بشير يموت في المطبعة الوطنية بيروت سنة 1352 هـ الموافق1934م هذا الكتاب قد تحدث عن الحجيجة باسهاب جاء بعده المرحوم محمد خليفة النبهاني بخمس عشرة سنة واخرج كتابة التحفة النبهانية عن قسم الكويت الذي صدرت الطبعة الاولى منه سنة 1368هـ الموافق 1949م وعلى ذكر كتاب شاعرات العرب في الجاهلية والاسلام لبشير يموت اتذكر قبل عشرين سنة رأيت كتابا يماثلة حرفيا شاعرات العرب في الجاهلية والاسلام نفس الكتاب ربما يكون الكتاب في قطر حذف اسم مؤلفه بشير يموت ووضع عليه اسم مؤلفه الجديد ونسيت اسمه تأسفت اني لم اسجل هذه الملاحظة نعود الى (الحجيجة) ربما يكون المرحوم النبهاني نقل من كتاب بشير يموت قصة الحجيجة وصفية والحرقة والمحرقة والتي نقلها البعض على علاتها ووضعوها على انها تغلبية استبانية وللحديث صلة.
جريدة الوطن 12/12/2003
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
|