الكويت في مجموعة من صحف الأمس - يعقوب الغنيم
- جريدة الوطن - اليوم
لايزال أخي الكريم الأستاذ عبدالرحمن الخرجي مستمرا في امدادي بفيض من مدخراته الثقافية والصحافية مما كان يزين به مكتبته العريقة: مكتبة الطلبة، وقد سبق له أن أمدني بمجموعات أفادتني كثيرا في عملي الخاص بكتابة مقالات الأزمنة والأمكنة، وهو اليوم يقدم دفعة أخرى من هداياه القيمة التي أجد أنه لابُدَّ من عرضها على القارئ الكريم لما فيها من فوائد وعلى الأخص وأن ضمن المقالات التي احتوتها أحاديث كثيرة عن الكويت في أوقات سابقة فهي مفيدة لأنها تتحدث عن الكويت في الوقت الذي صدرت فيه المجالات المهداة، وبذلك فإننا نستطيع ان نضيف ما جاء فيها من معلومات إلى المعلومات السابقة التي استقيناها من كتب التاريخ ومن الرواة مما يتعلق بأخبار وطننا الماضية.
تحدثت أكثر من مرة عن الأستاذ عبدالرحمن وأفضت في ذكر فضائله، وعمله بمكتبة الطلبة التي كانت موردا عذبا صافيا لطلاب المعرفة، فهي تضم كل جديد في عالم الكتب، وتردها الصحف في وقتها، وكانت اختياراته من الكتب التي يعرضها على مرتادي مكتبته ذات دلالة باهرة على مدى ثقافته واطلاعه اذ لولا ذلك لما كان في مقدوره انتقاء هذه المجموعات القيمة من المطبوعات التي لاتزال بقاياها عنده بعد أن أغلق المكتبة بزمن وهي ـ أيضا ـ لاتزال محتفظة بقيمتها، فهي تعطي الدليل على ثقافة ذلك الزمن ومثقفيه، ولا أشك في أن الذين اقتنوا من مكتبته ما شاءوا من كتب يحتفظون له ـ إلى اليوم ـ بالود وبالتقدير، والعرفان بالجميل لأنه قرب لهم ما بَعُدَ عنهم وأمدهم بما هم في حاجة إليه مما هو غير متوافر في أية مكتبة أخرى في البلاد حين كان يدير ذلك النبع الثقافي الغامر.
***
تتكون هدية الأستاذ عبدالرحمن الخرجي هذ المرة مما يمكن ان أقسمه إلى ثلاثة اقسام هي:
ـ1 خمس مجلات عربية منوعة.
ـ2 مجلة اسبانية عربية المنشأ اسمها: الغربال.
ـ3 بعض اعداد من جريدة «الوطن» القديمة عندما كان صاحبها الأستاذ أحمد العامر.
وسوف أبدأ في هذا المقال باستعراض ما ورد في المجلات الخمس عن الكويت لأن هذا الموضوع هو الذي يهمني هنا ولأن استعراض كامل ما ورد في تلك المجلات يحتاج إلى وقت طويل، ومكان يتعدى الصفحتين المخصصتين للأزمنة والأمكنة.
والمجلات الخمس التي نشير اليها هي:
ـ1 عدد من مجلة الأسرة الأردنية.
ـ2 عدد آخر من المجلة رقم (1).
ـ3 مجلة الإذاعة والتلفزيون المصرية.
ـ4 مجلة المجتمع الجديد البحرينية.
ـ5 مجلة الجمهور الجديد اللبنانية.
نبدأ منها بالمجلة الأولى (وللعلم فانني قمت بترتيب عرض ما فيها بحسب تاريخ صدور كل مجلة)، وهي مجلة الاسرة الصادرة في الأردن منذ سنة 1960م، صاحبة امتيازها ورئيسة تحريرها السيدة هدى صلاح، ومقر المجلة عمان عاصمة الاردن، اما العدد الذي نتحدث عنه فهو الخامس والعشرون الصادر في شهر مايو لسنة 1963م، وقد كتب تحت العنوان الرئيسي للمجلة ما يلي: مجلة اجتماعية ادبية نسائية، وورد ما كتب فيها عن الكويت في صفحتين هما: الثانية والعشرون والثالثة والعشرون، وما كتب ضمه قسمان أولهما مقال تحت عنوان: المرأة في الكويت كتبه شخص اسمه يعقوب فهد جابر، والثاني مادة خبرية تحت عنوان: مجتمع الكويت.
يروي كاتب المقال كثيرا من المعلومات عن المرأة الكويتية ومن هذه المعلومات ما هو مطابق للواقع، ومنها ما هو معبر عن وجهة نظر الكاتب حتى لو لم يكن مطابقا.
فهو يقول منذ البداية: «إن المرأة في الكويت كانت تتخبط في دياجير مظلمة من التقاليد القديمة والعادات البائدة، ولكنها تقدمت تقدما رائعا يبشر بانطلاقات عظيمة مقبلة».
ولقد أوغل كثيراً في الحديث عن التقاليد والعادات، صحيح أن الكويتية كانت ولا تزال حريصة على تقاليد وطنها وعادات أهلها، ولكنها لم تكن ـ قط ـ تتخبط في ظلام دامس كما يوحي لنا الكاتب. لقد كان الإقبال على الدراسة في المدارس المتاحة قديما اقبالاً شديداً وكان الأهالي يحرصون على تعليم بناتهم، ومما يدل على أن بذرة التعليم للبنات كانت قد وضعت في وقت مبكر سرعة بروز الكفاءات النسائية وتبوؤ العدد الوافر منهن مناصب مهمة، وقيامهن باعمال متنوعة سدت اعدادهن فيها فراغا كبيرا من الحاجة إلى العاملين والعاملات في كثير من مرافق البلاد.
ولقد قام الكاتب بعد ذلك بتدارك ما بدر منه فقال: «لقد أثبتت الكويتية كفاءتها في ميدان التعليم فكانت خير مربية ومعلمة، ودخلت جميع ميادين الحياة الاجتماعية بنجاح» ثم يضيف قوله: «إن مستقبل المرأة في الكويت يبدو مشرقاً، وتقدمها الحثيث يبعث على الأمل»، وفي هذه الفقرة الأخيرة أصاب الكاتب كبد الحقيقة وها نحن نلاحظ مدى التقدم الذي أحرزته المرأة عندنا.
ثم نجد في العدد نفسه موضوعا آخر أشرنا إليه منذ بداية حديثنا عن هذه المجلة وهو موضوع إخباري خاص بالمجتمع الكويتي جاء فيه أن الكويت احتفلت في اليوم الخامس عشر من شهر ابريل 1963م بعيد العلم، وكان احتفالا مهما شارك فيه الجميع، ونال المتفوقون فيه الجوائز التي يستحقونها في مقابل تفوقهم، وجرى فيه افتتاح معرض العلم في مدرسة ثانوية الشويخ وكان معرضا مهما شاركت فيه مختلف المؤسسات الحكومية والشركات الكبرى وعرضت فتيات الكويت بعض أعمالهن الفنية اليدوية.
وضم هذا الحديث صورة تمثل المتفوقات، ولكن نقل الصورة إلى جانب هذا المقال صعب لأنها لم تكن واضحة بما فيه الكفاية.
أما المجلة الثانية فهي عدد آخر من مجلة الأسرة السابق ذكرها، وقد صدرت في شهر نوفمبر لسنة 1965م، ويتضمن هذا العدد موضوعا سعدت جدا بالاطلاع عليه ففيه مقابلة صحافية مع أمنا السيدة (ماما أنيسة) التي يحبها الكبار والصغار، وفيه مقدمة تناولت السيرة الذاتية لهذه الأم الكريمة منذ بداية دراستها إلى ان انخرطت في سلك العمل بالتدريس. وقد كانت تتولى تقديم برامج الأطفال منذ سنة 1961م، وذلك بالاضافة إلى عملها الأول ولكنها انتقلت إلى جهاز خاص في وزارة التربية لتتفرغ لهذا العمل المهم في سنة 1962م ومنذ ذلك التاريخ وهي تتولى تقديم برامج الاطفال المنوعة المتجددة في الاذاعة وفي التلفزيون على حد سواء.
قابلها الصحافي محمد بشير الوظائفي، وكان لقاؤهما في مبنى «تلفزيون الكويت» القديم بالقرب من قصر دسمان، وقد تحدثت (الماما) كثيرا عن طبيعة عملها، وعن علاقاتها الحميمة مع الأطفال، ومحبتهم لها مع محبتها لهم، وكانت في أقوالها للصحافي تتحدث عن الأطفال فتقول: «الواقع أنني أستغرب شكوى بعض الأمهات من أطفالهن، واتهامهن لهم بالإزعاج والمضايقات، بينما ارى الطفل سهل القياد إلى حد كبير مما يؤكد أن ذلك يرجع إلى الأم والبيت أولاً وأخيراً».
وعندما دار الكلام عن المرأة بشكل عام وجدناها تقول:
ـ تستطيع كل زوجة أن تكون سعيدة إذا عرفت كيف تعامل زوجها، وكيف ترضيه.
ـ على المرأة أن تعطي زوجها وبيتها أكثر مما تعطي لنفسها وزينتها، إذا كانت تطمح في بيت سعيد.
ـ أنصح كل فتاة مقبلة على الزواج أن تتفهم نفسية شريكها المقبل، وتحاول الإلمام بكل ميوله ورغباته، وتحاول التنازل عن بعض كبريائها ورغباتها في سبيل إرضائه.
هكذا تحدثت (الأم) في هذه المقابلة عن جانبين مهمين هما جانب برامج الاطفال، وجانب احوال المرأة بشكل عام. وقدمت ما رأته مفيدا لأولياء الأمور وللزوجات وللفتيات المقبلات على الزواج. كان إلماماً باهراً بهذين الموضوعين بحيث تبين لنا مدى اتساع مداركها، وقدرتها على تفهم شؤون الحياة، نرجو لها الصحة والعافية والعمر المديد بإذنه تعالى.
***
تصدر هيئة الإذاعة والتلفزيون بمصر مجلة اسمها «مجلة الإذاعة والتلفزيون»، وهي مجلة تصدر منذ زمن طويل منذ كانت مختصة بالإذاعة قبل أن تنشئ الحكومة المصرية جهاز التلفزيون. وهي تصور كافة أنشطة هذين الجهازين، وتبين الجهود المبذولة في عمل جميع العاملين بهما وتستفيد من المجالات الثقافية والفنية التي تعرض فيهما بحيث تضم شيئا منها في كل عدد يصدر، ولذا فإن أعدادها غنية بالمعلومات زاخرة بكل ما يفيد القارئ، وهي تضيف إلى ذلك عروضا للبرامج المرئية والمسموعة، وهي برامج تجدد كل أسبوع مع صدور كل عدد حتى يتابع القراء ما سوف يقدم لهم عبر الجهازين الاعلاميين المهمين.
وليس ما ورد في (ص30) من العدد الصادر في اليوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر لسنة 1965م، مخصصا للحديث عن الكويت، ولكن الصفحة المذكورة تتحدث زاوية من زواياها عن موضوع تحويل روافد نهر الأردن وهي مسألة كانت من أشق المسائل التي مرت بالأمة العربية، وتتضمن الزاوية المشار إليها جزءاً من أقوال الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر فيما يتعلق بموضوع نهر الأردن، وهو يقول إن مجابهة إسرائيل في موقفها هذا تقتضي تآزر جميع الدول العربية، ولا يمكن لدولة منها ـ منفردة ـ أن تستطيع القيام بما يجب لردع المعتدين، لذا فإنه يدعو إلى اجتماع قمة عربية تتولى التنسيق ووضع السياسات الملائمة التي تلتزم بها الدول مجتمعة. وهذا ما حدث بالفعل فقد اجتمعت القمة العربية المخصصة اجتماعاتها لهذا الغرض، وتم اتخاذ عدد من القرارات المهمة في حينها.
المهم أن هذه الزاوية ضمت صورة أرشيفية من صور أحد اجتماعات القمة التي سبقت هذه المشار إليها ويبدو في الصورة ـ واضحا ـ الشيخ عبدالله السالم الصباح.
أما المجلة الرابعة التي سوف نستعرضها هنا فهي مجلة أسبوعية تصدر في البحرين تحت اسم «المجتمع الجديد وهذه المجلة تصدر أسبوعيا عن الشركة الوطنية للصحافة والإعلان. وهذا هو العدد الصادر في اليوم السادس عشر من شهر ديسمبر لسنة 1970م، وهو يضم الكثير من المعلومات عن البلد الشقيق. تحت عنوان: أخبار وتحقيقات تواجهنا ثلاثة أخبار عن الكويت، الأول منها يتعلق بخريجي الجامعة في تلك الفترة وقد حضر حفل توزيع الشهادات عليهم واحتفى بهم الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، وكان في ذلك الوقت رئيسا للوزراء وليا للعهد، يقول الخبر ان الشيخ قد أقام في تلك المناسبة: «مأدبة عشاء تكريما لخريجات وخريجي الدفعة الأولى من الجامعة، وقد حضر المأدبة الأستاذ صالح عبد الملك وزير التربية، وأعضاء وفود اتحاد الجامعات العربية.
ويشير الخبر الثاني إلى انه تم في الكويت ـ آنذاك ـ افتتاح معرض إيراني في فندق هيلتون، وقد قام الشيخ عبدالله الجابر الصباح بافتتاح هذا المعرض الذي استمر اسبوعا ورافقته فعالياته ثقافية واعلامية اخرى.
أما الخبر الثالث فكان عن زيارة قام بها مدير الجامعة الأمريكية في بيروت إلى الكويت زار خلالها متحف الكويت الوطني ضمن برنامج زيارته المعد سلفا، وذكرت المجلة ان الأستاذ صالح شهاب الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والنشر والسياحة بوزارة الاعلان وقتذاك قد استقبل الضيف، وقد التقطت صورة ظهر فيها الأستاذ صالح وضيفه.
بعد هذا ينبغي ان نشير إلى انه ليس من المستغرب ان تقوم مجلة تصدر في البحرين بنشر أخبار الكويت فان العلاقات المتينة بين البلدين هي التي تدفع إلى ذلك، كما ان صحف الكويت بدورها لا تخلو ابدا من اخبار البحرين.
***
تصدر في لبنان مجلة اسبوعية سياسية وثقافية واجتماعية تحت اسم «الجمهور الجديد» صاحبها ورئيس تحريرها الصحافي المشهور فريد ابو شهلا، وهي مجلة عريقة عندما اطلعت على العدد المهدى إلي من الأخ عبدالرحمن الخرجي وجدت انه قد صدر في شهر فبراير لسنة 1971م، وان المجلة كانت تصدر منذ خمس وعشرين سنة سابقة لهذا التاريخ الأمر الذي جعلني انعتها بالعراقة.
تهتم هذه المجلة بالكويت وبقرائها هنا، ولذا فقد أنشأت لها مكتبا بيننا يمدها بالمعلومات والأخبار وكل ما تحتاج إلى نشره، وفي العدد المشار إليه إلى جانب ما سوف نذكره مما ورد فيه عن الكويت نجد كثيراً من المعلومات المهمة عن لبنان وجيرانه، وعن العلوم الحديثة وتطور الحياة في مختلف أنحاء الدنيا.
أما ما نشر في العدد المذكور آنفا مما يتعلق بوطننا فهو خاص بمرحلة من مراحل الحياة في الكويت إبان سنة 1971م، وهي مرحلة مهمة في تاريخنا. ففي السنة نفسها افتتحت الكويت عدداً من السفارات في الخارج، وأقيم مصنع الطابوق الجيري الذي سد حاجة قصوى للبلاد في مجال مواد البناء والتعمير. وتأسس معرض الكويت على هيئة شركة هي التي تديره حتى اليوم، وابتدأ تشغيل وحدة التقطير في محطة الشعيبة الجنوبية، وتأسس بنك الكويت والشرق الأوسط على انقاض البنك البريطاني للشرق الأوسط، ونالت وزارة التربية ميدالية ذهبية عالمية تقديراً لدورها في تعليم الكبار ومحو الأمية، وصدر القانون الذي ظهرت أهميته الكبرى فيما بعد وهو قانون احتياطي الأجيال القادمة الذي خصص %10 من دخل البلاد السنوي للصندوق الخاص بهذا الغرض. يضاف إلى ذلك عدد كبير من الأنشطة الأخرى التي تصعب الإحاطة بها في هذا الموضع.
ولكن ما يهمنا هنا هو أن نشير إلى ما قامت مجلة الجمهور الجديد بنشره في هذه السنة التي تم في مطلعها ما يلي:
ـ1 جرت انتخابات الفصل التشريعي الثالث لمجلس الأمة في العشرين من شهر يناير، وتم انتخاب السيد خالد صالح الغنيم رئيساً لهذا المجلس، في أول جلسة له.
ـ2 تشكلت الوزارة السابعة في البلاد برئاسة الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في اليوم الثاني من شهر فبراير للسنة ذاتها.
وهذان الأمران اللذان ذكرناهما أخيراً هما مدار حديث المجلة اللبنانية المشار إليها، ففي عددها الصادر في التاريخ الذي ذكرناه فيما سبق حديث عن نتائج الانتخابات وعن قوة المعارضة الصاعدة إلى المجلس، ثم عن انتخابات الرئاسة التي تنافس عليها ثلاثة من الأعضاء فاز منهم السيد خالد صالح الغنيم كما ورد قبل قليل.
تقول المجلة في بداية حديثها عن الانتخابات:
«إذا كانت الانتخابات النيابية التي جرت الأسبوع الماضي قد تميزت ببعض المظاهر غير المألوفة عادة في أساليب الدعاية للاستفتاءات الشعبية كالمآدب العامرة تحت الخيام المنصوبة في أنحاء الدوائر الانتخابية، والولائم التي نحرت فيها الخراف بالمئات حتى قيل ان سعر اللحم قد ارتفع إلى ضعفيه عشية الانتخابات.. فإن هذه الانتخابات، وهي الثالثة التي تشهدها الكويت، قد تميزت بظاهرة غير مألوفة هي أيضا ونكاد نقول غير طبيعية، وهي وقوف السلطة في حيادها موقف المتفرج وكأن الذي يجري لا يعنيها أو كأنه يجري في بلد آخر. فلقد حرصت حكومة الكويت على أن توفر للانتخابات جوا تاما كاملا من الحرية وعدم التدخل. ولولا الوجود الطبيعي لوزارة الداخلية من حيث مراقبة عمليات الاقتراع والمحافظة على الأمن حول أقلام الاقتراع، لما كان المواطن ليشعر بأي أثر للدولة.
هذا ما أجمع عليه المراقبون والمرشحون والمواطنون.. ولعلها المرة الأولى التي نرى فيها المرشحين يشيدون بنزاهة السلطة وحيادها قبل إعلان نتيجة الانتخابات، وقبل أن يعرفوا ما إذا كانوا قد نجحوا أو فشلوا.
ثم تقول: «وفي طليعة المسؤوليات التي سيواجهها الأعضاء المنتخبون إعادة النظر في عدد من القوانين التي أقرت في السابق، والنظر في بعض الاقتراحات لتعديل الدستور ومن ضمنها المادة 131 التي تمنع الجمع بين الوزارة والتجارة، فضلا عن مراجعة قوانين المطبوعات والجزاء وغيرها.
وأغلب الظن أن بيان سمو ولي العهد الذي ألقاه يوم 24 يونيو الماضي وضمنه تقييمه للتجربة الديموقراطية في البلاد سيكون المنطلق الرئيسي للخطوات الإصلاحية التي ستشهدها الكويت في ظل التعاون بين المجلس الجديد والحكومة الجديدة التي ستنبثق منه.
ومن المتوقع أن يتضمن الخطاب الأميري الذي ستواجه به الحكومة الجديدة مجلس الأمة في بداية الفصل التشريعي الثالث معظم الخطوط العريضة الواردة في بيان سمو ولي العهد، بحيث تتبنى الإصلاحات الضرورية وتعتمده أساسا لخطة العمل للنهوض بالبلاد وخدمتها في الداخل والخارج».
أما الموضوع الثاني الذي تحدثت عنه المجلة فهو موضوع تشكيل الحكومة الذي يبدو أنه لم يتم عند كتابة الموضوع المنشور بهذا الخصوص. وقد جاء فيه ما يلي:
«ومثلما جاء مجلس الأمة الجديد، صورة مصغرة عن الشعب، ستكون الحكومة الجديدة مرآة صادقة للمجلس، فالارتياح الشعبي الكبير الذي ظهر عقب إعلان نتائج الانتخابات، عبر عن الثقة التي يستند إليها النواب الجدد، وعن المسؤولية التي ألقاها الشعب على كاهل كل منهم، الأمر الذي حتم وجود حكومة قوية يمكنها مواجهة مثل هذا المجلس وسط ظروف تاريخية كهذه الظروف.
والمشاورات التي أجراها صاحب السمو أمير البلاد مع الرؤساء السابقين للمجالس النيابية السادة: عبداللطيف ثنيان الغانم، عبدالعزيز حمد الصقر، سعود عبدالعزيز عبدالرزاق، وأحمد زيد السرحان، أكدت لسموه مدى الحرص على جودة العناصر التي ستشترك بالحكومة الجديدة وكفاءتها وأهليتها للسير في المرحلة الراهنة، بل أن البعض طالبه بضرورة توفر عنصر الاختصاص فيها.
وأغلب الظن أن حكومة تجيء في أعقاب انتخابات مجلس يمثل مختلف التيارات الشعبية، ويعكس النضوج الشعبي، ويعبر عن نضج التجربة الديموقراطية، ويضم بين صفوفه قدرات وامكانات متنوعة، لا بد أن تكون مؤهلة للتصدي لعلاج كافة القضايا المطروحة، وتلبية جميع الاحتياجات الشعبية، إذا أرادت الاستمرار في الحكم».
***
هذه هي نهاية الحديث عما يتعلق بالكويت مما هو منشور في المجلات الخمس التي تحدثنا عنها، ويكفي أنه يحتوي على معلومات مهمة عن فترة من فترات حياتنا يجدر بنا أن نقوم بتسجيلها. ولا يفوتني أن أكرر الشكر للأخ الكريم الأستاذ عبدالرحمن الخرجي على هديته القيمة التي كان من حصيلتها هذا المقال.
@30
تاريخ النشر: الاربعاء 14/10/2009
|