هي شاعره بالفطره لها من طفولتها الكثير من العفويه والمرح والشيطنه فقد جمعت الحب والصدق والبساطه والعذوبه في قصائدها كلها..لم تتصنع ماتكتبه ابدا فقد قالت انا لااعصر الجرح لتفرحوا بنزفه فهذا عذاب اخر ، بل تعصرني الجراح وتولد القصائد
ولانها صادقه كانت لعفويتها النصيب الاكبر من الحب والاعجاب بخفه روحها (رحمها الله )
هذه الرائعه لم تكن في يوم من الايام حريصه على الشهره والتواجد الاعلامي الطاغي الذي نجده من لايملكون شيئا بل انها لم تجري لقاء صحفيا طوال حياتها ولم يكن لها عنوانا فكل ماهنالك هو ذلك الديوان اليتيم الذي حفظ لها حقها كشاعره كويتيه تستحق التقدير والاعجاب
مقدمه الديوان :
انا لااعصر الجرح لتتفرحوا بنزفه فهذا عذاب اخر ، بل تعصرني الجراح وتولد القصائد
انا لااتصنع ولا اغير في ملامح قصيدتي بعد ولادتها
اذا اعلنت القصيده وصولها لااملك لها سوي قلماً صادقاً ينقلها كما هي كما تجول وتتخبط في داخلي
لا رتوش ولا مكياج
تقبلوا مني صادق احساسي
وشاركوني مشاعري
وشكرا للجميع
الاهداء:
له وحده " ابو فهد "
ولم تعبر عن نفسها فقط بل كانت دائما تكتب بالعموم وتحاول ان تكون لسان الجميع .. فمره تكتب عن هم الشاعره مع اهلها
ومره عن هم الطالبه مع الشعر واخري عن الالم وهكذا
فقد جمعت عده شخصيات وتحدثت بلسانهن جميعها .. وعندما تساءلوا من تكون عابره ؟ اجابت
البطاقه الشخصيه
انا عـــجوز ومــطلقه وام ورعـان= وايضا مدام وبنت وانــــس وعانس
انا بــدويه وعايشــه عند حضران = وبنت البــحر وابوي زارع وغــارس
امــيه ماتـعرف حــروف والــوان =وتلــــــميذه دشت جميـــــــع المدارس
ظــفره وخــبله وعاقله في نقصان = شرود وانطـــــــــح لي ثــمانين فارس
خلون .. اعيش العابره دون عنوان = طيــــــــفٍ يــمر بلا رقابــه وحـارس
وعن فقدان الام
يمه .. يايمه .. فديتك لاتخليني ’=’ بعثرني الهم وأبغى يديك تجمعني
يمه افهميني تراك ان مافهمتيني ’=’ مافيه شخص بهالدنيا بيسعمني
ماعدت انا طفلتك.. كبرت شوفيني ’=’ خليك يمي ترى الاطماع تتبعني
لاتدلليني .. أبي منك تدليني ’=’ وابي ايديك تداعبني وتصفعني
ولا انهد حيلي أبي عطفك يقويني ’=’ ياما كلامك على الشدات شجعني
وان جيتك ابكي .. ابي منك تهديني ’=’ مابيك تبكين .. أبغى العقل ينفعني
يامملكة عطف ياعطر الرياحيني ’=’ براثن الهم والهوجاس تلسعني
بسمتك عندي الا من ضقت تكفيني ’=’ وارضاك عني عن الاحزان يرفعني
اسمى العلاقات تربط بينك وبيني ’=’ ياللي احضانك ان ضاق الكون تاسعني
لك احترامي وحبي والوفا .. فيني ’=’ وفيك اروع الحب مايخطي ويخدعني
عابره
اهلـــي يدرون انـي شـاعره = بــس مايدرون في جــرح اللــيالي
يمــنعوني من كـتابه خاطره = مادروا اني من زمان بها المـــجال
آه.. لـو يدرون اني "عابره"=عنــدهم بتـــصير موتتــــنا حلال
مقدار
مـــقدار حــــبــي عالم فيه ربي =والا الـــموازين لغرامي ظلـومه
لا ..لا تـقارن حب امك بـــحبي =اخــاف من عينك تطــيح الامـومه
اخشي يقولوا عنك ماهو متربي= مابي اشــارك في عقوق الرحومه
يــاغايــتي ماعاد فيني اعــــــبي = حــبك تــعدي حـدود نفس كتومه
مــابيك تسـال عن مقادير حبــــي = بـــكرة مـع الايام تطــلع علومه
هاذي بعض قصائد عابرة سبيل
فقد جمعت الصدق والاصاله والتجديد والواقع بين اسوار قصائدها الجامحه فكانت من الشاعرات اللاتي اخلصن للشعر بكل صدق فاعطاها محبة وتقدير الناس الذين شهدوا بندرتها في الوقت الحالي على المستوى الخليجي كافه لتكون رمزا للشعر النسائي الخالد الذي ستذكره مجلدات التاريخ بكل فخر وتحفظه ذاكرة الباحث عن الشعر الحقيقي بكل طقوسه.
يقول زوج الراحله ابو فهد انها اختارت اسم عابره ونشرت به قصائدها لانها تعلم ان الانسان عابر سبيل في هذه الدنيا وان الموت حق عاجلا ام اجلا
أخواني الإعزاءو أخواتي ,,,
لم تنصف الصحافه هذه الشاعره ولم تعطيها حقهاا!! ولكننا هنا سنرثيها بطريقتنا الخاصه ولاء وتقديرا منا لما قدمته للشعر ولما قدمته لنا من متعه ونحن نقرا قصائدها...
كما أن أصعب شيء في هذه الدنيا هو أن يكتب الإنسان «وصيته» الأخيرة استعداداً لتوديع الحياة والأصعب من ذلك بالطبع هو أن يرثي هذا الإنسان نفسه قبل أن يموت في قصيدة تحرق كلماتها قلوب كل من قرأها (مرثية) الشاعرة الراحلة «عابرة سبيل» التي كتبتها من على فراش المرض أو فراش الموت أسموه ما شئتم!!
عابرة سبيل هذه هي شاعرة كويتية متمكنة قرأت لها وهي حية بيننا مجموعة من القصائد الرائعة ولكن قصيدتها «الوداعية» أثرت فيَّ كما يتأثر المرء بفقدان أغلى من يعزهم وتأثرت بها كما لو كانت هي زوجتي، فالقصيدة باختصار معبرة عن كل إنسانة وزوجة مخلصة وأجمل ما فيها أن من كتبها هي شاعرة ومثقفة.. تقول «عابرة سبيل» - والذي يبدو لي أن لها من اسمها نصيباً - حيث وفقت في اختيارها لهذا الاسم المستعار وعبرت الدنيا بهدوء إلى الآخرة مخاطبة زوجها ورفيق دربها:
ترى الذبايح وأهلها ما تسليني
وأنا أدري إن المرض لا يمكن علاجه
أدري تبي راحتي لا يابعد عيني
حرام ما قصّرت ايديك في حاجه
اخذ وصاتي وأمانة لا تبكيني
لو كان لك خاطر ما ودي إزعاجه
أبيك في يديك تشهدني وتسقيني
وأمانتك لا تجي جسمي في ثلاجه
لف الكفن في ايديك وضف رجليني
ما غيرك أحد كشف حسناه واحراجه
ابيك بالخير تذكرني وتطريني
اجيرني خالقي من نار وهَّاجه
سامح على ما جرى بينك وبيني
أيام أمسي عدل وأيام منعاجه
عيالي همي وأنا اللي فيني يكفيني
علمهم الدين تفسيره ومنهاجه
فكان الرد من الزوج ابو فهد في هذه الأبيات التي لا تقل شأناً عن أبيات الراحلة التي كتبتها قبل أن تموت فكانت (المرثية في المرثية):
حاولت أنام وحاربت عيني النوم
وجريت صوتٍ مثل صوت الذيابه
الجفن كنه صار ضايق ومهزوم
ودموع عيني مثل رس السحابه
على وليف قالوا اليوم مرحوم
فارق وراح وما تهنى في شبابه
زرت القبور اللي على بعضها ارسوم
وخطيت رسم فوق ذيك النصابه
قلبي من الدنيا عليه مرسوم
والرسم توه عقب خط الكتابه
أحبها مير القدر صار مقسوم
ويحبها كل الأهل والقرابه
الموت أخذها واودع القلب مثلوم
جرح عميق ما يداوي صوابه
الموت أخذ شجعان وارخوم وقروم
وأخذ رسول الله وباقي الصحابه
رحم الله عابرة سبيل
وهذه مقتطفات من قصائد كثيرة ورائعه ولعل ابرزها :
ومن يــوم ماذوقتني حر فرقاك ... واليأس زرعه في حياتي غرسته
شريت لي ثوب ٍ على شان لقياك ... والثـــــوب راحت موضته مالبسته
وشريت عطـــر ٍ مازهاني بلياك ... اربـــــــــع سنين ٍ بعلبته مالمسته
ومن القصائد الهزليه
جاء يعيرني يقـــول انتي متين .... حلقك المفتــوح لازم نغلقه
هيـه يادبّــه لــزوم تخفّـفين .... والا اثوّر فيك عشــرين فشقه
وفي رجيمـي استمريت سنتين ... جدي اللي مات قاربت الحقه
ويش رايـك ؟ قلتها بصوتٍ حزين ... قال : دبّــه ، وانقـلبتي لسلقه
وكذلك :
لي صــــاحب منه تبي تطلع الروح ... خبل ٍ ومن هي مولعه فيه خبله
عـــــامين المح له مع الجد ومزوح ... واقــــــول ياعنتر تناديك عبله
طال المدى ثم قلت انا اغليك يالوح ... مجروحة جرحٍ مخاطره عجله
دنق وقـــــال انا من العام مجروح ... وأشر لجرحٍ مبطيٍ وسط رجله
تحس بأنها كانت تعيش قصص واقعية لذلك تابت عن تلك الأحلام الشعرية
التي كتبتها في شبابها مثل أي شاعر يمتاز بالشعر والخيال
وقد تكون توبتها عن مثل هذه القصيدة الحالمة
والتي يسطرها الخيال الشعري من خلال ماتسمعه من الآخرين :
حيث تقول في إحدى قصائدها :
ليته درى صبحية العيد وش صار .. ياهي جرت لي من عذابي هوايل
يوم العذارى بيحن كل الأسرار .. وجت السوالف بين قيلٍ وقايل
هذا معايدها قبل وقت الأسحار .. وهذيك صاحبها عطاها رسايل
وأنا أطالع فوق ويمين ويسار .. بالعيد حتى مامشطت الجدايل
كذالك تقول:
أنتم تحبوني وانا أحب ثاني .. واللي أحبه باغيٍ ناس ثانيين
هذا أبتلى فيني وهذا بلاني .. واللي بلى مبلي وباليه مسكين
أنا ترجيته وغيره رجاني .. والمشكلة ماينقل القلب حبين
كذلك قصيدة الأحلام والتي تقول :
ياما على نفسي بالأحلام كذبت .. ويا ما صبرت وصبرنا مانفعنا
وياما .. وياما من وداعه تعذبت .. وياما نحاول نفترق ما استطعنا
كم مرةٍ ودّع وكم مرةٍ غبت .. وكم مرة عقب الوداع إجتمعنا
لا قادره أنساه مهما تهربت .. ولا معترف في حبنا مجتمعنا
وعن الرخاء ورفض وجود الخادمه :
الناس سدّادة سلف يوم الرخا باكر يضيع
ما بي اسوي حاجة أصبح عليها نــــادمه
أبحث بقلب التجربه وآخذ من أحداث الجميع
عبره تساعدني على صدمات وقت قادمه
بعطي واسامح للبشر وأحسن مع الكل الصنيع
حتى إذا جار الزمن القى صديق انــــادمه
ودي على طول الزمن أكون منديل الفجيـع
أحب أعمّر ما أرتضي أكون لحظة نــــادمه
وما دمت أنا متعافيه وما زلت في سن الربيع
مهما يكن حجم العمل أرفض وجود الخادمه
يسألوني
يسألوني عابـره ويـن الجديـد
والاجابه ضايقـه فينـي ملـل
راحت ايام السعـاده والقصيـد
عشتها بيـن التكانـه والجهـل
كنت اروض شارد الحرف العنيد
ماعسرني لو بغيته فـي عجـل
فيه اصور لوعة الحـب الاكيـد
ومنّه(اشكل) ماحوى قلبي غزل
ومعه (اسافر) عن معاناتي بعيد
ولأجل حبه ماشحنّي من زعـل
احضنه (فرحة) طفل في يوم عيد
واسكنه (روض) الخزاما والنفل
واحتويته ليت لي (قلب ٍ) بليـد
ماعرف (فرق) الجزاله والهزل
والنهايه مابقـى عنـدي جديـد
واعذروني صارت ايامـي ملـل
وهنا تأخذنا شاعرتنا رحمها الله الى الأصالة و البساطه
تعال بشـرح لـك أنـا كـل مغلـوق
تعـال شاهدنـي مــع ذكريـاتـي
لا لا يغرك لبس موضـة ومسحـوق
انفض غبار الوقـت تلقـي صفاتـي
قرب وطالع معّـن الشـوف بحـدوق
وزيف التطـور جـرده مـن حياتـي
بتشوف في وجهي من الماضي اطروق
أخذت من بطـن الصحـاري صفاتـي
طفلـة بثـوب مخيطينـه ومفـتـوق
تنطـر جديـد الثـوب بالعيـد ياتـي
سمعت طرف اخبار عن كلمة السـوق
وتاخذ وتسـأل هـو وجـوده ثباتـي
طفله سحبهـا الوقـت للهم برفـوق
حتي انهـا صـارت مـن العاشقاتـي
وجار الزمن وعرض الحـب للعـوق
شـرق ركايبهـا وهـم مشمـلاتـي
واتلا عهدها فيه يركـض ورا نـوق
مسرود جيب وفـي يدينـه عصاتـي
ويصد لكن يلتفت لـي مـن الشـوق
عجـلان يلخصنـي بعيـنٍ تحـاتـي
وقفـى وخطواتـه يتلـن معـلـوق
وخلانـي ماتنقـل عظامـي عباتـي
ودار الزمان ولا مشي الحظ بوفـوق
ومازلـت أخفـي بالظـلام اعبراتـي
ولا زلت أنا العب له علي كل طـاروق
حتـي يجيـب الله موعـد وفـاتـي
البطاقه شخصيه لشاعرة عابرة سبيل :
اسمها الحقيقي (وسمية العازمي) وعمرها حين توفت رحمها الله " 34 " سنة ولديها من الأبناء أربع بنات وولدين توفيت في 18/3/2003 م وكانت رحمه الله بسيطة جداً وهادئة وتخفي شاعريتها
رحم الله عابرة سبيل ورحم الله كل من شهد بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ورحم الله جميع أموات المسلمين انه سميع مجيب
منقول