13-06-2011, 10:52 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 45
|
|
أمينة سيد علي سيد صالح الزلزلة
أمينة سيد علي سيد صالح الزلزلة
ولدت المربية الفاضلة المطوعة أمينة سيد علي سيد صالح الزلزلة في حي الفرج بمدينة الكويت نحو عام 1316هـ/ 1898م، في أسرة كانت لها مكانة خاصة بين أهل الكويت لانتسابها إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، ولقيام كثير من أفرادها بالوعظ والإرشاد.تعلمت المربية الكريمة مبادئ القراءة والكتابة، وحفظت القرآن الكريم وهي في نحو السابعة من عمرها، ثم انكبت بعد ذلك على قراءة السنة النبوية، وكتب الفقه، والتاريخ الإسلامي، ولقد ساعدها على كل ذلك وجود مكتبة كبيرة في بيت والدها.وحينما بلغت السادسة عشرة من عمرها، تزوج بها السيد عبدالله المتروك رحمه الله، ثم افتتحت مدرسة في بيت زوجها الكائن في براحة الدبوس قرب فريج القناعات.كانت الدراسة في مدرستها على فترتين: صباحاً ومساءً، وقد تخرج من مدرستها كثيرون وكثيرات.
أما منهج الدراسة، فقد كان منهجا متطوراً بمنظور عصرها، إذ كانت المربية الفاضلة تدرّس لطلبتها القرآن الكريم - حفظاً وشرحاً لبعض معانيه - ومبادئ القراءة والكتابة والحساب.لقد كانت المربية أمينة الزلزلة صاحبة نظرة ترغب دائما في تطوير المقررات والمناهج، إذ لم تقف موقف التقليد والمحاكاة لمن سبقها من رواد التربية في الكويت، بل كانت تربط بين التعليم والبيئة وحاجات المجتمع، حيث جعلت للفتيات منهجا يختلف عن منهج البنين، علمتهن فيه ما يتصل بالتدبير المنزلي حتى أنها علمت الفتيات كيفية العمل على المكنات اليدوية التي بدأت تنتشر آنذاك، علاوة على حسن معاشرة الأزواج، ورعاية شئون الأسرة. ويذكر معاصرو المربية الفاضلة أمينة أن دروسها في فن إدارة بيت الزوجية، كان لها صدى لدى الفتيات وأولياء الأمور، وأن هذه الدروس كانت عاملاً أساسياً في بناء كثير من البيوت الزوجية السعيدة. كما كانت تقيم بعض المسابقات تشجيعاً للطالبات، وحثاً لهن على الإقبال على الدرس والتحصيل، وتخصص الجوائز للفائزات. ولم تنس المطوعة أمينة - رحمها الله - جانب الترويح عن النفس، لذلك كانت تذهب مع طالباتها إلى منطقة تقع داخل السور، حيث تقام احتفالات ترفيهية، تلقى فيها القصائد والمدائح النبوية، ثم تنتهي الاحتفالات بتناول وجبة الغداء، وسماع بعض القصص من التراث الشعبي، مما تحفظه المطوعة أمينة.
توفيت رحمها الله في اليوم الأول من شهر محرم عام 1414هـ/ 1993م عن عمر يناهز الخامسة والتسعين، بعد ما قضت ما يزيد عن خمسين عاماً في خدمة العلم والوعظ والإرشاد. رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته.
المصدر: (مربون من بلدي) لمؤلفه د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي
|