تقع دولة الكويت في منطقة صحراوية لا تتوافر فيها مصادر طبيعية للمياه العذبة إلا فيما ندر غير ان موقعها على ساحل البحر مكنها من إنشاء محطات التحلية التي وفرت المياه العذبة لتكون دعامة أساسية للتطور الاجتماعي والاقتصادي خلال الخمسين عاما الماضية.
واعتمد الكويتيون قديما على الإمطار لتأمين حاجتهم من المياه وقاموا ببناء السدود الرملية وتشييد البرك في بعض الشعاب والوديان للاحتفاظ بمياه الإمطار أطول فترة ممكنة.
ولجأ بعض السكان الى بناء برك في منازلهم لحفظ مياه الإمطار التي تتساقط على الأسطح ومن الوسائل التي استخدمت في هذا المجال (الشتر) وهو عبارة عن قطعة مربعة كبيرة من القماش تنصب على سطح المنزل وفي وسطها فوهة تصب الماء المتجمع من المطر في البركة. كما استخدم السكان الأوعية الخشبية والفخارية لجمع مياه الإمطار وحفظها لوقت الحاجة.
ونظرا لعدم كفاية كميات المياه المتجمعة من الإمطار اعتمد السكان في سد حاجتهم من الماء على الآبار التي حفروها وسط المدينة وفي مناطق حولي والشامية والعديلية والنقرة والفنطاس والفحيحيل والجهراء إضافة الى جزيرة فيلكا.
ومع ازدياد عدد السكان تبين عدم كفاية مياه الآبار وظهرت أزمة المياه لأول مرة في عهد الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت وبالذات عامي 1907 و1908 وذلك بسبب قلة سقوط الإمطار في ذلك الشتاء وقد بادر أحد المواطنين الى استيراد المياه من شط العرب على ظهر سفينته الشراعية لسد حاجات السكان من الماء لأغراض الشرب والاستعمالات اليومية.
وبدأت مزاولة هذه المهنة عام 1909 بسفينة عرفت باسم (التشالة) واستمر تزايد السفن التي تنقل المياه حتى وصل عددها عام 1932 نحو 49 سفينة من النوع المعروف باسم (البوم) وكان الشيخ مبارك الصباح قد قام بشراء باخرة كبيرة لهذا الغرض اطلق عليها اسم (سعيد).
وفي عام 1939 تأسست شركة وطنية لتنظيم عملية استيراد المياه وتوزيعها برأسمال قدره حوالي 300 ألف روبية وكان رئيسها الشيخ عبدالله السالم الصباح.
وبلغ أسطول هذه الشركة 25 سفينة يجري ملؤها في شط العرب وتفريغها في الكويت بواسطة مضخات تتصل بخزانات خاصة (برك) أنشئت قرب السواحل لتجميع المياه التي بلغ معدلها 8500 جالون يوميا. وكان السكان يتوجهون الى هذه البرك لشراء حاجاتهم من المياه في صفائح معدنية او قًرَب جلدية ينقلونها الى بيوتهم على عواتقهم أو على ظهور الدواب.
وتعتبر سنة 1951 أخر العهد بنقل المياه بالسفن من شط العرب.وكانت دولة الكويت قد بدأت منذ العام 1941 بمحاولات لاستخراج المياه الجوفية وتطوير إنتاجها حيث تم اكتشاف هذه المياه في منطقة الصليبية والعبدلي والشقايا.
وتم تطوير إسالة مياه هذه الحقول بحفر الآبار الارتوازية فيها بحيث أصبح إنتاجها يزيد يوما بعد يوم حيث استخدم في الزراعة والإغراض المنزلية ورش الشوارع.
وقد بدأت الدولة منذ العام 1960 مشروعا لتزويد المستهلكين بهذه المياه وذلك بمد شبكة للأنابيب وإقامة أبراج مخروطية الشكل للتخزين.
وأسفرت إعمال التنقيب عن المياه الجوفية عن اكتشاف حقل الروضتين الواقع شمال الكويت بمياهه العذبة النقية وقد بدأ استغلال مياه هذا الحقل منذ عام 1962 وتم إيصالها الى مدينة الكويت عبر خط من الأنابيب الفولاذية.
وفي عام 1963 تم اكتشاف حقل آخر في منطقة ام العيش يعتبر امتدادا لحقل الروضتين وقد جرى تطوير إنتاج هذين الحقلين حتى وصل في إحدى الفترات الى حوالي 5 ملايين جالون يوميا.
ومنذ أوائل الخمسينيات بدأت صناعة تقطير المياه في الكويت حيث قامت شركة نفط الكويت بإنشاء محطة لتقطير مياه البحر في ميناء الأحمدي بلغت طاقتها الإنتاجية آنذاك 600 ألف جالون يوميا ارتفعت الى 800 ألف جالون منذ عام .1957 وكان الغرض من إنشاء هذه المحطة هو توفير احتياجات منشآت النفط ومدينة الأحمدي من المياه كما كانت تمد مدينة الكويت بمعدل 250 ألف جالون يوميا.
وفي عام 1953 بدأت أول محطة تقطير في الشويخ إنتاجها من المياه بسعة مليون جالون يوميا وتطور هذا الإنتاج الى ان وصل الى 32 مليون جالون إمبراطوري يوميا من خلال 10 وحدات تقطير ثم انخفض الى 28 مليون جالون إمبراطوري عام 1988 بسبب إيقاف العمل بثلاث وحدات تقطير.
وفي عام 1965 بدأت محطة الشعبية الشمالية أول إنتاجها من المياه المقطرة وهي تتألف من سبع وحدات تقطير سعتها المركبة 14 مليون جالون إمبراطوري يوميا ثم انخفضت الى 9 ملايين جالون إمبراطوري عام 1988، وفي عام 1971 بدأ تشغيل أول وحدة تقطير في محطة الشعبية الجنوبية بسعة مركبة قدرها خمسة ملايين جالون يوميا وقد ضمت المحطة ست وحدات تقطير تبلغ سعتها المركبة 30 مليون جالون إمبراطوري يوميا.
وفي عام 1978 بدأ تشغيل ثلاث وحدات تقطير في محطة الدوحة الشرقية والتي تتألف من سبع وحدات تقطير طاقتها الإنتاجية 42 مليون جالون إمبراطوري يوميا بالإضافة الى وحدة بسعة مليون جالون إمبراطوري يوميا تعمل وفق أسلوب التناضح العكسي.
إما محطة الدوحة الغربية فقد تم تشغيل ثلاث وحدات تقطير فيها عام 1983 وتبلغ الآن عدد وحداتها 16 وحدة تقطير سعة كل منها 6 ملايين جالون إمبراطوري يوميا ومجموع سعتها المركبة 4.110 ملايين جالون إمبراطوري يوميا.
وفي عام 1988 بدأ تشغيل 5 وحدات تقطير في محطة الزور الجنوبية و3 وحدات في عام 1989 سعة كل منها 6 ملايين جالون إمبراطوري يوميا.
وقد بادر أحد المواطنين الى استيراد المياه من شط العرب على ظهر سفينته الشراعية لسد حاجات السكان من الماء لأغراض الشرب والاستعمالات اليومية.
في عام 1907 ميلادي ابتكر المرحوم محمد اليعقوب رحمه الله طريقة لنقل المياة للكويت بواسطة " تشالة " وهي نوع من السفن استخدم في نقل المياة لاحقاً حيث قام يتزويدها بخزانات مصنوعة من الخشب وجنى منها المرحوم ارباحاً شجعت الكثير من اصحاب السفن بالحذو حذوة فالمرحوم محمد اليعقوب رحمه هو من ابتكر هذة الطريقة لنقل المياة قديما في الكويت .
في عام 1915 حرص الشيخ مبارك رحمه الله على توفير المياة لاهل الكويت قديما فقام بشراء محطة تقطير صغيرة للمياة تم استيرادها من بريطانيا لتحويل مياة البحر الي ماء عذب وواجهة هذة المحطة صعوبات فنية في تشغيلها وتركيبها ولم تفي بالغرض المطلوب منها وتم ارجاعها بعد وفاة الشيح مبارك رحمه الله وكانت المحطة يديرها خبير بريطاني .
رغم كل ذلك لم تفي السفن والابار في سد احتياجات الكويت من المياة حتي قامت شركة النفط لاحقا بالرجوع الي نفس الطريقة التي اتبعها الشيخ مبارك رحمه الله وهي تقطير مياة البحر وقامت بتزويد مدينة الكويت بكمية كبيرة من المياة بلغت 250 جالون .
في عام 1907 ميلادي ابتكر المرحوم محمد اليعقوب رحمه الله طريقة لنقل المياة للكويت بواسطة " تشالة " وهي نوع من السفن استخدم في نقل المياة لاحقاً حيث قام يتزويدها بخزانات مصنوعة من الخشب وجنى منها المرحوم ارباحاً شجعت الكثير من اصحاب السفن بالحذو حذوة فالمرحوم محمد اليعقوب رحمه هو من ابتكر هذة الطريقة لنقل المياة قديما في الكويت .
في عام 1915 حرص الشيخ مبارك رحمه الله على توفير المياة لاهل الكويت قديما فقام بشراء محطة تقطير صغيرة للمياة تم استيرادها من بريطانيا لتحويل مياة البحر الي ماء عذب وواجهة هذة المحطة صعوبات فنية في تشغيلها وتركيبها ولم تفي بالغرض المطلوب منها وتم ارجاعها بعد وفاة الشيح مبارك رحمه الله وكانت المحطة يديرها خبير بريطاني .
رغم كل ذلك لم تفي السفن والابار في سد احتياجات الكويت من المياة حتي قامت شركة النفط لاحقا بالرجوع الي نفس الطريقة التي اتبعها الشيخ مبارك رحمه الله وهي تقطير مياة البحر وقامت بتزويد مدينة الكويت بكمية كبيرة من المياة بلغت 250 جالون .
تحياتي
المصدر : ماضي الكويت يوسف عبدالمحسن التركي
سفن الماء قديما
محطة التقطير التي جلبها الي الكويت الشيخ مبارك الصباح رحمه الله