ولد ضيفنا اليوم يوسف علي خليل القطان في فريج الشيوخ بمنطقة شرق سنة 1934 في بيت جده الذي يعد من الشخصيات البارزة في التاريخ الكويتي. وهكذا فإنه يعد شاهدا على زمن جميل مضى وحقبة تجلت فيها قدرات الكويتيين على النحت في الصخر من أجل تحسين أوضاعهم وطرق ميادين الحياة المختلفة دون كلل او مهابة لتحقيق النجاح فيها. يسرد لنا ضيفنا في لقاء اليوم حديث الذكريات الذي يبدؤه من عهد الطفولة فيحدثنا عن ولادته وأيام طفولته وأصدقائه والألعاب التي كان
يمارسها مع أقرانه وكيف التحق بالمدرسة الأحمدية ثم ترك الدراسة بعد الصف الأول الثانوي، وكيف بدأ العمل مبكرا، ثم عاود الدراسة لتحسين وضعه ثم العودة إلى العمل من باب العمل الخاص وكيف خسر في أزمة المناخ كما غيره من التجارة وكانت خسارته فادحة. بعد ذلك يستفيض ضيفنا في حديث تأريخي جميل، نرى من خلال كلماته صورا من الماضي الجميل،
عن عائلته وسبب تسميتهم بالقطان وانتمائهم لبني تميم وكذلك الحوطة الكبيرة التي كانت لهم في حولي وما كان بها من المزروعات والعيون والأشجار، ثم يتحدث عن جده خليل القطان تحديدا وما كان يتسم به من ذكاء وفطنة وكيف عمل بتجارة القطن واستورده من الهند ثم من فارس، وكذلك كيف أنشأ سوق اليهود، او قيصرية خليل القطان، واشترى «الكاركة» من عائلة جمال وضمها إليها، ثم أجر دكاكينها للتجار اليهود. كذلك يحدثنا ضيفنا يوسف القطان عن قيام جده باستيراد الكاز من شركة النفط الإيرانية وكيف كان تدين عمه سببا في الخلافات المتكررة مع ممثل الشركة الإنجليزية ما أدى في النهاية إلى سحب الوكالة منهم.
إلى جانب ذلك، يتطرق إلى التصميم الفريد لسوق اليهود وازدهاره لمدة 30 عاما وإدارة جده وإخوانه لـ «الخان» وايضا مساهماته في معركة الجهراء وإنشاء بوابات السور الثالث عام 1919. حديث شيق وصفحات من التاريخ يقلبها لنا ضيفنا يوسف علي خليل القطان في هذا اللقاء، فإلى التفاصيل:
في البداية يتحدث ضيفنا يوسف علي خليل القطان عن ولادته وذكرياته الأولى فيقول: ولدت في الكويت بفريج الشيوخ بمنطقة شرق سنة 1934م، في بيت جدي التاجر المعروف خليل بن ابراهيم بن عبدالله القطان واخوانه عبدالله وحسين حيث كان موقعه خلف بيت المرحوم الشيخ مبارك الصباح امير الكويت السابع، ومن جيراننا آنذاك عائلة ابن ناصر وعائلة الجوعان والشيخ حمود الجراح وأولاده وعائلة الفارسي والحداد والقعود وابناء الشيخ سعود الصباح وعائلة الإبراهيم ومحمد الشاهين الغانم وأولاده ويوسف بودي وحجي مكي جمعة.
ألعاب الطفولة
ثم ينتقل ضيفنا في حديث الذكريات الى مرحلة الطفولة وما يذكره من ايامها الجميلة وكيف كان يستمتع مع الأصدقاء والرفقاء، فيقول: كان بيتنا قريبا من سوق التجار، وكذلك «الكاركة» وهي المكان الذي يطحن فيه السمسم ليحول الى سائل تصنع منه الهردة والرهش وهي تقع بين فريج الشيوخ وفريج العبدالرزاق، كما اذكر مواطنا اسمه موسى مشهور بذلك الوقت يقوم بعمل الحلوى، كما كانت محلات الصاغة قريبة منا وهي المكان الخاص بصياغة الذهب. ومارسنا في ايام الطفولة الألعاب الشعبية المعروفة قديما بالفريج وفي براحة الشيوخ مع الأصدقاء وأبناء العمومة مثل لعبة الهول اللي تتكون من فريقين، واشتط اشتط والصفروق والتيل وسحيب اسحيب والدرباحة، وكنا نصنع بأيدينا «قواري» من الأطواق، ونزين «القافود» ونحط له زينة عبارة عن قطع من القماش ملونة معلقة من أوله إلى آخره.
التعليم
وعن تعليمه بالمدرسة الأحمدية وزملائه من الطلبة يستطرد يوسف القطان قائلا: أول مدرسة التحقت بها هي المدرسة الأحمدية، وكنت اذهب الى المدرسة ماشيا من فريج الشيوخ عن طريق البحر من «بهيته» و«بهيته» عبارة عن ارض مرتفعة عن مستوى الشارع البحري تمتد الى سوق التجار ومن ثم تنحدر الى الداخل، فأكمل مسيري نزولا إلى قصر السيف الى مخفر الشرطة وعن يساري فريج الغنيم الى الفرضة وبجوارها تكون المدرسة الاحمدية التي تقع على ساحل البحر مقابل فريج سعود، واذكر من الطلبة الذين درسوا معي عبدالرحمن الضويحي وعبدالمحسن البدر وخليفة الزايد ولم اكن ذا نشاط رياضي، وكنت اشاهد في تلك الأيام «الحمالية» وهم ينقلون «ركوك» العنب والرطب «جمع رك» على ظهورهم ودرست حتى اولى ثانوي ومن بعدها تركت المدرسة وممن اذكر من المدرسين الاستاذ صالح عبدالملك وكانت تباع أنواع من الحلويات والبطاط في كانتين «المقصف» بالمدرسة.
العمل
ينتقل بعد ذلك ضيفنا للحديث عن مرحلة أخرى من حياته بعد ترك الدراسة وهي مرحلة العمل فيقول: بعدما تركت الدراسة التحقت بالعمل في محلات جدي لأمي عبدالله القطان واخوالي صقر وسالم وإبراهيم القطان، حيث كانوا يبيعون الأقمشة ومحلاتهم تقع في السوق الداخلي وعملت لديهم لعدة سنوات، كما عملت لدى محلات جدي خليل القطان بالسوق الداخلي أيضا. وكان السوق فيه بيع وحركة مستمرة ولكن المادة قليلة عند المواطنين.
العودة إلى التعليم
وبعد الابتعاد عن ركب التعليم لفترة، قرر ضيفنا يوسف القطان العودة مرة أخرى لينهل من العلم والمعرفة، وعن ذلك يقول: ولتحسين الوضع رجعت للدراسة المسائية حتى حصلت على الثانوية العامة، ومن ثم التحقت بالعمل عند عائلة المرزوق لفترة قصيرة، وانتقلت بعدها الى العمل في وزارة الصحة وعينت كاتبا في المستشفى الأميري، ومن الموظفين الذين كانوا معي عبدالله الدهيم وعيسى الثاقب وأحمد البدر وعبدالله ابراهيم وعبدالله الديين والبطاح، وبعد سنوات حولت الى الدوام الليلي في قسم الولادة مع العلم ان فيه تعبا وكان الدوام من الساعة السابعة مساء الى السابعة صباحا، ويبدأ الازدحام بعد الثانية عشرة من منتصف الليل حتى الفجر، وبدأت العمل فيه منذ عام 1959 وكان راتبي آنذاك ما يعادل 75 دينارا، وبعد خدمة 28 سنة أقدمت على التقاعد ومن ثم بدأت الأعمال الحرة.
العمل الخاص
ثم يتطرق القطان الى بداية دخوله عالم العمل الخاص فيقول: بدأت أعمالي الحرة باستيراد قطع غيار للسيارات ووفقت بالعمل ولله الحمد لعدة سنوات، وبعت المحل وشاركت صديقا وفتحنا مصبغة للملابس وبدأنا بالعمل، حينها كانت المصابغ قليلة جدا والحمدلله وفقنا بهذا العمل ايضا، حتى هدمت العمارة التي كنا مستأجرين فيها فحصلنا بعد ذلك على مصبغة في احدى الجمعيات التعاونية.
ويضيف: كذلك اشتغلت بالأسهم بسوق المناخ وخسرت مثلما خسر غيري، وما كنت ارغب بالدخول ولكن الأصدقاء كانوا يسجلون لي أسهم تخصيص كمساهم، فادفع للمشاركة وعندما بدأ السوق بالنزول لم أبع فخسرت بالسعر الذي دفعته، ومن 88 ألف دينار صفيت على 800 دينار.
الأسفار والسياحة
وعن ولعه بالسفر والتجوال في الدول يحدثنا قائلا: كنت من محبي السفر والرحلات السياحية سواء لدول عربية أو أجنبية ومن الدول التي كثيرا ما أتردد عليها مصر وسورية ولبنان وكنت غالبا ما أسافر فترة الصيف وفوائد الأسفار كثيرة ومتعتها كبيرة وكما هو معروف ان للأسفار 5 فوائد، كما يقول الشاعر:
تغرب عن الأوطان في طلب العلا
سافر ففي الأسفار 5 فوائد
تفرج هم واكتساب معيشة
وعلم وآداب وصحبة ماجد
حوطة حولي
ويكمل ضيفنا يوسف القطان كلامه عن الماضي وأحداثه وأشخاصه بالحديث عن عائلته حيث يقول: كانت عائلتنا من العوائل الثرية والمعروفة وشهرة خليل القطان واخوانه عبدالله وحسين كبيرة بالبلد، وكنا نملك حوطة كبيرة في منطقة حولي، وفيها من عيون الماء العذب ما لا يقل عن 3 عيون، وكان يزرع بها أنواع كثيرة من الخضار والرقي والبطيخ والقمح وغيرها من المزروعات وفيها سدرة كبيرة كنا نحط عليها ساليه لصيد الطيور، وكانت مساحتها لا تقل عن نحو 20 ألف متر مربع، الى ان بيعت وتحولت الآن الى عمارات سكنية، وقد ورث أبي علي وعمي أحمد بن خليل القطان نصيبهما من الحوطة وباعاه الى عائلة الرخيص، واشتريا بيتا ملك جاسم بودي بفريج الشيوخ مقابل بيت مكي جمعة.
بيت الحاج خليل القطان وإخوانه
وعن بيت جده يحدثنا قائلا: كان بيت جدي خليل بن ابراهيم القطان بفريج الشيوخ عبارة عن بيت عربي كبير بجانب سوق التجار تمت توسعته على مراحل اكثر من مرة، جزء منه بطابقين ويتكون من 5 أحواش وبه ديوان كبير بجانب سوق التجار وكان كبار رجالات الكويت آنذاك من شيوخ وتجار «يقلطون» عنده ويزورونه كعوائد أهل الكويت بالسابق والتي لاتزال حتى الآن، وكان لجدي خليل واخوانه ديوان كبير بفريج العائلة مزين بالمرمر ومطعم بالمناظر بالسقف بحيث ينظر الماشي للسقف فيرى نفسه، ونقلا عن خالي ابراهيم بن عبدالله القطان ان جدي خليل تنافس في بناء الديوان مع صديقه العزيز محمد بودي، رحمه الله، على من يبني أجمل وأحسن ديوان، وفي النهاية اعترف جدي خليل ان ديوان بودي احسن من ديوانه، وديوان عائلة القطان الحالي بمنطقة بيان بعد انتقاله من منطقة الفيحاء عام 2007 وكان مفتوحا بها من عام 1984. نرجع الى البيت الكبير او البيت العود وهو سكن العائلة ذو الخمسة احواش، حيث كان كل حوش عبارة عن «بيت» قائم بذاته به احدى الزوجات او الاسر، وكان اجمالي عدد الغرف 14 غرفة تقريبا، مع حوش الخدم وهم الافراد التابعون للعائلة، وعددهم تسعة بالاضافة الى حوش المطبخ وحوش البهائم، وكان يسكن البيت الكبير اجدادنا وابناء العائلة كل مع عائلته والبقية سكنوا في بيوت اخرى متفرقة بالكويت.
ثم يضيف ضيفنا في حديث عن جده والعائلة: كان جدي خليل القطان المولود سنة 1865 ملما بالتجارة وفطنا لا يشق له غبار، وكان اخواه جدي عبدالله وحسين خير سند له في التجارة والعمل وتنمية الثروة، وكان اسمنا قبل البدء بتجارة القطن العامر من الفواز ونحن من بني تميم، حيث قدم جد ابي ابراهيم عبدالله بن احمد بن صقر بن فواز العامر التميمي وعمره تسع سنوات الى الكويت حوالي سنة 1850، حيث شب عند اسرة الجيران الكريمة حيث استأمنه ابوه عبدالله بن احمد لديهم لما رآه منهم من طيبة وخلق وتدين وورع ومخافة الله حيث كان جد جدي يتردد على الكويت قبل التاريخ المذكور متاجرا بالقطاعة بين الكويت وجنوبي العراق والاحساء «القطيف» وبعض موانئ ايران، وقد نشأ جد ابي ابراهيم بن عبدالله على التدين والورع حيث بدأ صغيرا في المساعدة بالعمل في مسجد الفريج تحت توجيه عائلة الجيران وتعرف عليهم وصارت له علاقة معهم وتعلم القرآن والتلاوة، الى ان اصبح يؤذن فيه، وكان ذا صوت جيد وشجي وارتاح له المصلون فكان يؤم الناس احيانا عند غياب الامام الراتب، وعندما كبر رحمه الله شجعه اهل الخير والاصحاب على الزواج لاكمال نصف دينه ونعتوا له جدتنا الكبيرة رحمها الله فاطمة بنت عبدالله الرويجح فتزوجها، وكانت ارملة قبل ذلك ولديها ولدان وبنت وانجبت من جدي كلا من خليل وعبدالله وحسين واختا لهم.
التجارة واسم القطان
ثم يأخذ حديث ضيفنا منحى تأريخيا حين يتكلم عن سبب تسمية عائلته بهذا الاسم وتاريخ تجارة القطن حيث يقول: بدأ الاب وابناؤه الثلاثة بالعمل والتجارة بالاقمشة والزينات وهي نوع من الملابس حيث كانوا عصاميين لم يعملوا لدى احد، فتحسن العمل وبرع جدي المرحوم خليل القطان بالتجارة تعاون مع اخوانه ونمت التجارة.
ويضيف: كانت بداية التجارة بالقطن عبارة عن بيع «كلفات» القطن وهي عبارة عن فتايل قطنية تحشر بين الواح البوم او السفن البحرية عامة لسد الفراغات بين الواح السفينة، ومن ثم تدهن بـ «الصل» كي لا يتسرب الماء داخل السفينة، ولما فطن جدي خليل الى ان الطلب يزداد عليه استأذن والده وسافر الى الهند في أيام شبابه ليورد القطن من منطقة «براوة»، كما كانوا يصنعون منه المطارح والمخاد والفرش واللحف والمساند وتباع لاهل الحاضرة والبادية، وكانت تجارته مع اهل البادية بالمسابلة، حيث كانوا يشترون بالدين من موسم الى موسم، فحين يبيعون منتجاتهم التي يجلبونها يسددون الدين الذي عليهم وهكذا كل عام، ومنهم رجل رحمه الله يقال له ابن منديل من نجد وهو من الذين اذكرهم وكان يتعامل مع اجدادي.
جلب القطن من فارس
يستطرد حول استيراد القطن فيقول: علم جدي بوجود نوعية اجود من القطن تباع بفارس بمنطقة تسمى «ششتر» فاستورد منها هذه النوعية، كما جلب منها عمالا ليعملوا لديه واتى كذلك بصبيان من الاحساء ايضا يعملون لديه كنداديف، وكان كريما معهم يحسن اليهم كثيرا حتى سمى الكثير منهم ابناءهم باسمه وباسم ابيه وبعضهم اكمل بتجارة القطن وتسموا بالقطان ايضا، وواصل جدى خليل واخوانه العمل على تنمية وتطوير التجارة فاستورد مكائن لندف القطن بدلا من «الاقواس» جمع قوس وهي «الصنكة» وهي الاداة التي يتم بها نفش القطن قديما، وكان العمال يسكنون بالدور الاول من الخان الذي يديره خليل واخوانه وبدأ يشتهر باسم خليل القطان، وترك جدي واخوانه تجارة القطن بعد ذلك رحمهم الله بعدما اشتهروا به، واكمل كثيرا ممن عملوا عنده بنفس التجارة فيما بعد. إنشاء قيصرية خليل القطان
«سوق اليهود»
اما عن بناء جده لسوق اليهود (قيصرية خليل القطان) فيضيف: وكان جدي خليل القطان مع اخويه مصاحبين لوالدهم دائما في اعماله حيث كبرت تجارتهم ونمت واصبحوا من تجار السوق واشتهروا بتجارة القطن، والاقمشة، وكان جدي خليل متوقد الذهن شاخص البصيرة ذا عقل مفكر، ورأي راجح ومتابعا لما يجري بالسوق ومن ملاحظاته انه لما عرف ان اليهود الذين كانوا متواجدين في الكويت آنذاك، ومعظمهم اتى من العراق، يبيعون الاقمشة في بيوتهم، قرر هو واخواه بناء القيصرية وتأجيرها لهم، وسميت بقيصرية خليل القطان او سوق اليهود لان معظم الباعة فيه منهم، وكان مكونا من حوالي 40 دكانا، كما كان لهم نخل كثير بالعراق يبيعون تمره كذلك. ويزيد: كان موقع السوق عبارة عن بيوت صغيرة يملكها جدي بالإضافة إلى جاخور الخيل الخاص بالشيخ مبارك الصباح القريب من قصر السيف ومجاور لسوق التجار، حيث اشتراه جدي خليل القطان بضعف سعره لأن احدى العوائل زادت بالسعر إلى الضعف لما علموا بنيته شراء الأرض، فعلم الشيخ مبارك بذلك فقال إذا رفع الحاج خليل القطان (أبو إبراهيم) السعر فله أولوية الشراء، فقبل جدي واشترى المكان، كما اشترى «الكاركة» من عائلة جمال الكريمة وضمها إلى موقع السوق و«الكاركة» هي المكان الذي تطحن فيه حبات السمسم ليعمل منه الهردة والرهش وأشياء أخرى، وبني السوق عليه، وفيه حوالي 40 دكانا ومن ضمنه عيادة د.الزلزلة لعلاج الأسنان كما سكن بها بالطابق العلوي معلم اسمه «اسرائيل ابراهيم» يدرس اللغة الإنجليزية للأولاد وقيل انه غير اسمه فيما بعد الى اسماعيل وكان يدرس في بيت العميم بالمباركية الذي اشتراه من جدي عبدالله القطان. وقال العم سيف مرزوق الشملان انه كان يذهب لتعلم الانجليزية لدى المعلم اسرائيل في ذلك الوقت، وقيصرية خليل القطان تعتبر من أقدم الأسواق الموجودة بالكويت واشتهر السوق بفكرة تصميمه الفريد آنذاك ويدرس في منهج كلية التعليم التطبيقي، وازدهر السوق لمدة ثلاثين سنة من سنة 1898/1899 حتى عام 1925 تقريبا، حيث ظهرت أسواق أخرى منافسة تؤجر بأسعار أقل فانتقل الباعة إليها، ومنها قيصرية ابن رشدان.
استيراد الكاز
كذلك يتحدث ضيفنا يوسف القطان عن عمل جده واخوانه في استيراد الكاز فيقول: كان جدي خليل واخوانه رحمهم الله، أول من استورد الكاز من شركة النفط الايرانية بعبادان بصفائح «تنكات»، فتم الاتفاق وحصلوا على حق جلب «الكاز» وتوزيعه بالكويت وهي ماركة أبو نخلة وماركة أبو أسد، وكان ممثل شركة النفط الايرانية بالكويت شخص انجليزي علاقته ليست جيدة مع عمي حسين القطان لشدة تدين عمي حسين وكان يختلف كثيرا مع ذلك الشخص، فكتب الممثل كتابا للشركة ضد جدي خليل لسحب الوكالة منهم، فتم سحب الوكالة بالفــعل وأعطيت لأحد أفراد أسرة الغانم الكريمـة وهم بدورهم أعطوها للسيد المــحتـرم حـسن أحمـد إبراهيـم المشــهور بـ «حسن كاز».
أعمال جليلة
ثم يستذكر القطان بعض أعمال عائلته الجليلة، فيتذكر منها: من أعمال جدي خليل واخوانه (رحمهم الله) الجليلة الكثير أذكر منها على سبيل المثال أنه، رحمه الله، تبرع بأربعين بندقية وذخيرتها استعدادا لمعركة الجهراء. كما تبرع بقيمة بوابات السور الثالث والرابع من اخشاب ومفصلات في عهد الشيخ سالم المبارك حوالي عام 1919 (مستثنين بوابة المقصب التي استحدثت فيما بعد) وتبرع العم حمد الصقر، رحمه الله، بقيمة أخشاب الجندل والشراشيب للبوابات بالكامل، ولكن للأسف لم ينصف مؤرخونا هذه الحقائق ولم توثق. إلى جانب ذلك كان خليل القطان واخوانه متكفلين بنفقات الطعام والشراب للبنائين الذين شاركوا في بناء السور يوميا بالنسبة للجزء المقابل لفريجه وكان عبدالعزيز أحمد القطان ابن اختهم «والد الداعية الشيخ أحمد القطان» ينقل أكياس النقود بنفسه إلى مكان العمل في شهر رمضان بعد العشاء لصرفها وتوزيعها على العاملين. كما ساهم جدي واخوانه ببناء مسجد بمنطقة الفنطاس مع مجموعة من تجار الكويت.
كان لجدي خليل سفينة من نوع «بلم» لجلب ونقل الماء من شط العرب إلى الكويت ويعتبر هذا العمل التجاري خدمة مهمة جدا نظرا لشح موارد المياه بالكويت وكان النوخذة من رجالات الكويت واسمه رضا حسين الشطي، رحمه الله، كما كنا نملك بوم سفار وكان النواخذة السيد عبداللطيف الهاشم، رحمه الله. وخلال الحرب العالمية الأولى شارك جدي خليل مع كثير من تجار الكويت بتوزيع كميات من عيش التموين على أهالي الكويت، وذكرت هذه المعلومة في كتاب تاريخ الكويت السياسي للكاتب حسين الشيخ خزعل. كما اهدى جدي خليل القطان عربانة يجرها خيلان جلبها من الهند إلى أمير الكويت الشيخ مبارك الصباح حوالي عام 1903، كما اشترى له عربانة أخرى بخيلين يستخدمها لتنقلاته ومعها سائق هندي «كوتشمان»، وقد درب أحد أبناء العائلة وهو حيي القطان على سياقتها.
وفاة الجد
ويختتم ضيفنا حديثه بالكلام عن وفاة جده فيقول: وافت المنية جدي خليل سنة 1942، رحمه الله، ودفن في مقبرة الصالحية قرب قصر نايف وتوفى جدي عبدالله أخوه عام 1977 وتوفي أخوهما حسين عام 1952.
إدارة الخان
يقول ضيفنا: أوكل الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت إدارة الخان بجانب الميناء قرب البحر لخليل القطان وإخوانه، والخان كلمة من أصل تركي عبارة عن سوق صغير متعدد الأغراض تباع فيه كثير من السلع، وكان فيه «القبان» وهو عبارة عن ميزان ضخم لوزن الزيوت والأخشاب والسكر وكثير من السلع وهو بمثابة جمرك، يؤخذ على كل وزنة أربع آنات رسم يتسلمها خليل القطان ويحاسب الشيوخ على ذلك بعد استيفاء أتعابه نظير الإدارة. أدار خليل القطان وإخوانه الخان سنوات طويلة حتى آلت إلى شخص غيره لا أذكر اسمه، وكان عمي حسين وابنه علي يقومون بمسؤولية إدارة العمل بالخان حتى اشتهر علي بن حسين القطان بعلي خان كونه يشرف على العمال به ويشرف على تنظيم وزن البضائع والسلع أيضا.
من وجهاء وشخصيات الأسرة
يذكر لنا ضيفنا يوسف القطان بعض وجهاء العائلة فيقول إن منهم:
- عمه إبراهيم بن خليل القطان وكان تاجر قطن وتاجر عقار رحمه الله.
- خاله صقر بن عبدالله القطان وكان تاجر أقمشة وتاجر عقار وبنى مسجدا بمنطقة الجابرية، رحمه الله.
- خاله سالم بن عبدالله القطان وكان تاجر أقمشة وتاجر عقار وعضو لجنة الجنسية بخمسينيات القرن الماضي، رحمه الله.
- خاله إبراهيم بن عبدالله القطان وكان تاجر أقمشة وعقار وعضو غرفة التجارة والصناعة وعضوا مؤسسا لاتحاد الجمعيات وكان مختار منطقتي الفيحاء والنزهة، رحمه الله.
- أباه علي خليل القطان وعمه أحمد بن خليل القطان تاجر أقمشة وعقار، رحمهما الله.
- الفنان خليفة بن علي بن حسين القطان وكان فنانا تشكيليا صاحب الطريقة الدائرية بالرسم «السيركلزم»، رحمه الله.
يوسف القطان متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري (أنور الكندري )
الراحل خليل القطان
عبدالله القطان وعبدالله الجابر والقاضي احمد الخميس في مقدمة حضور افتتاح جمعية الفيحاء 1968
أول عربة تجرها الخيول في الكويت أهداها خليل القطان للشيخ مبارك الكبير