راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > المعلومات العامة
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-12-2009, 11:48 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي الأديب الشاعر فاضل خلف - يعقوب الغنيم

يعقوب الغنيم
الوطن - اليوم



أعرف هذا الرجل معرفة تامة، تربطني به صلة لا انفصام لها، ذلك لأنها قديمة جدا، ولأنها تصلني برجل أديب شاعر على خلق قويم، يحب أصدقاءه، ويحرص على الالتقاء بهم والتحدث إليهم. عرفته شخصيا منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي، واستمرت علاقتي به حتى يومنا هذا، وهي علاقة تزداد وثوقا يوما بعد يوم. وكنت قد عرفته قبل هذا الزمن عن طريق قراءة ما يكتب في مجلات ذلك الزمان وعلى الأخص مجلة «البعثة» التي تحدثت عنها مرارا في هذا الموقع من جريدة «الوطن». وهذه المجلة هي التي زفَّت إلينا نبأ صدور كتابه الذي ألفه عن الدكتور الأديب زكي مبارك، وكان أبومحمد معجبا بهذا الرجل أيما اعجاب، ولذا سارع إلى تأليف هذا الكتاب الذي كان من أبرز مؤلفاته.

والأستاذ فاضل خلف رجل غزير الإنتاج في الشعر وفي النثر له أكثر من ديوان شعر، إضافة إلى أنه لايزال مستمرا في الكتابة، وفي المشاركة في الندوات التي يدعى إليها، وهو فوق هذا يثري النقاش الذي يدور في أي مجلس يحضره وبخاصة ديوانيات أصحابه الذين يسعدهم اللقاء به والاستماع إليه.

وُلدَ صاحبنا في منطقة الشرق في سنة 1927م، وهو شقيق الأخ خالد خلف الكاتب والمحامي المعروف، والأخ عبدالله خلف الكاتب الأديب الذي تولى أمانة رابطة الأدباء في الكويت لعدة سنوات وكان لوالد هؤلاء الأخوة ميول أدبية، واهتمام باقتناء الكتب وقراءتها.
تلقى فاضل خلف دراسته في إحدى المدارس الأهلية، ثم التحق بالمدرسة الشرقية فالمدرسة المباركية، وعندما أنهى دراسته هذه اتجه إلى العمل في سلك التدريس، حيث أمضى فيه ثماني سنوات تبدأ من سنة 1944م. وفي سنة 1952م بدأ العمل في دائرة معارف الكويت، التي انتقل منها في سنة 1954م إلى دائرة المطبوعات والنشر، حيث أسهم في صدور جريدة الكويت الرسمية «الكويت اليوم» وخلال عمله في هذه الدائرة أصدر أول مجموعة قصصية كويتية تحت عنوان: أحلام الشباب.

حرص صاحبنا على أن يتزود باللغة الانجليزية، فسافر في سنة 1958م إلى بريطانيا واستقر بمدينة كيمبرج حتى سنة 1961م، وقد استفاد كثيرا من إقامته هناك: لغة وعلما وثقافة واتصالات أدبية مهمة.
وعندما عاد من رحلته هذه كانت الكويت قد حصلت على استقلالها، وصار لها جهازها الدبلوماسي، فالتحق فاضل خلف بهذا الجهاز متسلحا باللغة التي اكتسبها، والمعلومات التي حصل عليها. ولقد كان من المناسب له أن يعمل ملحقا صحافيا فتم له ذلك، وكانت محطته هي تونس التي رحل إليها في سنة 1962م، ولم يتركها إلا في سنة 1976م. وقد كان سروري كبيرا عندما زرت العاصمة التونسية حين كان هناك، فاتصلت به ووجدت منه إكراما عظيما، ورافقني في زيارات متعددة وبخاصة تلك الزيارات التي عرفني بها على عدد من المؤسسات القائمة في تونس، وعلى بعض دور الصحف البارزة هناك، وعلى كثير من أصحابه الأدباء والشعراء الذين تمكنت علاقته بهم على مدى الفترة التي عاش فيها بينهم، وخرجت من تلك الزيارات بمعارف كثيرة له الفضل كل الفضل في حصولي عليها. وقد عرفت من خلال كل ذلك مدى ما له في نفوس أولئك الذين شاهدتهم وعرفتهم من محبة وتقدير وأيقنت بمدى ما استفاد وطنه منه حين كان هناك. ولقد كانت حصيلته الأدبية غامرة، قرأ الكثير من الكتب واهتم بالتراث الأدبي العربي، وكتب الكثير من المقالات والأشعار، وقد أوحت له المناظر الطبيعية الخلابة هناك بعدد من القصائد جمعها في ديوان: «على ضفاف مجردة» الذي عبر من خلاله عن انطباعاته ومشاعره حين كان في ذلك البلد العربي.

هذا وكان قوي الاتصال بالقنوات التي تدعم الأدب وتعنى بنشره، وتشجيع الأدبا، فاشترك في سنة 1964م في مسابقة أقامتها إذاعة لندن في ذلك الوقت، وكان عنوان المسابقة «الإنسان وعالم الغد» تقدم لها أبومحمد بقصيدة تضم خمسين بيتا من جيد الشعر في موضوع أقرب ما يكون إلى الموضوعات العلمية البحتة، ولكنه كتبه بحس شاعر، فنال بذلك الجائزة الأولى التي كان قد تقدم لنيلها ثلاثمائة شاعر من بلاد العرب كافة.
لقد عاش أخي الأستاذ فاضل بيننا بعد عودته وهو تونسي الهوى، يتحدث في أي مجلس جلس فيه عن ذلك البلد الذي عاش فيه، وعن مغانيه الجميلة، وينابيعه الثرة، وشواطئه البديعة، ولكنه لا ينسى الحديث عن أصدقائه الذين اكتسب صداقتهم في تونس، واكتسبوا بدورهم صداقته. وهذا الذي نذكره هنا هو نوع من عنصر الوفاء الذي ذكرنا فيما سبق أن صاحبنا يمتاز به ويتصف بصفاته.
ولكننا الآن نريد أن نعود بالحديث إلى هذه الأيام التي يمتعنا فيها فاضل خلف بإطلالته علينا، والجلوس معنا، والحديث إلينا. إنه حديث لا يمل ففيه الذكريات وفيه أخبار الماضين وفيه الشعر، ولا أذكر لقاء به إلا ونبَّهَنا فيه إلى قصيدة أو حادثة تاريخية، ولذا فإننا نأمل دائما في أن نحظى بلقائه.

***

في إحدى أمسيات يوم الثلاثاء قدم إلينا هذا الرجل الطيب الكريم، وكان الحديث عن أيام الدراسة القديمة، وسرعان ما بدأ يفيض بأحاديثه عن أيام دراسته في الأوقات التي كنا نتحدث عنها، قائلا: إنه كان يدرس في مدرسة أهلية حلت في المبنى الذي كانت تشغله مدرسة السعادة التي أنشأها المرحوم شملان بن علي آل سيف. وأبان أبو محمد أنه وجد ضمن الكتب التي يقتنيها والده كتابا صغيرا لطيفا ذا ورق مصقول عنوانه «مجموعة من النظم والنثر للحفظ والتسميع» فبدأ بقراءته واستمتع بما فيه من شعر ونثر، وطاب له أن يأخذ الكتاب معه أينما ذهب وعلى الأخص في المدرسة، وهناك اطلع أحد مدرسيه على الكتاب وهو في يده فأخذه منه لكي يطلع عليه على أن يعيده فيما بعد، ولم يكن في يد فاضل خلف التلميذ الصغير آنذاك إلا أن يذعن لرغبة المدرس، الذي أخذ الكتاب، ولم يعده. يقول الأستاذ فاضل: وبعد فترة من الزمن ذهبت إليه لكي أسترد الكتاب فهو كتاب يهمني، وهو ـ أيضا ـ من ممتلكات والدي، فادعى المدرس أنه قد أعاد الكتاب إليّ منذ زمن. فأسقط في يدي وحزنت كثيرا، وإلى يومنا هذا وأنا حزين على هذا الكتاب الذي بحثت عن مثله في كل مكان بعد أن كبرت وصرت أسافر كثيرا بين البلدان» ولكني لم أجد منه نسخة واحدة.

كان أبو محمد حزينا وهو يروي لنا هذه الحادثة، وقد تجاوب معه الحاضرون وحزنوا لحزنه، وكأن الحادثة قد جرت بالأمس، ولا شك في أن هذا الحزن الذي رأيناه عليه كان من الدلائل الواضحة على حبه للكتاب وللقراءة في وقت مبكر من حياته.
كنت أشارك صاحبي حزنه وهو يروي الحكاية، وكنت أتمنى لو استطعت الحصول على مثل هذا الكتاب لكي أقدمه له وأزيل حزنه، وقد تذكرت ونحن في ذلك الموقف الحزين أن الأخت موضي السيف قد جلبت لي بعض الكتب الشبيهة عندما ذهبت إلى مصر في مهمة رسمية، وكنت قد طلبت منها شيئا من تلك الكتب التي تستطيع الحصول عليها لدى سوق مكتبات بيع الكتب المستعملة الواقع على سور حديقة الأزبكية. فنهضت مسرعا ومددت يدي إلى خزانة الكتب التي وضعتها في الديوانية للكتب التي أحتاج إليها بشكل يومي، فكأن أحداً لا أدري من هو وضع الكتاب في يدي وعدت إلى مجلسي بين مصدًّق ومكذب، وناولت الكتاب المقصود، وقد تلقفه مبهورا بالمفاجأة، وتصفحه قليلا ثم قال: أغلب الظن أنه هو فالمحتوى يدل عليه، وكذلك الورق المصقول، وليس ذلك بمستبعد لأن طبعة هذا الكتاب الذي بين يدي هي الثالثة، وقد تمت في سنة 1925م، ولكن، واسترعت انتباهي كلمة لكن فقلت له: ولكن ماذا يا أستاذنا؟ فرد قائلا: في كتابي قصيدة أكثرت من قراءتها إن وجدتها في هذا الكتاب فهو ما أريد، وقد نظم تلك القصيدة ـ وهي مشهورة لدى الجميع ـ أبو الحسن الأنباري يرثي فيها أحد الوزراء، ومطلعها:

علوُّ في الحياة وفي الممات
لحقُّ أنت إحدى المعجرات

ووجدت القصيدة ضمن المختارات التي رُصدت في الكتاب وأريتها لصاحبي الذي طار فرحا بها، وتأكد يقينا من أن ما بين يديه إنما هي نسخة أخرى من كتابه الفقيد، وانقلب حزنه سرورا وبهجة عمت جميع الجالسين معه.

وفي مساء يوم الثلاثاء اللاحق حضر إلينا يعلو وجهه السرور، ويبدي استغرابه حول سرعة حصولي على الكتاب ومصادفة أن يكون هو المطلوب، ولكنني لم أشر له إلى الطريقة التي وصل بها إليَّ ولعله يقرؤها في هذا المقال.
واستأنفنا أحاديث متفرقة، كانت تجارب وذكريات فاضل خلف هي محورها. ولذلك فقد وجدت المجال مناسبا لكي أقول له:
ـ يا أبا محمد أنت رجل عاش عصرين. وقد شهدت الكويت القديمة، وشهدت الكويت الحديثة. عرفت كثيرا من الناس وخالطتهم ولك من بينهم أصدقاء، ولا أشك في أن لديك حصيلة وافرة من المعلومات والأخبار التي نحن في حاجة إلى معرفتها. وقد حضرت الندوة التي أقامتها رابطة الأدباء في الكويت حين اشتركت مع أخويك خالد وعبدالله في استعراض ذكرياتكم وهي كثيرة كنا نتمنى ألا تتوقفوا عن الحديث حولها في تلك الليلة لما حَوَتْه من طرائف ونوادر وأخبار مما مر عليكم في حياتكم السعيدة.

ألا تجد بعد هذا العرض أننا في حاجة ماسة إلى أن تقوم بكتابة مذكراتك عن الفترة التي عشتها، وعن الناس الذين خالطتهم وعن الأحداث التي جرت خلال تلك الفترة من حياتك أدامك الله؟
تردد أبو محمد ثم قال إن هذا أمر صعب يحتاج إلى جهد كبير لا أستطيع أن أبذله الآن. ولكن الأمر كما تقول. إنه ينبغي أن أسجل كل ذلك، غير أن وقت التسجيل فات منذ زمن. فرددت عليه قائلا: لا يزال الوقت مناسباً وأنت ـ ولله الحمد ـ تتمتع بذاكرة قوية ها أنت تسرد علينا في كل جلسة شيئاً مما مر بك في حياتك فاكتب هذه الاشياء على مهل، ولو انك سطرت في كل يوم صفحة او اثنتين فَسَجَّلْت تلك الذكريات على الورق لحصلنا بعد فترة وجيزة على كمية هائلة من الأوراق المليئة بما كتبت، ولكنت قمت بما نتمناه، وما ينبغي أن يقوم به واحد مثلك.

غمغم صاحبي بما يوحي بالموافقة دون أن يصرح بها تصريحا كاملا شافيا، ولكننا اكتفينا بذلك، وانتهت الجلسة بعد أن استمع الى تأكيد جميع الحاضرين على ما قُلْتُهُ له.
ومضى أسبوع كامل، وفي مساء الثلاثاء التالي جاءنا الأخ الأستاذ صالح المسباح (ذاكرة الكويت) برسالة من فاضل خلف، وحين فتحتها وجدت أن هذه الرسالة كانت بمثابة إعلان عن اقتناعه أخيرا بكتابة ذكرياته، وقد أرسل ضمن رسالته أول ورقة خصها بهذا الشأن، وكان يقول في رسالته: «هذه نبذة من الذكريات التي وعتها الذاكرة: «وجدت مفاجأة سارة في احد الكتب رجعت بي اكثر من خمسين سنة إلى الوراء، عندما كنت في ريّق العمر وشرخ الشباب وتحديدا في سن الخامسة والعشرين وهذه المفاجأة تؤكد ما قلته إن تجارب عشاق الكتب تتقارب ولا تتساوى فلكل تجاربه ولكل ذكرياته ولكنها في النهاية متقاربة، وهذه المفاجأة هي التي ذكرتني بصديق عزيز هو الأستاذ عثمان فيض الله المصري مفتش الاجتماعيات بالمعارف في سنة 1952م، وكنت كما قلت موظفا في إدارة ومالية المعارف، وكان بيني وبين مفتشي المعارف ود كبير، وكنّا نتبادل الأشعار الأخوية خصوصا مع الشعراء منهم، فهناك الشاعر أحمد أبو بكر إبراهيم مفتش اللغة العربية، وهناك الشاعر عبدالعظيم بدوي وهناك الشاعر أحمد عنبر، وهناك الشاعر أحمد العدواني وهناك الشاعر عبدالمحسن الرشيد يرحمهم الله وقد اصبحت تلك القصائد حديث عشاق الادب في ذلك الزمان سواء أكانوا من المدرسين أم الموظفين في المعارف أم من غيرهم من محبي الأدب والشعر. وهذه إحدى القصائد التي نظمتها في تلك الأيام وقد مضى عليها أكثر من خمسين سنة، وعنوانها (مصر) وقد نسيت بعضاً من أبياتها:

أمجد مصرا موطن السادة النُجب
وأمنحها شعرا يفيض من القلبً
ومهد الحضارات التي عم خيرها
جميع ربوع الأرض في الشرق والغربً
فضائلها الشماء باتت كثيرة
من العلم والعرفان والمورد العذبً
وها هي ذي قد أرسلت خير ولدها
موافي وعبدالعال من خيرة الصحبً
وعثمان فيض الله لم ننس ذكره
يقول له أهل الكويت على الرحبً
رجال كرام يمطرون بغيثهم
مرابعنا العطشى فتظفر بالكسبً
وأما أبو بكر العليم فإنه
وَعَتْهُ بكل الحب ذاكرة الشعبً
لأن له شعرا جميلا منغّما
تغنّى به كل الشُداةً على الدربً
وأما خميسُ فهو في الفن رائد
وديوان رامي نابض يجَنَى الحبً
فبوركت يا أرض الكنانة بالندى
أتاك من الرحمن.. من صيّبً السحبً

***

وفي رسالته إشارة لم نذكرها هنا إلى ما ورد في ص 32 من الكتاب وقد رجعت إليها فوجدت أبياتاً للشاعر أبي فراس الحمداني يصف فيها نفسه، ومطلعها:
غيري يُغَيّرُهُ الفعال الجافي
ويحول عن شيم الكريم الوافي
وعندما اتصلت به بواسطة (المسرَّة) أسأله عن هذا الأمر أوضح لي أنه يقصد كتاباً آخر غير هذا الذي نتحدث عنه.

وفي رسالته ـ أيضاً ـ أسماء عدد من زملائه الشعراء الذين كان يعمل معهم في دائرة معارف الكويت قبل أن تتحول لتصبح: وزارة التربية، وكان هذا الجمع الكريم يتبادلون الأشعار بينهم في مختلف الموضوعات، وهؤلاء هم:
ـ1 الاستاذ أحمد مشاري العدواني شاعر الكويت المعروف وكان أحد المسؤولين في الدائرة.

ـ2 الأستاذ عبدالمحسن الرشيد، وهو من شعرائنا المعروفين، وكان من خيرة المربين والاداريين عندما انتقل ليتولى الاشراف على الوسائل التعليمية في الوزارة وأبدع في عمله هذا أيما ابداع.

ـ3 الأستاد أحمد عنبر، وهو ـ ايضا ـ شاعر معروف له دواوين مطبوعة اضافة الى كتب نثرية متعددة، يعمل في دائرة المعارف مسؤولا عن الامتحانات ثم انتقل الى العمل في سلك التوجيه الفني، وله مشاركات في احتفالات الوزارة.

ـ4 الأستاذ عثمان فيض الله، كان موجهاً للجغرافيا في الوقت الذي عرفه خلاله الأستاذ فاضل خلف، وكان هذا الرجل عالي الهمة لطيفا، على خُلُق كريم شارك في تأليف بعض كتب الجغرافيا المقررة على طلاب وطالبات المدارس ابان فترة عمله في الكويت.

ـ5 الأستاذ عبدالعظيم بدوي موجه للغة العربية وهو شاعر بارز ضمن زملائه هؤلاء له مشاركات في الحفلات التي كانت تقيمها دائرة المعارف في المناسبات التي تدعو الى ذلك، كان محبوبا بين زملائه، وكم اتمنى لو عثرنا على شيء من شعره، أو معلومات عنه بعد أن غادر الكويت بانتهاء إعارته لها.

ـ6 الأستاذ أحمد أبو بكر ابراهيم، وهو موجه فني من أبرز موجهي اللغة العربية شاعر جيد الشعر يشارك في كل مناسبة، فيلقي قصائده التي ينتظرها الحاضرون وأسهم في تأليف أول كتاب للقراءة في الكويت تم إقراره للدراسة في السنة الأولى الابتدائية، ولعل كثيرين منا يذكرون ذلك الكتاب الذي يبدأ بدرس صار مشهورا فيما بعد، وهو: مع حمد قلم.

ـ7 الأستاذ خميس وهو رائد من رواد فن الرسم كما ورد في أبيات الأستاد فاضل خلف، وقد سبق له ان رسم ما ورد في ديوان رامي من رسوم، وقد علق الاستاذ على ذلك بقوله: «رسم خميس. مفتش الرسم صور الديوان، وكان ينظم شعرا لا وزن له في الهجوم على عبدالمحسن الرشيد الذي أمطر خميساً بوابل من شآبيبه» وله تعليق اخر يقول فيه: «يرجى إعطاء السيد ابراهيم أحمد عنبر نسخة من هذه الكلمة» وهذا نوع من الوفاء لصاحب له قديم يوجهه الى ابنه ابراهيم الذي كان حاضرا في ديوانية الثلاء يوم كان الأستاد فاضل موجودا.

***
قصدت من وراء هذا المقال الى جانب الإشادة بأديب من أدباء الكويت، وشاعر من شعرائها. فهو يستحق الاشادة، ويستحق منا أكثر من ذلك مما أرجو أن يقوم به بعض أبناء البلاد أو احدى مؤسساتها الاعلامية أو الثقافية.

أقول انني قصدت الى جانب كل ذلك أن أزف إلى قراء «الوطن» نبأ بدء الأستاذ فاضل خلف بكتابة مذكراته التي كنا نتمنى أن يكتبها قبل أن تمحى من الذاكرة وها هو قد بدأ كتابة الصفحة الأولى ونحن بانتظار المزيد حتى يصل الحديث الى مسيرته كاملة.
أمدَّه الله بالصحة والعافية، وحفظ ذاكرته التي استوعبت الكثير خلال سنوات عمره المديد إن شاء الله.

إضافة: اسم الموجَّه الرسَّام كاملا هو: محمد خميس شحاده، أما الديوان المشار إليه في المقال فقد تم طبعه في سنة 1947م.
@42

تاريخ النشر: الاربعاء 9/12/2009
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشاعر محمد بن لعبون في الكويت - يعقوب الغنيم AHMAD المعلومات العامة 13 13-12-2017 11:59 AM
الأديب يعقوب الغنيم وسلسلة تاريخية للأجيال الناشئة AHMAD البحوث والمؤلفات 0 01-08-2010 01:56 AM
دعوة من رابطة الأدباء ( ذكريات الأديب فاضل خلف ) AHMAD القسم العام 3 16-06-2010 10:43 PM
دعوة من رابطة الأدباء ( ذكريات الأديب يعقوب الغنيم ) AHMAD القسم العام 10 08-04-2010 02:26 PM
الشاعر ذو الرمة والشراع الكويتي - يعقوب الغنيم AHMAD التاريـــخ الأدبي 1 13-05-2009 12:32 AM


الساعة الآن 08:19 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت