العروس الكويتية قديما تتحول في ليلة زفافها الى قطعة متحركة من الذهب
كتب منتهى الفضلي
(كونا)
2008/9/8
تمثل الحلي في اي مجتمع انساني ظاهرة ثقافية فولكلورية تبرز جانبا من عادات المجتمع وتقاليده.
ويكشف لنا تتبع الحلي في المجتمع الكويتي القديم عن بعض الظواهر الاجتماعية والعادات والتقاليد التي طبعت حياة هذا المجتمع حيث اهتمت المرأة الكويتية بزينتها وحرصت على ارتداء هذه الحلي التي امتازت بثقل وزنها اذ تراوح بعضها بين 500 جرام الى كيلوجرام واحد.
وحول تاريخ الحلي في الكويت تقول الباحثة في التراث الشعبي الكاتبة سلوى المغربي ان المرأة الكويتية اتخذت لكل مناسبة زينة تلائمها من الحلي فكانت تتزين ببعض مصاغها البسيط من خواتم واقراط (تراجي) واساور (مضاعد) اما العروس فكانت تتحول في ليلة زفافها الى قطة متحركة من الذهب الذي يغطيها من رأسها حتى اخمص قدميها.
واوضحت المغربي في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان للحلي الذهبية اسماء كثيرة في ماضي الكويت تدل على انواعها وتؤكد اهتمام المرأة بها منها ما تضعه العروس مثل (الهامة) و (القبقب) و (السروح) و (التلول) و (الجتبات) وهي حلي الرأس والشعر.
وذكرت ان هذه الحلي تنوعت فالهامة قطعة ذهبية لتزيين الرأس مكونة من وحدات ذهبية مربعة الشكل مطعمة بزخارف من الشذر (الفيروز الازرق) يجمعها اطار مستطيل مرصع ببعض الاحجار الكريمة وبه مجموعة حلقات من الجوانب والخلف لتثبيت قطع ذهبية اخرى تزين جوانب الرأس وخلفه.
واضافت ان الهامة تعد من حلي العروس الخاصة بليلة الزفاف وقد تتزين بها الفتاة الصغيرة في احتفال ختمة القرآن الكريم ولا تلبس الا في هاتين المناسبتين ويقال انها سميت بهذه التسمية نسبة الى سمكة كبيرة في البحر اسمها هامة في حين يرى البعض ان التسمية جاءت نسبة الى منطقة الهامة بالرأس.
وقالت ان (القبقب) قطعة ذهبية تشبه الى حد كبير (الهامة) تعلو منطقة الرأس ويثبت على جوانبها (السروح) و (التلول) الذهبية.
واضافت "اما السروح فهي على شكل سلاسل عددها خمس تتعلق على قطعة اكبر على شكل نصف دائرة في حين ان التلول عبارة عن قطعة ذهبية تغطي المنطقة الخلفية للرأس وعددها ثمانية".
وتطرقت الى الظفائر او (الجتبات) قائلة انها عبارة عن سلسلة ذهبية في وسطها كرة ذهبية صغيرة تنتهي بكرات اصغر حجما وعن (التراجي) أي الاقراط ذكرت ان الاسم جاء من لفظ تركي وقد تعددت وتنوعت (التراجي) بالكويت ومن انواعها (تراجي دقة اليامعة) و (دقة الاباط) و (الفرارة) نسبة الى لعبة قديمة على شكل مروحة.
ومن الانواع الاخرى (تراجي دقة البنك) و (البيذانه) و (قواطي الماي) و (فتح اللواوين) و (ام وردة) و (ام برغي) و (ام حلقة) و (كيلوبترا) و (مقمشة).
وقالت المغربي ان العروس تلبس ايضا (الفركيتة) وهي 'ماشة الذهب' وهي تسمية ايطالية تطلق على شوكة تناول الطعام والماشة عبارة عن مشبك الشعر المصنع من الذهب والمرصع بالفيروز اما (جلاب الذهب) فهو يستخدم لتثبيت (الملفع) او (الشيلة) على الرأس حتى لا تسقط.
واشارت الى اهتمام المرأة الكويتية قديما بتزيين رقبتها بالحلي فتزينت ب(البقمة) وهي كلمة تركية تعني عقدا يتكون من قطع ذهبية مزخرفة ومن انواعه قديما (بقمة نجمة وهلال) و (ام السمك) و (ام العواميد) و (فرخ المرتهش) و (بقمة مقمشة) و (بقمة موردة) و (بقمة مطوسة).
وعن (المزنط) قالت المغربي انه عبارة عن طوق ذهبي يلف الرقبة ويلتصق بها بشكل كامل اما (الكردالة) فهي عقد ذهبي عريض يلف على الرقبة تتوسطه حلية ذهبية مستديرة وتتدلى من كل واحدة وحدات صغيرة تزين الصدر وتعتبر من الحلي الباهظة الثمن التي تستخدم في الاعراس والاعياد فقط.
اما (المرتهش) فهو بحسب ما ذكرت عبارة عن عقد ذهبي ضخم مكون من وحدتين ذهبيتين كبيرتين على شكل نصف دائرة ويعتبر من اغلى الحلي ثمنا بسبب كمية الذهب الكبيرة التي يحتوي عليها في حين ان (الجهادي) عقد ذهبي على شكل سمكة كبيرة تتدلى من في الوسط (نيرة) ذهبية كبيرة وفي الجانبين ثمانية انصاف من النيرات الذهبية.
وقالت ان عقد (المعاينة) هو شكل حديث من (الجهادي) حباته متماثلة تضمها سلسلة واحدة تلتصق ببعضها البعض اما (العقد) فهي كلمة تطلق في الكويت على العقد المصنوع من اللؤلؤ او الخرز فقط ويتخذ اشكالا مختلفة.
وذكرت (القلادة) قائلة انها عقد ينظم من الخرز والفضة وهو تسمية عربية تطلق على ما يحيط بالعنق ومن انواعه (يامعة الفضة) و (ام الخلاخيل).
وقالت المغربي ان من اهم الحلي واكثرها استخداما في المناسبات المختلفة وفي الزينة اليومية حلي اليدين من الاساور (المضاعد) وهي عبارة عن حلقات ذهبية تزين معصم اليد وغالبا يكون عددها من ست حلقات الى 12 حلقة.
واضافت ان من انواعها (عكرف لوي) وهي عبارة عن حلقتين ذهبيتين تلتوي احداهما على الاخرى اما (مضاعد صف الحصير) فتشبه بنقشتها بساط الخوص وهناك (مضاعد دلق سهيل) و (دقة الباجلة) و (الشعيرة) و (شحم ولحم) التي تصنع من الذهب الابيض (شحم) والاصفر (لحم).
وقالت ان من الانواع ايضا (مضاعد دقة ذهب) و (دقة مرجان) و (الخيزران) وهي خالية من أي نقش ويلبس في كل يد مضعد واحد منها اما (مضاعد الاستقلال) فظهرت في ستينيات القرن الماضي بعد استقلال دولة الكويت و (مضاعد السد العالي) نسبة للسد العالي في مصر.
وانتقلت الباحثة المغربية في حديثها الى (البناجر) قائلة انها نوع من الاساور الضخمة كبيرة الحجم ذات الزخارف البارزة في حين ان (الشميلات) عبارة عن اسوار عريضة مكونة من قطعتين ملتصقتين تفتح وتغلق بواسطة قفل.
وذكرت ان (الخويصات) اساور على شكل اناء الخوص الذي كان يجلب به البحارة الحلوى من الهند في رحلاتهم البحرية ومن انواعها (الحريات) و (الخصور) و (المقمش) التي تزين باللؤلؤ مضيفة ان (الزند) عبارة عن اسوار عريض على شكل ثعبان يلف على الزند واليد.
وعن الخواتم قالت المغربي انها كثيرة ومتنوعة اشهرها (خاتم بوشذر) و (خواتم مفصصة) في حين ان (الغايش) هو حزام عريض من الذهب يلف خصر العروس ومنه (غايش بوردة) و (بوغنجة) و (دقة القلب) و (فتح اللواوين).
وقالت المغربي ان المرأة الكويتية اهتمت بتجميل قدميها بحلي كالخلاخيل ويطلق عليها باللهجة المحلية (الحجول) وهي حلي هندية الاصل ومن انواعها (حجول سادة) و (حجول نفخ).
واكدت ان اهتمام المرأة الكويتية قديما بالحلي الذهبية لم يكن مقصورا على النساء من بيوت ميسوري الحال وانما هو عادة اجتماعية تضرب جذورها في المجتمع على مختلف فئاته.
واضافت ان حتى الاطفال الرضع ذكورا واناثا كانت لهم حلي خاصة بهم مثل (المفاتيل) وهي على شكل اساور تتدلى منها سلاسل بنهايتها خواتم اضافة الى الخلاخيل الذهبية التي تنتهي بأجراس صغيرة و (الجامعة) وهي عبارة عن سلسلة تنتهي بقطعة ذهبية مربعة بداخلها ورقة من القرآن الكريم لحفظ الطفل من العين وتسمى ب(المصحفية) اما (جلاب الذهب) فهو بروش يزين به ملابس الاطفال