كتاب ( هنا الكويت ) توثيق لمسيرة الإذاعة
(جريدة الجريدة)
7/8/2008م
يوسف السريِّع:
( هنا الكويت ) توثيق لمسيرة الإذاعة
فادي عبدالله
أنجز معد ومقدم البرامج ومراقب المكتب الفني في إذاعة الكويت يوسف السريّع كتاباً بعنوان «هنا الكويت... الإذاعة تاريخ وأعلام» يوثق عبره بداية الإذاعة الكويتية ويتضمن صوراً نادرة وقديمة.
«الجريدة» التقت السريع وكان الحوار التالي.
كم من الوقت استغرق إعداد الكتاب؟
أربع سنوات متتالية من إعداد وبحث، وتوقفت عن إصداره لدى الانتهاء من تجهيزه بسبب لقاء نُشر في مجلة «الكويت» تحدثت فيه عن بعض ملامحه، قرأ الحوار مجموعة من الإعلاميين والإذاعيين الذين عرضوا خدماتهم بتزويدي ببعض الصور والمعلومات، هكذا اتسعت دائرة المواد المطروحة وأغنيتها بمزيد من الصور.
ما سبب قيامك بهذا التوثيق؟
أولاً حب والدي عبد الوهاب السريّع للإذاعة الذي انعكس بدوره علي، ثانياً أثناء اعدادي لبرنامج يوثق لمسيرة الإذاعة الكويتية وتقديمه، اكتشفت معلومات تتعلق بالعناصر البشرية التي أسهمت في بناء هذا الصرح الكبير، وما كان لافتاً هو تلك الأحاديث الثرية التي جمعتني بالوكيل المساعد للأخبار والبرامج السياسية سعد جعفر، إذ أفاض بما يعرفه من خلال خبرته وذكرياته الشخصية والإنجازات غير المسبوقة التي حققتها إذاعة الكويت، من جوائز في المهرجانات العربية والخليجية والدولية أثناء توليه مسؤولية هذا القطاع،
بالإضافة إلى تقلده مناصب عدة فيها وحديثه عن والده الإعلامي المميز عبد العزيز جعفر ومسيرته مع الإذاعة، كذلك حديثي مع الوكيل المساعد للشؤون الإدارية والمالية ابراهيم النوح الذي شغل منصب مدير الإذاعة في وقت سابق،
وشهادات أخرى من الأديب عبد الله خلف والإعلامي المخضرم أحمد سالم والفنان القدير علي المفيدي والإعلامي أحمد اليعقوب والمذيعين المخضرمين ماجد الشطي، فريح العنزي، عامر العجمي، سامي العنزي مدير إذاعة البرنامج الثاني ومجموعة كبيرة من زملائي في الإذاعة، كلهم شجعوني على إنجاز هذا الكتاب.
لماذا أدرجت صور وتواريخ أول رئيس للإذاعة ووزير الإرشاد والأنباء وكل الوزراء الذين تعاقبوا على حقيبة الإعلام؟
للتوثيق وتقديراً للأشخاص الذين استلموا هذه الحقيبة سواءً بالوكالة أو بالأصالة، وكما هو معروف أن أول رئيس للإذاعة هو الشيخ عبد الله المبارك (1950-1960)
بما أنك أردت توثيق مسيرة الإذاعة الكويتية، لماذا خصصت فصلاً كاملاً عن اختراع المذياع؟
ارتأيت تقديم نبذة عن اختراع الراديو وجهود العلماء في تقنيات الإتصال والبث مثل ماركوني وأديسون، وأول محطة إذاعية في العالم، اعتبرت هذه المعلومات ضرورية كمدخل للكتاب ومن ثم الولوج إلى إذاعتنا ونشأتها.
حدّثنا عن نشأة الإذاعة؟
استندت إلى وثيقة صدرت لمناسبة اليوبيل الفضي لإذاعة الكويت ورصدت تاريخ الإذاعة الكويتية منذ عام 1951 إلى 1975 ونقحت ما ورد فيها من معلومات والإضافة عليها.
كانت هناك محاولات للبث الإذاعي في الكويت، أولها إذاعة قصر دسمان عام 1938 التي تولى عزت جعفر رحمه الله التقديم فيها، وكان الشيخ عمر عاصم يتلو آيات من القرآن الكريم، ثم بعد فترة بثت إذاعة خاصة اسمها «شيرين» لمراد يوسف بهبهاني من 1948إلى 1951 وكانت قريبة من ساحة الصفاة، حيث كان للفني الهندي داشموك دور في عملية بث الأغنيات، كذلك قدم الإعلامي خالد الشريعان البرامج الغنائية وقتذاك، وتعتبر شركة بهبهاني أولى الشركات التي باعت أجهزة الراديو.
في تمام السابعة من مساء يوم 12 مايو (أيار) 1951 انطلق صوت مبارك الميال قائلاً : «هنا الكويت». معلناً بدء انطلاقة الإذاعة الكويتية من إحدى غرف الأمن العام في قصر نايف، وأول أغنية سمعها الجمهور هي للفنان محمود الكويتي.
بعد فترة ارتفع عدد الموظفين، من بينهم حمد المؤمن صاحب البصمات الواضحة في الإذاعة الذي تدرج في منصبه من مذيع إلى كبير المذيعين ورئيس البرامج الشعبية ومراقب عام البرامج العربية والأجنبية، أخرج أول مسلسل إذاعي كويتي بعنوان «عروس النيبار» يتضمن 30 حلقة، وأخرج وقدم أول برنامج منوع بعنوان «511 في خدمتكم».
في شهر يونيو (حزيران) 1960 أُذيعت أول نشرة للأخبار، ومع اعلان استقلال دولة الكويت عام 1961 ارتفع عدد الموظفين إلى 267 موظفاً، ورافق ذلك توسع على صعيد الإدارة والاستوديوهات والتنوع في البرامج، وكان للإذاعة الكويتية دور مهم وحيوي ومؤثر في توجيه الرأي العام الكويتي وبث روح الحماسة والوطنية في نفوس الكويتيين أثناء افتعال حاكم العراق عبد الكريم قاسم أزمته مع الكويت بعد استقلالها.
عام 1964 نشأ أكبر مشروعين إذاعيين هما: الإذاعة المحلية وإذاعة البرنامج الأوروبي، وفي سبعينات القرن الماضي وثمانيناته انتقلت الإذاعة إلى مجمع الإعلام واستحدثت أجهزة فنية وإدارية وامتدت المساحة الجغرافية التي تغطيها لتشمل معظم أنحاء العالم، فانتقلت الإذاعة من مرحلة الهواية إلى الاحتراف.
كيف كانت مرحلة التسعينات ؟
واجهت الإذاعة تحديات كبيرة بعدما تعرضت الكويت للاحتلال الصدامي الغاشم في الثاني من أغسطس (آب) 1990، وهنا نستذكر العمل البطولي فور حدوث الغزو، وانطلاق صوت الكويت من الإذاعة السرية، ثم المرحلة الثانية من منطقة الخفجي في السعودية، إضافة إلى إذاعة الكويت من القاهرة، وهناك تفاصيل كثيرة عن هذه المرحلة في الكتاب إلى يوم التحرير.
بعد التحرير أعلن الإعلامي حسين ملا علي : «هنا الكويت الحرة المحررة»، وتوافد الإذاعيون الذين عملوا خارج الكويت أو الصامدون في الداخل لاستمرار بث صوت الكويت عبر الأثير، واهتمت الإذاعة في محطاتها المختلفة: «العام»، «الثاني»، «القرآن الكريم» و{البرنامج الانكليزي» ببث البرامج التي تتناسب مع ما مرت به الكويت منذ اللحظة الأولى لتحريرها.
عام 1993 أعيد تنظيم قطاع الإذاعة الذي يتبع للوكيل المساعد لشؤون الإذاعة ويتضمن: إدارة إذاعة البرنامج العام، إدارة إذاعة البرنامج الثاني، إدارة الإذاعات الأجنبية، إذاعة القرآن الكريم، محطة الغناء العربي الحديث، محطة الغناء العربي القديم، إذاعات موجهة «الأوردو» و{الفارسي» و{الفليبيني».
ماذا عن التبادل الإذاعي عبر الساتل؟
اعتمدت الإذاعة في عملية التبادل البرامجي مع هيئات الإذاعات العربية، على الأسلوب التقليدي عبر البريد أو الحقائب الدبلوماسية أو خطوط الهاتف، لكن منذ تدشين نظام التبادل الرقمي عبر الساتل يوم 9 فبراير (شباط) 2000 تولي إذاعة الكويت هذا النظام جل اهتمامها كركيزة للتبادل البرامجي، استفاد قسم المتابع ( V SAT) في إذاعة الكويت من تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية في استقبال وارسال الكثير من البرامج والمسلسلات من الدول العربية وإليها.
هل تنوي إضافة تعديلات على الكتاب في طبعاته اللاحقة؟
أصدرتُ الآن الطبعة الأولى، وستكون التعديلات والإضافات عبر الطبعة الثانية، وفي هذه المناسبة أشكر كل من أسهم معي في إنجاز هذا التوثيق سواء من أمدّني بالمعلومات أو الصور الخاصة والنادرة، فلهم الشكر الجزيل.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ
|