فهد الدويري...أمير القصة الكويتية القصيرة
الحقيقة المسلم بها والتي لا يختلف عليها اثنان من العقلاء هي ان الادب والثقافة والمعرفة لا يختص بها بلد دون بلد أو مكان دون آخر، ففي كل البلدان نجد المثقفين والأدباء وأهل الفكر والثقافة العامة كما نجد العلماء والواعين وأهل الدراية والنبوغ، فدولة الكويت هي كباقي الدول فيها الأدباء والشعراء وفيها الصحافيون والكُتّاب والإعلاميون وأهل الفن بكافة أنواعه وأشكاله.
هو واحد من أدباء الكويت وكُتّابها الذين عاصروا نهضتها الأدبية وهو ممن ساهموا بفعالية في وضع اللبنة الأساسية لصرح الثقافة والأدب فيها، وهو أيضا من الرواد الأوائل في الحركة الأدبية والثقافية في دولة الكويت الذين تركوا بصمات واضحة على مسيرة العلم والثقافة والفن الأدب والفكر في بلادنا، إنه أديبنا وشاعرنا القاص المرحوم الأستاذ فهد بن يوسف الدويري الذي ولد (يرحمه الله تعالى) في دولة الكويت يوم الثلاثاء 22 جمادى الأولى 1339هـ الموافق الأول من شهر فبراير (شباط) عام 1921م، في أحضان عائلة عربية كويتية مسلمة محافظة، وكان والده من المقربين للمرحوم الشيخ سالم المبارك الصباح، الأمير التاسع لدولة الكويت(1921-1917م)، وكان مؤيداً لسياسته في تنمية وإعمار واستقلال دولة الكويت، وقد تلقى الفقيد الراحل الأستاذ فهد الدويري تعليمه الأولي في المدرسة المباركية في الكويت ثم واصل تعليمه وأتمه في البصرة بالعراق، شارك (يرحمه الله) في كتابة المنشورات التي كانت تنتقد تصرفات بعض المسؤولين عن البعثة التعليمية الكويتية بسبب اختلاف في الرأي وكان ذلك في عام 1944م، وتمت معاقبته وزملائه الطلبة وكان حدثاً كبيراً أثار القلق بين الأوساط الطلابية في الكويت في ذلك الوقت.
كما شارك المرحوم الأستاذ فهد الدويري في إصدار مجلة (الرائد) الكويتية التي كانت تصدر عن نادي المعلمين في الكويت عام 1952م بالتعاون مع الأديبين الراحلين المرحومين حمد الرجيب واحمد العدواني، والتي بقيت تصدر حتى توقفت مع إغلاق النوادي والجمعيات الثقافية عام 1954م، وكان الأديب الدويري كاتباً سياسياً منذ نعومة أظفاره ومتحدثاً لبقاً في السياسة وما إليها، فقد كتب وتحدث كثيراً عن قضية فلسطين ونكبة الشعب العربي الفلسطيني عام 1948م، حيث نشر أكثر من مقال في الصحف العربية، وفي يوليو (تموز) عام 1948م، كتب في مجلة (كاظمة) الكويتية التي كان يرأس تحريرها الأستاذ الشاعر احمد زين السقاف وكانت أول قصة كتبها بعنوان «من الواقع» وهو من الذين اجادوا في كتابة القصة حيث استمر يكتب القصص ذات الدلالات الواضحة عن عمق تفكيره وسعة أفقه ورؤيته الصائبة لتطور الأوضاع، لكنه توقف عن الكتابة في القصة منذ عام 1954م، وعاد للكتابة ثانية ولكن هذه المرة كانت على صفحات مجلة (العربي) التي تصدرها وزارة الإعلام بدولة الكويت ومجلة «البيان» التي تصدرها رابطة الأدباء الكويتية، ونظرا لتفوقه في كتابة القصة فقد لقب بـ «أمير القصة الكويتية» و«شيخ القصاصين الكويتيين».
كان المرحوم الأستاذ فهد الدويري غزير الإنتاج الادبي والفكري وكان «يرحمه الله تعالى» مخلصاً في عمله ويكتب باكثر من اسم مستعار في العدد الواحد من الصحيفة او المجلة التي يكتب فيها، كما قال عنه الاديب المرحوم الاستاذ خالد سعود الزيد انه «شيخ القصاصين الكويتيين» بلا منازع، فهواذن «بن جبير» وهو «العجوز» وهو «قصاص» وهو «أبو ذر» وهو «ابن العاقول» وهو نفسه فهد يوسف الدويري، يتبع الجزء الثاني في عدد مقبل من هذه الجريدة إن شاء الله تعالى.
علي محمد المهدي - جريدة الوطن - 14/2/2010
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
|