أسرة الشايجي في الكويت ونجد - فرحان الفرحان 14/6/2002
المعروف ان كثيرا من الأسر والعائلات النجدية توجهت إلى شرقي الجزيرة العربية في القرون الثلاثة المنصرمة وذلك بسبب قلة الأمطار والقحط الذي أصاب نجد ومن ضمن هذه الأسر والعائلات (آل الشايجي) الذين وصلوا إلى الكويت ثم توجه قسم منهم إلى الزبير وبعض منهم توجه إلى البحرين انطلاقا من الكويت.
كانت هذه الأسرة أو قل القبيلة تعرف في نجد بالشوايق وكعادة أبناء المنطقة الشرقية للخليج إبدال القاف بالجيم مثلا العتيقي العتيجي العنقري العنجري الخفقي الخفجي وهكذا انطبق على أسرة الشوايج.
والشايقي من الأسماء المألوفة في نجد فهي موجودة في قبيلة الدواسر أصلا ثم موجود هذا الإسم في قبيلة عنزة وغيرها من القبائل.
تنتسب قبيلة الشايجي في الكويت إلى قبيلة الدواسر وهم من آل زايد وزايد عنده فرعين سالم وصهيب وفي سالم عدة عشائر منها الوداعين والرجبان والأخير الرجبان منهم الشوايق وأميرهم ابن وثيلة والمخاريم. ومن فرع الشوايق جاء ثامر ومن بعده إبراهيم وهذا أنجب ثلاثة من الأبناء هم عبدالله وعبدالعزيز ومحمد وعبدالله أنجب علي وأحمد وصالح ومحمد. أما الأخ الثاني عبدالعزيز فلم ينجب.
أما محمد فقد أنجب إبراهيم ومن ذريته ملا محمد إبراهيم أبو يوسف الذي كان مديرا لبنك التسليف والادخار سابقا.
كان ملا محمد إبراهيم الشايجي من أوائل الذين عملوا في المدرسة المباركية ولما كان غالبية المدرسين في المدرسة المباركة تطلق اسماءهم على المدارس فقد كان ملا محمد الشايجي من أوائلهم وبعد ان تولى إمامة أكثر من مسجد في الكويت وكان مسجد الغربللي ـ العجيري ـ في منطقة الصالحية قرب قصر نايف يمكن أن نقول في نفس مبنى بلديةالكويت الحالية كان ملا محمد إماما وخطيبا لهذا المسجد العتيد ذلك في نهاية الأربعينات وأوائل الخمسينات من هذا القرن.
لم يكن ملا محمد إماما وفقيها في هذه الأسرة بل كان المرحوم أحمد الشايجي والد عبدالوهاب وعبدالكريم وكيل أعمال الفاضل عبدالعزيز البابطين إماما وعالما فاضلا في الزبير وكان يأتيه كثير من أبناء تلك المنطقة لكي يستفتوه في العلم.
اشتهرت أسرة الشايجي في الكويت في أوائل القرن المنصرم بالنجارة بالأخشاب عمل الأبواب والنوافذ الشبابيك وصناعة (البدي) الصندوق الذي يوضع على هيكل السيارة للحمولة حيث كانت السيارات في أوائل القرن الماضي تصل إلى الشرق الأوسط بدون صندوق وفي الخليج الكويت والعراق والسعودية يعمل لها بدي ويكون للحمولة أو للركاب كانت هذه الأسرة الكريمة من أشهر من عمل في هذا المجال في تلك الحقبة من الزمن.
كان صلاة الكويت والبحرين متينة ومازالت فقد غادر السيدعبدالرحمن إبراهيم الشايجي الكويت إلى البحرين للعمل هناك وقد كون تجارة لا بأس بها حاله حال بعض العائلات الكويتية التي عملت في الهند أو غيرها من البلاد الواسعة.
من أبرز الشخصيات في هذه الأسرة حمد محمد صالح محمد عبدالله إبراهيم الشايجي الرجل الذي عاش بصمت وتوفي بصمت ذلك الرجل الذي كان يجمع المال القليل ويذهب إلى أفريقيا هناك ويقوم بتعليم أبناء الفقراء كيف يعملون فكان يوزع مكائن الخياطة عليهم ويعلمهم كيف استعمالها وكان يجلب أدوات النجارة الخفيفة ليقوم بالكد والعمل والانتاج وتحسين دخلهم
كان قد قام في أول رحلة إلى أفريقيا في سنة (1977)
وقد زار جنوب أفريقيا والصومال والسودان منها كسلا ودارفور لقد قام بنشاط يذكر رحمه الله.
هذه الأسرة الشايجي الأسرة الطيبة التي يتحدث عنها الشيخ حقطان بن حمود الوثيلة أمير الدواسر من الرجبان في وادي الدواسر بأن الشوايق هم من الرجبان من الدواسر وهم أبناء من جماعتنا ونحن نعتز بهم وهم يعتزون بنا.
لكن أين يأتي موقع الشوايج من الدواسر القبيلة الكبيرة كما قلت في أول الحديث فإن كثيرا من أبناء الدواسر تحذروا وتوجهوا إلى شرق الجزيرة العربية طلبا للرزق وكان من بينهم أسرة آل الشايجي الذين وصلوا الى هذه المنطقة في وقت مبكر من القرن التاسع عشر.
لقد أخرجت هذه الأسرة علماء ومدرسين وموظفين أكفاء في أعمالهم ومن أبرز هذه الأسرة في هذا اليوم الفاضل فيصل عبدالرحمن إبراهيم الشايجي المدير العام للهيئة العامة للمعلومات المدنية ذلك الشاب النشط الذي تولى أكثر من مسؤولية في هذه البلاد الرجل الذي أدار عمله بحنكة ونظام معهود.
كان الفاضل المرحوم حمد السعيدان قد ذكر في موسوعته الجزء الثاني الطبعة الثانية (791) الشايجي من الأسر الكويتية. محمد ابراهيم الشايجي من المدرسين القدماء (يوسف الشايجي مدير بنك التسليف والادخار) مسجد الشايجي في منطقة صهيد العوازم.
كما ان الفاضل احمد عبدالعزيز المزيني قد أشار في كتابه صفحة 125 الأسر والقبائل في الكويت الشايجي، من الدواسر إذن هذه لمحات عن أسرة كريمة ساهمت في هذه الدولة الكويت أسرة الشايجي نذكرها للتاريخ.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
|