نتناول في* هذه الحلقة موضوعاً* مهماً* يعتبر من المواضيع التي* تؤكد ما ذهبنا اليه في* الحلقات السابقة وهو ان الكويت لم تكن* يوماً* من الأيام تابعة للعراق ويؤكد هذا الموضوع بطلان ما جاءت به الادعاءات العراقية*.
فموضوع حلقة اليوم هو الجمارك الكويتية الذي* نتناول فيه جزءاً* من بحث للباحث عمر الدوسري* حصل به على درجة الماجستير ويتحدث فيه عن نشأة الجمارك،* ومن خلال هذه الدراسة نتعرف على الكويت وتطورها الاقتصادي* الذي* يثبت لنا أن الكويت دولة مستقلة*.
يقول الباحث عمر الدوسري* عن الضرائب والرسوم قبل ظهور الادارة الجمركية*: لقد كان حكام الكويت قبل الشيخ مبارك* يتقاضون رسوماً* جمركية قليلة على بعض الواردات لا تتعدى* 3٪* من قيمة البضاعة،* وقد كانت هذه النسبة تنخفض حتى تصل الى* 1٪* كما في* عهد الحاكم الثاني* لامارة الكويت الشيخ عبد الله الصباح* 1763* - 1813م والذي* ثبت لدينا من خلال المصادر التاريخية أنه كان أول حاكم فرضت في* عهده رسوم جمركية ثم تطورت قيمة الرسوم الى* 2٪* وذلك في* عام* 1831م كما ذكر الرحالة ستوكلر،* وفي* عهد الشيخ عبد الله الثاني* بن صباح ارتفعت الرسوم الجمركية قليلاً* لتصل الى* 3٪* وذلك في* عام* 1865م*.
وتقول د.سعاد الصباح أن هذا الرسم لم* يفرضه أحد من الشيوخ،* وانما بادر به التجار مساعدة للشيخ الذي* لم تكن تتوافر لديه الموارد الكافية لادارة شؤون الحكم والبلاد،* وقد كان هناك بعض الرسوم على الحوانيت والتي* كانت تدفع للحراس الذين كانوا* يسهرون ليلاً* لحراسة المدينة*.
وقد كانت الرسوم الجمركية قبل عهد الشيخ مبارك الصباح تدفع بطريقة التخمين وبمعدل ريال واحد* (ريال فرنسي* فضة*) على الفردة من الخام الأسمــر والتي* تحتوي* على* 30* طولاً،* والطول الواحد* يساوي* 30* ياردة،* كما كان* يتفق على رسم على كل كيس بالنسبة للبضائع الأخرى وكان هذا الرسم بسيطاً،* وعندما* يحتاج الحاكم الى مساعدات مادية كان التجار* يقدمون له ذلك،* كما كان النواخذه* يقدمون له الهدايا بعد الرجوع من السفر،* كذلك* يؤكد د.أحمد أبو حاكمة أن مجموع ما دفعه التجار لحاكم الكويت بالاضافة الى ما* يتم دفعه من قبل البدو عند بوابة السور بلغ* حوالي* 20* ألف ريال فرنسي* في* السنة استنادا على تقرير للكولونيل* »بلي*« المقيم البريطاني* في* الخليج* 1863*-1865م*.
ويلخص د*. أحمد المزيني* الهيكل الضريبي* في* الكويت الى ما قبل تولي* الشيخ مبارك الصباح الحكم في* أربعة مصادر رئيسية هي*:
ضريبة الغوص*: وهي* ضريبة سنوية مباشرة على دخل أصحاب سفن الغوص،* وقد تحدد قيمتها بنصيب* غواص واحد عن كل سفينة في* نهاية الموسم*.
الضريبة الجمركية*: وهي* ضريبة فرضت على قيمة واردات الكويت من البضائع القادمة من البر وبنسبة تراوحت ما بين* 1٪* عام* 1790م الى* 2٪* عام* 1859م الى* 3٪* عام* 1865م*.
الرسوم على الدكاكين*: وكانت تدفع كاملة للحراس الذين* يحرسون المدينة ليلاً*.
زكاة الأنعام*: وكانت تدفعها القبائل التابعة لآل الصباح من البدو من عريب دار*.
ويقول الباحث محمد عبدالهادي* جمال ان ضريبة* »الودي*« فرضت في* عهد الشيخين محمد وجراح وأنه كان* يتم تحصيلها على البضائع التي* يتم دخولها أو خروجها من الكويت حين* يقوم البائع أو المشتري* من* غير أهل الكويت بدفعها،* وكانت قيمتها تعتمد على نوع البضاعة،* فمثلاً* كان* يتم تحصيل روبيتين على الجمل وروبية على الماشية وروبية على كيس العيش وأربعة آنات الآنة*: جزء من الروبية والروبية* 16* آنة على كيس القمح وأربع آنات على كيس الشعير وأربعة آنات على قَلّة والقلة هي* عبوة مستديرة الشكل تصنع من ورق النخيل الخوص وتستخدم لتعبئة التمر وتزن* 38كيلو* غراماً* من* التمر وبيزتان على وقية السكر،* والبيزة*: هي* جزء من* 64* جزءاً* من الروبية وهي* ربع آنة،* »سحبت من الأسواق عام* 1957*«.
أما عن انشاء الجمارك* يقول عمر الدوسري*: لما تقلد الشيخ مبارك الصباح شؤون الحكم في* الكويت وتوسعت مقاصده وعظمت أغراضه وازدادت نفقاته في* معاركه وحروبه أسّس في* مايو* 1899م دائرة منظمة للجمارك أي* بعد توقيع الحماية البريطانية مع الكويت،* وفرض رسوماً* قدرها* 5٪* على جميع ما* يرد الى الكويت من الموانئ البحرية والبرية ثم أخذ هذا الرسم* يزداد على مر الأيام الى أن بلغ* 10٪* على بعض الأصناف التجارية*.
وتقول د.سعاد الصباح أنها أول ادارة كويتية وقد ظلت الادارة الوحيدة حتى عام* 1921م،* وأن موقع هذه الادارة كان* يقع أمام دروازة نايف في* سور الكويت القديم،* وكانت بوابة الجمرك من الداخل بقرب البوابة من ناحية المدينة،* وكان العمل في* الجمرك البحري* يبدأ من السادسة والنصف صباحاً* أو السابعة حتى الثانية عشرة ظهراً،* ثم من الساعة الثانية حتى* غروب الشمس*.
وذكر الباحث محمد عبد الهادي* جمال* أنها المرة الأولى التي* تفرض فيها الرسوم الجمركية على البضائع الواردة عن طريق البحر حيث كانت في* السابق عن طريق البر فقط،* وقد شملت الضرائب التي* فرضها الشيخ مبارك البضائع المستوردة من الموانئ التركية والتي* كانت في* بداية عهده معفاة تماماً* من الرسوم،* كما شملت البضائع الخارجة من الكويت سواء عن طريق البحر أو البر*.
وكانت ادارة الجمارك في* ذلك الوقت ادارة صغيرة في* بناء متواضع عبارة عن* »عشة*« صغيرة تقع على ساحل البحر بالقرب من الفرضة ميناء الكويت القديم،* يعمل بها شخص أو اثنان لتقييم البضائع وحساب الرسوم الجمركية عليها،* وكان أول مدير للجمرك البحري* هو* »أمان بن ربيعة الحبشي*« وهو من اتباع الشيخ مبارك الصباح،* وكانت مهمته جباية الضرائب الواردة عبر البحر،* حيث* يقوم باستيفاء الضرائب نقداً* أو عيناً* من البضائع المستوردة نفسها،* ليتسلمها الحاكم في* نفس اليوم والذي* يصرفها بالطريقة التي* يراها*.
وقد كان تحصيل الرسوم الجمركية بطريقة بدائية مبنية على الثقة،* حيث* يقوم مسؤول الجمرك البحري* ومعاونوه بحساب عدد الربطات أو العبوات التي* يتم انزالها من السفن الشراعية لحساب التاجر لاستيفاء الرسوم عليها،* حيث* يأخذ مسؤول الجمرك عشرة عبوات أو ربطات اذا كان عددها مئة ربطة أو عبوة ويسلمها للحاكم أو* يبيعها بالمزاد لحسابه أو تقدير قيمتها لاستلامها نقداً*.
ويذكر الباحث عمر من خلال اطلاعه على نبذة عن عبد اللطيف العبد الجليل في* أحدى الصحف أن من تولى ادارة الجمارك بعد أمان الحبشي* هو عبد المحسن العجيل ثم السيد عبد اللطيف عيسى ابراهيم العبد الجليل،* وفي* عهد ادارة هذا الرجل تطورت الادارة الجمركية وتنظمت بشكل كبير ولذلك أطلق عليه الشيخ مبارك لقب المدير وأصبح* يعرف بيته ببيت المدير،* واستمر العبد الجليل مديراً* لجمارك الكويت أو رسومات الكويت كما كان* يطلق عليها من خلال المراسلات التي* كانت تتم بين مدير الجمارك والجهات الأخرى سواء الحاكم أو المندوب البريطاني* في* الكويت أو* غيرهما،* استمر مديراً* لمدة* 23* عاماً* بدأها من عهد الشيخ مبارك مروراً* بعهد الشيخ جابر المبارك ثم الشيخ سالم المبارك حتى عهد الشيخ أحمد الجابر،* وقد قام* عبد اللطيف العبد الجليل أثناء ادارته للجمارك بزيارة الكثير من البلدان منها المملكة العربية السعودية والعراق والهند وغيرها لبحث التعاون الجمركي* بين الكويت وتلك الدول،* ويعتبر العبد الجليل أول مدير فعلي* للجمارك بعد تنظيمها*.
وقد كانت تتم بين مدير رسومات الجمارك في* الكويت وبين المندوب البريطاني* في* الكويت العديد من المراسلات التي* تدل على مدى التعاون بينهما في* سبيل تسهيل دخول وخروج البضائع من والى الكويت،* ومن هذه المراسلات كتاب وجهه الليفنت دي*.في*.مكلوم*
Maklom الى عبد اللطيف العبد الجليل مدير جمارك الكويت في* 24* أكتوبر* 1918م* يستفسر فيه عن رسوم الأموال الخارجة،* وقدر رد علية مدير جـمارك الكـويت في* اليوم التالي* بكتاب فيه تـفصيل لكـل* صادرات الكويت من دهن وجلود وصوف وشحم وغنم وخيل وحمير وابل وسمك نسبة رسومها الجمركية هي* 4٪*.
ويذكر الباحث محمد عبدالهادي* جمال عددا ممن تولوا الادارة الجمركية وهم* يوسف جاسم اليعقوب ثم عبد الوهاب الجسار،* ومن موظفي* الجمرك البحري* الأوائل سعدون جاسم اليعقوب ويعقوب جاسم اليعقوب وأحمد الخرس وملا عواد وعبد الفتاح شوقي* الأيوبي* وشملان الحسـاوي* وابراهيم التويجري* وعابدين الصايغ* وفهد العتيقي* وماجد الشاهين،* أما بالنسبة للجمرك البري* فقد تأسس في* عهد الشيخ مبارك الصباح لجباية الرسوم على البضائع الداخلة الى الكويت والخارجة منها،* وقد عين الشيخ مبارك أحد عماله ويدعى ابن دهيمان ليكون مسؤولاً* عن تحصيل الرسوم الجمركية على البضائع الداخلة الى الكويت،* وكان ابن دهيمان* يتخذ* »الصنقر*« وهو بقايا بوابة سور الكويت الثاني* في* المدخل الجنوبي* للسوق الداخلي* قرب سوق الماء،* وهو عبارة عن بوابة كبيرة مسقوفة بسقف على شكل قوس وبها منصتان متقابلتان،* مقراً* له لمراقبة قوافل الجمال والحمير الخارجة من الكويت لدفع ما عليها من رسوم،* ويطلق على تلك الرسوم* »الودي*« وكان موظف الجمرك البري* يسلم صاحب البضاعة وصلاً* يطلق عليه* »بروة*« وهو وصل استلام وهي* عبارة عن قطعة صغيرة من الورق*.
ثم تسلم صالح العسكر مسؤولية* »الودي*« على البضائع الخارجة من الكويت بعد ابن دهيمان،* بأمر من الشيخ مبارك الصباح،* واستمر بالعمل فيه لفترة طويلة امتدت الى عام* 1938م،* عندما تم تعيين مرزوق الطحيح مكانه،* وقد ارتبط اسم المرحوم صالح العسكر بالودي* لفترة طويلة امتدت منذ عهد الشيخ مبارك الصباح والشيوخ الذين تعاقبوا من بعده الى عهد الشيخ أحمد الجابر،* حيث قضى فترة طويلة من عمره وهو* يستلم الودي* من أبناء البادية متخذاً* الصنقر مقراً* له،* وكان صالح العسكر* يجلس على الصنقر لمراقبة الجمال والحمير الخارجة من المدينة من خلال ذلك المنفذ،* وهي* تحمل على ظهورها مختلف أنواع البضائع الى البادية*.
وكان البدو الى ما قبل بناء السور الثالث* يدفعون الودي* لصالح العسكر بالصنقر ويتوجهون بعد ذلك الى البادية عبر الصفاة حيث كانت تتواجد هناك خيمة صغيرة* يتخذها موظف الجمرك مقراً* له لتسلم* »البروات*« وبعد توسع المدينة وبناء السور الثالث عام* 1920م أصبحت بوابة الشامية هي* المنفذ الرئيسي* لخروج البدو من المدينة،* فكانوا* يستلمون* »البروة*« من الصنقر ليقوموا بتسليمها لحارس البوابة عند* خروجهم منها لاثبات دفعهم للضريبة*.
وقد كان* يعاون العسكر في* عمله صالح الفضالة والذي* كان* يتواجد بالصفاة لمراقبة القوافل الداخلة الى الكويت لجباية الرسوم منها على البضائع الواردة،* وقد بني* لهذا الغرض مبنى صغير في* وسط الساحة حوالي* عام* 1914م لمراقبة القوافل الداخلة الى المدينة لتسلم الضريبة منها،* وكان عبارة عن مبنى من طابق واحد محاط* »بلواوين*« جمع* »ليوان*« وهو عبارة عن واجهه مفتوحة ذات سقف للمبنى من الخارج،* أطلق عليه الناس اسم المكتب،* وفي* عام* 1938م وعند تسلم المرحوم مرزوق الطحيح مسؤولية الجمرك البري* تم نقل الجمرك البري* بكامله الى مبنى الصفاة المكتب بعد ازالة الصنقر،* وقد أزيل مبنى الجمرك البري* في* الصفاة أيضاً* في* فترة لاحقة بعد أن شيد مبنى آخر بالقرب من بوابة الشامية لهذا الغرض*.
وقد عمل مرزوق الطحيح عندما كان مديرا للجمرك البري* على تطوير الجمارك البرية وقد واجه في* أثناء عمله العديد من الصعاب والتي* منها عدم فهم المواطنين لبعض اللوائح والنظم الادارية الجديدة وهذا ما* يعرقل العمل في* بعض الأحيان،* مع أن الكويتيين* يمتازون بالطاعة للأوامر والخضوع للقوانين التي* تصدرها الادارات المختلفة في* الكويت،* واقترح في* سبيل تحقيق التعاون بين الأهالي* والادارات في* العمل أن توضع في* كل دائرة لوحة مصدرة بالبيانات الاضافية عن سير العمل وكيفيته وأوقاته وأنظمته مع تسجيل ما* يستجد من نظم جديدة للأعمال لكي* يدرك الأهالي* تلك الأنظمة وبالتالي* لا* يحدث أي* تأخير*.
* ومن الموظفين الأوائل الذي* عملوا بالجمرك البري* عيد بن شيتان وأحمد الماجد ومزيد الرجعان وعبد الوهاب السيد وأحمد البرجس وعبد العزيز المطوع وسعود الصلال ومحمد الحميضي*.
ومن خلال ما قدمه الباحث عمر الدوسري* والذي* أطلعنا على انشاء وتطور الجمارك الكويتية،* نجد أن الجمارك الكويتية تأخذ عادة على البضاعة الداخلة الى البلاد،* وقد حرص حكام الكويت منذ عهد الشيخ عبد الله بن صباح بن جابر حتى قيام عهد أخر حاكم في* الامارة وهو الشيخ أحمد الجابر أن* يراعوا مسألة دفع الجمرك*.
* وهنا لابد أن نتوقف عند حاكم كانت كلاماته تدلنا على حرصه على أبناء الوطن حيث* يقول سيف مرزوق الشملان*: كان جابر كريماً* حتى لقب بجابر العيش لكثرة ما* يتصدق به على الفقراء والمساكين،* والعيش* يطلق على الأرز،* وكان الى جانب كرمه عاقلاً* حليماً* حازماً* محباً* لأهل بلده ساعياً* الى راحتهم،* ومن ذلك أن ابنه صباح وضع ضريبة على الدكاكين باغراء من بعض أصحابه وبدون علم أبيه،* ولم* يستطع رجل فقير أن* يدفع شيئاً* من حانوته،* فلم* يقبل صباح عذره فاضطر الرجل الى انهاء الأمر الى أبيه وفي* مجلسه العام وبين الناس شرح له شاكيته وما هو فيه من ضائقة وطلب اعفائه من هذه الضريبة وعندئذ دهش جابر مما سمع والتفت الى جلسائه* يستفهم منهم الحادث فأخبروه بأن صباح وضع هذه الضريبة فأرسل الى ابنه صباح وأغلظ عليه في* القول بعمله المشين وقال له*: ان لأهل الكويت عليناً* حقوقاً* عظيمة ولو كانت تحت* يدي* ثروة طائلة لقمت بحاجات الفقراء والمحتاجين منهم الى أن* يموتوا*.
* أما بالنسبة للجمرك البري* فقد تأسس في* عهد الشيخ مبارك الصباح لجباية الرسوم على البضائع الداخلة الى الكويت والخارجة منها،* وقد عين الشيخ مبارك أحد عماله ويدعى ابن دهيمان ليكون مسؤولاً* عن تحصيل الرسوم الجمركية على البضائع الداخلة الى الكويت،* وكان ابن دهيمان* يتخذ* »الصنقر*« وهو بقايا بوابة سور الكويت الثاني* في* المدخل الجنوبي* للسوق الداخلي* قرب سوق الماء،* وهو عبارة عن بوابة كبيرة مسقوفة بسقف على شكل قوس وبها منصتان متقابلتان،* مقراً* له لمراقبة قوافل الجمال والحمير الخارجة من الكويت لدفع ما عليها من رسوم،* ويطلق على تلك الرسوم* »الودي*« وكان موظف الجمرك البري* يسلم صاحب البضاعة وصلاً* يطلق عليه* »بروة*« وهو وصل استلام وهي* عبارة عن قطعة صغيرة من الورق*.
ثم تسلم صالح العسكر مسؤولية* »الودي*« على البضائع الخارجة من الكويت بعد ابن دهيمان،* بأمر من الشيخ مبارك الصباح،* واستمر بالعمل فيه لفترة طويلة امتدت الى عام* 1938م،* عندما تم تعيين مرزوق الطحيح مكانه،* وقد ارتبط اسم المرحوم صالح العسكر بالودي* لفترة طويلة امتدت منذ عهد الشيخ مبارك الصباح والشيوخ الذين تعاقبوا من بعده الى عهد الشيخ أحمد الجابر،* حيث قضى فترة طويلة من عمره وهو* يستلم الودي* من أبناء البادية متخذاً* الصنقر مقراً* له،* وكان صالح العسكر* يجلس على الصنقر لمراقبة الجمال والحمير الخارجة من المدينة من خلال ذلك المنفذ،* وهي* تحمل على ظهورها مختلف أنواع البضائع الى البادية*.
وكان البدو الى ما قبل بناء السور الثالث* يدفعون الودي* لصالح العسكر بالصنقر ويتوجهون بعد ذلك الى البادية عبر الصفاة حيث كانت تتواجد هناك خيمة صغيرة* يتخذها موظف الجمرك مقراً* له لتسلم* »البروات*« وبعد توسع المدينة وبناء السور الثالث عام* 1920م أصبحت بوابة الشامية هي* المنفذ الرئيسي* لخروج البدو من المدينة،* فكانوا* يستلمون* »البروة*« من الصنقر ليقوموا بتسليمها لحارس البوابة عند* خروجهم منها لاثبات دفعهم للضريبة*.
وقد كان* يعاون العسكر في* عمله صالح الفضالة والذي* كان* يتواجد بالصفاة لمراقبة القوافل الداخلة الى الكويت لجباية الرسوم منها على البضائع الواردة،* وقد بني* لهذا الغرض مبنى صغير في* وسط الساحة حوالي* عام* 1914م لمراقبة القوافل الداخلة الى المدينة لتسلم الضريبة منها،* وكان عبارة عن مبنى من طابق واحد محاط* »بلواوين*« جمع* »ليوان*« وهو عبارة عن واجهه مفتوحة ذات سقف للمبنى من الخارج،* أطلق عليه الناس اسم المكتب،* وفي* عام* 1938م وعند تسلم المرحوم مرزوق الطحيح مسؤولية الجمرك البري* تم نقل الجمرك البري* بكامله الى مبنى الصفاة المكتب بعد ازالة الصنقر،* وقد أزيل مبنى الجمرك البري* في* الصفاة أيضاً* في* فترة لاحقة بعد أن شيد مبنى آخر بالقرب من بوابة الشامية لهذا الغرض*.
الكاتب وقع في اخطاء تاريخية لا تغتفر
اولا الجمرك البري تم العمل به في عهد الشيخ عبدالله بن صباح وليس الشيخ مبارك
ثانيا اول مدير للجمرك البري كان صالح الفضالة وليس صالح العسكر وقد استلم الجمرك من اخيه علي الفضالة في عهد الشيخ عبدالله بن صباح واستمر الحال في حكم الشيخين محمد وجراح الى ان استلم صالح الفضالة الجمرك في عهد الشيخ مبارك وكان يلقب صالح الفضالة بشيخ الدروازة
المصادر
1- كتاب قراءة في اوراق احمد البشر الرومي
2- كتاب نشاة الجمارك الكويتية ليوسف الحجي
__________________
أقوى من الشّدة، أطول من المدة، احد من السين، أهدأ من السكون، أسرع من لمح العين،