راشد بوردن العازمي: البحر من أصعب المهن التي مارسها الكويتيين في الماضي

[كويتى مخضرم]

ديوانية الأذينة مركز تجمع أهالي الدمنة سابقاً
راشد بو ردن العازمي: البحر من أصعب المهن التي مارسها الكويتيون في الماضي.

الثلاثاء, 26 أغسطس 2008

حاوره : إبراهيم الرفاعي- فايز الزعل

المجتمع الكويتي حافل بالاحداث على مدى القرون الماضية مما مهد الى ظهور شخصيات واسماء ساهمت في بناء هذا المجتمع الذي اصبح قدوة لكل المجتمعات في كل بقاع الارض، ولاننا اعتدنا في كل اسبوع ان نصافحكم بشخصية لها اثرها في هذا المجتمع فإننا هنا نعود بكم بالذاكرة الى الوراء مع احد الاسماء المهمة التي كانت تسكن في منطقة الدمنة «السالمية حاليا « هو العم راشد سعود ابو ردن العازمي وهو من مواليد 1923. انتقلنا معه من جانب لآخر في كشف التفاصيل التي كانت تطغى على ملامح المجتمع الكويتي في الثلاثينات والاربعينات.
وحول صعوبة الحياة قديما في المجتمع الكويتي اتجهنا الى العم «ابو سعود» الذي فتح قلبه لنا في تداول ما تحمله ذاكرته من معلومات قيمة وارشيف زاخر بالصدق والشفافية لحياة لم تلوثها العولة ولا الحضارة، فكانت هذه الذكريات الجميلة على لسانه. قال ان الكثير من ابناء المجتمع الكويتي سابقا تلقوا التعليم على يد اصحاب المعرفة والخبرة الذين لهم تجارب في الحياة فقدموا ما لديهم من معلومات لابناء الفريج، ومن ناحيتي تلقيت التعليم على يد «الملا سعود» انا وزملائي آنذاك عضو مجلس الامة السابق مرضي عبدالله الاذينة ومحمد بن هران وعلي بن سلطان وسعود بن ملاس الغزير ومجموعة اخرى من عيال الفريج لا تسعفني الذاكرة لذكرهم ونظرا لصعوبة الحياة والمعيشة سابقا تركت التعليم مجبرا لانني ابحث عن لقمة العيش في «الثلاثينات والاربعينات» فاتجهت انا ومن معي للعمل، ولم يواصل دراسته بيننا سوى مرضي الاذينة الوحيد الذي اكمل تعليمه الى النهاية.
الزراعة والصيد
لم يكن من عمل في السابق سوى العمل في الزراعة او ركوب البحر، لانهما الوسيلتان الوحيدتان اللتان كانتا امامنا فعملت في الزراعة في منطقة الدمنة (السالمية حاليا) حيث كنا نزرع البطيخ في فصل الصيف وفي الشتاء «الطماط» واذا اتى الربيع نزرع «الخيار» فالعمل في الزراعة كان شاقا ومتعبا لدرجة لا يتحملها الانسان لكن ما الحيلة ليس امامنا سوى الصبر والعمل باخلاص فهناك اسرة تنتظرني من اجل المحصول الذي كنا نذهب في بعض الاحيان لبيعه في بعض المناطق في الرميثية وشرق والفنطاس وغيرها، وعن اشهر «القلبان» التي كنا نجلب الماء منها فقد كانت كثيرة من مزارع شرق والرميثية التي كانت بها الكثير من المزارع وايضا القلبان كانت متوافرة في الكثير من الاماكن.
البحر
اول دخول لي في البحر كان في عام 1943 مع النوخذة محماس بن عيد وعويضة الهاجري فكنت مضطرا للغوص مع اهل الكويت وفي طرق هذا الاتجاه باي شكل من الاشكال. وكنا نغوص في «هيرات اهل الكويت» وهذه المغاصات كانت في حولي وابو عجاج وخوالوه وابو ظلام وعفيصان وتبلغ مسافة العمق للغوص من «13 باعا - 9 باعات». فالغوص يعتبر من اصعب المهن «واقشرها» فالبحر متعب جدا لمن يبخص علومه لكن اذا لم نركب البحر ونواكب الظروف سندخل في صعوبات حياتية الله اعلم فيها، وهناك كثير من الاحداث المؤلمة التي مرت علينا فهناك كثير ممن انقطعت بهم «الاحبال» اثناء الغوص ولقوا حتفهم مجبرين وهناك من «ينجيه ربك» فالمغاصات كانت خطرة جدا بالنسبة لنا ولكن ما العمل.
أمير الغوص
وقبل دخول الرسم للغوص هناك مواعيد محددة مثل دخول الثريا اواخر شهر تسعة، واشار ابو سعود الى ان امير الغوص آنذاك راشد بن احمد الرومي وهو من يضرب المدفع لبداية الغوص ونهايته وتبلغ الفترة تقريبا اربعة او خمسة اشهر والرومي يتلقى التعليمات من الشيخ احمد الجابر رحمه الله حيث انه الوصي الرئيسي على الذين يدخلون الغوص؛ والغوص تجد فيه صعوبات وايضا هناك مراكب الغوص تختلف من مركب لآخر فهناك تجد سبعين من الغواصة في مركب وآخر عشرين ويوجد اقل من عشرة، واشار الى ان مركب البتيل الذي يملكه راشد بن احمد يتسع لستين وعبدالله بن حسين يوجد لديه مركب كبير جدا ومهن الذين على المركب تختلف تجد السيب والغيص «والطباخ مهمته تجهيز الوجبات». وحول جلب الاسماك نجد الطواويش بانتظارنا في شراء المقسوم من الصيد في المركب وهناك الكثير من نواخذة العوازم الذين ركبوا البحر في الماضي محمد المدعج وحجرف العقيل والاذينة وعقيل بن عقاب وابن صويلح ومبارك الحريص.
عيدا الفطر والأضحى
وكان تمركز عيال الفريج في المناسبات في ديوانية الاذينة التي يتم التجمع بها من صلاة العيد الى ما بعد الظهر، وحتى الضيوف الذين يأتون فانهم يتجهون الى ديوانية الاذينة.
منطقة رمثان
وهي المنطقة التي تقع بين الرميث والرميثية.. هى الآن امتداد شارع عمان وهي كانت منطقة زراعية سابقا وكان من يمتلك مزارع بها مبارك الرميضي وحمود بن هران وعلي الاذينة وعلي بن مانع وحمد الرشيد، وانواع الزراعات ما بين البطيخ والخيار والطماط ولكن تقدم الوقت وتوفر الوظائف جعل الناس يتركون الزراعة ويتجهون للوظائف الحكومية وذلك في بداية الخمسينات.
التاكسي والبنك البريطاني
بعدما تركت الزراعة اشتغلت على التاكسي لحسابي الخاص واول سيارة اشتريتها من «عبد الحميد السيد» وكانت وانيت موديل «37» وبعد ذلك اشتريت «وانيت تارجن» من محمد العلي.. موديله «43» وآخذ «العبرية» من الدمنة الى الشرق وايجار الراكب «نص روبية» في سنة «53» ورخصة القيادة كانت خاصة. وجميع التكاسي كان تجمعها لدى «البنك البريطاني» والمواقف كانت عديدة لتجمع سيارات التكاسي.. بعد ذلك اشتريت فورد وانيت من «حفيز الحميضي» في «53» وبعد ذلك اشتريت «جمس» بمبلغ اربعة عشر ألف روبية واستخدمته لفترة طويلة.
الزواج
تزوجت في سنة «51» على يد الملا «سعود الرغيب» وكان زواجي في «الصبيحية» واخذت بنت عمي سيف ابو ردن والزواج كان تقليديا «بيت شعر» والزواج سابقا يوم الخميس ويوم محدد.. أما الآن اختلف الوضع لديكم الزواج في اي يوم من الاسبوع وهو يختلف عن ايامنا.
العرضة
كان الشيخ أحمد الجابر والشيخ عبدالله الجابر يحضران الاحتفالات بالاعياد في «براحة المحكمة الحالية» وغالبية «عيال الشيوخ» يحضرون المناسبات ورقص العرضة ويشاركون الناس افراحهم وكانت الحياة سابقا بسيطة وجميلة، بشكل لاتتخيله.
ميزة آل الصباح
كان ابناء الاسره لا يقصرون مع الاسر الضعيفة والمحتاجة فقد كانوا يمدونهم بالاكل والاحتياجات وكانوا كرماء لدرجة ان ابواب القصر كانت مفتوحة لاهل الكويت سابقا.
الحجامة والكي
في السابق حينما يتعرض احد ابناء الفريج للمرض لا يوجد الا «الحجامة والكي» وفي السابق ما لك الا العلاج هذا وبعده اتى المستشفى الاميركاني مع تطور الوقت.
الذيابة
في سنة 40 كانت منطقة الساحل يوجد بها ذيابة في كل مكان وكانت تحدث امور كثيرة لكن بعد ذلك دخلت السيارات والقوانيص فانقرضت كل الحيوانات المفترسة في ذلك الوقت.
الحج
اول مرة ذهبت للحج في سنة 53 مع حملة محمد بن وسمي وبعدها مع حملة علي الاذينة وفيما بعد. كنا نحج بالسيارات.
رمضان
الاعياد كانت بسيطة ونجتمع في احدى الدواوين الى آذان السحور وسابقا الناس مختلفة عن الآن والتواصل كان بشكل مغاير وخصوصا في رمضان. اما الآن الوضع اختلف لديكم الانطوائية اصبحت في هذا الزمن في كل شيء.

جريدة الرؤية

[الناصر]

سوالف وايد حلوه من العم راشد بوردن ومقابلة جميلة مشكور اخوي على نشرها

[عادل الفريحان]

تسلم بوفهد على هلمقال
الله يرحم راشد بوردن ( بوسعود ) ويسكنه الفردوس الاعلى
ولد في الدمنه 1923وضل في السالميه ولم يتركها حتى سنة 1983 بعدها انتقل الى سلوى

[ابوردن]

تسلم بو فهد علمقالة