راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > تاريــــــخ الكـويت > جغرافية الكويت
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-10-2008, 08:22 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي بوابة أو دروازة البريعصي - فرحان الفرحان

المواقع والأمكنة في تاريخ الكويت

إعداد: فرحان عبدالله الفرحان


من المتعارف عليه في البلاد العربية منذ القديم أن غالبية المدن لها بوابات تحيط مدينتهم، وهناك في القاهرة باب الحديد وباب زويلة وغيرهما، وفي دمشق باب توما وباب الجابية وباب سريجة وباب مصلى وهكذا.
نحن في الكويت كانت عندنا بوابات للأسوار الأول والثاني والثالث، لحمايتها من الأعداء، وكان يطلق على هذه البوابات «دروازة» والكلمة فارسية، والسبب في ذلك ان الكويتيين القدامى بعد معركة قارادان، أول معركة حدثت في الكويت وبعد معركة الرقة، قرر الشيخ عبدالله الأول عبدالله الصباح، وذلك بعد مشورة الكويتيين، ان يغلق الشوارع المطلة على الفضاء خارج البناء ببوابات، وهكذا جيء بفنيين إيرانيين من إيران وقاموا ببناء بوابات (دراويز) الفداع والمديرس في الغرب، قبلة، وبن بطي والقروية، وكان أهل الكويت يتفرجون عليهم ويسألونهم عن هذه الأبواب الكبيرة غير المعهودة في الكويت فيجيبون ان هذه «دروازة».


هذه الخريطة من كتاب «الجغرافيا التاريخية للكويت» للدكتور رشيد الفيل (صفحة 607)


واشتهر هذا الاسم فيما بعد وأصبح اطلاق اسم دروازة هو السائد حتى منتصف القرن العشرين، حيث استبدلت بكلمة بوابة مع السور الثالث الذي يحمل اسم بوابة المقصب في آخر السور من جهة الغرب، ثم بوابة الجهراء وهي التي يُتجه منها إلى قرية الجهراء، ثم بوابة الشامية أو نايف، واسم الشامية هو السائد أكثر، ثم بوابة البريعصي، فبوابة قصر دسمان. والبوابة الوحيدة التي تحمل اسم حارسها والمسؤول عنها هي بوابة البريعصي التي اطلق عليها فيما بعد بوابة الشعب، نظراً لانها على طريق قصر الشعب قصر الشيخ سالم المبارك ثم الشيخ عبدالله السالم رحمهما الله، اسوة باسم بوابة الجهراء والشامية. هذه البوابات كانت تفتح في النهار وتغلق في الليل، وكانت البوابات التي تعمل هي بوابات البريعصي والشامية والجهراء، اما بوابة المقصب ودسمان لا تفتحان إلا وقت اللزوم.

كانت هذه البوابات تدار من قبل حراس يرأسهم مسؤول كبير، وكانت لديهم غرف للنوم والسلاح. وفي أول الخمسينات قام الشيخ عبدالله المبارك رئيس الأمن العام باستبدال هؤلاء الحراس بعسكريين بعد أن دربوهم تدريبا عسكريا حديثا، وأتذكر ذلك اليوم الذي قام فيه الشيخ عبدالله المبارك باستبدال الحراس بهؤلاء العساكر،حيث كان يركب سيارته ويقودها بنفسه ومعه بعض الأشخاص وخلفه وانيت فيه مجموعة من الافداوية ويمر على بوابة الجهراء ثم الشامية ومن ثم الشعب (البريعصي)، وكنت بالصدفة راكبا دراجتي (الكاري مالي) وصديقي معه دراجته، فوقفنا نتفرج على الشيخ عبدالله المبارك، الذي كان يضع على عينيه نظارة سوداء ويدخل من باب ويخرج من الآخر، والجنود يحيونه عند بوابة الدخول، وكنت اشاهدهم وهم يركضون ليحيونه التحية العسكرية وهو قادم بعد ان لف ودار في سيارته «الكاديلاك» السوداء، ومرافقوه يحتجون على العساكر لماذا لم تحيوا الشيخ من البوابة الثانية، ولكن الله ستر والعساكر مساكين يركضون من بوابة الى بوابة مثل الي يسوله (ديدهوه)؟


فالح البريعصي

بعدها انتظمت البوابات ووضع في كل بوابة تليفون وبعض الجنود لا يعرفون كيف يستعملونه وكان التلفون «يرن» واخونا الذي عليه النوبة يسمعه ويخليه يوللي، ومرة قيل لي انه بعد ان رن التليفون ذهب وأيقظ رئيس النوبة، وقال له: تعال، يبون كلم، ولما جاء المسؤول وجد التليفون ساكتا، فقال له: ليش ما رديت عليه؟

وبعدها أتذكر عملوا لهم كورسا عن استعمال التليفون، لأن التليفون شيء جديد، لم يعهدوه من قبل، كل ما هنالك، واحد يطرشونه او يرسلون رسالة، هكذا كان سابقا، ظلت هذه البوابات مستمرة الى ان تقدم العمران خارج السور وخارج هذه البوابات، ولم يعد لهذه البوابات معنى وقيمة، لهذا أغلقت ردحا من الزمن، حتى تم الاستقرار على ان تكون جزءا من تاريخ الكويت، حيث انها مع السور بنيت في عهد الشيخ سالم المبارك، في شهر رمضان، ولقد تكاتف الكويتيون جميعا على ذلك، وكان العمل ليلا كما قلت، لأنهم في رمضان المبارك.
هذه مقدمة عن هذه البوابات، لكن حديثنا هو عن بوابة او دروازة البريعصي البوابة التي حملت اسم حارسها المقدام الذي تحمل العبء لسنوات طويلة في منطقة موحشة لا انيس ولا من يحزنون ولا احد يمر عليه في تلك الفترة التي عمل خلالها، فمن هو هذا البريعصي؟
البريعصي حامل هذا اللقب الشهير والذي دخل التاريخ، عندما كان السيد المطاع الذي يفتح ويغلق هذه البوابة، ويحط رأسه وينام، هذا الشهم الذي كان من سكان فريج المطران، قرب مسجدي هلال ودروازة العبدالرزاق، كان هذا هو فالح عامر عزام البريعصي الذي لعب دورا كبيرا إبان معركة الجهراء، حيث هب مع مجموعته ومع اهلهم وابنائهم من الكويت، ليدافعوا عن بلدهم في هجوم فيصل الدويش في تلك الحقبة، وإن المسؤولين في الدولة لم ينسوا له هذا العمل فوكلوا له الامانة في هذه البوابة.

الحالة في تلك الفترة حالة تعبانة، حيث الوضع الاقتصادي لا يسر، لذلك أنشأ هذا الرجل الذكي فالح البريعصي مزرعة قرب هذه البوابة واخذ يزرعها بالخضروات والبقول والطماطم، وكذلك زرع بعض الاشجار من السدر وهذا نعم الرأي، واستغل فراغه لأن «يزعب يمح» الماء من الآبار، حيث المياه صالحة للزراعة في تلك المنطقة وضرب بذلك عصفورين بحجر واحد.
ولد فالح البريعصي سنة 1896، وتوفاه الله سنة 1971، وعاش نحو خمس وسعبين سنة، اقول رحمه الله رحمة واسعة.
فالح عامر عزام البريعصي من فخذ علو من الموهة من البراعصة من الحوامد من قبيلة امطير.
هذا الرجل كان وفيا للكويت أثناء عمله في هذه البوابة، وكذلك عندما شارك في معركة الجهراء للدفاع عن الكويت.


صورة عن جنسية البريعصي (فالح عامر عزام) تبين تاريخ ولادته

تزوج فالح البريعصي بخمس زوجات: اثنتان من قبيلته والثالثة من قحطان، والزوجتان الاخيرتان من شمر، وانجب ثلاث بنات وثلاثة ابناء، وكان حفيده احمد سعود فالح البريعصي قد زودني ببعض الملاحظات عن جده رحمه الله.
هذا العامر، واقول العامر وليس عامر لأنه اسم على مسمى ويذكرني بالمرحوم حمد الحميدي الذي عمل في شركة النيل والهاتف، والتي كانت اعمدتها تمتد من الكويت حتى البصرة، وكانت الخطوط المربوطه تنقطع في بعض الاحيان من جراء فاعل او الهواء، لذلك كان الاتصال التليفوني ينقطع في حينها.. وكان الحميدي يكلف ويركب وينتقل على بعيره مع سلم صغير ومجموعة وايرات وبعض الغذاء وبندقية ومسدس، ويتوجه بجمله من الكويت يتابع الخط. ويصل في بعض الاحيان الى سفوان ويصلح الخط ويعود الى الكويت، و«يا ويل» اللصوص الذين يقتربون وهو يصلح الخط، فالرمي من البندقية او المسدس فورا ومن دون تردد.

هذا الحميدي يذكرني بحبه وتفانيه للوطن مثل المرحوم البريعصي الذي يذكرني أيضاً بأحد اجدادنا وهو جد جدتي سلمى، حيث كان جدها محمد الرجيبة في عهد الشيخ جابر الاول جابر يتولى حراسة ورعاية المرقب الذي وضع في الصفاة على المرتفع امام الصيهد، هذا الرجل الرجيبة، انجب بنتين ولم يخلف ذرية فيما بعد، كل ما تركه حفيدته سلمى، جدتنا التي نقلت لنا جزءا ونتفا عن ذكريات ايامه وحياته عندما كانت طفلة تعيش في احضانه بعد وفاة والدها.
هؤلاء من الرواد الاوائل الذين يستحقون ان تذكرهم الايام وتُسجل اسماؤهم على الشوارع لا بل على المدارس وغيرها، حيث هم الذين حفظوا لنا هذه البلاد وافنوا عمرهم لخدمة الوطن.. فأقول رحمهم الله رحمة واسعة.


• أول مطار (في الدسمة) أقيم خلف سور الكويت


***
كان الاستاذ ايوب حسين الايوب الفنان الموهوب قد سجل بريشته لوحتين عن دروازة البريعصي، ولو وجدنا تصويرا فوتوغرافيا او بالكاميرا لهذه البوابة لما تأخرنا عن نشره، لكن الاستاذ ايوب، جزاه الله خيرا، سجل بعض اللمحات لهذه البوابة، وما كان يحيط بها او على مقربة منها، ولهذا جاء تصويره بالريشة عين الصواب وقد اجاد ثم اجاد.
لهذا اردت ان اضمهما (اللوحتين) الى هذا البحث عن هذه الدروازة التي كانت معبراً للدخول إلى الكويت من الناحية الجنوبية. .
لقد كانت لها ذكريات وذكريات، لهذا سجلنا هذه اللمحات عن حارسها وامينها البريعصي للبحث اوالتاريخ والذكرى.


• مزرعة حول الغولة.. قريبة من باب البريعصي



جريدة القبس - 17 - 10 - 2008
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آل الزنكي - فرحان الفرحان AHMAD التاريــخ الإجتماعي 15 09-12-2010 03:09 PM
الجلاهمة - فرحان الفرحان IE التاريــخ الإجتماعي 19 06-09-2010 05:15 PM
دروازة المدفع حامد حمود المقهوي جغرافية الكويت 6 05-07-2009 02:38 PM
آل بن نخي - فرحان الفرحان 14/7/2003 IE التاريــخ الإجتماعي 0 23-03-2008 05:47 PM
آل النقي - فرحان الفرحان IE التاريــخ الإجتماعي 4 16-03-2008 05:54 PM


الساعة الآن 01:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت