لقاء مع الشيخ علي الخالد المالك الصباح في جريدة الرأي العام الكويتية

[عنك]

تحدث فيه عن هجرة الصباح والخليفة وبعض الاسر من الهدار في المملكة العربية السعودية

أعد اللقاء: طلال الشمري

حديث الذكريات / النسابون من أبناء الملوك والأسر الحاكمة (مختارات السير): الشيخ علي الخالد المالك الصباح: تاريخ الكويت لم يُكتب بعد


في حديث اليوم من حديث الذكريات، وضمن مختارات السير ونبذ التراجم الشخصية من سلسلة النسابين من افراد الاسر الحاكمة الكريمة، يكون الحديث التاريخي بذاته حديثا للتاريخ وتأريخا لتاريخ واهتمام شيخ فاضل واديب مطلع ومؤرخ متابع هو الشيخ علي الخالد العبدالله العلي المالك الصباح، احد اهم نسابي الطبقة المختارة في هذا العصر، والذي ارخ في ذاته وذاكرته واوراقه وكناشاته ومكتبته واحاديث مجلسه للكثير مما لم ينشر ليس في تاريخ الكويت وآل الصباح الكرام فقط، بل وتاريخ الاسر الكويتية وقبائل العرب بادية وحاضرة ايضا.

من هذا المعين الثر، وذلك الصدر الرحب كان هذا اللقاء، وكانت هذه السطور، وهذه التجربة التي ترى روائع نظائرها في التاريخ البعيد، وقد ظن الظان ان الوقت قد شح بأمثالها في الزمن الجديد:
قال أبو محمد: كان الاهتمام بالتاريخ عموما والانساب على وجه الخصوص حاضرا في النفس والذهن منذ النشأة الأولى فقد نشأت - واقولها باعتزاز - في أسرة ظاهر مكانها، وعائلة عال - ولله الحمد - شأنها، في بلدها وشعبها الذي تعتز به، وفي العرب، في تاريخ لهم معروف، وجذور من السؤدد تقارب الثلاثمئة سنة او تنوف، فآل الصباح كانوا كبار قومهم منذ ان كانوا في نجد وحتى لو صح حديث الاختيار فإنه مبني على ما كان معروفا بالهدار، ومن المؤرخين من اشار لشيء من ذلك فيما اورد من اخبار.

هذا على وجه العموم اجيب به عن سؤالك اما اذا اردت تحديد من رسخ ذلك الحب، ونبه الى جليل الاهتمام بهذه العلوم الجليلة وخصوصا علم النسب، فأقول: انه جدي لأمي الشيخ محمد العلي المالك الصباح رحمه الله تعالى الذي استشهد اثناء الغزو الغادر فقد كان مريضا في المستشفى الاميري ونزع عنه المحتل اجهزة العناية ووسائل الدواء، ولم نسجله في الشهداء لدى الجهات الحكومية، فما عند الله خير له وابقى ان شاء الله، والذي تولى تكفينه ودفنه مشكورا في مقبرة الرقة في حينها هو الاخ عبدالله بن حسن القعود جزاه الله تعالى خيرا.
كان الشيخ محمد رحمه الله عارفا بالانساب واصول الناس بصورة مرضية وهو غفر الله تعالى له اول من حدثني فقال معلما ومرشدا: احفظ نسبك (انت من الجميلات من البجايدة من السلقا من العمارات من عنزة) هو اول من علمني ذلك ونبهني ان احفظه.
وبعد الالتحاق بالدراسة وقد اضحى تاريخ الكويت مقررا بدأت الحاسة المعرفية للتاريخ لدي تأخذ بعدا آخر ومنحى جديدا. تبلور على شكل اسئلة لحوحة كبرت مع عقل ذلك الفتى اليافع: هل هذا هو كل شيء في تاريخ بلدي وقومي؟ وإن كان كذلك: هل كانت كل أجزائه صحيحة الطرح، سليمة التفاصيل؟
لقد توصلت ومنذ فترة مبكرة ولله الحمد من الاطلاع والمتابعة، الى أن تاريخ الكويت لم يكتب بعد. أقولها واثقاً ومطمئناً لوجهة نظري التي لا شك أنها تحتمل الصواب والخطأ. لكنه ايضاً رأي لا يلغي الاحترام لكل الجهود التي بذلت من الأفراد او الهيئات.

إنه ومع إطلالة كل يوم جديد، أزداد يقيناً برأيي المتواضع ذاك. فها هي الكتب الجديدة تقذف بها وبجديد معلوماتها المطابع ودور النشر، وها هي الوثائق القيمة تخرج من الخزائن والخبايا بمعلومات تتبعها تساؤلات. ناهيك عن التاريخ الأوروبي للرحالة والأرشيف السياسي وتاريخ الدول المجاورة للكويت، والتاريخ الشفهي الذي لم تنتبه له إلا عقلية كعقلية الشيخ جابر العلي رحمه الله. وما زال منه الكثير تعتور حفاظه الأيام، وتذهب بأصحابه السنون.

وكم هجس الهاجس ان البدء في كتابة ما لم يكتب لا بد ان يكون من المبتدأ. وكم خطر لي (من يوم عرفت العلم) خاطر العودة الى الجذور، والانطلاق الى منبت شجرة الصباح، والرغبة في الرحلة الى منشأ تاريخ عدد كبير من العوائل الكويتية ومنطلق تاريخ مهم جداً للكويت وبدايات التأسيس. وأعني على وجه الخصوص نجداً والهدار من تاريخها - وهو ما تم لاحقاً ولله الحمد. وهو بحسب معلوماتي - ما لم تقم به اي جهة حكومية علمية او مؤسسة بحثية وتوثيقية في الكويت. اما ابناء العمومة في البحرين العزيز فكان اول من ارتحل مؤرخاً لمنطلق رحلة العتوب وتاريخهم هو سعادة الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة، من الفضلاء الذين اعتز بهم. وقد نشر بعض ما استقى من معلومات في مقال له قيم في احد اعداد مجلة الوثيقة التي تصدر عن مركز الوثائق التاريخية بمملكة البحرين.

ومن اجل شيوخ البحرين والخليج الشيخ محمد بن سلمان آل خليفة، عافاه الله تعالى. وهو من فضلاء الرجال وذوي الادب والعلم الرفيع، وقد جالسته كثيراً. وفي زيارة محدثكم الى الهدار في العام 1995 م، كان ان استقينا الكثير مما له علاقة بتاريخ العتوب والكويت، والتقطنا عدداً من الصور واللقطات المهمة للحصون والقلاع ومنابت التاريخ والقوم.والتقينا ببعض الفضلاء من ابناء العمومة، والبقية الباقية من البجايدة هناك، وهم النتيفات من جميلة منهم، في مركز الهدار، ومنهم الأخ فهاد بن هضيبان النتيفي البجيدي.
والبجايدة يقال لهم (هل البلها)، وقد ذكر ذلك الشيخ حمود السالم الصباح رحمه الله في شطر بيت له: حنا هل البلها مغذية اليتيم ....، وهو لقب للبجايدة ايضاً جاء بعدما تكفل رجال البجايدة بأبناء قوم أضحوا أيتاماً بعد ان قتل الأتراك آباءهم في فترة سابقة من تاريخ الجزيرة العربية. وهناك في العرب طبعاً غير البجايدة من حملوا هذا اللقب كما هو معروف. ويقال للبجايدة ايضاً ايدام الصفري، لكرمهم ايضاً.
عطفاً على الهدار ورحلة العتوب وعوداً على الرحلة البحثية الى منطقة الهدار، وايرادا لخبر الهجرة الى الكويت فباختصار شديد اقول: لقد وقفت هناك على قصر صبحا - او ما تبقى من أطلاله، وتذكرت حوادث الآباء والأجداد مع الشريف ومع بعضهم البعض ومع الدواسر، من خلال ما تناقله بنوهم بعدهم الى يومنا هذا. وقد شرح الشيخ عبد الله بن خالد الخليفة جانباً منها. لقد كان الشريف يأخذ زكاة أهل تلك المنطقة. وذات يوم رأى المقدم من آلنا وقتها رأى ضباً يحاول ان يحمي جحره من قوة السيل القادم، فراعه ذلك وانتبه له وقال: عجبا لهذا الضب يحمي نفسه لأمره العدة!!، ماذا اعددت انا ايضاً لقابل الأيام والمدلهمات؟ فما كان منه إلا ان شمر عن ساعد الجد وبنى وقومه حصن (صبحا)، وهو حصن يحوي عدداً من البيوت ومسجداً وبئر ماء ومخازن للطعام. ويقال إنه سمي على ناقة لهم طيبة، والله تعالى اعلم.
وذات مرة حدث خلاف شديد بينهم وبين بعض ابناء عمومتهم -والكل من الجميلات- فتغلب فريق على فريق، فما كان من المغلوب الا انا انتصر بالدواسر فانتصروا له، وحاصر الجميع حصن صبحا، وطال الحصار حتى ضعف حال من في الحصن وسئم الجميع، فاتفقوا على خروج المحاصرين تحت حماية رمح يختارونه من رماح فروع قبيلة الدواسر الذين ركزوا رماحهم للاختيار، فاختار الجميلات من ذلك رمحا خرجوا بحمايته، وهو ما اشار اليه الامير محمد السديري بعد ذلك بقرون من خلال ملحمته الزائدية- وآل زائد قبيل ضخم يحوي افخاذا كبيرة منهم - فقال:
ابن صباح اذروه وابن خليفة
رمح آل زايد ظلهم بفياه
اخذ ثارهم من ضدهم يوم كادهم
رمح من العز القديم عصاه
يشهد به الهدار واللي جرى به
دخيلهم ثاره عطوه اقضاه
فكوا حقوق للدخيل ابن وايل
جميلية نالوا حقوق وجاه كان هذا هو سبب الخروج من موطنهم الاول بنجد. وقد توجهوا بعدها إلى المنطقة الشرقية، حيث تم حلف العتوب بينهم وبين فروع من قبيلة ال بن علي من قبيلة سليم العربية الكريمة- والاحلاف موجودة في كل القبائل- ومشوا إلى قطر ونزلوا الزبارة، وانشأوا فيها حصن صبحا ايضا. يقول الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة:
انا عزوتي قبلي صناديد وايل
كرام المساعي واصدق القول صايبة
هل الجود ان قل الجود وان لجى
بهم خايف ما يدرك الثار طالبه
تقول البوادي كل قوم ولا عنزة
ويكفيك من تشهد له الناس قاطبة
ترى فرعهم قومي سلالة خليفة
هل الطولات واسطار التواريخ كاتبة


صورة لحصن صبحه في الهدار قبل هجرة الصباح


إلى أن يقول في عجز بيت يذكر في صدره قطر:

وشادوا قصر صبحا على ركن جانبه
وفيها:
وصاحوا بأعلى الصوت يا اولاد عتبة
قلبي لكم من كل حب اطايبه
قلت: وقد توفي جابر أبو صباح الأول في قطر على قول مشهور، وكان ان رأس ولده صباح قومه هناك. ومما يدل على ان ابا صباح الأول هو جابر، قول ابن عمار السليمي:
يا مبلغ عني صباح ابن جابر
فتى الجود جزل ما يمد الزهايد

ولم يطب لهم المقام هناك بسبب حادثة وقعت لما ذهب احد العتوب إلى الحداد بسيفه، فرآه رجل من أهل البلدة، فعيره: وما اغنت عنكم سيوفكم يوم الهدار؟ فأهوى عليه صاحب السيف فقتله، وحدث النزاع، واعطي قومنا (المهربات الثلاث) - وكل ما سلف اوردته على الاختصار- ولما وصلوا رأس تنورة لحق بهم القوم ودارت معركة نصر الله فيها قومنا، وأكملوا مسيرهم حتى عبروا إلى المخراق- وكانوا قد تعلموا البحر في قطر- ثم ارتحلوا إلى الصبية فالكوت باذن من ابن عريعر لانه كان القوة الكبرى في هذه المنطقة، ولم يدب الضعف في حكمهم بعد. وكان بالقرب من الكوت اسر سبقت العتوب إلى السكنى بالقرب منه، مثل المصيبيح- المسؤولون عن الكوت- وبورسلي ومعرفي.
ويقال ان الكوت كان بالقرب من المستشفى الاميركاني. وكانت علاقة الصباح مع آل عريعر قوية، تشهد لها حادثة تأنيب ابن عريعر للشيخ عبدالله بن صباح الاول لانه خرج من دون حراسة لاستقبال ابن عريعر القادم لتقديم العزاء له في والده صباح الأول.

ومن ذوي الاخبار والنسب:
كان الشيخ مالك بن حمود بن محمد بن سلمان بن صباح الاول رحمهم الله تعالى حدّيثا يروي الروايات ويعرف الاخبار، ويلم بأهم معالم الانساب.
كان هو وجيله اقرب الى الطبيعة منا. وكان متدينا لا يحب الغيبة او النميمة ويطرد صاحبهما من مجلسه، وكذلك المدخن. وقد توفي بالعراق عن عمر ناهز المئة سنة 1929م. وهو الذي نُسب اليه حمى مالك وموقعه تحديدا من المهبولة إلى بحرة عليان بالقرب من معمل الثلج في الفحيحيل ونقرة الخيل في المنقف. وهذه النقرة كالحمى اساسا لجده الشيخ محمد السلمان الذي كان يهتم بالخيل، والذي كان له جمرك البر الى قُبيل وفاته. ومن خيله كروش اتته من بدو العراق ومن نسلها ما وصل الى الشيخ مالك. ومما يدل على بعض تاريخه الحافل، ما جاء في ابيات الشاعر محمد عبدالمحسن العبيدي في بعض ابنائه حيث قال:
فرحت انا بالسيل واثره دمارا
غدا بزرعي لين حطّه على السيف
يا اولاد مالك سامحوا بالخفارة
الله يعدّيكم دروب الصواديف
زرعت ما قصدي مدوّر تجارة
حدّتْنَي العادة على الزرع يا حيف
بينت لكم يا نسل الاجواد شاره
يا عيال مالك عايزين التواصيف

وعمة الشاعر هي الشاعرة الكويتية المعروفة موضي العبيدي، وقد توفي هو عن التسعين عاما. و له قصائد عديدة منها ما كان في الوالد الشيخ خالد. وقد زوّدت ابناء الشاعر ببعض ما عندي من قصائده، خصوصا وهم في صدد جمع ما بقي من شعره في ديوان له.
ولا شك ان للشيخ مالك صورة لم نحصل عليها وللاسف، فقد شهد تتويج الملك فيصل على العراق. وقد اهدى لملك العراق هدية بهذه المناسبة، كانت عبارة عن سيف وخنجر من الذهب. وكان الاهداء مكتوبا عليهما، باسم الشيخ مالك بحسب رواية من رآهما في المتحف العراقي قبيل سقوط الملكية هناك. واخوال الشيخ مالك آل جبر الغانم. واما ولده الشيخ علي المالك فجده لامه هو الشيخ صباح الثاني بن جابر العيش. فأخواله هم الشيوخ محمد وجراح ومبارك واخوتهم. وهنا اريد ان اذكر معلومة مهمة تُُذكْرُ من خلال جريدتكم الغرّاء للمرة الاولى، وهي ان يوسف بن عبدالله اليوسف الابراهيم ذلك الرجل والوجيه المعروف ليس خالا للشيخين محمد وجرّاح كما هو مشتهر. ولتبيان ذلك اقول:
ان الشيخ علي بن جابر العيش اصغر ابناء حاكم الكويت الشيخ جابر العيش رحمهم الله جميعا وعم محمد وجرّاح كان قد تزوج بإحدى بنات علي بن محمد الابراهيم، وممن انجبت له: لولوة ومنيرة، اللتين تزوج بهما ابنا عميهما الشيخ محمد والشيخ جرّاح. وتزوج عبدالله اليوسف الابراهيم بابنة اخرى لعلي بن محمد الابراهيم، فأنجبت له يوسف. فيوسف الابراهيم اذاً ابن خالة للولوة ومنيرة زوجتي وابنتي عمّي الشيخين محمد وجرّاح.

ومن نسابي البادية شيخ الفدعان من عنزة الشيخ مقحم بن تركي بن جدعان بن مهيد. ذلك الشيخ الكريم المتدين الذي لم تفته صلاة الفجر جماعة الا فيما ندر، قيل مرتين فقط. كان يعرف حتى انساب الموالي وتنقلاتهم في قبائل العرب. وتُنقل عنه في نوادر الانساب ودقائق الاصول والنواقل اخبار لا يزال بعضها متداولا الى الآن. وقد نقل جانبا منها ولده النوري بن مقحم. وعلى ذكر الشيخ النوري بن مهيد، فإن لدي تسجيلا نادرا بصوته في شريطين، يُسأل فيهما ويجيب عن بعض القصائد وغير ذلك.

وكان الشيخ طراد الملحم شيخ الحسنة من ضنا مسلم من عنزة شيخا واعيا قارئا للتاريخ ولصحف ذلك الزمان، وله في علم الانساب والتاريخ نصيب.

ومن الرواة المعاصرين الذين علمت فيه الحفظ وسعة الرواية، وافدت منهم في ذلك المجال، فمنهم عدد لا بأس به من رواة الكويت والسعودية. مثل لطيف البجيدي من اهل هجرة الشملي شمال المملكة العربية السعودية، وكان يقال له (الدفتر) لحفظه وإتقانه. وقد التقيت به في ديوان الشيخ حمود بن شاهر بن شامان امير البجايدة. وكان في المجلس عدد من الرواة والمهتمين من أبناء تلك المنطقة البدوية الجميلة، التي غالبا ما يكون حديث اهلها غارقا في تاريخ وذكريات البادية، مشدودا إلى الاصالة اكثر من مجتمع المدينة.
وفي الكويت من الرواة هناك مثلا: أبو جاسم محمد بن ضعيان من المضيان من السلقا من العمارات عافاه الله تعالى، وأبو سالم ظاهر الحربش من الصقور من العمارات ايضا، وبالاضافة إلى روايته الجيدة فهو شاعر ايضا.
وكنت في السعودية قد التقيت ايضا الشيخ عبدالرحمن الشايع الكريع رحمه الله تعالى، وهو من حاضرة البجايدة في الجوف، وقد أهداني نسخة من أحد كتبه في الأنساب. وهو شيخ علم ودين ايضا. وفي عرعر التقيت من الرواة البني البجيدي، والبطحي بن علي بن مانع من البجايدة راو وشاعر ويحفظ عن ابيه الرواية وينقل عنه، وقد كان مانع معاصرا لبعض الاحداث المهمة، وشاهد عيان على كثير منها، وفي بريدة التقيت حمود الراس اقرب قريب لنا آل صباح، فهو رأس الجمل، وهو الذي نقلت عنه خبر زيارة الشيخ مبارك الصباح لجده، والطلب منه الذهاب معه للكويت، وان الشيخ مبارك اعطاه حمل بعيرين كهدية.

ومن شهود أعيان بعض الاخبار كالشيخ فاضل بن شمران من شيوخ الحسني من السلقا ايضا. وهو من الناس الذين اعتز بهم، وهو رحمه الله شخص محبوب في جماعته وفي جيرانه في منطقة جليب الشيوخ. ولا أقول اني افدت منه بالرواية ككل بل في بعض الحوادث التي كان اساسي المشاركة فيها ايام البادية والترحل والانتقال. ولهذا السبب فروايته عندي معتبرة ومقدمة على رواية من لم يشهدها ويكثر اليوم من الحديث عنها طبعا نقلا لا مشاهدة، وسماعا لا معاينة.


ابن عم طيب
جال فكري في نواحي خليج الخير جال
ما تمنت نفسي الا الكويت ازورها
قلت انا في خاطري وين حمال الثقال
وين ابو محمد رفيع الذرى مشهورها
ابغي الطيب عزيز المقام وأبن الرجال
بانحر اغزر عدها واجتنب قاطورها
ياكويت الخير يا ارض العطاء دار الجمال
هزني شوق وطرب يوم شفت قصورها
ثم سبا قلبي معاني عظيمات الجلال
الكرم والجود والطيب هو دستورها
اتحرى لي زمن تو مازان المجال
واكشف اسرار على النفس يخطر جورها
واعطي الي يستحق الثناء جزل المقال
واتخير في القوافي عميق بحورها
ابن عم طيب ناتبك جد وخال
والغرايس طيبها من ثبات جذورها
ما يشيل الحمل لا ضام يا كون الرجال
وان قصار الخيل تتبع ذرا مكبورها
شيخ يامنوة عذاري حسينات الدلال
الفتاة إلى لماع الذهب بنحورها
كنها لا شرهبت بالنظر شبه الغزال
تخرج نفوس شقت بالهوى من طورها
المراجل دربها عوز صعبات المنال
ما خبر منهو تمنى وزار في سورها
حازها ذربين ليمان ما رامو بدال
ما توانو ساعة العسر في ميسورها
سكنوها في ذواري رفيعات طوال
واصبحوا قوادها والعرب جمهورها
جعل يسقي داركم مدلهمات الخيال
مزن صيف يشرب البر من شختورها
تسمع القمرى تغني على روس الهجال
منظر الشعبان يشبه زراق نهورها
واتعذر منك يا شيخ في قل الوصال
ودي بشوفة وجيه يشعشع نورها
كل ما شعشع من الشرق برق للشمال
خاطري يسلي ونفسي يزيد سرورها.

الشاعر: فهاد بن هضيبان النتيفات

مرحبا بالشيخ علي
يا مرحباء بالشيخ علي بن خالد
اعداد ماهل المطر من رعايده
يا مرحبا يابن صباح ومجيه
من أسرة على اهل الكويت سايده
نفخر بهم اذا قيل ذولاك منا
ورجالهم تفخر بشوفة برائده
هذا بلدك وذي شغاميم ربعك
وهذا الشملي عاصمة البجايده
بقيادة الشامان أهل المكارم
رجالهم قول الوفاء من عوايده
ومنهم العدواني جده عقيدا مدلل
مزيبد اللي شاهده من قصايده
من لابة السلقاء هل الطيب والفخر
والكل يفخر يا ظهر طيب قائده
افعالهم ما هو خفيا مجالها
اهل الفضائل يوم الافعال كائده
وانا من ظنا سليمان كسابه الفخر
يوم كل يفتخر في حمائله
تاريخهم يعرف على ماضي الدهر
ما همهم كيد الخصيم وشدائده
الكل منهم يرغب انك تزوره
بزيارتك رؤس اهل الطيب زائده

هذه ابيات قلتها عقب جيتي
المعذرة عن شي ما فيه فايده
راعي قرية الحفائر شمال الشملي عبدالله بن مسيب الجروان العنزي

انتهى اللقاء

منقول أضغط .