مع اطلالة الخمسينات كانت مدارس البنين اربعا هي: المباركية والاحمدية والقبلية والشرقية، والاخيرة تناوب على شغل وظيفة الناظر فيها خمسة نظار، كان الاستاذ احمد السقاف اطولهم مدة من عام 1950 الى عام 1953..
وكتاب «المدرسة الشرقية» الذي اصدره في العام الدراسي 1953/1952 يؤرخ لحالة التعليم وللمدرسة التي اشرف عليها في زمن «دائرة المعارف»..
وقلة المدارس في حينه يعزوها الى صعوبة التجهيز وقلة المدرسين وهو ما ساهم في انتشار الكتاتيب و«سيطرتها على قسم كبير من ابناء البلاد».. الى ان تغيرت الحال وقفزت المعارف قفزات كبيرة فأصبحت المدارس الصغيرة تضم مئات الطلبة وعشرات الموظفين وذلك بفضل الثروة التي اكتشفت وهي النفط..
ودعا في مقدمة الكتاب الى انشاء مدارس لرياض الاطفال وزيادة التعاون مع اولياء الطلبة، واستعرض ما قامت به ادارة المدرسة الشرقية من غرس حب النظام وطابور الصباح والسماع للنشيد الوطني والموسيقى والخطابة والرياضة الجماعية ايام اشتداد البرد في الشتاء.
عام 1952 وصل عدد الطلبة المسجلين في «معارف الكويت» الى 10 آلاف طالب وطالبة، واربعة آلاف معلم ومعلمة.. بينما كانت المدرسة الشرقية عام 1943 تضم 9 مدرسين و256 طالبا و3 فراشين وصلت اعدادهم في السنة الدراسية 1952 ــ 1953 الى 36 مدرساً و780 طالبا وطالبة و22 فراشاً.
تناوب على وظيفة الناظر في المدرسة الشرقية خمسة نظار هم بالتتالي: عبد المنعم النجمي (1943) و(1944) وخليل محمد خليل (1945) وعبد الحميد الحبشي (1946) وعبد المجيد مصطفى (1947) ومحمد عبده (1948) و(1949) واحمد السقاف (1950) و(1951) و(1952).
فريق السلة والرياضة
الكتاب عبارة عن عدة فصول، كتب كل فصل المدرس المسؤول عنه، فالحركة الرياضية كتبها الاستاذ مجيد محمد ــ المدرس المسؤول عن التربية البدنية وهي اشبه بتقرير لما تم انجازه وما تحقق خلال السنوات السابقة، فقد اخذت الرياضة قسطا وافراً من الاهتمام من قبل المدرسين والطلبة منذ عام 1951، واحتل فريق كرة السلة المكانة الاولى بين المدارس الابتدائية وحافظ على بطولته الاولى خلال ثلاث سنوات متتالية.. عدد اللاعبين تراوح بين 60 و70 لاعبا، وكان فيها فريق لكرة القدم وفريق لكرة السلة وفريق لكرة الطائرة وفريق لكرة الطاولة.
وفي عام 1952 ــ 1953 حقق فريق كرة القدم وفريق كرة السلة نتائج مبهرة، حيث احتلا المكانة الاولى، وجاءت الشرقية في المركز الثاني في كرة الطائرة وكانت الاولى على مستوى المدارس الابتدائية.
الكشافة
وعن الحركة الكشفية اعد الاستاذ عبد الوهاب الزواوي معلم الكشافة تقريرا يقول فيه ان فرقة كشافة مدرسة الشرقية للبنين تتكون من اربعة وثلاثين كشافا من الصفوف الابتدائية، تنقسم الى خمسة اقسام، لكل قسم رئيس ووكيل، يقوم كل رئيس قسم باعطاء قسمه دروساً اسبوعية ويدربهم على استعمال عصا الكشاف، وهناك عَلَم خاص بكل قسم تظهر فيه صورة الحيوان الذي سمي باسمه.
وبحسب التقسيمات فقد كان هناك مجلس شرف الفرقة ويشرف على نشاط الاقسام ويعاقب المتخلفين، ويتكون من رئيس الغرفة ووكيلها ورؤساء الاقسام ووكلاء رؤساء الاقسام.
اشتركت الفرقة باستعراضات كشافة المدارس عام 1953 واحتفالات عيد جلوس سمو الامير، وعدد من المعسكرات منها معسكر ابو حليفة يوم 1953/1/23 واستغرق يوما واحداً، والمعسكر الثاني اقيم في «الراس» دام ثلاثة ايام من 25 الى 27 فبراير 1953 وهو الاول من نوعه، تعلم فيه الكشافة الاعمال الدورية والحراسة الليلية.
الجولة
ويضيف الاستاذ الزواوي انه تم تشكيل رهط «جوالة»، حيث قام برحلة خلوية على الدراجات في 16 ابريل 1953 الى قرية «السالمية» استغرقت اربعا وعشرين ساعة، حملوا متاعهم وخيامهم وماءهم على الدراجات ثم ساروا بنظام جميل حتى وصلوا المكان المعين لهم بعد ساعة، وفي صباح اليوم التالي قاموا بجولة استطلاعية لمشاهدة معالم القرية.
الأشبال
وحول نشاط الأشبال كتب الأستاذ عصام صلاح الدين عسيران، مشيرا الى انه في العام الدراسي 1953/1952 تم تكوين طائفتين كاملتين مؤلفتين من 72 شبلا، وبوشر بعقد اجتماعات اسبوعية خصصت لتدريبهم على النظم الأساسية لحركتهم، وتعليمهم بواسطة القصص والحكايات والألعاب لحركتهم وتعليمهم بواسطة القصص والحكايات والألعاب الخاصة، وانشئ بيت خاص لهم يضم انتاج ابتكاراتهم، وسمي بـ«غابة الأشبال». وحصل جميع أشبال الطائفة الأولى على درجة «شبل ناعم الظفر»، واجتاز 33 شبلا امتحانات درجة «النجم الأول»، وحصل جميع أشبال الطائفة الثانية على درجة «شبل ناعم الظفر».
واشترك أشبال المدرسة الشرقية مع باقي المدارس في جميع الاستعراضات التي اقامتها مفتشية الكشفية والرياضة، وهي مهرجانات ذكرى جلوس سمو الأمير والمهرجان الرياضي السنوي الكبير وقاموا برحلتين، الأولى الى قرية أبوحليفة 1953، والثانية الى قرية الفنطاس.
ثقافة وطنية
أما ما يخص الثقافة الوطنية والعامة في المدرسة الشرقية، فقد استعرض رئيس اللجنة الأدبية ما تحقق من نشاطات، وتعريف الطلبة بوطنهم العربي الأكبر واطلاعهم على ما يدور فيه من خلال تثبيت لوحة على أحد جدران الممر العام للطلاب سميت «لوحة شؤون الوطن العربي»، وكانت بمنزلة مجلة اسبوعية ذات رسالة قومية تتضمن أهم وأحدث الأنباء العربية، وصورا تصور «البطولة العربية»، بالاضافة الى نوادر أدبية، إلى جانب تلك اللوحة وكانت المدرسة تقيم الحفلات تمثل فيها روايات، واخرى تمثيلية قدمتها على مسرح المدرسة كانت بعنوان «تمثيلية اليرموك» بمناسبة الاحتفال بذكرى ميلاد الرسول العربي الكريم محمد بن عبدالله، صلوات الله وسلامه عليه.
والجزء الخاص بالمكتبة كان على يد الأستاذ ربحي العارف، أمين المكتبة، والتي احتوت على ما مجموعه 1060 كتابا، في الدين واللغة والأدب والتاريخ والجغرافيا والعلوم، وعدد من الكتب الانكليزية بلغ 117 كتابا، وتم تزويد المكتبة بعدد من المجلات العربية «المعلم الجديد، البعثة، الأديب، الرائد، الايمان، الكتاب، التربية الحديثة، مجلة علم النفس، الثقافة، صوت البحرين، العالم العربي، الآداب، المسلمون، الاخوة المسلمون، اليقظة، سندباد الأطفال».
بلغ عدد الكتب المستعارة للطلبة من السنة الرابعة الى الثانية الابتدائية 200 كتاب.
الموسيقى والأناشيد
مادة «الإنشاد التعليمي» كتبها الأستاذ عصام عسيران، مدرس الأناشيد والموسيقى والغناء، الذي تسلم مهامه في صفوف الروضة فقط في عام 1952، واعتمد في انتقاء أناشيد الصغار على تآليف الأساتذة «فليفل اخوان» وعلى كتاب «روز غريب» التي كتب مقطوعاته.
قسمت ألحان الغناء التعليمي الى ثلاث فئات، الأولى أغنيات الصغار وهي من المقامات الموسيقية البسيطة، والثانية الأناشيد الوطنية الحماسية التي تؤخذ من الموسيقى العسكرية، والثالثة العاطفية ذات الأنغام الشرقية الحافلة بالسبحات العاطفية والتأملات العميقة، وأغنية «يا فم الدهر تغنّ.» التي غنتها جوقة المدرسة الشرقية في حفل المولد النبوي الشريف.
خلاصة التجربة كما يشرحها الاستاذ عسيران، ان صفوف الروضة الــ 14 نالت نصيبها من الأناشيد.
وقد نجحت المدرسة بتعميم هذه الحصة على الصفوف الابتدائية الثمانية الباقية وبات جميع طلاب المدرسة ينشدون على انغام الكمان في الطابور النظامي صباح كل يوم ومساءه وقام الاستاذ عسيران بانشاء جوقة الانشاد المدرسية ساهمت بحفلات المدرسة واشتركت في تقديم برامج خاصة في محطة الاذاعة اللاسلكية «لامارة الكويت».. روعيت فيها الاصوات من النوعين «الألتو» Alto والتينور Tenor وقدمت الجوقة عدة اناشيد في الحفلة الكبرى التي اقامتها المدرسة احتفاء بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسجلت عدة برامج لمحطة الاذاعة الكويتية.
الفنون الجميلة
الاستاذ عبد الفتاح حامد، المتخصص بالفنون الجميلة كتب مقدمة حول تاريخ الفن واهمية الرسم بالمدارس وضرورة ان يترك التلميذ على سجيته ووفق ميوله ورغباته يرسم ما يشاء وعلى المدرس التوجيه والارشاد وترقية احساسهم الفني والعمل على ايجاد التنافس بين الطلبة بأن يعلق على جدران حجرة الرسم احسن رسم من كل صف اسبوعيا وسرعان ما ضاقت حجرة الرسم الفسيحة برسوم التلاميذ.
وتطور الامر فصاروا يرسمون على الزجاج كالاكواب والاواني والالواح وفي دروس الاشغال تنوع انتاج التلاميذ في الخامات كالورق الملون والورق المقوى والورق الكريب والورق السميك والقماش واشغال النشاء.
وتشجيعا لدروس الرسم والاشغال اقامت ادارة المعارض معرضا بالمدرسة المباركية يضم اعمال تلاميذ المدارس في الرسم والاشغال من جميع الصفوف، وقام الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس مجلس ادارة المعارف بافتتاح المعرض وتفقد ما فيه من اعمال ابناء الكويت ونالت المدرسة الشرقية اربع جوائز ثمينة على المتفوقين.
الزراعة والحديقة
اجمل ما في المدرسة الشرقية كان انشاؤها للجمعية الزراعية والتي عهد بالاشراف عليها الى الاستاذ بهجة رفعة، مدرس العلوم، واعمالها، العناية بحديقة المدرسة وزراعتها وتعليم الطلبة مبادئ الزراعة بالطريقة العملية والعمل على انتاج بعض المنتجات الزراعية.. تم حفر 50 سم من التربة ونقلت اليها تربة اصلح للزراعة وكانت هناك محاضرات بكيفية تنسيق الحدائق وتخطيطها واجراء العمليات الزراعية فيها وجرى تنفيذ الخطة وحددت الاحواض وسورت بالطابوق وزرعت بمختلف البقوليات
وشرح استاذ المادة، ان جذور البقول والحمص والفول واللوبيا تفيد التربة والنباتات التي تزرع بعدها، وتم زرع الحديقة باكملها بالبذور المختلفة وبعض الخضراوات كالفجل والبقدونس والجرجير ثم تسلمت الجمعية مجموعة من الاشجار في 12 فبراير 1953 من البرتقال والزنج والياسمين والتفلة والورد والليمون الحلو والمالح وزرعت فيها 22 شجرة مختلفة واصبحت الحديقة محط جميع الانظار من العاملين والطلبة والضيوف.
النظافة
تمتعت المدرسة بعناية خاصة في النظافة، بسبب اهتمام الفراشين ورئيسهم وتعويد الطلاب على النظافة وعدم رمي الاوراق في فناء المدرسة او ممراتها وكانت المدرسة مطلة على البحر وبينها وبينه شارع «الكورنيش» وهو شارع مبلط يزيد من جمالها وحسن جوها وطيب مكانتها.
الصحة العامة للطلبة
اهتمت المدرسة الشرقية بالصحة العامة للطلبة وهو عمل لا مثيل له في اقطار العروبة فالطبيب يتردد على المدرسة ثلاثة مرات في الاسبوع وعند اشتباهه باي حالة مرضية يسرع في عرضها على الفرع المختص بالمستشفى الاميري وهناك مضمد للجروح يقوم بمداواة الجروح كل يوم في حجرة العيادة وهناك ممرضة مختصة للعيون تقصد المدرسة ثلاثة ايام في الاسبوع تمسح عيون التلاميذ حفظا لها من «الترخوما» والرمد.. وخصص لكل ثلاث مدارس طبيب اسنان ثم نقلت العيادات من المدارس الى المستوصفات.
مكتبة السقاف
اسم الكتيب «المدرسة الشرقية في عام 1953/1952 - معارف الكويت»، وهو من اصدار المدرسة الشرقية للناظر الاستاذ احمد السقاف، تحويه مكتبة ابنته فارعة السقاف.
قسم كبير من هيئة التدريس في المدرسة الشرقية يتوسطهم ناظر المدرسة
الأستاذ حسين أبو زينة، المدرس الأول للرياضيات، في شعبة من شعبتي السنة الرابعة
فريق كرة القدم وأمامه الكأس التي احرزها هذا العام ويرى الى اليمين مجيد محمد، المدرس المسؤول للتربية البدنية والأستاذ محمد الزعبلاوي مساعد مدرب كرة القدم، بينما وقف ناظر المدرسة الى اليسار
لفيف من كشافة المدرسة الشرقية
الأستاذ عصام عسيران يلقي درساً في الأناشيد في الهواء الطلق، وقد التف حوله طلاب الصف يستمعون الى أنغام الكمان