آل العثمان النواخذة في الكويت - فرحان الفرحان 4/7/2002

[IE]

كنت قد كتبت في حديث سابق عن آل العثمان الذين يسكنون في وسط مدينة الكويت وهم آل عبد اللطيف العثمان والد عبد الله وملا عثمان ومحمد وعبد العزيز وذلك ما الفضل لملا عثمان فقد كان الحديث بادئا بهم ثم اتبعتهم بحديث آخر عن آل العثمان الذين يسكنون في منطقة شرق مدينة الكويت وقد جاءوا من البحرين وقلت في حينه سأتبعه بآل العثمان النواخذة الذين يسكونون في حي القبلة.
اسرة العثمان في مدينة الكويت في قبلة كان لهم مكانة في الكويت فقد كان لهم في اوائل القرن العشرين (نقعة) حوض للسفن الشراعية اسسها عبد اللطيف سليمان العثمان.
في كتاب تاريخ مساجد الديرة القديمة مسجد العثمان يقع في حي القبلة في فريج العثمان اسسه عبد العزيز بن عبد الله العثمان ذلك في سنة (1907).
كان المرحوم حمد السعيدان لم يفته ذكر آل العثمان في قبلة حيث ذكر مسجد العثمان في قبله وفريج العثمان في قبله في سنة 1966 اخرج الفاضل عيسى عبد الله العثمان كتاباً جيداً هو المختار في مجاري البحار دليل الملاحة التقليدية في الكويت وقد وضع ملخصا لهذه الاسرة حيث انحدرت من نجد فأنقل ما اورده في صفحة 13 في ذلك:
من منطقة السدير في نجد، وفي حوالي 1857 ارتحل عبد العزيز عبد الله العثمان الى الكويت، ولم يكن له من العمر آنذاك سوى اثني عشر ربيعاً، يرافقه اخوه عبد الله. وحين وصل الى الكويت قرر ان يتخذ السفر البحري مهنة له، فقد كان الغوص على اللؤلؤ مزدهراً آنذاك، وكذلك السفر الشراعي الى الهند واليمن.
وحينما تجمع لديه مبلغ من المال اشترى سفينة صغيرة من نوع «التشالة» واخذ يسافر بها من الكويت الى العجير (العقير) والبحرين وينقل بها الحبوب والبضائع، وبعد ست سنوات اقترح عليه بعض اصدقائه ان يتزوج، فأجابهم انه لن يتزوج «حتى يربط البري» اي حتى يكون لديه سفينة شراعية تقف امام منزله.
ولما تجمع لديه من المال ما يكفي اشترى سفينة شراعية واخذ يقودها الى موانىء الهند واليمن، وفي ذلك الحين توفي اخوه عبد الله ودفن في جزيرة حجي صلبوخ في العراق، وحينما نصحه اصدقاؤه بالزواج مرة اخرى قال لهم «اول لازم اشتري لي قبر في الدنيا» وكان يعني بهذا ان يكون له منزل يمتلكه.
ومرت السنوات وتزوج عبد العزيز وانجب من البنين عبد الله وعثمان وعبد الوهاب ولما كان عبد العزيز في حاجة الى من يساعده من اقاربه في تجارته، فقد التفت الى ابناء اخته عبد اللطيف ومحمد وجهزهم بالسفن وبالمال للتجارة والسفر واصبحوا من نواخذة الكويت المعروفين.
عندما ينقل آل العثمان من سدير وامامنا مجموعة من العائلات التي تنتسب الى السدير وهم من العثمان ذكروا في كتاب جمهرة انساب بالاسر المتحضرة في نجد للشيخ حمد الجاسر وكذلك كتاب اسر تحضرت في الجزيرة العربية تأليف عبد الكريم بن حمد بن ابراهيم الحقيل كانت اول معرفة لي بهذه كانت مع الفاضل احمد عبد اللطيف العثمان عندما كان مديراً لمتحف الكويت في منطقة شرق قرب قصر دسمان زرت هذه الشخصية الطيبة وكان يرافقني العالم الجزائري مالك بن نبي الذي تعرفت عليه في مصر وقد رحب بنا واخذ يثنى على مالك بني ونشاطه وكأنه يعرفه منذ زمن بعيد.
وبعدها تعرفت على الاخ خالد العثمان مدير المستوصفات في وزارة الصحة العامة منذ امد وكان رجلاً طيباً.
من هذه العائلة برزت شخصيات كثيرة غير النوخذة عيسى العثمان ومنهم والده عبد الله العثمان وكذلك عبد الوهاب العثمان الذين برزوا في عالم البحار ولا ننسى في الوقت الحاضر من هذه العائلة الكريمة وكيل وزارة الداخلية والنائب العام في وزارة العدل وعليه فقد انجبت هذه الاسرة رجالا خدموا هذا البلد العزيز.
لهذا قدمنا عنهم هذه اللمحات وعسى ان نحصل على معلومات وافية نتحدث بالمستقبل عن هذه الاسرة.