راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > البحوث والمؤلفات
 
 

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2019, 08:59 PM
الصورة الرمزية classic
classic classic غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 236
افتراضي كتاب "تاريخ الهندسه في الكويت " .




كتاب ( تاريخ الهندسه في الكويت )

من ذات السلاسل وقد صدر حديثا لمؤلفه المهندس صباح الريس المشارك في تأسيس عصر النهضه العمرانيه في الكويت وهو من الرعيل الأول للمهندسين الكويتيين

الذين عاصروا النهضه العمرانيه عمل في وزارة الأشغال ومن مؤسسي المكتب العربي للإستشارات الهندسيه ... كمهندس مدني ..بجانب المعماري حامد شعيب وغيرهم

كتاب فريد في مضمونه ونادر في محتوى معلوماته جميل في تصميمه حيث يتحدث عن تطور الهندسه في الكويت منذ نشأتها بشكل مبهر

شملت فصول الكتاب الرائع مراحل تطور الهندسه العمرانيه في تاريخ الكويت و صور نادره لحدودها وبيوتها القديمه ومبانيها و يتطرق بالتفصيل عن دور روادها وإبداع راسمي و مهندسي تلك الحقبات الحضاريه
  #2  
قديم 30-03-2021, 12:29 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 270
افتراضي

تاريخ الهندسة في الكويت... قصة وطن في سيرة ذاتية (1)
19-11-2017
المؤلف: المهندس صباح محمد أمين الريس

19-11-2017 - جريده الجريده



«كتاب تاريخ الهندسة في الكويت» الصادر عن منشورات «ذات السلاسل» لهذا العام والمعروض في معرض الكويت الدولي للكتاب الذي افتتح يوم الأربعاء 15/ 11/ 2017، يتسلسل في عرض تاريخ الكويت قديما وحديثا، ويركز على الجانب العمراني فيها، وطبيعة العمران والمواد المسخدمة وكيف تطورت، بل يغوص في تاريخ ما قبل الميلاد، وينقل ما اكتشفته الأحفوريات عن الحياة في الكويت قبل الميلاد.

فقسم المؤلف الكتاب إلى عشرين فصلا ليخرج لنا بكتاب كبير غني بالمعلومات الثرية التي نخص تاريخ الكويت من خلال تفاصيل دقيقة عن موقع الكويت الجغرافي وأسمائها قديما وحديثا، فيصف بيوتها وشوارعها وأسواقها ومميزات كل منها بدقة متناهية، لم تغب عنها عين الباحث المتمكن والخبير العارف.

ويثري المؤلف آراءه بمصادر عربية وأجنبية لمؤرخين وعلماء وأدباء، متوجاً ذلك بصور موثقة وشاهدة على كل الجوانب التي تناولها في الكتاب.

ولم يفته أن يذكر كل ما يتعلق بتاريخ بلده، مركزا على الجانب الهندسي لبيوت الكويت القديمة وما يتعلق بها من مواصفات، متتبعا تطور العمران في الكويت حتى عصرنا الحاضر.

«الجريدة» تنشر على حلقات بعض ما احتواه الكتاب من معلومات ثرية سطرها الكاتب فيما يفوق الـ650 صفحة، مسلطة الضوء على أهم ما يضمه الكتاب بين دفتيه، وفيما يلي تفاصيل الحلقة الأولى:

نمو مدينة الكويت

نشأت مدينة الكويت حول الكوت الذي بناه بنو خالد فوق التل المستطيل المحاذي للساحل (البهيتة) أمام موقع الفرضة القديم، ونمت إلى مستوطنة صغيرة حول حصن الكوت على جون الكويت وارتبطت ارتباطا شديدا بالبحر، وتوسعت على شكل شريط ساحلي ضيق محاذٍ ساحل البحر من الشرق إلى الغرب ولم يزد عمق المدينة على كيلو متر واحد، وانحصرت داخل أسوارها، حيث تبين خرائط أسوار الكويت الثلاثة كيف نمت من مساحة نحو 400.000 متر مربع وبعمق نحو 400 متر داخل السور الأول إلى مساحة نحو 1.330.000 متر مربع، وعمق نحو 1.200 متر داخل السور الثاني إلى نحو 7.700.000 متر مربع وعمق نحو 3.000 متر داخل السور الثالث.

أثبتت الأحفوريات التي أجريت في أجزاء مختلفة من الكويت أن هناك من سكن هذه المنطقة منذ العصر الحجري الوسيط (10.000 - 8.000) سنة قبل الميلاد، وشملت الأحفوريات جزيرة فيلكا، وأم النمل، والشويخ، وجزيرة طبيج، وبحرا، والصبية، وكاظمة، وبرقان، والشقايا، وتل الصليبيخات المحاذي لجون الكويت الجنوبي، ومنطقة وارة، وتلال القرين جنوب الوفرة، وأم العيش، وغيرها من الأماكن.

ووجدت هذه الأحفوريات، قبوراً، ومذابح، ومعابد، وكنائس، وعدة مبان سكنية، وبعض القلاع، ومخازن، وتماثيل طينية آدمية وحيوانية، وعدة أوان فخارية من جرار، وبعض الصحون، والأفران، إضافة إلى أوان مصنوعة من الحجر الصابوني «حجر الاستياتات»، ومخارز، وأزاميل، ورؤوس سهام، وسكاكين، وفؤوس صخرية، ومكاشط للخشب وجلود الحيوانات، وسنانير الصيد المصنوعة من الحجر، وأثقال شباك الصيد، والمسامير من الطين المحروق، بالإضافة إلى كتابات مسمارية، وعملات فضية، كما عثر على قطع من القار تستعمل في طلاء السفن والقوارب لمنع تسرب المياه إليها وعلى كمية من المحار، ولؤلؤة مثقوبة تعتبر الأقدم في العالم، وعلى أقدم تمثال لسفينة بحرية طوله 10 سم، يعود تاريخه إلى نحو 5000 قبل الميلاد.

وأثبتت الأبحاث أن هناك من كان يسكن جزيرة فيلكا قبل أن تسكن قبيلة العتوب الكويت، لوفرة مياه الشرب فيها، ولأن السكن فيها يبعث على الطمأنينة، لكونها جزيرة يحميها البحر من جميع الاتجاهات، ليبعدها عن غزوات السلب والنهب التي كان يقوم بها البدو بصفة متكررة، وتعتبر مفخرة لهم.

وتختلف المراجع حول تاريخ سكن العتوب الكويت، حيث تتراوح التواريخ من عام 1613-1716، حسب المراجع المختلفة، إلا أن الرأي المرجح أنهم سكنوا الكويت عام 1613، واستنادا إلى رسالة الشيخ مبارك الجوابية إلى محسن باشا والي البصرة عام 1899، تسلمت عائلة الصباح الحكم عام 1752 تقريباً، وذلك بتنصيب صباح الأول حاكماً على الكويت. (اقول انا فاعل خير ان تاريخ 1613م لا يستقيم مع ما هو متعارف عليه من تاريخ الكويت وتاريخ الصباح وتسلسل الحكام عند النظر الى ان الشيخ مبارك بدء بيان الحدود المرسل للسلطات العثمانية عام 1912م بقوله "الكويت ارض قفراء نزلها جدنا صباح عام 1022 هـ"، فكيف ينزل صباح الاول الكويت عام 1613م ويتولى الحكم في 1756!)

ويقول الشيخ عبدالله الجابر الصباح في مقابلة مع تلفزيون الكويت: «إن الصباح والخليفة أولاد عم هاجروا من نجد واستقروا في منطقة الزبارة وبنوا أسطول صيد بحري وغوص، ومنها رحلوا إلى المشعاب، ثم إلى رأس تنورة ثم إلى الصبية ثم إلى المخراق في البصرة، ومن المخراق إلى كوت خالد بن محمد بن عبدالله بن عريعر شيخ بني خالد (اقول انا فاعل خير ان عريعر بن دجين بن سعدون تولى المشيخة في الفترة 1753م إلى 1774م! لا استقامة في الاحداث)، وانتهى نفوذ بني خالد نتيجة نزاعهم مع بعض، وانتهى نفوذهم وسيطرتهم على المنطقة، وبعدها تم تعيين صباح الأول مسؤولا عنهم». (اقول انا فاعل خير، لا تعليق ï؟½ï؟½)

مدينة الكويت

بدأت مدينة الكويت في موقع على جون الكويت المحمي، وهو ميناء طبيعي بعيد عن البحر المفتوح، معتمد على صيد السمك والغوص على اللؤلؤ.

ولم تتغير مدينة الكويت منذ نشأتها حتى عام 1950 كثيراً، فقد نمت من كوت عند قصر السيف فوق التل المستطيل المحاذي للساحل أمام موقع الفرضة ودائرة الجمارك القديمة، إلى مستوطنة صغيرة حول حصن الكوت، فبني حوله أول بيت وأول سوق وأول مسجد، إلى أن أصبحت مدينة كاملة في نهاية 1949 ثم بدأت المدينة تأخذ منحى آخر من عام 1952 حتى اليوم.

ليست لدينا معلومات تاريخية عن تصميم مدينة الكويت منذ نشأتها حتى عام 1952، ولكننا نرى أنها نمت نمواً عضوياً طبيعياً كما في كثير من المدن الأوروبية قبل الثورة الصناعية، فتصميمها يرقى إلى تصميم المدن الحديثة، من حيث تفاعلها مع الطبيعة، فصممت بواسطة سكانها حيث الإنسان سيد الموقف، والمشي هو الوسيلة الرئيسة للتنقل، فشملت هذه المدينة العناصر الرئيسية التي تحتويها المدن الحديثة من أسواق مترابطة، وساحات مفتوحة، ومجال لا حصر له للمشاة، فشوارعها الأربعة الرئيسة تصب في ساحة الصفاة التي تشكل قلب المدينة النابض، والتي تتجمع فيها مختلف الأنشطة التي تتطلبها المدينة الحديثة، كما أن فكرة سوق التجار فكرة مميزة، حيث يتجمع التجار تحت سقف واحد، مما يسمح لهم بالاتصال اليومي مع بعضهم وحل مشاكلهم وجها لوجه أولا بأول، كما كانت جميع أسواقها مسقوفة صممت على شكل «مول» كبير تتوافر فيه جميع السلع موزعة حسب التخصصات المختلفة مثل سوق السمك، وسوق اللحم، وسوق الخضار، وسوق القماش، وسوق الزل، وسوق السلاح، وسوق البشوت.

مميزات المدينة

جاء تصميم مدينة الكويت ليتعامل مع أصعب العوامل وهو عامل المناخ، فقد تغلبت بشوارعها الضيقة وأحواش بيوتها على حرارة الجو والعواصف الرملية، فطبقت تصميم الحوش على كامل المدينة، فكما تحيط بالحوش غرف، يحيط بساحات المدينة (سكيك) تحيط بالبراحات، وتشكل أحواشاً كبيرة تتوسطها ساحة الصفاة لتأتي بتأثير الحوش نفسه وعليه، يمكن أن يطلق على مدينة الكويت اسم مدينة الأحواش، فسكيكها الضيقة تعطيها الظلال معظم ساعات النهار سوى ساعة الظهيرة، كما أن بيوتها متلاصقة تقيها الحرارة ورمال الصحراء، وبراحاتها متنفس للعب الأطفال.

وشوارعها (سكيكها) مصممة للمشي، فجاء تصميمها عفويا وعمليا آخذا بعين الاعتبار الناحية العملية بالإضافة إلى الناحية الجمالية، كما أن جميع مواد بنائها من المواد الطبيعية كالصخور البحرية والطين والتبن والجص والأخشاب والجندل، وجمعت هذه المدينة الجميلة ما بين البحر والصحراء بشكل متناغم لا يمكن حدوثه بالمصادفة، وينطبق عليها فعلا (عمارة دون معماريين).


الكويت القديمة

لا يمكن مقارنة مدينة الكويت القديمة بالمدن العربية الكبيرة مثل القاهرة ودمشق وبغداد، إلا أنه كان للكويت طابعها المميز في أسواقها ومساجدها ومينائها وساحاتها وبيوتها الجميلة على البحر، والترابط العضوي بين مكوناتها، وسورها الجميل الذي يستقبل القادمين من الصحراء، ومع الأسف كل هذا الجمال أزيل، وفي وقت قياسي تحطمت هذه الروابط وأصبحت الشوارع الواسعة تفصل المنطقة عن الأخرى، ولم يعد بالإمكان المشي من مكان إلى آخر، وأخذت السيارة المكانة الأهم وأصبحت سيد الموقف، فكل شيء يصمم حول السيارة دون النظر إلى الإنسان، ونمت مدينة الكويت بسرعة لم يشهدها التاريخ إلا ما نجده في التاريخ المعاصر في دبي والدوحة وأبوظبي.

تخطيط الكويت

استنت الكويت مبدأ جميلاً في وضع المخطط الهيكلي الأول عام 1952، وذلك قبل أن تبدأ حركة العمران، وقد أثر تخطيط الكويت عام 1952 على الحياة الاجتماعية للأفراد، فبعد أن كان الجميع يمشي للسوق أو للديوانية أو لزيارة أصدقائه وأقاربه، أصبح لا يستغني عن السيارة وقل على أثرها التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة وبين الأصدقاء وأبناء الفريج.

ومع ظهور البترول وبدء الدولة مرحلة الصرف على الخدمات والبنية التحتية، حيث ظهرت الحاجة إلى منازل جديدة بسبب سياسة التثمين وتوزيع الثروة، وأصبح بإمكان المواطنين بناء بيوت أكبر بمساحات أوسع، بالإضافة إلى إقبال الوافدين إلى الكويت لتلبية احتياجات العمل والذين يحتاجون إلى سكن ملائم، حيث لم يكن في الكويت بيوت أو شقق أو فنادق ملائمة لسكنهم. وعليه، كان لابد للكويت من مواكبة الركب وبناء مساكن ومرافق لاستيعاب الأعداد الهائلة من الوافدين الجدد، فبدأ بناء الشقق في شارع فهد السالم، كما بدأ العمل في بناء البنية التحتية والتي لم يكن لها وجود قبل عام 1952.

سنة الهدامة

تغيرت معالم المدينة كثيرا بعد أمطار 8 ديسمبر 1934 والتي سميت (بسنة الهدامة)، حيث هدمت جزءاً كبيراً من البيوت داخل المدينة لدرجة كارثية، والتي تكاتف المواطنون وقيادتهم لإغاثة المتضررين وإعادة بناء أو ترميم بيوتهم المتضررة.

ويصف مهلهل حمد الخالد في رسالته إلى والده حمد الخالد أضرار المطر الذي هطل على الكويت بتاريخ 8 ديسمبر 1934 والأضرار التي لحقت بحيهم في منطقة القبلة، والتي جاء ذكرها في وثائق الخالد لدى مركز البحوث والدراسات الكويتية: «إن الواقف في سكة ابن سبت يرى بيت المديرس مع ما بين المكانين من مساكن كثيرة ودروب وفي منطقة المسيل انهدم فيها نحو ستين بيتا فأصبحت أرضا لدرجة أن أهلها أصبحوا يجهلون حدود منازلهم، أما حي العوازم فقد تهدمت بيوته جميعا واختلطت مع بعضها».

كما وصف ما حل من دمار خارج المدينة في منطقة الشعب والنقرة والدعية والعديلية، حيث هدمت السدود الترابية التي كانت بالقرب من الشعب والنقرة فقال: «الدعية والعديلية أصبحتا بحرا، وإن بعض أشجار السدر والنخيل في منطقة الشعب اقتلعتها السيول، كما أن كثيراً من الأغنام أغرقتها السيول وجرفتها معها...».

ما قيل عن تصميم مدينة الكويت وبيوتها وشوارعها

1 - وصف بيلي Pelly مدينة الكويت خلال زيارته لها عام 1865 بما يلي: «هنا نجد مدينة الكويت نظيفة بسوق كبير مفتوح يضم نحو 20 ألف ساكن يجذب التجار العرب والفرس من كل جانب بعدالة الحكم فيه وحرية تجارته، له شهرة واسعة في هذا المجال ولعل منهم مما يزيد على أربعة آلاف يقودون مراكب، ولعلها كانت تضم نحو 6000 مقاتل ضمن أسوارها».

2 - يقول قبطان الطراد الروسي (فاريانخ) في تقريره 9/12/1901 في وصف الكويت: «على طول الطريق الممتد من الكويت حتى الجهراء، وكذلك حول الكويت لا توجد أي تحصينات سواء من الساحل أو من البحر، فالمنطقة كلها مستوية تخللتها تلال رملية وترسبات غبارية وطرق مستقيمة ومطروقة جيدا، ويمكن قطع ثلثها بالدراجة الهوائية دون خوف، والشيخ نفسه يقطع هذا الطريق الوحيد الواصل إلى الكويت بعربة تجرها الخيول، أهديت إليه من قبل الإنكليز...».

3 - وصف لوريمر (Lorimer) الكويت، وهو الخبير في شؤون دول الخليج العربية، حيث عاصرها سبعة أعوام من 1908 حتى 1915، حين كان ممثلا لحكومة بومباي في الوقت الذي كان اهتمام بريطانيا في دول الخليج يزداد شيئاً فشيئاً بقوله «مدينة الكويت محاطة بسور نصف دائرة طولها نحو 2 ميل، وعمقها 4/3 ميل، وعدد سكانها نحو 35.000 نسمة، وتضاعفت عما كانت عليه عام 1870 بسبب الهجرة... جميع البيوت تتألف من طابق واحد إلا أنها تبدو كأنها أعلى من ذلك بسبب الدروه التي تحيط بسطح هذه البيوت، وجميع هذه البيوت بنيت حول حوش».

4 - وصفت الدكتورة ماري برونز اليسون (Mary Bruins Allison) في مذكراتها مدينة الكويت كما كانت عام 1935: «كانت مدينة الكويت عام 1935 عبارة عن بلدة طويلة ضيقة تمتد حوالي ثلاثة أميال على امتداد الساحل الجنوبي من الخليج، وكانت ممتلكات الإرسالية تقع في واجهة البحر على طرف المدينة الغربي، بينما يقع قصر الحاكم في أقصى شرقها، وكنا نستطيع أن نشاهد من منزلنا الماء الأزرق الدائم التجدد والتلال الوردية في الجهة المقابلة.

كانت البيوت العربية في غالبها عبارة عن مبان من طابق واحد تشبه الصندوق من طين مجفف رملي اللون وصخر البحر، وقد أحاطت بالأسطح المسطحة حواجز جدارية قصيرة تتخللها فتحات تفصلها مسافات قصيرة وتخترقها مرازيم خشبية تمتد إلى الشارع لتحمل بعيداً ماء المطر، وشكلت الجدران الخارجية للمنازل جداراً ممتداً عالياً أجرد مكونة بينها ممرات للمشاة والحمير، وكان القليل من هذه الممرات يسمح بمرور سيارة، ولم يكن في الجدران نوافذ تطل على الشارع».

5 - وصفها ديكسون Dixson عام 1935: «يبلغ حوالي ثلاثة أميال ونصف الميل طول ساحلها على البحر من رأس عجوزة مقر قصر دسمان حتى بوابة المقصب، وعمق المدينة نحو ميل وربع الميل في منتصفها، حيث بنيت منطقة جديدة اسمها المرقاب».

6 - وصف سابا شبر مدينة الكويت عام 1964: «كأن أسواقها محل تجاري كبير، وبيوتها وساحاتها المفتوحة وأحواشها مركز لتجمع العائلات، وتجمع بين العمل والراحة في مكان واحد».

كان مركز المدينة الفعلي يتركز في المنطقة الواقعة أمام قصر السيف، والتي تشمل السوق الداخلي، والمسجد الكبير، والسجن المركزي، وسوق المناخ، والمدرسة المباركية وقهوة بوناشي، وذلك حتى بدأت النهضة العمرانية بعد تصدير أول شحنة بترول ثم التثمين ووضع المخطط الهيكلي الأول عام 1952.
  #3  
قديم 30-03-2021, 12:35 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 270
افتراضي



مخطط بيت هلال المطيري بمنطقه شرق




ما بعد الهدامه
  #4  
قديم 30-03-2021, 12:44 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 270
افتراضي

تاريخ الهندسة في الكويت... قصة وطن في سيرة ذاتية (2)
20-11-2017
جريده الجريده


المخطط الهيكلي الأول عام 1952

غير نظام التثمين مدينة الكويت تماما، فبعد أن كانت جميع العقارات والأراضي يملكها الأفراد، أصبحت الدولة خلال فترة وجيزة من تطبيق نظام التثمين هي المالك الوحيد، لجميع الأراضي داخل المدينة، وسعى جميع ملاك العقارات إلى الدولة لاستملاك عقاراتهم.

فجاء المخطط الهيكلي الأول، ولحقه بعد ذلك المخطط الهيكلي الثاني، ليوزع مساحة المدينة البالغة 805 هكتارات منها 485 هكتارا للمشاريع تحت الإنشاء، ولم يبق إلا 320 هكتارا للمشاريع التي شملت من ضمن المخطط الهيكلي الثاني لاحقا.

خصص المخطط الهيكلي الأول الجزء الأوسط من المدينة للمناطق التجارية التي كانت منطقة أسواق أصلا، مثل شارع الجديد وسوق المباركية ومنطقة المناخ السابق وسوق التجار وكامل المنطقة الممتدة من قصر السيف حتى ساحة الصفاة، إضافة إلى المناطق المطلة على قصر السيف.

أما منطقة الوزارات والإدارات الحكومية، فقد خصص لها المخطط الهيكلي الأول المنطقة الممتدة على جانبي شارع عبدالله السالم فيما بين ساحة الصفاة وبوابة قصر نايف، وسميت بالمنطقة الإدارية، وبذلك محيت معالم المدينة القديمة عن آخرها، وبالأخص الجزء السكني منها، والذي كان يشكل عصب الحياة فيها، فاختفت أحياؤها وشوارعها وبراحاتها، ولم يبق منها سوى بعض الأجزاء من دواوين واجهتها البحرية وبعض الأماكن التي لم تصل إليها جرافات البلدية.

الطرق والشوارع الجديدة داخل المدينة

كانت مدينة الكويت ترتكز في تصميمها على المشاة، فالمشاة أساس التصميم، وفجأة تحول الاهتمام إلى السيارات، وخلال هذا الاهتمام غير المسبوق بالسيارات نسي الإنسان المشي تماماً، ولم يعد للمشاة فيه دور، فلم يصمم ولو ممشى أو ممر واحد للمشاة في المدينة بعد عام 1950، وفقد المشاة كامل حقوقهم، وإن شارعا مثل شارع فهد السالم لم تستطع بلدية الكويت تحديد ارتفاع الرصيف فيه، فترى كل مبنى وكأنه ليست له علاقة بالمبنى المجاور، لا من ناحية نوع البلاط أمام المبنى ولا من ناحية ارتفاع الممشى.

شارع الجديد

يقع شارع عبدالله السالم شمال ساحة الصفاة، ويصل بينها وبين شارع السيف، وكان العمود الفقري للكويت، ويمتد من الميناء إلى ساحة الصفاة مروراً بالمحلات التجارية والدكاكين على هذا الشارع، وبني الشارع بما كان يسمى آنذاك بالطراز الحديث، حيث استخدم في بنائه الطابوق إلاسمنتي.

شارع مبارك الكبير

وهو الشارع الذي يقطع مدينة الكويت نصفين بالتساوي، ويمتد من قصر السيف ماراً في دروازة العبدالرزاق إلى بوابة الشعب (البريعصي)، كما كان يسمى شارع الكهرباء لوقوع دائرة الكهرباء فيه.

شارع دسمان

وهو أول شارع تم تبليطه بالإسفلت عام 1945، ويمتد من قصر دسمان حتى ساحة الصفاة، وهو أحد الشوارع الرئيسة الأربعة، ولم تكن فيه محلات تجارية، حيث كانت البيوت السكنية تطل عليه من الناحيتين، وكانت بيوت (العوضية) تحتل الجزء الواقع بين دوار دسمان حتى تقاطع شارع خالد بن الوليد، حيث كانت بيوت محمد عقيل محمد زمان العرشي وبيوت عبدالله العوضي تحتل هذا الشارع من الناحيتين الشمالية والجنوبية، إضافة إلى بيوت الرومي والشواف والشمالي والعبدالرزاق والموسى والنجدي والقضيبي والعطار والمطوع والفيلي والوزان وغيرهم.

شارع السيف

يصل شارع السيف طرفي المدينة من شرقها إلى غربها، حيث يبدأ من قصر دسمان شرقا وينتهي في بوابة المقصب غربا، ويبلغ طوله أكثر من 6 كيلومترات، وتقع عليه جميع العماير والمراكز الحرفية والفرضة و(النقع) ومعظم الديوانيات، كما يقع عليه قصر السيف.

أحياء الكويت

يتألف كل حي من بيوت متلاصقة من طابق واحد لا يزيد ارتفاعها على 4 أمتار، تفصلها شوارع ضيقة تسمى سكيك، وسكيكات، وسكة سد، والدرب، والجادة، وفيها براحة يتجمع فيها ساكنو الفريج في المناسبات وليالي رمضان، كما كان في بعض الأحياء «المسقف»، أي الشارع المسقف، ومن أشهر الأماكن التي كان المسقف مستعملاً فيها هو «فريج الشيوخ»، المقابل لقصر السيف، و»فريج الشملان» و»مسقف العبدالرزاق».

«الفريج»، هو التسمية الكويتية للحي، وعادة ما يأخذ اسمه من العائلة الكبيرة التي تسكنه، فكان الفريج الذي نسكن فيه يسمى «فريج هلال»، نسبة إلى هلال المطيري، وكذلك «فريج النصف» و»فريج الشملان» و»فريج القناعات» وغيرها، وكان أهل الفريج كأنهم عائلة واحدة، فمعظم أبناء الفريج إخوان في الرضاعة.

وكان هناك 6 أحياء كبيرة في منطقة القبلة، هي فريج العثمان والصقر والخالد والبدر وسعود وغنيم، كما كانت هناك 8 أحياء كبيرة في منطقة الشرق، وهي فريج الشيوخ وبن خميس والشملان والنصف وهلال والمضف وبورسلي والعاقول.

أما الأحياء الداخلية فكانت نحو 40 حياً، منها فريج العدساني والعتيقي وبودي والرزاقة والقناعات والعجيل والفلاح والساير وبوقماز والفضالة والعوضية والعوازم والرشايدة والمطران والصوابر والقروية والحساوية والبحارنة والبلوش والصالحية وبن حسين والميدان والمطبة ومصدة، وأخرى لا يتسع المجال لذكرها.

تحمُّل الحرارة

يتساءل كثيرون عن كيفية تحمّل الكويتيين لحرارة الصيف سابقاً في غياب المكيفات، والجواب هو أن جميع البيوت كانت تبنى بالمواد الطبيعية العازلة للحرارة، وذلك من الطين المخلوط بالتبن، كما كانت الشوارع ترابية ضيقة، ولم يكن هناك إسفلت أو سيارات أو مكيفات تبعث الحرارة من محركاتها.

البيت الكويتي

جاء تصميم البيت الكويتي ليفي بوظائف عملية اجتماعية ومناخية باستخدامه مواد البناء الطبيعية والحوش الداخلي وقلة النوافذ الخارجية وحجمها والباب الرئيس «بو خوخه»، وطريقة بناء الأسقف والحوائط والسطح كلها، لتتماشى مع البديهة والمنطق السليم للتعامل مع هذا الوضع.

ولم يكن للبيوت المنفصلة وجود في الكويت قبل عام 1946، فلم تكن هناك بيوت مبنية على قسيمة مستقلة، ولها حديقتها وكراجها، وجاءت البيوت المستقلة مع بناء مدينة الأحمدي التي بني فيها أكثر من 1000 منزل مستقل له سوره الخاص وحديقته المستقلة. وكانت جميع بيوت الكويت القديمة متلاصقة مرتبط بعضها ببعض مكونة من طابق واحد يعلوها حجاب، حيث كان سطح البيوت يستخدم للنوم في ليالي الصيف، ولا يوجد في هذه البيوت شبابيك تطل على الخارج، إلا فيما ندر، وهذه الشبابيك هي للديوانية، أما الغرف الأخرى، فإن جميعها تطل على الحوش الداخلي.

العماير

هي عبارة عن بيوت عربية كبيرة تستخدم لتخزين المواد، وهي المكان الذي يبيع التجار فيه البضائع التي يستوردونها من الهند وإفريقيا من أخشاب ومواد بناء، وتطل جميع العماير على البحر أمام النقع، وذلك لتسهيل نقل البضائع من الأبوام إلى العماير المطلة على النقع.

والعماير هي بداية الديوانيات، حيث بدأت الديوانيات من العماير المطلة على البحر، وكان ساحل شارع السيف يضم نحو 80 عمارة، منها 45 عمارة في منطقة الشرق، ونحو 35 في منطقة القبلة، منها نحو 50 تستعمل كديوانية أيضا.

الديوانية

بدأت الديوانيات كجزء من العماير المطلة على البحر على شارع السيف، حيث كان لهذه العماير مكتب صغير للنوخذة أو صاحب السفن (المِحْمَل)، حيث يستقبلون به البحارة للتفاوض معهم وتوظيفهم ودفع رواتبهم ومراجعتهم في شؤون رحلة الغوص أو السفر وتصريف أمور الرحلة.

ومن أهم دواوين الضيافة التي كانت تستضيف المسافرين للمبيت وتزويدهم بالطعام، ديوان المرزوق وإسماعيل جمال والبحر والفلاح والنصف والقلاف وصالح جمال والبدر والمسباح وقبازرد ومعرفي وغيرهم.

ومن أهم الديوانيات الاجتماعية العريقة ديوانية الروضان والنصف والبحر والمناعي والشملان والبدر والصقر والغانم وبهمن والخرافي والملا والغنام والمعجل والشايع والزامل والوزان والبابطين والعسعوسي والخالد والرفاعي ومعرفي والقناعات والعبدالرزاق والبهبهاني وحيات والعوضية والكنادرة وغيرها من الديوانيات العريقة.

وكانت جميع الديوانيات المطلة على البحر فيها دكَّة، وهي مصطبة ملاصقة لجدار الواجهة الأمامية للديوانية والمطلة عادة على البحر للجلوس عليها أيام الصيف للاستفادة من نسيم البحر في قيظ الصيف.

المساجد

هناك علاقة وطيدة بين المساجد والأسواق، فحيثما توجد الأسواق توجد المساجد الكبيرة المميزة، يرتادها المتسوقون أوقات الصلاة. كما أن المسجد نواة نمو المدينة، حيث تبنى بجواره المنازل والمدارس والمكتبات والمستوصفات، فتتكون قرية صغيرة ثم تكبر لتصبح مدينة وهكذا.

ويفيد فرحان عبدالله الفرحان بأن أقدم جامع في الكويت هو جامع بن بحر، وبذلك يكون أقدم مبنى معروف، وهو يستند إلى مذكرات عبدالرحمن بن عبدالله السويدي (1772- 1778) وكذلك عبدالله خالد الحاتم وعبدالعزيز الرشيد، حيث يفيد السويدي عند زيارته لها بأن في الكويت كان هناك أربعة عشر جامعاً ومسجداً، وأن مسجد البحر يقع مقابل قصر السيف، كما كان هناك مسجد العبدالجليل ومسجد العبدالرزاق ومسجد مسعود ومسجد الخليفة ومسجد النومان ومسجد الحمدان آل القناعات، ومسجد بن بطي والنصف ومسجد العدساني، ومسجد الحداد ومسجد الشيخ ياسين القناعي، ومسجد السوق ومسجد النبهان ومسجد الفارس ومسجد المديرس».

تصميم البيت الكويتي

تنقسم البيوت الكويتية إلى 6 أنواع:

(1) القصور والبيوت الكبيرة: وتشكل نحو 1 في المئة من إجمالي البيوت، وتحتوي على أكثر من 10 غرف، كما تحتوي على 4 أحواش أو أكثر، أهمها حوش الحريم وحوش الديوانية وحوش المطبخ وحوش الغنم.

(2) البيوت الكبيرة: وتشكل نحو 5 في المئة من إجمالي البيوت، وتحتوي على أكثر من 5 غرف، كما تحتوي على حوش أو حوشين وفيها ليوان.

(3) البيوت المتوسطة: وتشكل نحو 16 في المئة من إجمالي البيوت، كما تحتوي على 3 أو 4 غرف فيها حوش واحد وليوان.

(4) البيوت التي تحتوي على 3 غرف: وتشكل نسبة 20 في المئة من إجمالي البيوت وتحتوي على حوش واحد وليوان واحد.

(5) البيوت التي تحتوي على غرفتين: وتشكل نسبة 23 في المئة من إجمالي البيوت وتحتوي على حوش واحد دون ليوان.

(6) البيوت التي تحتوي على غرفة واحدة: وتشكل نسبة 35 في المئة من إجمالي البيوت وتحتوي على حوش.

مكونات البيت الكويتي القديم

1- الباب الرئيس (باب بوخوخه): مكون من بابين، الباب الكبير، ويستعمل لدخول الدواب إلى المنزل، أما الباب الصغير فإنه يستخدم للاستعمال اليومي.

2- دهليز: وهو ممر يربط المدخل الرئيس بالحوش الداخلي.

3- حوش: الساحة الوسطى من المنزل التي تطل عليها جميع غرف البيت.

4- دريشة (شباك): مصنوع من الخشب مكون من درفة أو درفتين خال من الزجاج، عادة ما يكون في الديوانية المطلة على الخارج.

5- الكتيبة: هي نافذة صغيرة فوق مستوى النظر وتبنى لغرض التهوية والضوء.

6- برچة (بركة): وهي خزان ماء في وسط الحوش، يستخدم لتخزين مياه الأمطار خلال موسم الشتاء لاستعمالها أيام الصيف.

7- ليوان: هو المكان المغطى يطل على الحوش ويحمي الغرف من الشمس.

8- غرف المنزل: غرف المنزل متعددة الاستعمال فهي تستعمل للجلوس نهاراً وللنوم ليلاً، كما يحتوي البيت عادة على غرفة «جيل» (كيل) تخزن فيها مواد الغذاء.

9- «بادكير» (مصيدة الهواء): وهو نوعان بادكير ملاصق للحائط يستقبل الهواء من ناحية واحدة، وبادكير بمثابة برج مستقل يستقبل الهواء من أربع جهات.

10- روشنة: رف في تجويف داخل الحائط بعمق نحو 25 سم وعرض نحو متر وارتفاع متر ونصف أعلاها على شكل قوس تمسح بالجص، وتستعمل كرف داخل الغرف.

11- مطبخ: وهو غرفة عادية خالية إلا من الموقد والتنور ليس فيها أي مما نسميه اليوم معدات المطبخ.

12- جِليـِب: بئر ماء مالح يستعمل للغسيل مزود بـ «محالة»، وهي بكرة خشبية تعلق فوق البئر ليسهل استخراج الماء منها بالحبل والدّلو.

13- الكَّرو: هو بمنزلة «الدوش» في بيوت اليوم وكان قليل من البيوت فيها الكّرو، حيث كان يستعمل بشكل واسع في المساجد.

14- الكنكية: وهي ما يسمى الآن (الصندرة)، حيث يقسم ارتفاع إحدى الغرف الثانوية إلى قسمين يستخدم الجزء السفلي لتخزين المواد الثقيلة نسبياً وتستعمل (الكنجية) لتخزين الأشياء.

15- السطح: يستعمل سطح المنزل للنوم في ليالي الصيف ولتجميع مياه المطر وتصريفه من خلال المرزام أيام الشتاء إلى البركة (البرجة) وسط الحوش.

16- الفَـّرية: وهي فتحة بين بيتين متلاصقين للعائلة نفسها تربطهم علاقة أسرية قوية، وذلك لتسهيل الترابط والتزاور بينهم دون الحاجة إلى الخروج إلى الشارع للاتصال.

17- العريش: سقف من أعواد قصب البردي والباسجيل (شرائح القصب) مغطاة بـ (الباري)، ترتكز على أعمدة الجندل. ويشيد عادة في إحدى زوايا الحوش أو على السطح.

18- مختلى: هو مكان منعزل في ساحة البيت أو في العراء، يستخدم كمرحاض يقضي أهل البيت فيه حاجتهم.

المقابر

كان في مدينة الكويت في أربعينيات القرن الماضي 7 مقابر، أزيلت منها مقبرتان وبقيت 5 مقابر. وهذه المقابر هي:

1- مقبرة الصالحية في منطقة القبلة جنوبي مجمع الصالحية، دفن فيها سمو الشيخ أحمد الجابر الصباح والشيخ فهد السالم الصباح.

2- مقبرة هلال في المنطقة الشرقية من المدينة، دفن فيها هلال المطيري.

3- المقبرة الجعفرية في المنطقة الشرقية من المدينة شرقي شارع خالد بن الوليد.

4- مقبرة الحساوية في المنطقة الشرقية من المدينة بالقرب من كراجات منطقة الشرق.

5- مقبرة المسيحيين في المنطقة الشرقية من المدينة بالقرب من مواقف سيارات مجمع الخليجية.

6- مقبرة اليهود، أزيلت في أربعينيات القرن الماضي.

7- مقبرة البلدية، تقع على مدخل شارع فهد السالم من الناحية الشرقية.

8- أنشئت مقبرة الصليبيخات عام 1957 بناء على قرار مجلس الإنشاء رقم 1711/310.
  #5  
قديم 30-03-2021, 12:57 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 270
افتراضي

تاريخ الهندسة في الكويت... قصة وطن في سيرة ذاتية (3)
21-11-2017 - جريده الجريده

صناعة السفن في الكويت

بالرغم من عدم وجود المواد الخام لبناء السفن، فإن الكويت كانت تصدر السفن الخشبية، وصنعت ما بين عام 1919 حتى 1948، 567 سفينة، و180 دوبة قيمتها الإجمالية تقريبا 11.717.000 روبية، وكانت هذه السفن تصنع في العمارات المطلة على البحر مثل عمارة أحمد سليمان الأستاد، وعمارة راشد الأستاد، وعمارة بن عمران، وعمارة حمود بن بدر، وبعضها الآخر يصنع بالقرب من النقعة، لتسهيل عملية إنزال السفينة إلى البحر.

كان صناع السفن الكويتية ملمين بما تتعرض له سفنهم الشراعية من قوى ضغط Compression Forces، وقوى اللي والالتواء Bending Forces، وقوى القص والقطع Shear Forces، وقوى الفتل Torsion Forces، وقوى الشد Tension Forces، كما كانوا يعرفون تمام المعرفة أن جسم السفينة يتقوس نتيجة تغيرات نسبة الأحمال وعامل الطفح، مع طول جسم السفينة وكل ما يتعلق بإبحار السفينة.

من أهم مهندسي وصانعي السفن الكويتيين:

محمد بن عبدالله الاستاد، ومحمد الأستاد (جد أحمد سلمان الأستاد)، وفردان أحمد الأستاد، وحسن بن عبدالله الأستاد، وعبدالله مرزوق الأستاد، وراشد بن جاسم الأستاد، وسليمان بن فردان الأستاد، وكذلك أحمد الأشوك، ويوسف أحمد الأشوك، وسلمان الأشوك، وكذلك جاسم بن راشد، وصالح بن راشد، ويوسف بن راشد، وكذلك محمد القروف وهو (أول من صنع البوم) وعبدالله محمد بن غانم، وعلي محمد بن غانم، ومحمد عبدالله بن غانم، ومحمود بن حسن بن سبت، وموسى بن سبت، وسلمان الغضبان، وحسين الغضبان، وعبدالرسول الغضبان، وحمود بن بدر، وحسين بن بدر، ومحمد حسين بوعليان، وحسن بوعليان، وناصر بوعليان، بالإضافة إلى حسين المنصور، وعلي بن حسن، ويوسف إبراهيم، وعلي عبدالرسول، وخليل راشد القلاف، وأحمد الإبراهيم، وحمود بن حسن، وجاسم الصاغة، ومحمد العباس، وعبدالحسين بن زيد، وحسن بن عبدالله، وآل العرادي، وآل المرهون. وفي نظري أن هؤلاء نخبة من رواد الهندسة في الكويت.

تصميم السفن الكويتية

أتقن جيل مهندسي تصميم السفن الشراعية مهنتهم، فوصلت سمعتهم إلى العالم، وقاموا ببناء سفن لأطراف خارج الكويت، وكانت سفناً جميلة وسريعة متقنة الصنع، وكان صانعو السفن الشراعية مهندسي الكويت الأوائل، ولم يسبقهم في ذلك إلا من قاموا بتخطيط وبناء مدينة الكويت عند نشأتها، وهم جيل أستادية البناء.

مهندسو ومقاولو بناء البيوت

يطلق على مقاولي البناء في الماضي لقب الأستادية، وهم الرعيل الأول من المهندسين الذين بنوا الكويت منذ نشأتها. والأستاد هو المصمم والمنفذ للمشروع الذي يكلف به، وهو المهندس الفعلي للمشروع (المهندس المقيم)، وهو المقاول في نفس الوقت.

ومن أهم الأستادية الذين اشتهروا ببناء البيوت في فترة العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين سعد وناصر الفرحان، وابناه عبدالله وفهد، اللذان شاركا في بناء قصر السيف، والمستشفى الأميركي، والكنيسة القديمة، ومنزل القس، ومنزل د. سكدر.

وكذلك فهد وعبدالله وراشد الرباح، الذي خطط وصمم وأشرف على بناء سور الكويت البحري، كما ساهم بشكل كبير في بناء السور الثالث وسوق الخضرة. وكذلك آل بحوه، ومنهم عبدالله عبدالسلام وخليفة ومحمد اللذان شاركا في بناء المستشفى الأميري ومجرور الشارع الجديد، ومستشفى الولادة والمستشفى الصدري وسكن الممرضات.

من هم مساعدو الأستاد؟

البناي: هو عامل البناء الذي يقوم بمساعدة الأستاد في خلط الطين ونقل الطوب والصخر ومناولته للأستاد.

المبيض: هو العامل الذي يقوم بتبييض الجدران، وهو عامل متخصص في أعمال الجص.

الخباص: هو العامل الذي يقوم بخلط الجص، أو ما يسمى (طبخة)، ثم يقوم بتكوينها على شكل كرات بحجم راحة اليد تسمى «لقمة».

وأحمد عبدالخالق البنا الذي اشتهر بأعمال زخرفة الجبس، وهو الذي نفذ واجهة المستشفى الأميركي، وقام بزخرفة الأقواس، بالإضافة إلى عبدالحي البناي وعبدالعزيز المقهوي وعبدالعزيز العيسى وصالح وفايز الذربان، ومحمد بن دحيم وسليمان العمير وإبراهيم، وعاشور وجاسم، وأحمد عبدالسلام وأحمد بن المليفي وعبدالكريم المنيس وعلي الهزيم، ومحمد الذباحي ومبارك حسين دشتي وأحمد الأصفهاني، وعبدالرزاق الداعي وفهد الراشد وأحمد المهنا المياس والسهلي، والجريوي والغريبي. وكان يساعد هؤلاء الأستادية البناؤون والمعاونية.

وكانت بلدية الكويت تستعين ببعض هؤلاء الأستادية، وتكلفهم ضمن لجانها لإبداء الرأي حول تكلفة المباني والحوائط والأسوار.

كانت عملية بناء البيوت عفوية وتتم دون أي مخططات أو رسومات، فيما عدا بيوت بعض الميسورين، مثل بيت يوسف المرزوق الذي استعان بمهندسين من الهند، وديوان وقصر الشيخ خزعل، وأمثال هؤلاء قلائل جدا. ولم تكن هناك أنظمة تحدد المساحات أو الارتفاعات، وكانت جميع البيوت متلاصقة خالية من أية أعمدة، حيث إن جميع حوائطها حاملة.

مواد البناء المستخدمة قديماً

كان البناؤون من أهل الكويت يصنعون مواد البناء التي يحتاجون إليها في بناء البيوت من طين وجص، كما كانت تصنع الأبواب ومفصلات الأبواب و(جلاليب) الأبواب وأقفالها البدائية، كما كانت تصنع الشبابيك الخشبية والقضبان لها. أما بقية مواد البناء مثل الجندل والباسجيل فقد كانت تستورد من الخارج. وقد حرصت بلدية الكويت على التأكد من سلامة مواد البناء المستعملة، وأصدرت عدة قرارات حولها مثل الجص والصخر والطين.

طرق بناء الحوائط

كانت جميع حوائط المباني القديمة حاملة، ولا وجود للأعمدة إلا في الليوان، وتبنى الحوائط بـ3 طرق:

1- الحوائط الطينية (اللبن): تحفر أساسات الحوائط بعرض 70سم تقريبا وعمق متر تقريباً، أو الوصول إلى الأرض الصلبة، وتؤسس من الحجر البحري البخش، وتبنى عليها الحوائط من الطابوق الطيني التربي المخلوط بالقش.

2- حوائط العروق: يؤسس حائط العروق بنفس تأسيس الحوائط الطينية، وبعدها يصب الطين التربي على شكل طبقات، ارتفاع كل طبقة (ذراع) نحو 40 سم. وهذه الطبقة تسمى «عرق»، وهي بسماكة الجدار الذي يبلغ عرضه نحو 70 سم.

3- الحوائط الحجرية: تؤسس بنفس أساسات الحوائط الأخرى بعرض 70 سم، وبعمق المتر تقريباً أو الوصول إلى الأرض الصلبة، وتؤسس من الحجر البحري والفرش ثم تبنى بخليط من الطين وصخور البحر.

الليوان: جزء أساسي من البيت في البيوت الكبيرة، وهو المكان الوحيد في البيت الذي يستعمل فيه الأعمدة والجسور. وأهم جزء في الليوان «الصور»، وهو الجسر الخشبي الواصل بين أعمدة الليوان، حيث يبلغ طوله في بعض البيوت الكبيرة نحو 10 أمتار حسب طول الليوان.

الأسقف: كانت تبنى الأسقف بالطرق التقليدية، فكانت تتكون من عدة طبقات، الطبقة السفلى إنشائية عليها طبقة عازلة.

المهندسون والمقاولون

برع (الأستادية) في الكويت بمهارتهم الفائقة في التخطيط والتصميم والتنفيذ، وما سور الكويت الثالث إلا مثال على ذلك، فقد خطط هؤلاء (الأستادية) مسار السور ومواقع بواباته وأماكن أبراج المراقبة ومواقع فتحات إطلاق النيران، كما قاموا بإدارة المشروع عن طريق تجنيد العاملين على السور وتوزيع مهامهم المختلفة، وحددوا طريقة جلب المواد التي يتطلبها المشروع من طين وصخور وماء وأخشاب، وتوفير الطعام والماء لمئات العاملين، وذلك في وقت قياسي.

بناء بوابات السور الثالث

بني السور الثالث عام 1920 بأربع بوابات هي بوابة الجهراء، بوابة الشامية «نايف»، بوابة الشعب أو «بوابة البريعصي»، وبوابة دسمان أو «بوابة بنيد القار». وأضيفت له بوابة خامسة عام 1927 وهي بوابة المقصب.

السور البحري

يعتبر السور البحري العمل الهندسي المميز الآخر الذي تم التعاقد عليه في 7 فبراير 1924، أي بعد أربع سنوات من الانتهاء من السور الثالث، ولم يكن بناء هذا السور لحماية مدينة الكويت من جور الأعداء والمهاجمين، بل لحمايتها من الطبيعة ومن أمواج البحر ولحماية اقتصاد الكويت، فجاء هذا السور ليحمي ميناء (فرضة) الكويت من الأمواج التي تعرقل حركة السفن عند التحميل والتنزيل. وعليه، تم الاتفاق مع الأستاد راشد الرباح على بناء هذا السور بطول 110 أمتار وعرض 7.5 أمتار عند القاعدة، وبارتفاع 4 أمتار تحت الماء 2 متر فوق الماء.


فإذا كان بناء مدرستي الشامية للبنين وروضة المنصور اللتين أنجزتا عامي 1953 و1954 مع جميع الإمكانات المتوافرة في ذلك الحين يعد عملاً يصعب أن يجاوزه عمل في أي بقعة من العالم، فماذا كان سيقول عن إنجاز السور الثالث خلال ثلاثة أشهر؟! إنني متأكد أنه سيقول عنه معجزة.

أهم معدات البناء الكويتية:

1 - عدة الحفر والتكسير وهي:

أ- الهيب: قضيب سميك من الحديد بطول 140 سم تقريبا وقطر 3.5 سم، ويزن نحو 15 كيلوغراما، أحد طرفيه مدبب والطرف الآخر مفلطح يستخدم للحفر.

ب- الشبل: عبارة عن مكراف حديد مركب عليه يد خشبية بطول متر تقريباً تستخدم للحرث والجرف.

ج- الصخّين: مكراف حديد مركب على يد من الخشب بطول متر تقريبا بزاوية 90 درجة، على شكل حرف L، يستخدم للحفر وتقليب الطين.

د- القلم: وهو قضيب حديدي بطول 20 سم تقريباً يستخدم مع المطرقة لتكسير الصخر أو الأشياء الصغيرة.

2 - عدة البناء:

أ- الشيشة: ميزان مصنوع من الخشب في وسطه وعاء زجاجي صغير به ماء، يستخدم للتأكد من استقامة الجدار أفقياً، وهو بمنزلة الميزان المستعمل حالياً.

ب- الزاوية: هي مثلث قائم الزاوية يستعمل للتأكد من استقامة الجدران والزوايا.

الكمشة والمالج والدسوس (القفاز): يلبس المساح القفاز، ويستخدم الكمشة للمساح، كما يستخدم المالج، وهو عبارة عن حديدة مسطحة ذات مقبض خشبي لتبطين الجدران بالجص والأسمنت.

ج- أدوات أخرى: الخيط والبلد للتأكد من الاستقامة، والحبال، والمبرد، والمطرقة، والمنشار، والمنخال، والسلم، والزبيل، والسطل، والطاسة، واستعمالاتها واضحة في عملية البناء.

3 - عدة القطع

أ- جدوم: الفأس الذي يستخدم للنجارة والقطع.

ب- المفراص: للتكسير ولي المسامير والويرات.

ج- رافعة: هي جسر خشبي يصل بين أعمدة الليوان.

د- الخلاطة: دخلت الخلاطة الكويت عند بناء المستشفى الأمريكاني عام 1912.

أسوار الكويت:
كان للأسوار دور مهم لإضفاء الطمأنينة على سكان مدينة الكويت وحمايتهم من الغزوات وعمليات السلب والنهب، التي كان يقوم بها البدو ليلاً على الأماكن المعمورة، إذ تعرضت الكويت لعدة غزوات اضطرت خلالها إلى بناء 3 أسوار دفاعية لحمايتها من المهاجمين من ناحية البر، حيث الثقل السكاني.


السور الأول عام 1789

طول السور: 1555 متراً

مساحة: 395.376 متراً مربعاً

عمق المدينة: 400 متر

محيط المدينة: 3331 متراً

طول الواجهة البحرية: 1776 متراً

السور الثاني عام 1814

طول السور: 2800 متر

مساحة المدينة داخل السور: 1.329.578 متراً مربعاً

عمق المدينة: 1200 متر

محيط المدينة: 5803 أمتار

طول الواجهة البحرية: 3003 أمتار

السور الثالث عام 1920

طول السور: 6400 متر

مساحة المدينة داخل السور: 7.699.123 متراً مربعاً

عمق المدينة: 2700 متر

محيط المدينة: 12.401 متر

طول الواجهة البحرية: 9300 متر
  #6  
قديم 30-03-2021, 01:10 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 270
افتراضي

تاريخ الهندسة في الكويت... قصة وطن في سيرة ذاتية (4)
22-11-2017 - جريده الجريده

قصر السيف

في مطلع عام 1906 شرع الشيخ مبارك في تشييد القصر على المكان الذي كانت تحتله نقعة آل إبراهيم بعد ردمها، وكلف الشيخ مبارك المهندس البغدادي أسطى محمد الكضماوي لبناء القصر بناء على ترشيح الشيخ خزعل بن مرداو أمير المحمرة، وأحضر الشيخ خزعل البنائين من المحمرة للمساعدة في بناء القصر، كما تم جلب الطابوق (الآجر) من مدينة العمارة في العراق، أما أخشاب الأبواب والشبابيك والأسقف فإنها جلبت من الهند.

تسمية القصر بـ «قصر السيف» تسمية حديثة، حيث كان يطلق عليه «قصر مبارك» أو «القصر الجديد»، وعندما بنى الشيخ جابر بن مبارك «دسمان»، وبعد توليه الحكم أطلق على الأول «قصر الديرة»، وأخذ بناء قصر السيف الطابع المعماري الإسلامي، نظرا إلى استخدام الأقواس والزخارف الإسلامية، إضافة إلى لمسات من التراث الكويتي القديم.

توسعات قصر السيف

مر قصر السيف بتوسعات وتعديلات تصل إلى 6 مراحل:

الأولى كانت في عام 1909، عندما قرر الشيخ مبارك تشييد جناح آخر في الجهة الغربية لقصره الرئيس، والثانية في عهد الشيخ سالم المبارك الصباح 7/2/1917، حين أمر ببناء درج ثان يربط الطابق الأول بالطابق الأرضي، ونقشت على مدخله عبارة تقول: «لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك»، أما الثالثة فكانت في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح، في حين تمت الرابعة في عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح، حيث قرر بناء قصر جديد له بالقرب من قصر السيف القديم، إلى الشرق من الساحة الرئيسة للقصر، وتم الانتهاء من هذه التوسعة في أوائل عام 1964 صممه المعماري البريطاني «كيث بيرتون»، فأصبح من أجمل المباني في الكويت، حيث تميز ببرج مرتفع يطل على البحر، وينتهي بقبة مطلية بالذهب تحوي ساعة ذات أجراس تعلن الوقت على غرار ساعة «بيغ بن Big Ben» اللندنية.

في التوسعة الخامسة أضيف مبنى من طابقين مغطى بالطابوق الأصفر ومزين بالسيراميك الأزرق، وله واجهة مزينة بالأقواس نصف الدائرية، وشيدت بالقرب منه حديقة جميلة وسارية علم الكويت، وفي السادسة أضيفت عدة مبان إلى قصر السيف أثناء حكم الشيخ جابر الأحمد.

بيت هلال المطيري في شرق كان أكبر بيت في الكويت

بيت هلال المطيري من أهم البيوت التي لصقت في ذاكرتي منذ الطفولة في منطقة الشرق، فقد ترعرعت في فريج هلال، وكان هذا البيت أكبر بيت رأيته، فقد كان كبيراً يطل على البحر وأمامه ساحة كبيرة تسمى (براحة هلال) كنا نلعب بها لعبة (الهول)، وكنت أدخل هذا المنزل مع محمد خالد المخلد، وكان البيت كبيرا وجميلا، سكنه هلال المطيري حتى وفاته عام 1938، ويحتوي البيت على سبعة أحواش ومخزن للسلاح وغرفة خزنة للذهب والنقود.

وفي اعتقادي أن هذا البيت كان أكبر بيت في الكويت، ولم أعثر على ما يخالف ذلك في جميع ما قرأته، وفي عام 1952 باع أبناء هلال المطيري البيت لعائلة النصف التي أزالته وأقامت عليه شققاً سكنها أفراد من عائلة النصف.

حاولت كثيراً الحصول على صور فوتوغرافية للبيت، إلا أنني لم أجد إلا صورتين فقط؛ إحداهما أخذت من ناحية البحر، والثانية تخصني وجدتها ضمن الصور التي أخذتها، وهي صورة للناحية الخلفية للمنزل تظهر خلال صورة أخذتها لأخي غازي الريس مع الأخ سعد علي الناهض، وهما يقفان بالقرب من منزل علي الناهض، ويظهر بيت هلال في خلفية الصورة.

ولم أكن أتذكر توزيع المنزل من الداخل، فلجأت إلى السيد عبدالعزيز المخلد وأخيه محمد المخلد، اللذين يتذكران التوزيع الداخلي للبيت، وقمت برسم البيت من الداخل وتوزيعه حسب ذاكرتي وذاكرة عبدالعزيز ومحمد المخلد، كما عرضت هذه المساقط على السيدة الفاضلة لطيفة رومي الفهد (والدة السيدة سعاد مشاري هلال المطيري) والتي سكنت البيت، وكذلك عرضت المساقط على بعض من كانوا يعرفون المنزل، وحسب علمي ومن المعلومات التي استقيتها من الأطراف التي سألتها، فإن هذه المخططات هي الأقرب إلى ما كان منزل هلال المطيري عليه، وقد ضمنتها في هذا الكتاب، حيث إن صورة الغلاف هي لمنظور المبنى من الزاوية المطلة على البحر، وهي الواجهة الشمالية للمبنى، كما تبين الصور الأخرى الواجهة الجنوبية.

ولم أجد أي صور للواجهات الأخرى، وقد اعتمدت على الذاكرة وعلى الصور لأكّون مجسماً لهذا البيت، وأرجو أن أكون قد وفقت في وضع هذه المخططات حتى يعرف أحفاد هلال المطيري ما كان عليه بيت جدهم.

قصر دسمان

يقع قصر دسمان في الناحية الشرقية من مدينة الكويت (راس عجوزة) بناه الشيخ جابر المبارك الصباح عام 1904 قبل أن يصبح حاكما، أي خلال حكم الشيخ مبارك، ثم أعاد بناءه الشيخ أحمد الجابر عام 1930 وجعله منزلا له وقصرا رسميا خاصا به، واستقبل قصر دسمان أول وثاني مكيف يدخل الكويت عام 1945 من نوع كارير الأميركي، وركبته شركة مراد بهبهاني وكيل شركة كارير، كما استقبل القصر أول مصعد دخل الكويت عام 1947 من نوع شليرن، وركبته شركة مساعد الصالح.

قصر الشعب

بنى الشيخ سالم المبارك الصباح قصر الشعب عام 1916، وأجرى عليه الشيخ عبدالله السالم الصباح تعديلات خلال حكمه من عام 1950 وحتى 1965، وكان القصر يحتوي على ديوان وحوش العائلة، وجناح الشيخ عبدالله السالم يطل على البحر وجناح آخر للضيوف، كما كان القصر يحتوي على حوش المطبخ وغرفة طعام وإسطبلات للخيول وأماكن لحرس القصر في القسم الغربي خارجه. كان للقصر ثلاث بوابات، الأولى من الناحية الغربية، والثانية من الناحية الشمالية، والثالثة من الناحية الشرقية المقابلة للبحر.

في عام 1973 كلفنا سمو الشيخ سعد العبدالله بإجراء تصليحات جذرية على قصر الشعب، بعد أن تم فرزه عن بقية أرض القصر.

قصر نايف

سمي باسم المرتفع (الصيهد) الذي بني فوقه، ويقع في وسط المدينة، ويطل على ساحة الصفاة، وكان يضم إدارة الأمن العام، وبناه الشيخ سالم المبارك عام 1920، وبني من الطين لتعزيز سور الكويت الثالث، لجعله قلعة داخل المدينة تخزن فيها الأسلحة والذخائر لتزويد المحاربين الذين يحرسون السور، وكان مقرا لدائرة الأمن العام في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وتم تجديده عام 1950، ويعلن منه أذان المغرب خلال شهر رمضان، حيث يطلق مدفع الإفطار.

قصر مشرف

يقع على تلة مشرف، وتم بناؤه من قبل الشيخ مبارك الصباح، وأجرى عليه الشيخ عبدالله المبارك إضافات عام 1957، وكان يعتبر من أجمل المباني وأكملها عند الانتهاء منه عام 1957.

قصر الشيخ خزعل (قصر الغانم)

بنى الشيخ خزعل خان بن مرداو حاكم عربستان وصديق الشيخ مبارك الصباح قصره عام 1915، وذلك على الطراز البغدادي الذي لم يكن دارجاً في الكويت، حيث أحضر لبنائه عمالا متخصصين من عربستان، وقام أحمد محمد الغانم بشرائه في ثلاثينيات القرن الماضي، واستعملته عائلة الغانم سكنا لهم، وسمي بعد ذلك بقصر الغانم.

يتكون القصر من دورين وسرداب، وهو أول مبنى في الكويت يحتوي على سرداب، ويتكون الدور الأرضي والأول من لواوين تحيط بفناء الدار من 3 جهات، وأعمدة اللواوين وجسورها مزينة بزخرفة جميلة.

وكان القصر عند بنائه تحفة رائعة، وبقي محتفظا برونقه بعد اقتنائه من قبل محمد أحمد الغانم، حيث كان يمثل نموذجا معماريا فريدا للعمارة في الكويت حين تشييده، إذ يغلب عليه التراث البغدادي التقليدي غير المعروف آنذاك في دولة الكويت.

قصر الشيخ فهد السالم الصباح

بني القصر في السالمية، التي كانت تسمى (الدمنة)، وصمم على شكل أقمار صناعية، حيث جاء تصميمه خلال السباق الفضائي بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية، بعد أن أرسل الاتحاد السوفياتي مركبة الفضاء (سبوتنك) إلى الفضاء الخارجي، والطابق الأرضي من القصر محاط بليوان مفتوح يطل على حمام السباحة وعلى الحديقة المطلة على البحر.

قصر السلام

كلف الشيخ سعد العبدالله المهندس مدحت العبد بتصميم قصر السلام في منطقة الشويخ عام 1961، وكان المبنى مميزا استخدمته الدولة ليكون قصر ضيافة للرؤساء الزائرين، وبقي كذلك مدة خمسة عشر عاماً، ويخطط الآن أن يكون متحفا للأسرة الحاكمة.

بيت ديكسون

يقع بيت ديكسون Dickson في منطقة الشرق، ويطل على البحر، لا يبعد كثيراً عن قصر السيف، بدأ استخدامه سكناً للمعتمد البريطاني بعد اتفاقية الحماية عام 1899، وذلك من عام 1904 وحتى 1935، أساساته من حجر منطقة عشيرج، كما أن جدرانه من الطين والحجر، وأسقفه مثل بقية منازل الكويت، من الجندل والباسجيل والبواري والطين.

وبيت ديكسون هو أول بيت في الكويت مفتوح على الخارج، فلم تكن هناك شبابيك في البيت الكويتي تطل على الخارج سوى شبابيك الديوانية.

القصر الأحمر

يقع في الطرف الغربي الجنوبي من مدينة الجهراء على مسافة 32 كيلومتراً غربي مدينة الكويت، بني عام 1897، وفي مصادر أخرى أنه بني عام 1904 في عهد الشيخ مبارك الصباح، أسهم في الدفاع عن الكويت في موقعة الجهراء عام 1920، ويقع فوق تلة تشرف على الصحراء، أما الآن فقد أخفته المباني المحيطة به من كل جانب.

بيت البدر

يقع على شارع الخليج في منطقة القبلة، ويعد من أفضل المباني المعمارية الكويتية المميزة، فقد بني أصلا من الطين والصخر، وبناه يوسف البدر نحو عام 1840، ويتألف البيت من 5 أحواش، حوش الديوانية، وحوش الحريم، وحوش المطبخ، وحوش الغنم، وحوش العمارة التي كانت تخزن فيها البضائع المستوردة من الهند وشرق إفريقيا.

ويعتقد أنه من أوائل البيوت التي استعملت الدكات لجلوس الرجال عند مدخل الديوانية، ويتميز البيت بالعقود أعلى الأبواب الرئيسة.

بيت جاسم محمد الغانم الجبر (المرسم الحر)

بنى جاسم محمد الغانم الجبر هذا البيت عام 1919 في منطقة الشرق، ويطل على البحر بمساحة 1590 متراً مربعاً، وكانت تعتبر مساحة كبيرة جداً في ذلك الوقت، سكنته عائلة جبر الغانم حتى عام 1951، حين تم استملاكه من قبل الحكومة.

بيت المرزوق (بيت السدو)

بنى يوسف المرزوق هذا البيت في منطقة القبلة، يطل على البحر، وتبلغ مساحته 1080 متراً مربعاً، وذلك عام 1929 ويعد من البيوت الكبيرة، حيث كانت معظم البيوت بمساحة نحو 200 متر مربع، وصمم بالطريقة التقليدية من حوش ولواوين مع زخرفة هندية، ويعد أول بيت خاص يبنى بالإسمنت والكونكريت المسلح، وانتقلت ملكية البيت عام 1958 إلى أملاك الدولة، وهو مركز الجمعية الحرفية (بيت السدو) منذ عام 1979.

بيت الملا صالح

وصفت د. ماري برونز أليسون في مذكراتها منزل الملا صالح: «كان منزله بالقرب من القصر في الجهة الشرقية من الكويت، ومن الخارج كان المنزل عبارة عن جدران عالية خالية إلا من بعض النوافذ القليلة عند جناح الرجال. كانت الغرفة الأمامية مخصصة للضيوف الرجال وفيها ستائر وسجاجيد فارسية ومذياع والعديد من المرايا الطويلة، وخلف غرفة الرجال كان هناك فناء مفتوح كبير جدا وخال يسمى الحريم، وكانت تطل على الفناء 25 غرفة، وهو مرصوف ببلاط صغير أسمنتي، وكان في الوسط بركة لتخزين ماء المطر».

أول بنك في الكويت... البنك البريطاني

افتتح هذا المصرف في 28/2/1942 في وسط سوق التجار، بعد دمج عدد من المحلات التجارية لجعلها مقرا لائقاً للبنك، وكان اسمه الرسمي «المصرف الامبراطوري الإيراني المؤسس في إنكلترا»، ثم تغير اسم البنك إلى «البنك البريطاني الإيراني والشرق الأوسط»، وتغير مرة أخرى إلى «البنك البريطاني للشرق الأوسط»، ثم تغيير اسمه إلى بنك الكويت والشرق الأوسط، ثم إلى البنك الأهلي المتحد.

بيوت العوضية

كانت بيوت محمد عقيل محمد زمان العرشي وبيوت عبدالله العوضي وغيرها من بيوت العوضية تحتل الجانب الشمالي من شارع دسمان، وكانت تسمى بيوت العوضية، وكانت بيوت محمد عقيل ذات تصميم مميز سبق عصره، مغلفة بالطابوق الآجر، وتتألف من ديوان يتوسط منزلين، واحد من الناحية الشرقية وآخر من الناحية الغربية، مربوطة ببعضها، إضافة إلى منزل رابع وهو منزل أحمد واحدي العرشي، وهي بيوت كبيرة ومميزة.

بناية أوميغا

قام السيد مراد بهبهاني ببناء بناية أوميغا، والتي أخذت اسمها من اسم ساعة أوميغا السويسرية الشهيرة، التي كان مراد بهبهاني وكيلا لها، وذلك في أربعينيات القرن الماضي، عندما تم افتتاح الشارع الجديد، واحتل هذا المبني أفضل موقع في الشارع الجديد، حيث احتل مدخل الشارع الجنوبى مطلا على ساحة الصفاة، وكان هذا المبنى أفضل وأكبر مبنى في هذا الشارع وأفضل وأكبر مبنى تجاري في الكويت.

بناية ثنيان الغانم

تقع بناية ثنيان الغانم في مدخل شارع فهد السالم مقابل بوابة الجهراء، وكانت من أول المباني المميزة التي بنيت في مدخل شارع فهد السالم من الناحية الغربية، وانتهى العمل بها عام 1959 وكانت في وقتها عمارة مميزة بجميع المقاييس.

وبالطبع هناك بيوت كثيرة أخرى أزيل معظمها وبقي بعضها، وأجريت عليها تعديلات كبيرة، ولا يتسع المجال لذكر جميع هذه المباني، ومن أهمها عمارة وديوان الخالد المطل على البحر (مقابل مجمع الديوان الأميري).
  #7  
قديم 30-03-2021, 01:13 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 270
افتراضي



قصر الشيخ خزعل




الواجهه البحريه لبيت هلال المطيري




البنك البريطاني
  #8  
قديم 30-03-2021, 01:22 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 270
افتراضي

تاريخ الهندسة في الكويت... قصة وطن في سيرة ذاتية (5)
23-11-2017 - جريده الجريده

وقع الشيخ أحمد الجابر الصباح بتاريخ 23/12/1934 اتفاقية بين الكويت وشركة نفط الكويت المحدودة للبحث والتنقيب عن النفط، فبدأت الشركة نشاطها في منطقة المقوع التي تبعد عدة كيلومترات شمال الأحمدي، وذلك بعد اكتشافها لحقل برقان.

ثم نقلت شركة نفط الكويت مقرها من المقوع إلى الموقع الحالي لمدينة الأحمدي، وذلك لوجود آبار المياه العذبة في منطقة «ملح» في الجنوب الغربي منها، كما أنها محمية من الناحية الغربية بساتر منطقة الظهر الذي يحميها من رمال سافي الصحراء ويحميها من سيول الأمطار المتدفقة من الصحراء إلى الخليج، كما ارتبط اختيار موقع هذه المدينة باختيار موقع الميناء الذي سيصدر منه النفط المستخرج من حقل برقان.

وخلصت الدراسات التي أجرتها شركة نفط الكويت إلى أن أفضل موقع للميناء هو المنطقة الواقعة ما بين قرية الفحيحيل وقرية الشعيبة، لتكون نهاية لخط الأنابيب الواصل بين حظيرة خزانات النفط والمنطقة على ساحل البحر التي سيبنى فيها الميناء.

كلف مكتب ولسون ميسون Wilson Mason لوضع المخطط الهيكلي للمدينة الجديدة، كما كلف مكتب جين درو Jane Drew بتصميم مستشفى الأحمدي عام 1949 والمستوصفات والمدارس والمساكن، ثم بنيت بعض البيوت الجاهزة لكبار المديرين الإنكليز والأميركيين شمال المدينة، وسميت مدينة الأحمدي عام 1947 نسبة للشيخ أحمد الجابر الصباح.

صممت مدينة الأحمدي لتعزز الفصل العنصري ما بين الإنجليز والأميركيين من ناحية وبقية العمال من ناحية أخرى، حيث لا يسمح للعمالة الأخرى بالانتقال واستعمال الخدمات المخصصة للفئة الأولى.

فصممت المنازل ووزعت حسب الوظيفة، وقسمت إلى مناطق يسكنها الإنكليز والأميركيون فقط، ومناطق أخرى يسكنها الهنود والباكستانيون، والمنطقة الثالثة يسكنها العمال العرب.

مدينة الكويت

نمت مدينة الكويت منذ نشأتها، حتى عام 1949 نمواً طبيعياً، ثم بدأت المدينة تأخذ منحى آخر بعد وضع المخطط الهيكلي الأول حيز التنفيذ عام 1952، فظهرت فيها الشوارع الواسعة المستقيمة، والمناطق التجارية وشارع فهد السالم بعماراته العالية المكونة من خمسة طوابق غير مألوفة المنظر في حينه، ومتاجره الحديثة وشققه التي لم تشهدها الكويت من قبل، وبدأت ساحة الصفاة تفقد أهميتها شيئاً فشيئاً.

وبدأت أحياء الكويت وأزقتها تختفي، ونزح سكان المدينة إلى الضواحي، إلى أن أصبحت المدينة خالية من سكانها تقريباً، قبل أن تنزح إليها جحافل العمال لتسكن البيوت المهجورة.

وبدأت المباني العالية تظهر في سماء الكويت، حيث تم إنشاء مبنى وزارة الإعلام عام 1961 ليكون أول مبنى في الكويت بارتفاع خمسة طوابق، أدخل فيه التكييف المركزي والمصاعد، وكان يعتبر من أعلى المباني وأفضلها، وما ضاهاه إلا مبنى بلدية الكويت الذي انتهى عام 1963.

المخطط الهيكلي الأول

قام مجلس الإنشاء بتكليف مكتب (مينوبريو)، (سبنسلي) و(ماكفارلين) (Minoprio, Spencelly & McFarlane) وذلك في أبريل 1951 لوضع الأسس الأولى للمخطط الهيكلي، وهي خطة التنمية الأولى التي كلف بها المكتب المذكور بإعداد أول مخطط هيكلي للكويت، وانتهى العمل به عام 1952، ويعتبر المخطط الهيكلي لأية دولة بمثابة خريطة طريق لمشاريع التنمية ودستور الدولة العمراني والحضري.

وبني المخطط الهيكلي على أساس الطرق الدائرية والشعاعية ونظام الضواحي والحدائق، حيث كان أساس التصميم وحجر الأساس له هو أن تكون مدينة الكويت حديقة كبيرة Garden City، مثلما كان متبعاً حينها في معظم القرى والمدن الأوروبية الصغيرة، فركز المخطط على أن تكون منطقة سور الكويت حديقة كبيرة تربط شرق الكويت بغربها بعمق 250 متراً.

الملاعب والنوادي الرياضية

لم يكن في الكويت أي ملعب رياضي سوى ملاعب مدينة الأحمدي، وكانت الساحات المفتوحة والبراحات داخل مدينة الكويت تستعمل لكثير من الأنشطة الرياضية، فكانت الساحات المفتوحة الخالية تستعمل للعبة (الهول) ولعبة (الدقة) أو لعبة (المقصي)، أما لعبة كرة القدم فقد كانت لها ساحاتها الخاصة بها، بعيداً عن البيوت، وكانت الملاعب الترابية في منطقة الشرق مثل ملعب (بو الحصم) الواقع بجوار مبنى عمارة الخليجية الحالي، وملعب وزارة التربية الواقع في حوطة تسمى حوطة أم الصفصاف، وكان هناك ملعب في الساحة القريبة من السفارة البريطانية بين قصر دسمان والسفارة البريطانية.

عناصر المخطط

فصل المخطط الهيكلي بين المدينة القديمة والضواحي الجديدة، باستحداث الحزام الأخضر بين السور القديم والطريق الدائري الأول، كما حرص على وضع المنطقة الصناعية في منطقة الشويخ، وكذلك منطقة المستشفيات والخدمات الصحية والمطار الجديد في مواقع معاكسة للمدينة، وذلك للتخفيف من الازدحامات المرورية، بالرغم من عدم وجودها في ذلك الوقت.

ووضع المخطط الهيكلي الأسس للطرق الدائرية والطرق الشعاعية، وأدخل نظام الضواحي السكنية ما بين الطرق الدائرية والشعاعية، كما أوصل الطرق الشعاعية إلى المدن والقرى البعيدة مثل الجهراء والأحمدي.

الطرق الدائرية والشعاعية

ركز المخطط الهيكلي الأول على خلق طرق دائرية تحيط بالمدينة من شرقها إلى غربها، تبدأ بشارع السور ثم الدائري الأول فالثاني فالثالث، وترك جزء من الرابع كنقط للتوسع المستقبلي.

وقسمت الكويت إلى مناطق انتهت بالدائري الرابع وصممت على أساس طرق دائرية ومحورية، حيث تربط الطرق الدائرية شرق الكويت بغربها، وتربط الطرق الشعاعية شمال الكويت بجنوبها وغربها.

حل شارع السور محل سور الكويت القديم، والذي كان يحيط بالمدينة القديمة من شرقها إلى غربها والذي يبدأ من قصر دسمان وينتهي عند بوابة المقصب، وأقيمت على الدائري الأول المناطق السكنية الأولى وهي الدسمة والمنصورية والشامية والشويخ، في حين كانت ضاحية عبدالله السالم والنزهة مطار الكويت القديم حتى نهاية الخمسينيات، ولم يبدأ تطويرها وتقسيمها وتوزيعها إلا في نهاية ستينيات القرن الماضي.

نظام الضواحي

تدارس المخطط الهيكلي الأول قواعد تخطيط مدينة الكويت وضواحيها، وذلك بتخطيط مدينة الكويت على أن تكون المدينة محاطة بثماني مناطق سكنية نموذجية بمساحة نحو 2 كيلو مترمربع لكل منطقة تقع ما بين الطريق الدائري الأول والثاني والثالث، تمتد من المنطقة الواقعة خارج السور من الدائري الأول وحتى الدائري الثالث بمساحة 1450 هكتاراً. وكل ضاحية سكنية بكثافة قليلة تتوافر فيها جميع الخدمات في مركز الضاحية الذي يحتوي على سوق مركزي والخدمات الإدارية والمرافق العامة والترفيهية، وجميع الخدمات التي يحتاج إليها داخل المنطقة من خدمات بريد وبنوك وتسوق ومخفر شرطة ومستوصف وغيرها من الخدمات التي يتطلبها ساكن المنطقة، كما خططت مناطق صناعية داخل مدينة الكويت في منطقة الشرق محاذية لشارع السور، ومنطقة أخرى في منطقة الشويخ الصناعية، ووضع هذا المخطط الهيكلي أسس تصميم الكويت على أفضل تصميم، وحد من التخبط في التخطيط الذي تعانيه مدن حديثة كثيرة.

تصميم العديلية والخالدية هو الأفضل بين جميع الضواحي

اتفق المعماريون والمخططون الذين كانوا يعملون في هذا المجال في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي على أن تصميم العديلية والخالدية هو الأفضل بين جميع الضواحي التي صممت، وعليه تم الاتفاق أن تطبق نفس معايير هاتين المنطقتين على المناطق التي سيتم تصميمها مستقبلاً، وذلك لناحية الكثافة السكانية وسعة الشوارع والارتدادات والمناطق المفتوحة والحدائق وغيرها من المعايير

توزيع القسائم السكنية

بعد وضع التثمين حيز التطبيق، بدأت الدولة استملاك منازل المواطنين داخل المدينة، لتحرير الاراضي وإفساح المجال لمشاريع الدولة من طرق ومبانٍ حكومية وخدمات.

ولوضع المخطط الهيكلي موضع التطبيق، وزعت الدولة الأراضي في المناطق السكنية المخصصة لبناء المساكن، التي حددها المخطط الهيكلي، فبدأت عام 1956 بتوزيع القسائم لمستحقيها في منطقة الشامية والشويخ والدسمة، تلتها عام 1958 منطقة كيفان ثم منطقة الدعية والفيحاء والقادسية عام 1962، ثم الشعب عام 1963، تلتها الخالدية والعديلية عام 1964، ثم الرميثية والروضة والصليبيخات عام 1965، ثم العمرية والمنصورية عام 1966، ثم ضاحية عبدالله السالم والنزهة عام 1968

صناعة البناء

بدأت صناعة البناء في الكويت تتطور، بعد الحرب العالمية الثانية، والبدء في إنشاء مدينة الأحمدي، وكان من أوائل ورواد صناعة البناء يوسف أحمد الغانم ومساعد الصالح وعيسى الصالح وعبدالله الملا.

وبعد تسلم الشيخ عبدالله السالم مقاليد الحكم وسياسة التثمين وإنشاء مجلس الإنشاء بدأت عملية الإعمار الفعلية التي لم تشهد المنطقة مثلها من قبل، واستن الشيخ عبدالله السالم تقليداً مهماً لإطلاع أهل الكويت على ما تنوي الدولة عمله من مشاريع مستقبلية، فكانت مخططات المشاريع المقبلة للدولة وبرنامج عمل الحكومة من مشاريع يعرض في مقر بلدية الكويت التي تقع في ساحة الصفاة.

إزالة سور الكويت الثالث عام 1957

جاء قرار إزالة السور بقرار حكومي صادر من المجلس الأعلى للدوائر الحكومية، الذي كان يعد آنذاك من أعلى سلطات البلد بعد سلطة الأمير، إذ نادى هذا المجلس بهدم السور تمهيداً لتطبيق المخطط الهيكلي الأول، الذي تم وضعه عام 1952، وجاء ذلك بناء على توصية من المهندسين العاملين في بلدية الكويت ووزارة الأشغال العامة.

وبدأ العمل في إزالة السور في شهر فبراير 1957 بعد أقل من شهر من وفاة الشيخ عبدالله الأحمد الجابر الصباح في 28/1/1957 الذي كان من أشد المعارضين لإزالة السور.

تخطيط الكورنيش (شارع الخليج)

تعامل المخطط الهيكلي الأول مع الواجهة البحرية وخصصت لها مساحة كبيرة، فقد كانت الواجهة البحرية هي متنفس الكويت على مدى السنين، فلم يكن يفصل المنازل والديوانيات والعماير الواقعة على البحر سوى ساحة ترابية تستعمل كطريق، وفي كثير من الأحيان وخلال ارتفاع المد يصل البحر إلى البيوت تقريباً، ومع استمرار الاستملاكات وتملك الدولة لمعظم المنازل والمساحات المفتوحة فقد تقرر البدء بإنشاء شارع الكورنيش.

كما كان يسمى في البداية، وكان مخططاً له في بادئ الأمر أن يغطي طول 6 كيلومترات وهي المنطقة الواقعة من بوابة المقصب غرب المدينة إلى شرقها، حيث ينتهي عند السفارة البريطانية، ثم تقرر مده حتى يصل إلى رأس السالمية ثم إلى البدع، بحيث يكون خالياً من العوائق، وحدد موقع مجلس الأمة ليطل على البحر قريباً من المنطقة الحكومية، التي حدد لها موقع محاذ لقصر السيف، مع توسعته الجديدة من الناحية الغربية.

السكن النموذجي

قسمت الضواحي الجديدة، خارج السور إلى قسائم تتراوح مساحتها ما بين 750 و1000 مترمربع وزعت على السكان نظير قيمة رمزية، وكانت الأولوية لمن شمل الاستملاك بيوت سكنهم الخاص، وأراضيهم داخل المدينة.

وكان توفير السكن للمواطنين يتم بخيارين، إما قسيمة وقرض وإما بيت مبني، وبعد عدة سنوات أضيف خيار ثالث وهو إعطاء شقة، كما حدث في مجمع الصوابر.

وقد وزعت القسائم السكنية على المناطق السكنية خارج السور بواقع 900 قسيمة سكنية تقريباً لكل منطقة سكنية، والتي تقع ما بين الدائري الأول والدائري الرابع، وبنيت الفلل على قسائم، إما 750 متراً مربعاً أو 1000 متر مربع خصص معظمها للذين ثمنت بيوتهم داخل المدينة.

وبالرغم من أن بناء هذه البيوت مكلف نوعاً ما، لكن تصماميم هذه البيوت كان سيئاً إلى حد بعيد، ولم تمض عشر سنوات إلا هدمت هذه البيوت، واستبدلت بأخرى إما عن طريق بيعها والانتقال إلى منزل أخر أو هدمها وبناء منزل أفضل عليها.

إسكان ذوي الدخل المحدود

تبنت الحكومة مشروع إسكان ذوي الدخل المحدود، فقامت ببناء مساكن للمواطنين الذين لم يكن لديهم بيوت أو أراض ولم تستملك لهم الدولة أي أراض أو غير القادرين على القيام ببناء مساكن لهم. بدأتها ببناء نحو 1640 منزلاً عرفت فيما بعد (بالبيوت السود) وزع منها 200 منزل في الشامية و240 منزلاً في كيفان و1200 منزل في الفيحاء، ولم يكن هناك انتظار للحصول على هذه البيوت.

السكن الاستثماري

خصص المخطط الهيكلي الأول مناطق مثل حولي والسالمية وخيطان لتؤوي الأعداد الكبيرة الوافدة من فلسطين والعراق ومصر وإيران والهند، لسد حاجة السوق من العمالة.

ومع الأسف، لم تعط هذه المناطق الأهمية التي تستحقها، فقد أهملت خدماتها وبنيتها التحتية وكأنها ليست جزءاً من الكويت، فكانت منطقة حولي والسالمية تضم 30 في المئة من العمالة الوافدة، وكلما زاد الطلب على السكن زادت الضغوط على البلدية، فسمحت ببناء المزيد من العمارات السكنية التي لا تتوافر فيها أبسط سبل الراحة، فمعظم السكن الذي يتم توفيره لا يتماشى مع متطلبات النمو السكاني سواء للكويتيين أو غير الكويتيين.

كما أن المباني الاستثمارية التي يتم بناؤها هي دون المستوى ومكتظة، وبالأخص الشقق الرخيصة في منطقة حولي، حيث إن توفير السكن لغير الكويتيين مربوط بسياسة الدولة، فقد بات ملحاً توفير السكن الملائم بأسعار معقولة، وأن يكون أحد الأهداف الرئيسة للدولة، والتخلص من المباني السكنية القديمة المتهالكة التي لم تكن يوماً من الأيام تفي بالغرض.

التوسع الأفقي

امتدت المدينة إلى خارج السور وتضاعفت مساحتها خلال سنوات عديدة، وترتب على الامتداد الأفقي زيادة في الأعباء الملقاة على الدولة لتوفير الخدمات ومرافقها، فالتوسع الأفقي يحتاج إلى شبكة طرق ومجار وخدمات يمكن توفير 90 في المئة منها في حالة بناء مبان عالية لنفس كثافة سكان ضاحية من الضواحي، هذا بالإضافة إلى المساحات التي تتطلبها الضواحي ومساكن الفلل.

الكويت أول دولة عربية تطبق نظام تخطيط الضواحي

كانت الكويت أول دولة عربية تطبق نظام تخطيط الضواحي، كما كانت من الدول القليلة في العالم الرائدة في هذا المجال، فطبق هذا النظام الفريد من نوعه في ذلك الوقت على منطقة الدسمة والدعية والشويخ والشامية والفيحاء والقادسية والشعب، وعند تخطيط ضاحية جديدة، يحاول المخططون تطوير تخطيطها ليكون تصميم هذه الضاحية أفضل من سابقتها، إلى أن توصلوا إلى تصميم العديلية، وتصميم الخالدية والتي اتفق جميع المخططين على أنهما الأفضل تخطيطاً.
  #9  
قديم 30-03-2021, 01:28 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 270
افتراضي



جبل واره




فريق نادي الخليج ويظهر نايف المخلد وفهد الصرعاوي وعبدالوهاب العوضي ومرزوق العجيل وعبدالرحمن المضاحكة ومحمد الحمد ومساعد الحداد وعبداللطيف الياقوت عام 1953.




الاحمدي من الجو - 1955




هدم السور




فيلا غريبة التصميم
  #10  
قديم 30-03-2021, 01:36 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 270
افتراضي

تاريخ الهندسة في الكويت... قصة وطن في سيرة ذاتية (6)
25-11-2017 - جريده الجريده

كان الثقل السكاني يتمركز بمدينة الكويت، فحسب إحصاءات 1957 كان عدد السكان في مدينة الكويت نحو 60.000 نسمة جميعهم تقريبا من الكويتيين، وفي عام 1965 بقي العدد نفسه، إلا أن نحو 50 في المئة منهم من غير الكويتيين، فبعد أن كانت مدينة الكويت تحتضن أكثر من نصف سكان الكويت وفق إحصاء 1957، لم يعد يسكن المدينة سوى عدد قليل من العمال في بيوت قديمة تؤجر للعزاب بمنطقة المقوع الشرقي وفي منطقة الشرق.

العمارة في الكويت

فشلت تجربة المباني الجاهزة لبناء بيوت ذوي الدخل المحدود فشلاً ذريعاً، لعدم التزام المواطن الكويتي بالبيت الذي يخصص له، حيث يحاول تطويره وتكبيره، الأمر الذي تنافى مع القصد من المباني الجاهزة التي بدأت عام 1956.

لم تكن العمارة في كويت الماضي تحتاج إلى مهندس معماري أو مهندس إنشائي، فقد كانت تنبع من الطبيعة، وكانت كثير من المباني ترقى في مستوى تصاميمها من ناحية الأبعاد والتناسب والتناسق ودراسات الظل والفراغات إلى أعلى المستويات، حيث جاءت بصورة عفوية اعتمدت أساسا على البديهة والفطرة والأمور العملية.

نمت مدينة الكويت حول واجهتها البحرية، حيث كان ارتباطها بالبحر أكثر من ارتباطها بالبر، فدفعها ذلك إلى الامتداد حول الكوت أولاً، وهي منطقة الفرضة القديمة غربي قصر السيف، ثم امتدت شرقاً وغرباً على الساحل، كما امتدت جنوباً إلى ساحة المناخ التي لم تكن تبعد عن البحر سوى 300 إلى 400 متر، ثم توسعت المدينة شرقاً وغرباً، كما توسعت ناحية الجنوب، حتى بلغت ساحة الصفاة، ولم تخرج المدينة خارج سورها إلا بعد التثمين ووضع المخطط الهيكلي الأول في بداية الخمسينيات حيز التنفيذ.

البيت الكويتي الجديد وفق المخطط الهيكلي الأول

حدد المخطط الهيكلي الأول قسائم سكنية مستقلة بمساحات تتراوح ما بين 750 و1000 متر مربع للقسيمة السكنية الواحدة، ليبنى عليها فيلا مع حديقتها وخدماتها المستقلة، بعيداً عما كانت عليه البيوت السابقة التي لم تكن تتوافر فيها أبسط المرافق الصحية.

قامت الدولة بتوفير القسائم لسكان المدينة الذين استملكت منازلهم، كما وفرت بيوتاً لذوي الدخل المحدود للذين لم يكن لديهم منازل داخل المدينة، أو الذين فضَّلوا أن يحصلوا على بيوت جاهزة للسكن، بدلاً من بنائهم فيلا خاصة، حيث لم تكن الخبرة متوافرة للكثيرين الذين فضلوا الحصول على فيلا مبنية بدلاً من مشاكل المهندسين والمقاولين، وأصبحت الفيلا جزءاً من حقوق المواطن، حيث ترتبط بجنسيته الكويتية لا دخله السنوي.

نظام الفلل

ظهر نظام الفلل بشكله الحالي في أواخر الأربعينيات عند بناء مدينة الأحمدي، فقد صممت منازلها على النمط الإنكليزي، ومع بداية النهضة العمرانية في الكويت وتثمين البيوت القديمة ظهر نظام الفلل، فبنيت منطقة المقوع الشرقي ومنطقة مصدة داخل السور لكبار موظفي الدولة.

صممت معظم الفلل التي بنيت في الخمسينيات على الطراز العربي، على نمط ما كان متبعاً في السابق من حوش وغرف حول هذا الحوش، للتهوية والإنارة، إلا أنها بنيت بالطابوق والكونكريت بدلاً من الطين.

تخطيط المناطق التجارية وسط المدينة

قسمت المناطق التجارية داخل المدينة إلى إحدى عشرة منطقة تجارية تركزت في وسط المدينة، وبعد تخطيط هذه المناطق وتوزيعها إلى قسائم تجارية باعت الدولة هذه القسائم بالمزاد العلني للراغبين، في أكتوبر ونوفمبر 1962، وحدد تخطيط هذه المناطق على أساس تخصصات معينة، مثل: البنوك وشركات التأمين وسوق الذهب وسوق الصرافين والأسواق ومكاتب للتجار وغيرها.

ومن أهم هذه المناطق المنطقة التجارية الأولى والثانية المطلة على قصر السيف عند مدخل شارع عبدالله السالم من الناحية الشمالية الغربية، وكان يشغل هذه المنطقة سوق الخضار ومحلات بيع المواد الغذائية القريبة من الفرضة (الميناء)، وصممت لتحتوي على 170 مكتباً للتجار على شكل قيصرية، كما كانت في السابق، وأصبحت تعرف بسوق التجار.

مبنى البلدية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية

تم تكليف م. سامي عبدالباقي تصميم مبنى البلدية، الذي انتهى العمل به عام 1963، ويتألف من ثلاثة مبانٍ مزودة بالتكييف المركزي والمصاعد، وهو أول مبنى في الكويت تستعمل في واجهاته الستائر الزجاجية، واستعمل الجناح الجنوبي منه كمقر لمجلس الأمة إلى حين الانتهاء من العمل في المقر الحالي للمجلس في 23/ 2/ 1986.

وصمم المعماري لويس ماكميلان (Louis McMillen) ورولند كلوفر (Roland Kluver) من مكتب TAC، بالتعاون مع المكتب العربي للاستشارات الهندسية، الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، وكان يضرب بهذا المبنى المثل في البساطة والجمال، فكان السهل الممتنع.

المطار والأبراج والبنك المركزي والمسجد الكبير

كلف المهندس الياباني كانزو تانكا (Kenzo Tange) تصميم مطار الكويت الدولي، والمعماري الدنماركي ميلان بورن (Malene Bjorn) تصميم أبراج الكويت التي انتهى العمل بها عام 1977، وأرن يوكبسن (Arne Jacobson) تصميم البنك المركزي، ومع الأسف لم يوفق في تصميمه، فجاء كأنه غرفة تبريد، وم. محمد مكية بتصميم المسجد الكبير.

لوياك

أنشئت «لوياك» عام 2002 بفكرة من المبدعة فارعة السقاف، لجذب اهتمامات الشباب نحو تنمية مهاراتهم وتركيز طاقاتهم في المجالات الفاعلة المفيدة لهم وللمجتمع.

بدأت «لوياك» نشاطها ببرنامج التدريب الصيفي، وإيجاد فرص مميزة للشباب تطور شخصياتهم، وتكشف عن قدراتهم الإبداعية، بهدف إيجاد جيل من القادة عالي الفاعلية، والتركيز على المحبة، العطاء، المصداقية، الالتزام، المعرفة، الإبداع والتمكين.

المتحف والمستشفى وقصر العدل ومجلس الأمة

كُلف المهندس الفرنسي ميشل إيكو شارل (Michelle Ecochard) تصميم متحف الكويت الوطني عام 1977، والمهندس المصري سيد كريم بتصميم مبنى للعيادات الخارجية بمستشفى الصباح مزودا بمصاعد وتكييف مركزي، وسير باسل سبنس (Sir Basil Spence) عام 1976 بتصميم قصر العدل، والمهندس المعماري الدانماركي المشهور يورن أوتسون (Jorn Utzon)، وهو المعماري الذي قام بتصميم مبنى الأوبرا في مدينة سيدني بأستراليا، بتصميم مبنى جميل يليق بالكويت وبرلمانها، دمج فيه الشراع والخيمة، لتمثل البحر والصحراء، كما تمثل سكان الكويت من حضر وبادية، فالدول تقوم ببناء مبنى لبرلمانها مرة واحدة في عمرها.

المشاريع الترفيهية

لم يكن في الكويت مرافق ترفيهية تذكر، فلم يكن لدى سكان الكويت سوى الكشتات إلى الفنطاس والمخيمات في الربيع، أما الأطفال، فلم يكن لديهم شيء سوى السباحة في البحر أيام الصيف، أو لعب المراجيح في الأعياد، وفي بداية الخمسينيات أنشئت النوادي الرياضية.

وفي نهاية الأربعينيات أنشئ نادي الحبارى في الأحمدي، وكانت عضويته مقصورة على كبار موظفي شركة نفط الكويت (KOC)، واحتوى على ملعب كرة قدم وملعب غولف وتنس، وكانت ملاعب كرة القدم والغولف والتنس هي أول الملاعب الرسمية في الكويت، إلا أنها كانت لموظفي شركة النفط فقط، ولا يسمح للكويتيين باستخدامها.

ولسد الفراغ في المرافق الترفيهية، أوصى المخطط الهيكلي الثاني بإنشاء المدينة الترفيهية في الدوحة، وتطوير الواجهة البحرية على امتداد 20 كيلومتراً، كما أوصى بإنشاء حديقة الحيوانات الكبرى، جنوب الدائري السادس ومشروع الخيران، إضافة إلى المتنزه القومي في الدوحة والمتنزه القومي في بيان.

المسارح والمراكز الثقافية

لم يكن في الكويت أي مسرح قبل خمسينيات القرن الماضي، وبُني أول مسرح مع تأسيس شركة السينما الكويتية، التي أقامت مسرحاً مفتوحاً للسينما في منطقة شرق، غرب قصر دسمان عام 1955 سُمي السينما الشرقية، وكان هذا أول مكان عام يتجمع فيه الجمهور لمشاهدة أفلام كانت جميعها بالأبيض والأسود.
وفي مطلع ثمانينيات القرن الماضي بدأنا نرى نشاطا ثقافيا مميزا من دار الآثار الإسلامية، بقيادة الشيخة حصة صباح السالم الصباح، ولم يتوقف هذا النشاط إلا خلال الاحتلال العراقي للكويت، إلا أن ذلك لم يثنِ الشيخة حصة، بل قامت بزيادة الجرعة الثقافية لدار الآثار الإسلامية، لإيمانها بأن تقدم الشعوب لا يأتي إلا عن طريق الثقافة.

الفنادق

خلت الكويت من الفنادق أو الاستراحات المخصصة للقوافل Caravanserais رغم أنها كانت مكاناً لتسوق القادمين من نجد، ويفسر ذلك بأن جميع المتسوقين القادمين من الخارج من البدو الرحل الذين يأتون بخيامهم وينصبونها في الأماكن المفتوحة خارج السور، ولا يحتاجون إلى استراحة القوافل، كما في كثير من المدن التي تقع على طريق القوافل.

ولم يكن في الكويت أي فندق قبل عام 1935، فلم يكن أحد يزور الكويت للسياحة، وجميع زائري الكويت يزورونها بدعوة من أقاربهم أو أصدقائهم، وكان الموسرون يستقبلون الزائرين المهمين ويستضيفونهم في دواوينهم، وفي عام 1935 قام ميرزا هادي ببناء قيصرية من طابقين في سوق واجف تضم عدداً من الدكاكين، إضافة إلى عدد من الغرف في الطابق العلوي استعملت لسكن الزوار الأجانب بمثابه فندق، إلا أنه لم يسمَّ «فندق».

ومع ازدياد عدد الزائرين إلى الكويت بعد تصدير أول شحنة نفط، وتوافر فرص العمل للأجانب قام يوسف شيرين بهبهاني عام 1947 بإنشاء أول فندق في الكويت شرقي ساحة الصفاة بمنطقة المسيل (البنك الأهلي حالياً) وأطلق عليه اسم «الفندق العصري»، وكانت خدماته تقتصر على النوم فقط، وكان يشمل عددا قليلا من الغرف، وفي الخمسينيات استعملت إحدى العمارات في السوق كفندق سمي «فندق ومطعم سميراميس بالاس»، ولم يكن أي من هذه الفنادق يمكن أن يطلق عليه مجازاً اسم فندق، وبقي الوضع إلى حقبة الستينيات حين بني فندق الخليج وفندق الكارلتون وفندق البريستول في شارع فهد السالم، ثم بني فندق الشاطئ على البحر.

ومع الطفرة العمرانية وتدفق الزائرين إلى الكويت شعرت الدولة بفقر هذا المرفق الذي لم يتطور مثل بقية المرافق. ونظرا لزيادة عدد رجال الأعمال والمهندسين والمهنيين الذين يزورون الكويت والنقص الرهيب في عدد الغرف الفندقية أو غيابها، قررت الحكومة الكويتية عام 1958 أن تبني فندق خمس نجوم سمي «فندق الحكومة».

المخطط الهيكلي الثاني 1968

في عام 1968 كُلف كولن بيوكانن (C. Buchanan) وضع خطة المخطط الهيكلي الثاني، التي ترتكز على خطة طويلة الأمد للتنمية تعالج التنمية على مستوى الدولة والمناطق الحضرية ومدينة الكويت، كما وضعت خطة لمعالجة المشكلة الإسكانية، وأخرى لمشكلة المرور.

وحددت الخطة مناطق التنمية الحضرية والمناطق الصالحة لها، مع تحديد مناطق امتياز شركة نفط الكويت وحقول النفط وأراضي التحريج والزراعة والمناطق العسكرية، ووضع خطة بعيدة المدى لنمو المناطق الحضرية.

وفي المراجعة الأولى لمخطط بيوكانن عام 1977 وضعت مقترحات لاستيعاب الزيادة في عدد السكان، كما وضعت بعض الضوابط المتعلقة بالمناطق الصناعية والمراكز التجارية لخدمة المناطق الحضرية، كما اقترحت إقامة مدينتين جديدتين إحداهما في الصبية بالشمال، والأخرى في الخيران بالجنوب.

وأدخلت المراجعة الثانية عام 1983 بعض التعديلات على السياسات والمقترحات الموضوعة في ضوء التغيرات الديموغرافية للتركيبة السكانية وعدد السكان، وكذلك التغيرات الاقتصادية والسياسية التي طرأت بعد أزمة سوق المناخ، كما وضعت حدوداً للطاقة الاستيعابية للمنطقة الحضرية بنحو 2.085 مليون نسمة بحلول عام 2005، واقترحت تعديل الطاقة الاستيعابية للمدن الجديدة، ليتفق مع التغيرات المحتملة لأعداد السكان، بالإضافة إلى التطوير في استعمالات الأراضي المختلفة، وما يتبعها من شبكة الطرق لتواكب هذه التغيرات.

المخطط الهيكلي الثالث 1997

أجرت البلدية في عام 1984، وللمرة الرابعة، تعديلات على مخطط كولن بيوكانن الهيكلي الثاني الذي تم وضعه عام 1977، ووضع المخطط الهيكلي الثالث وإعادة النظر في موضوع المناطق الحضرية داخل المدينة ومركز المدينة القديم والمخطط القومي.

وحدد المخطط الهيكلي الجديد أهدافه بمعالجة احتياجات النمو السكاني المرتقب والبدائل التخطيطية المختلفة للنمو العمراني ورسم الإطار العام للتخطيط واستعمالات الأراضي ومعالجة مشاكل نقص المناطق الصالحة للسكن لحل مشكلة الطلبات المتزايدة على السكن، وذلك حتى عام 2005، ووفر هذا المخطط الإطار العام للتخطيط واستعمالات الاراضي لتمكين الدولة من تحديد أحجام مشاريعها ووضع البرامج الزمنية لها ولم يدخل المخطط في التفاصيل، بل وضع خطة عامة يمكن الاسترشاد بها، حيث قسم المخطط إلى ثلاثة أقسام؛ أولها الخطة الطبيعية القومية، والثانية المخطط الهيكلي للمناطق الحضرية، والثالثة المخطط الهيكلي لمركز المدينة.

واقترح المخطط المحافظة على الحزام الأخضر والساحات المكشوفة على امتداد ساحة الصفاة ومقبرة الصالحية، وميدان قصر السيف، كما اقترح المحافظة على بعض المباني ضمن مجمع فلل البهبهاني والإرسالية الأميركية ومنطقة السوق القديم في المباركية والديوانيات على شارع الخليج والمحافظة على ما تبقى من المباني القديمة والساحات.

المخطط الهيكلي الرابع 2016

نظرا للتغييرات الكبيرة التي أجريت على المخطط الهيكلي الثالث ظهرت الحاجة لمراجعة وتحديث وتطوير البيانات والمعلومات الواردة بالمخطط الهيكلي الثالث، بما يتواءم مع ما استجد من خطط ومشاريع وأعمال في جميع المجالات والقطاعات لوضع مخطط هيكلي للدولة حتى عام 2030، يشتمل على التصورات المستقبلية للنمو السكاني والعمالة والطرق والخدمات العامة واتجاهات النمو العمراني المتوقع، ووضع الأهداف والاستراتيجيات والسياسات التي تشكل القاعدة الأساسية للنمو العمراني، والتي تعود إليها الوزارات والهيئات المعنية عند اتخاذها للقرارات، وعليه قامت البلدية الكويت عام 2016 بتكليف مكتب بركنز آند ويل للقيام بذلك.
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور نادره من كتاب " تاريخ مساجد الكويت القديمه " classic الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 4 22-04-2021 02:31 PM
منزل حاكم الكويت الثامن " الشيخ جابر المبارك الصباح" محمد الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 4 28-03-2021 12:04 AM
سلسلة حلقات برنامج "بالكويتي الفصيح – الكويت في التاريخ القديم" بن شمّوه مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 0 23-06-2015 10:44 PM
صدر حديثا كتاب" آل فاضل العتوب" للباحث التاريخي البحريني بشار الحادي expert97 البحوث والمؤلفات 7 09-04-2012 07:30 PM
كتاب نادر " الكويت الحديثة " إبراهيم عبده أنور باشا البحوث والمؤلفات 6 29-05-2011 08:12 PM


الساعة الآن 06:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت