تمتد جذور الاغنية الكويتية الى سنوات طويلة، فهي راسخة في القدم، حققت شهرة واسعة بفضل عدد من الرواد الاوائل الذين قدموا اجمل الالحان واعذب الكلمات واطربوا الجمهور باغانيهم.
نتوقف في كل حلقة من حلقات فرسان النغم مع احد الملحنين الاوائل من فنانين الكويت البارزين الذين قدموا اعمالا غنائية خالدة، لا تزال تعيش بيننا، تلك الالحان التي اثرت الساحة، ورسخت في الاذهان لعذوبتها، ولتميزها. وراء هذه الالحان اسماء بارزة من الفنانين الاوائل الذين كان لهم سبق البدايات والتميز، وكان لهم ايضا دورهم في وضع بصمة مهمة للاغنية الكويتية على المستوى الخليجي والعربي.
لو لم يقدم الفنان المبدع ابراهيم الصولة سوى تلحين النشيد الوطني فهذا يكفيه فخرا، انه ملحن النشيد الوطني لكويتنا الحبيبة «وطني الكويت سلمت للمجد وعلى جبينك طالع السعد»، ذلك اللحن الذي صاغ كلماته مبدع آخر هو احمد مشاري العدواني.
ابراهيم الصولة فنان عشق الموسيقى والفن منذ طفولته، اتجه في بداية حياته الفنية الى المسرح وصعد خشبته وقدم بعض الادوار البسيطة، لكن لم يجد ضالته في ذلك، فجرب مجالا آخر، وكان بالنسبة اليه نقطة تحول مهمة، اذ اصبح هذا الفنان الموهوب والباحث احد اهم اعلام الموسيقى في الخليج.
والى جانب الحانه الشهيرة، فإن الصولة غنى بعض الأعمال، منها اغنية «يا طير يا خافق الريش»، لكن شهرته انطلقت من الحانه العديدة التي اعتمد فيها على ايقاعات شعبية وفولكلورية.
ولادة
ابراهيم ناصر الصولة من مواليد الكويت عام 1935، بدأت موهبته في حب الفن تظهر مبكرا، لذا فإنه اتجه الى التمثيل لعله يجد فيه ضالته، لكن لم يكن ما قدمه على الخشبة مشجعا، لذا، كان عليه ان يبحث عن نشاط فني آخر، ووجد في مركز الفنون الشعبية ما يحقق له طموحه، خصوصا انه عاشق للتراث والفولكلور، وكان يستمع الى اغاني الفرق الشعبية، مثل فرقة عودة المهنا، ثم كانت انطلاقته الموسيقية في عام 1960.
درس الموسيقى في القاهرة، ومارس التلحين منذ سنوات طويلة، حيث تعاون مع عدد كبير من المطربين البارزين على الساحة، ومن الحانه اغنية «يا قمر ليلي» التي تغنى بها المطرب الكبير مصطفى احمد، وهي من كلمات الشاعر الغنائي يوسف ناصر، وتقول كلماتها:
يا قمر ليلي تدنى
وبالهوى مثلي تغنى
غابت انجوم السهارى
واختفت لعيون عنا
الهوى صوبك رماني
بين احضان الاماني
وارتوى ليلك يا خلي
من نبع شوقي وحناني
لا تطول في مغيبك
واتخلى عن حبيبك
ان طواك الليل عني
اتعنى لك واجي لك
باحث
وساعدته دراسته ونشأته ايضا في البحث الموسيقي، سواء من خلال ما قدمه من برامج في الاذاعة او التلفزيون او من خلال ما قدمه من محاضرات، خصوصا ما يتعلق بالفنون الكويتية مثل السامري.
تأثر
تأثر المطرب والملحن ابراهيم الصولة بالبيئة التي ولد ونشأ فيها، نعني بها منطقة المرقاب، وحول هذا التأثر يقول الباحث خالد سليم في كتاب «في التراث الغنائي الكويتي واعلامه»:
كانت منطقة المرقاب التي ولد فيها مركزا للكثير من الفرق الشعبية في ذلك الوقت، تؤدي اغاني العرضة والسامري والخماري وغيرها من الفنون، فكان يذهب الى الاستماع اليها، وبعد تأسيس مركز الفنون الشعبية عام 1956 التحق به وعمل مع كبار الملحنين الذين كانوا متواجدين فيه، ومنهم الملحن احمد باقر والموسيقار محمد حسن صالح، وتعلم منهما اصول اللحن وبدأ يمارس التلحين، واول اغنية لحنها وسجلها سامرية «سلموا لي على اللي سم حالي فراقه» من شعر فهد بورسلي، بعدها تخصص في العزف على آلة «الكونتر باص» وهي من اكبر الآلات الوترية، وبعد ذلك ارسل الى القاهرة للدراسة في المعهد العالي للموسيقى، وفي السنة النهائية لدراسته وضع لحن النشيد الوطني لدولة الكويت بتكليف من الجهات العليا في الدولة مع عدد من زملائه الملحنين وفاز لحنه بالمسابقة.
بدأ في عام 1964 تسجيل بعض الأغاني واستمر في هذا المجال، ومن اشهر الاغاني التي سجلها:
1- يا جر قلبي جر لدن الغصون.
2- يا طير يا خافق الريش.
3- حمامة لا جزاك الله بالإحسان.
4- العين هلت دمعها.
أوسمة
حظي الفنان الكبير ابراهيم بالعديد من الاوسمة من الكويت وخارجها، فكرمته وزارة الاعلام ونال وسام الكويت لتلحينه النشيد الوطني، كما تم تكريمه في الشارقة عام 2000.