غليون دوله
في كتاب (مجموع الفضائل في فن النسب و تاريخ القبائل) لراشد بن فاضل البنعلي.
الكبارة في آل بن علي
و صار من عادة جماعة آل بن علي أن تكون الكبارة ( الشيخة ) في رجلين ، واحد من المعاضيد و الأخر من سليم . و في سنة ألف و مائة و عشرة 1110 هـ ( 1698 م ) كانت شيخة الجماعة عند والد الشيخ " جمعه بن سيف بن سلطان " في الفريحه ، و من عادة الذي يشيخ فيهم يأخذ لهم مدين من تجار البحرين للغوص ، وقد جرى على هذا المنوال إلى أن توفاه الله إلى رحمته و خلف ولدين و هم " جمعه بن سيف " و " سلامه بن سيف " ، و لما أن شالوا جنازة الرجال " سيف " ( والدهم ) ذهب " جمعه " إلى البحر " يسابق " بالقشطي ( قارب صغير ) يلعب مع الأولاد ، و هم أنذاك في مدينة الزباره و الفريحه ، و لما رجعوا الرجال إلى مجلس " سيف " ليعزوا إبنه " جمعه " و إذا هو مع الأولاد يسابق في البحر بالقشطي ، فدخلوا عليه و عنفوه و قالوا له : نحن نعرف عقلك كيف تذهب إلى هذه الجهاله ، لابد أن تسد لنا مسد والدك ، فقال : أنا لا أريد الكباره ( أشيخ ) فيكم إلا أن تعطوني مواثيق و " طلقات " ( تحلفون بالطلاق " بأنكم لا تخالفون لي رأي سواء فيه صلاح أم طلاح . فأعطوه ما إشترط ، فحينئذ ذهب إلى جزيرة البحرين و أخذ ما يأخذه لهم والده و أعطاهم حتى ذهبوا إلى الغوص ، و لما " قفلوا " قضوا مدة الغوص كل منهم أتى بما حصل من اللؤلؤ فبسط له خرقه كبيرة و قام يخلط اللؤلؤ بعضه على بعض ، قالوا له : كيف أمرك ؟ فلان محصل دانات و فلان لم يحصل على شيء قال : " أنتم بمنزلة بيت واحد . و قوتكم جميع أولى من أحدكم يتفوق على ربعه " - كأنه ترجح عنده مذهب الاشتراكية في وقتنا هذا – و من قاعدة اللؤلؤ إذا إجتمع تبارك و يزيد ثمنه ، فلما إجتمع جميع ما كسبوا ذهب به إلى البحرين فباعه على تجار اللؤلؤ و قد ربح فيه الشيء الكثير ، و ما برح على هذه القاعدة كم سنة حتى وصل إليه أناس من أهل قطر ليأخذ لهم على وجهه كما يأخذ لجماعته ، قال : هل عندكم شيء من الرهانه ؟ قالوا : لا ، بل نعطيك عهد الله على الوفاء . فقال الشيخ جمعه : رضيت بالله ، ثم ذهب إلى البحرين فأخذ لجماعته و للقبيلة ، و بعدما انقضى موسم الغوص لم يوفوا و لم يسدوا ما أخذ لهم الشيخ " جمعه بن سيف " ثم سار إليهم إلى بلدهم " الخوير " في كبار جماعته مركوبه " قدر عشرين " مردف و بغى منهم الوفاء فذهبوا يتمالون في الوفاء و عدمه ، و البنعلي في قهوة رجل يقال له " مسيفر " و عند المقهوي صبي اسمه " دوله " ، و مسيفر محلف يمين أنه ما يفضي سر معازيبه (( و المنانعه لاهين في دفن ميت لهم من أكابرهم )) . فقال رجل من البنعلي حق " مسيفر " سوي لي غليون " يعني الدخان " فقال مسيفر :
عمل الغليون يا دوله
و افتكر في دنياك معلوله
على شيء بيصير اليوم
حلفت بالله ما أقوله
فاعتزوا الجماعة و علقوا فتايل بنادقهم و ركبوا قاصدين بلدهم الزباره ، فلما رأى " مسيفر " أن البنعلي ذهبوا إلى بلدهم " لحقهم " خاف على نفسه من معازيبه و صار في معية البنعلي ، و المسيفر الموجودين الأن عند البنعلي من ذرية ذلك الرجل – سمعت ذلك من والدي و كثير من شيابنا كبار جماعتي – هذا ما صدر ، و أخيرا تخالصوا و تعاهدوا مع " المنانعه " و صار مددهم من يد الشيخ محمد بن خليفة
انتهى ما ذكره المؤلف.
سؤالي الان
هل التبس على مؤرخي الكويت وربطوا هذه الواقعه مع نزوح العتوب للكويت ؟
|