راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > الشخصيات الكويتية
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-03-2008, 05:12 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
افتراضي قصة حياة حمد عبدالله الحميدي والمغامرة - فرحان الفرحان

في الكويت الحديثة خصوصا القرن التاسع عشر والقرن العشرين وأوله هناك قصص كثيرة لبعض رجالات الكويت كانت لهم بطولات تثير مثار الاعجاب وتكون شبه معجزات امثال بن هدية في الدلالة في الصحراء ومحمد بن سنان في معرفته طرق البحر القريبة من الكويت وهو اعمى والسباح الماهر ابن اكميخ وابن ناصر في قوته الجسمانية التي لا تضاها وكذلك ابن ناهض الذي يعتبر مضرب الامثال في قوة الابصار حيث يرى الناس في جبال قضى وهو جالس على الدكة على ساحل البحر في منطقة شرق من مدينة الكويت وغيرهم كثيرون ربما اختفوا عن التاريخ من هؤلاء حمد عبدالله الحميدي الذي ولد في نهاية القرن التاسع عشر في سنة 1896 وتوفي في سنة 1966 عن عمر ناهز السبعين سنة ذلك هو السيد حمد عبدالله الحميدي الذي ستروى قصة حياته في هذه السلسلة ليعيش المجتمع الكويتي على شخصيات غير عادية لمعوا فترة من الزمن ثم انطووا لكن اعمالهم الفذة لم تنته مع التاريخ.
هذا الرجل الحميدي كان المفروض ان تقوم الدولة بتكريمه بتسمية مدرسة أو شارع باسمه ولا يترك لسجل التاريخ ومن الافضل هنا ان آتي على قصة هذا الرجل من اولها في فريج المسيل او قرب مسجد هلال سكن هناك الشيخ اسماعيل بن غانم والد محمد بن اسماعيل وجاء عبدالله الحميدي والد حمد الحميدي وسكن بجانبه بقربه كان الشيخ عبدالله الخلف الدحيان يعرف معرفة جيدة حمد عبدالله الحميدي لانهم من قبيلة واحدة من حرب اسوة بآل العتيقي في اوائل القرن العشرين كان كثير من الكويتيين يبحثون عن العمل والرزق للعيش كانت الحياة ضنكا بمعنى الكلمة في اوائل القرن العشرين دخل الانكليز العراق وارادوا ان يمدوا خط اتصال تلفوني بين البصرة وقنصليتهم في الكويت وقد تحرك الانكليز وطلبوا بعض الشباب من الكويتيين كعاملين بالاضافة الى الهنود الذين جلبوهم معهم من الهند وفعلا احضرت الاعمدة بالبواخر والاسلاك مع بعض المتطلبات الاخرى وابتدأوا في عمل ركائز (رزات اعمدة) ابتداء من القنصلية البريطانية في الكويت حتى البصرة مارا بأطراف الجهرة ثم الى العبدلي فسفوان ثم الزبير والبصرة وكان هذا الخط قد ربط بالكشك الذي في ساحة الصرافين حيث البريد والتلفون مع بعض بعد الانتهاء من تركيب الاعمدة ومدّ السلك النحاسي على طول الخط جاء المهم وهو صيانة هذا الخط الذي يبلغ مائة واربعين كيلو مترا منها ثمانون كيلو مترا في ارض الكويت ولهذا عرضوا على بعض عمالهم الذين عملوا معهم او من الهنود من يقوم بصيانة هذا الخط بصورة دائمة فلم يتقدم لهم احد اطلاقا وكان السيد الحميدي الذي يبلغ من العمر ذلك اليوم عشرين عاما وكان فتى شجاعا وقال لهم انا اوافق على ذلك اذا رضي أبي على ذلك فتوجه المسؤول الى والد الحميدي عبدالله وشرح له الامر وان ابنك سيزود بسلاح وتموين وجمل قوي وراتب مجزي وان الامر ليس فيه من الصعوبة كما يظنون فوافق الاب عبدالله الحميدي بعد تردد على ذلك وهكذا اشتروا جملا قويا وكان علف الجمل ومكان اقامته والسلاح كله محسوب فقد زود الحميدي ببندقية جديدة من ذلك اليوم وبمسدس سريع الطلقات وزودوه بجهاز تلفون ليستعين به بعد التصليح بالاتصال بالبصرة او الكويت وقامت التجربة الاولى حول اعينهم وقد نجح الرجل بذلك خير نجاح.
كانت الرحلة الاولى يحمل معه مجموعة من الاسلاك النحاسية وبعض الفناجين الصينية تكون عوازل فواصل وسلم من ثلاثة قوائم خفيف ارتفاعه اربعة امتار على اعتبار العمود لا يتعدى ارتفاعه خمسة امتار اخذ السيد الحميدي سبر في عمل على اكمل وجه حتى غدا لا يستغني عنه في هذه المهمة التي تعتبر شامخة وسنكملها في الحلقة القادمة.

30/7/2003
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-03-2008, 02:55 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
افتراضي

كان الاستاذ محمد عبد الهادي جمال في كتابه القيم تاريخ الخدمات البريدية في الكويت الذي اصدره سنة 1994 قد افرد ثماني صفحات لمغامرة حمد الحميدي مع الصحراء والبريد والتنقل متفرداً مع جمله والحياة الخلوية وهنا انقل بعض ما اورده عن الحميدي حين يتوجه لاصلاح خط الهاتف التلفون فيقول في صفحة (80) من كتابه المذكور وهو خير من تتبع قصة الحميدي التي دفعتها الايام الا ان هذا الشاب محمد جمال قد انتشل قصة الحميدي من النسيان واودعها في كتابه لنستعيد ذكرى هذا الرجل المغامر.
وكان المرحوم حمد الحميدي يتوجه الى مكان العطب على جمل، وكان يسير في الصحراء بمحاذاة الخط الى ان يصل الى مكان العطب، حيث يقوم باناخة جمله وانزال عدته التي كانت تتكون من ادوات التصليح وبعض العدد البسيطة، بالاضافة الى الاسلاك و(الفناجيل) التي كانت تستخدم لتثبيت السلم بالعمود، وكان لديه جهاز تليفون كان يستخدمه للاتصال بالكويت والبصرة بعد قيامه باصلاح الخط للتأكد من صلاحيته للعمل في الاتجاهين. وعند التأكد من صلاحية الخط كان يعود الى الكويت. وكانت فترة التصليح تعتمد على طبيعة العطل وحجمه. فكانت في بعض الاحيان تستغرق يوماً واحداً بينما قد تطول الى ثلاثة ايام او اربعة في احيان اخرى.
وكان المرحوم حمد الحميدي يذهب على جمله وحيداً في الصحراء وهو يحمل عدته وبعض الغذاء والماء لسد حاجته للفترة غير المعروفة التي سيقضيها في الصحراء الى ان يتم اصلاح الاعطال، وقد استمر على ذلك المنوال سنين طويلة الى ان تم فتح خط للسيارات بين الكويت والبصرة، حيث بدأ بالذهاب الى مكان العطل مع السيارات المتوجهة الى البصرة. وكانت الجادة لحسن حظه موازية لخط البرق حيث كان يراقب الاعمدة والخطوط اثناء مرور السيارة عليها الى ان يهتدي الى مكان العطل فينزل لاصلاحه وتكمل السيارة مسيرتها الى البصرة. وبعد قيامه باصلاح العطل كان ينتظر قدوم احدى السيارات العائدة الى الكويت ليعود معها. وكان في بعض الاحيان يضطر للبقاء في الطريق يوما او يومين بانتظار مرور احدى السيارات المتوجهة الى الكويت. وكان على اي حال يستعد لمثل تلك الاحتمالات، حيث كان يأخذ معه من الطعام ما كان يكفيه لتلك الفترة.
وكان مكتب بريد الكويت في ذلك الوقت مسؤولاً عن اصلاح الخط من الكويت الى صفوان بينما كان العراق مسؤولاً عن اصلاح الخط من صفوان الى البصرة.
وكانت عملية اصلاح العطل في الاسلاك لا تطول اكثر من عدة ساعات بينما يتطلب الموضوع جهوداً كبيرة قد تستغرق يوماً او يومين على الاقل ان كان العطل بسبب سقوط احد الاعمدة او كسره لاي سبب من الاسباب. وكانت اعمدة خطوط البرق مصنوعة من الحديد المجوف، وتتكون من جزأين، يتم تركيب الجزء العلوي ـ الاقل سماكة ـ داخل تجويف الجزء السفلي لتثبيته فيه. وكانت شدة الرياح او غزارة الامطار تؤدي الى سقوط بعض الاعمدة او كسرها. كما ان فتح طريق للسيارات مواز للخط ادى الى وقوع بعض الحوادث كاصطدام السيارات بالاعمدة واتلافها مما كان يعني ضرورة استبدالها. وكان ذلك يضطر المرحوم حمد الحميدي الى العودة الى الكويت لجلب اعمدة جديدة وعدد من العمال للمساعدة في نصب الاعمدة البديلة. ويذكر السيد عبد الله الحميدي ـ نجل المرحوم حمد الحميدي ـ ان والده كان في بعض الاحيان يمكث في الصحراء لعدة ايام دون معرفة اهله بمكان وجوده، وكان ذلك بسبب كثرة الاعطال او لعدم مصادفة وصوله المنزل في منتصف الليل دون ان يشعر به احد. وكان من عادته في تلك الظروف الا يطرق الباب في ذلك الوقت المتأخر بل كان يتوجه الى المسجد المجاور ويأخذ (النعش) الموجود فيه ويسنده على حائط منزله ويستخدمه كسلم للوصول الى سطح منزله والنزول اليه. وكان المنزل يقع في منطقة المسيل.
وكان المرحوم حمد الحميدي دائم التفكير بصلاحية خطوط البرق وعدم توقفها في جميع الاحوال. فكان يستيقط من النوم في الليالي الممطرة او اثناء هبوب الرياح ـ ولو كان ذلك في وقت متأخر من الليل ـ ويتوجه من منزله الى مقر البريد بالكشك ليقوم بفحص الخطوط للتأكد من عدم تعرضها لاي اعطال بسبب العوامل الجوية.
واخيراً ترينا القصة التالية كيف كان السيد الحميدي يتعايش مع جمله والصحراء في هذا العمل واظن لو طلب من شخص اليوم بعد مرور خمس وثمانين سنة ان يعمل مثل ما عمل الحميدي فأظن انه سينهزم او يرفض أو يستقيل لكن هذا هذا الرجل وقصة حياته في هذا العمل المضني شيء غير عادي ونحن نواصل الحديث عما ذكر عن قصة هذا الرجل العجيب.


جريدة الوطن 31/7/2003
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27-03-2008, 06:28 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
افتراضي

في الصفحات التالية سوف نرى كيف كان يعاني الحميدي الأمرين وهو يتنقل من منزله الى عمله في المكتب المعروف بكشك البريد والتليفون وعندما يسمع بقطع التليفون يتوجه الى هذه الصحراء، ويروي لنا كيف جازف بحياته عندما جاءت سيارة يسوقها شخص في هذه الصحراء الواسعة عمي أعمى قلب قبل أن يكون أعمى بصر فصدم العمود التليفوني والحميدي فوقه فسقط واصيب برأسه، وكانت هذه السقطة الاخيرة، والتي بعدها لم يستطع العودة الى العمل، وأترك السيد جمال يروي لنا القصة كما نقلها:
وقد بقي السيد حمد الحميدي يعمل في هذا القسم وحيدا ولمدة طويلة دون أن يكون له مساعد، نظرا لصعوبة ذلك النوع من العمل، وعدم رغبة أحد في التوجه الى الصحراء في أي وقت ودون سابق انذار لاصلاح الأعطال تحت رحمة مختلف أنواع الظروف سواء كانت جوية او غير ذلك.
وينقل السيد عبدالله الحميدي عن المرحوم والده بانه وأثناء حرب الجهرة وقع عطل في خط البرق مما أدى الى توقف العمل فيه، فطلب من السيد حمد الحميدي التوجه الى مكان العطل لاصلاحه. لكن الظروف في تلك الفترة لم تكن سهلة ولم تكن الطريق مأمونة، ولم يتمكن المرحوم حمد الحميدي من الحصول على مرافقين ليساعدوه في عمله. فتوجه الى المرحوم الشيخ سالم المبارك الصباح طالبا منه ان يرسل معه بعض المرافقين بسبب خطورة الوضع في الصحراء، فوافق على طلبه وأرسل معه عددا من الأفراد. وكان يقع خلف المطلاع. وعند اتمام عملية الاصلاح دعا المرحوم حمد الحميدي مرافقيه لتناول الطعام الذي أعدته لهم (ام عبدالله) قبل ان يكروا راجعين إلى الكويت. لكن المرافقين رفضوا تناول أي طعام وأصروا على العودة حالا مؤكدين انهم لن يهدأ لهم بال ولن تنزل اللقمة في بطونهم قبل العودة الى أهاليهم. وكان هاجسهم الوحيد في تلك الظروف بالطبع تجنب الوقوع في أيدي قوات الدويش التي كانت تتمركز في المناطق الشمالية من الكويت قرب الجهرة. وقد عاد المرحوم حمد الحميدي ومرافقوه الى الكويت ومعهم الغداء دون أن يمسه أحد.
وقد بقي المرحوم حمد الحميدي يعمل لوحده في قسم تصليح أعمدة البرق أكثر من عشرين سنة الى ان تم تعيين المرحوم سالم عبدالله الوطيان مساعدا له في حوالي عام .1941 وقد عمل المرحوم سالم الوطيان في ذلك القسم مساعدا للمرحوم حمد الحميدي لمدة عشر سنوات الى ان توفي عام .1951
وبالرغم من قساوة العمل في ذلك المجال والمشاكل الكثيرة التي لا تكاد تنتهي فيه الا انه كانت تمر في بعض الأحيان فترات لا تشهد اي مشاكل أو أعطال مما كان يعطي السيد حمد الحميدي متنفسا من الوقت يستعيد فيه راحته ويعود لحياته العادية. وكان في بعض الأحيان يمكث أياما طويلة جالسا في الكشك مع زملائه من العاملين هناك دون ان تنكد عليه قسوة العمل بالصحراء. وكان المرحوم حمد الحميدي في تلك الفترات يقضي أوقات الدوام بالكشك مسترخيا على كرسي وهو ينظر من خلال الشباك الخشبي المطل على احد المقاهي المجاورة، يراقب حركة الناس في الصباح وهم ذاهبون الى السوق اما لشراء حاجياتهم او لفتح متاجرهم. بينما يراهم ظهرا وهم عائدون الى منازلهم وقد حمل كل منهم من المتاع ما كان ينتظره منهم الابناء. اما مساعده المرحوم سالم الوطيان فكان يجلس قبالة الشباك الآخر للكشك والمطل على السوق الذي كان يشكل العمود الفقري للبلاد آنذاك بالنسبة للمواد الغذائية. وقد انقضت السنون ومرت الأيام الى ان توفي المرحوم سالم الوطيان عام 1951 بسبب المرض. اما المرحوم حمد الحميدي فقد استمر بالعمل الى ان صادف تواجده في احد الايام من عام 1952 فوق احد أعمدة البرق في منطقة الروضتين وهو يقوم باصلاحه. فكان ان مرت احدى السيارات وكانت مسرعة فاصطدمت بالعمود مما ادى الى سقوط المرحوم حمد الحميدي على الأرض واصابته في رأسه. وقد بقي لفترة طويلة يعاني من اثر الحادث الى ان شفي منه لكنه لم يستطع العودة الى العمل.
وأخيرا فهذه هي الحلقة الثالثة من حياة هذا الرجل الشجاع الذي عاش في فترة يقل فيها الرجال امثال الحميدي في مثل هذا العمل الشاق، وسنأتي في الحلقة الرابعة الاخيرة من قصة هذه الاسرة وكيف انتقلت من نجد الى الكويت حيث تربى السيد حمد الحميدي رحمه الله.

جريدة الوطن 4/8/2003
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30-03-2008, 06:34 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
افتراضي

هذه الحلقة الرابعة والاخيرة من قصة حياة حمد عبد الله الحميدي والتي سنتناول فيها نسب ذلك الشخص ومن اي منطقة وقرية جاء الى الكويت.
آل الحميدي او الحميدي كما يقولون في الكويت، هناك اكثر من عائلة تنتسب الى هذا الاسم ولا تقرب من بعضها بعضا وهذه اسماء مشتركة وغالبية هذه الاسر والاسماء جاءت من نجد واسم الحميدي من الاسماء الشائعة في نجد بصورة خاصة، عائلة الحميدي التي ينتسب لها السيد حمد عبد الله الحميدي هي من قبيلة حرب ومن فرع بني علي.
وصل السيد عبد الله الحميدي والد حمد الى الكويت في اواخر القرن التاسع عشر وحاله حال كثير من الكويتيين من الاصول النجدية جاء وامن هناك من الفاقة والعوز سكن السيد عبد الله الحميدي في حي فريج المسيل قرب مسجد هلال وهذه المنطقة كانت ابعد نقطة في مدينة الكويت في تلك الحقبة وظل يعمل الوالد مع العمال حىت رزقه الله بهذا الولد السيد حمد وأحب قبل ان انتقل للحديث عن مستقبل الاسرة في الكويت ان ارجع الى الوراء حيث مكان الاسرة في نجد، جاءت اسرة الحميدي من قرية الرغبة من منطقة المحمل في اواسط نجد والمحمل من اقاليم العارض ومن القرى او البلدات، البير الصفرات ورغبة، الروبضة، مشاش المراطيب، والحس، ودقلة، حليفة، اليويرده، سريويل، ويغلب على سكان الرغبة بني تميم، في هذه القرية الرغبة قتل في سنة 1103/1104هـ عبد الله بن سرور العريني وهو من شيوخ الرغبة ، في سنة (1165) اغار فيصل بن صوبط ومعه اهل منيخ والزلفى والوشم وعرب الظفير على (رغبة) ودمروها ونهبوا كل ما فيها، كان آل الخريف في الاصل من سكان الرغبة فنزح جد الخريف الى حريملاء واستوطنها.
قبيلة حرب التي ينتمي آل الحميدي حمد الحميدي وهم من فرع بني علي وهو فرع من ستة فروع هم بنو علي، الفردة، مشروح، الوهوب، بن سالم، بن عمر، ومن ابرز الشخصيات من هذه القبيلة العالم البحاثة المرحوم حمد الجاسر من عشيرة الشيول من بني سليم دخلوا في عشيرة الكتمة من بني علي التي فيها الحميدي والشيخ عبد الله الخلف الرحبان، وكان والد الشيخ عبد الله الخلف من المجمعه لكنه جاى الى الكويت وكتب الله لابنه الخير العميم في هذه البلاد.
في الكويت بعد ان ولد السيد حمد الحميدي واخذ يتفتح على الدنيا حاله حال شباب الكويت في تلك الحقبة اخذ يعمل في الاغنام ثم في بيع الحاجيات الاولية لم يأت من الصحراء للتبضع وهذا العمل لا يدر دخلا ثابتا لهذا اتجه منذ الوهلة الاولى عندما عملت السلطات البريطانية على مد خط الاتصال التلفوني من الكويت الى البصرة وعمل معها موظفاً ثابتاً، خلال هذه المدة انجب السيد حمد الحميدي اربعة ابناء وبنتا واحدة منهم السيد عبد الله وهو اكبرهم ومحمد والدكتور مبارك، كان السيد عبد الله رحمه الله هو الذي علمني منذ الطفولة على حب جمع الطوابع واذكر في تلك الفترة اني ذهبت معه الى والده في البريد الذي كان في سوق الصراريف (الصرافين) وقام الوالد رحمه الله بتزويدي ببعض الطوابع لدول مختلفة، هذه كانت نواة المجموعة التي احتفظت بها منذ ذلك الحين الى اليوم.
كان عبد الله نعم الزميل والاخ صاحب الاخلاق العالية، ثم بعدها انتقل الى الجيش حيث اصبح مسؤولاً عن مركبات الجيش الى ان توفاه الله وبعدها كان لقاء بابنه الثاني السيد محمد الوكيل المساعد بوزارة التربية والذي يعتبر من رواد الكشافة والمؤسسين والمحافظين على هذا النهج، كان السيد محمد وكيلا مساعداً للمدارس الخاصة ثم التعليم الخاص وكان قد ادار هذا القطاع ادارة جيدة حتى خرج من التعليم بالتقاعد وبعدها الدكتور مبارك الاستاذ في جامعة الكويت، لو كان والدهم حياً لهنأ بأولاده وتربيتهم، لكن الوالد حمد الحميدي عاش في فترة كلها شظف العيش وقسوة البحث عن لقمة العيش من الصخر والحجر، لهذا كان هذا الرجل الحميدي يعد لعمله الفذ من المغامرة من الرجال البارزين كما قلنا من قبل عن ناصر والكميخ وابن ناهض وابن هدية الذين برز كل واحد منهم في مجاله وبز الاخرين.
وأنتهي من هذه الحلقة والبحث لنسجل تاريخ رجل خدم الكويت وكاد يكون من المنتسبين لكننا بهذا البحث نعيده الى الحياة من حيث ما قام به من اعمال تعتبر في حكم المستحيلة في عصره واليوم.
اذن هذه قصة وحياة ذلك الرجل المغامر حمد عبد الله الحميدي الرجل الذي لم يعرف الترف والدعة ولذة الحياة الى عقله وقلبه، هذا الرجل الذي مضى وانتهى نجعله من ضمن الخالدين الاوفياء لهذه البلاد.


جريدة الوطن 7/8/2003
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجلاهمة - فرحان الفرحان IE التاريــخ الإجتماعي 19 06-09-2010 05:15 PM
آل عبدالله الدوسري - فرحان الفرحان IE التاريــخ الإجتماعي 3 20-03-2010 09:55 AM
عبدالله يعقوب بشارة أول أمين عام لمجلس التعاون الخليجي يروي ذكرياته IE المعلومات العامة 0 18-06-2009 12:19 AM
ديوان عبدالله الفرج معلمة تاريخية من 4 طبعات - فرحان الفرحان AHMAD التاريـــخ الأدبي 0 06-04-2009 01:12 AM
الوفرة حديثا والوفراء قديما : إعداد: فرحان عبدالله الفرحان AHMAD جغرافية الكويت 0 11-03-2009 03:05 PM


الساعة الآن 02:11 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت