راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > الشخصيات الكويتية
 
 

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-05-2008, 04:46 AM
محمد محمد غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 465
افتراضي فارس عبدالرحمن الوقيان (الوطن 11-5- 2008)

الكويت رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها، الا أنها أنجبت رجالا عظاما صنعوا مجدها ليضعوها في مصاف الدول المتطورة، أنجبت رجالا يعرفون الحق ورزقهم الله اتباعه.. رجالا كالصخور القاسية بوجه الرياح الشديدة.. كانت ومازالت الكويت تمثل لهم الشيء الكثير فهي أمهم التي احتضنتهم ومنحتهم الأمن والأمان فكانت أعمال هؤلاء الرجال هي بمثابة رد جزء بسيط جدا من جميل ما قدمته الكويت العزيزة لأبنائها الكرام.
فارس عبدالرحمن الوقيان.. اسم اذا ذكر ذكرت معه العدالة وتطبيق القانون بعيدا عن المجاملات، وكانت أخلاقه العالية أساسها التواضع ومحبة الناس امتثالا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "ما تواضع أحد لله الا رفعه الله" (رواه مسلم)، وقد عاش- رحمه الله- طوال حياته مخلصا لوطنه وعاشقا لترابه، اذا سنحت له فرصة في خدمة الكويت اقتنصها مثل الصقر.. لأنه لا يستطيع أن يرفض أي طلب يطلب منه في سبيل خدمة أبناء وطنه العزيز لأنه وبكل بساطة أحد فرسان الكويت الشرفاء الذين بذلوا الغالي والنفيس حبا في تراب هذه الأرض الطيبة.
ومن باب رد الجميل لرجال الكويت أكتب هذه السطور المتواضعة عن حياة هذا الرجل الكبير في عطائه والعظيم في اخلاصه، اكتب هذه السطور من باب حق الجار على الجار لأن العم (أبا طارق) ـ رحمه الله ـ كان نعم الجار وبمثابة الأب الكريم لجميع من عرفوه، وكان ذو كرم وطيبة في التعامل مع الآخرين ويقدم الكلمة الطيبة في حديثه مع من حوله امتثالا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "- «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت»" (رواه البخاري).

(اسمه ونسبه)

هو المرحوم باذن الله تعالى: (فارس بن عبدالرحمن بن فارس بن فريح الوقيان)، هاجرت أسرته العريقة من نجد الى الكويت مع أوائل الأسر الكويتية وسكنت في حي (القبلة) الواقع في قلب مدينة الكويت، ويرجع نسب عائلة الوقيان الكريمة كما ذكر الدكتور ابراهيم الشريفي في كتابه (الموسوعة الذهبية في انساب قبائل وأسر شبه الجزيرة العربية) الى عبيدة من آل عائذ من قحطان.

(مولده ونشأته)

ولد- رحمه الله ـ في الكويت (حي القبلة) وتقريبا في يوم الاثنين 12 من ذي القعدة 1352 هـجرية/ الموافق 26 فبراير 1934 ميلادية من أبوين كريمين، فوالده عبدالرحمن بن فارس الوقيان- سنأتي ببعض أخباره لاحقا- ووالدته ابنة عبدالله فريح الوقيان، وله أخ واحد يكبره بخمسة عشر عاما اسمه حمود.
التحق (فارس الوقيان)- رحمه الله ـ بالمدرسة (المباركية) وهي أول مدرسة نظامية أنشئت في الكويت، ودرس فيها الى أن تخرج منها كمعلم وكان عمره وقتها 17 عاما وعين بعدها مدرسا في مدرسة (النجاح) الابتدائية، لم يعرف (فارس الوقيان) حدودا لتحصيله العلمي وكان مؤمنا بأهمية التعليم وضرورة تلقيه مهما كانت المصاعب لكي يستطيع أن يواكب الحياة العامة في البلاد، فبعد تخرجه من المدرسة (المباركية) تقدم لامتحانات شهادة الرابع ثانوي ونجح فيها بتفوق ورشح للذهاب الى بغداد ضمن بعثة كويتية للحصول على شهادة التوجيهية والتي تعادل الثانوية العامة واستطاع الحصول عليها ليخدم من خلالها أبناء وطنه الكرام.
لم يستطع (فارس الوقيان) أن يقاوم حبه للتعليم وعزيمته في مواصلة الدراسة، فسافر الى مصر والتحق بكلية التجارة بجامعة القاهرة واستمر فيها لمدة سنة ثم قام بتحويل أوراقه الى كلية الحقوق لدراسة القانون الذي طالما عشقه، وفي عام 1959 م حصل على درجة الليسانس في الحقوق وعاد الى وطنه الكويت حاملا معه رسالة واضحة شعارها: (خدمة الكويت وأبنائها بكل اخلاص).

(عائلته الكريمة)

ذكر الدكتور ابراهيم الشريفي في كتابه المذكور سابقا- بتصرف ـ: (آل فريح الوقيان) ومنهم فهد بن وقيان بن فريح الوقيان من شهداء (الصريف) عام (1901 م) وفارس بن فريح الوقيان الذي كان له دور مع مجموعة من أهل الكويت في اقناع حاكم الكويت السابع الشيخ مبارك الصباح لاسترضاء هلال المطيري وشملان بن علي آل سيف وابراهيم بن مضف في الأحداث الشهيرة التي وقعت في عام 1911 م، حيث صارحه بضرورة استرجاعهم.. وأخذ الشيخ مبارك بنصيحته وعينه رسولا له وبرفقته ابنه الشيخ سالم المبارك وحسين بن علي، حيث أمره بالذهاب الى جنة.. وقد نجح الشيخ سالم المبارك وفارس الوقيان وحسين بن علي باقناع الكثيرين بالعودة الى وطنهم... ومن ذرية فارس ابنه عبدالرحمن الذي ورد ذكره في أحداث حرب الجهراء وكان من ضمن الفرسان الأربعة الذين لبوا طلب الشيخ عبدالله الجابر بالذهاب الى الشيخ علي الخليفة خارج القصر الأحمر وكان هذا الأمر خطيرا جدا عليهم ولكنهم لبوا نداء الواجب دون خوف... ومن ذرية عبدالرحمن ابنه فارس الذي نتناول سيرته الكريمة.

(حياته الأسرية)

في عام 1962 م تزوج (فارس الوقيان) من سيدة فاضلة هي ابنة المرحوم صبيح براك الصبيح- الذي كتبنا عنه في أحد الأعداد السابقة ـ وكون معها أسرة محافظة قوامها التربية السليمة والأخلاق العالية، وقد أكرمهم الله عزوجل بذرية صالحة عبارة عن ابنتين وأربعة ذكور وهم: طارق، عبدالرحمن، صبيح، منذر.. وقد ساروا على درب أبيهم وسيرته العطرة، وفقهم الله لما يحبه ويرضاه.

(حياته العملية)

فور وصوله الى الكويت قادما من القاهرة عيّن المرحوم (فارس الوقيان) رئيسا لقسم التفتيش بدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل والتي أصبح اسمها بعد الاستقلال وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وبعد ذلك تمت ترقيته الى وظيفة موجه للمنطقة الجنوبية واستمر بأداء وظيفته لمدة سنة لينتقل بعدها الى مرحلة جديدة من مراحل حياته العملية.

(محراب العدالة وبصماته الواضحة فيه)

أقبلت الكويت في عام 1960 م على مرحلة جديدة من مراحل التطور القضائي وتم العمل بنظام قضائي جديد وكان المرحوم فارس الوقيان من أوائل المنتمين الى محراب العدالة وسلك القضاء، فبدأ بوظيفة وكيل أول للنيابة واستطاع اثبات وجوده بقدم ثابتة، وفي عام 1961 م صدر قرار بانتدابه للعمل كمدير لادارة التنفيذ بالمحاكم التي أنشئت في ذلك الوقت تحت ظل النظام القضائي الجديد، وبعد ذلك وبناء على جهوده المبذولة في خدمة وطنه في أي مكان صدر قرار تعيينه محاميا عاما في النيابة في عام 1965 م، واستمر على أداء رسالته السامية الى عام 1968 م حيث تم تعيينه في منصب النائب العام وهو بلا شك منصب مرموق وخطير يتطلب من صاحبه الخبرة الواسعة والدراية العظيمة بكافة الجوانب القانونية التي يتطلبها هذا المنصب، ويعد المرحوم (فارس الوقيان) ثاني رجل يشغل هذا المنصب بعد الأستاذ/ بدر ضاحي العجيل، وفي عام 1979 م تقدم باستقالته وكان سببها هو الخلاف حول من سيشغل موقع رئيس محكمة الاستئناف العليا بعد أن انتهت مدة خدمة رئيسها.
يذكر المقربون منه وزملائه في العمل انه وضع أكثر من بصمة في تاريخ عمله القضائي، ومن أبرزها صدور قانون لمكافحة المخدرات، فقد أنشئت في عهده عندما كان نائبا عاما لجنة وضع قانون مكافحة المخدرات، وبفضل آرائه وتوجيهاته القيمة بحكم منصبه وخبرته الطويلة ابتعد قانون مكافحة المخدرات عن أن يكون قانونا عقابيا خالصا بل أصبح قانونا اجتماعيا يفرق بين تجارة المخدرات وتعاطيها، فالمتعاطي هو عبارة عن انسان مريض يحتاج الى علاج وتوجيه سليم، وقد أجاز هذا القانون للمحكمة أن تضع المدمن في مستشفى الطب النفسي لعلاجه وذلك بعد اعداد تقرير مفصل عن حالة المتعاطي وظروفه تقدمه لجنة مختصة بهذه القضايا.
</SPAN>
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الوقيان محمد الوسط 43 31-08-2020 03:47 PM
الشيخ الغالي.. عبدالرحمن الكمالي - فارس الفارس AHMAD المعلومات العامة 1 16-07-2011 10:55 PM
من تراث الوطن ... فارس عبدالرحمن الفارس AHMAD التاريـــخ الأدبي 15 02-05-2010 12:40 AM
المواطنة في الكويت دراسة للباحث د.فارس مطر الوقيان الشمري جون الكويت البحوث والمؤلفات 1 02-11-2009 10:06 PM
كتاب : علماء آل فارس في الكويت ( فارس عبدالرحمن الفارس ) AHMAD البحوث والمؤلفات 1 26-10-2008 03:50 PM


الساعة الآن 06:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت