من الجوانب المضيئة في حياتي علاقتي بالعم الأديب والشيخ الفاضل عبدالرحمن بن احمد الكمالي ـرحمه اللهـ، وهي علاقة اكتسبتها من خلال علاقة والدي ـرحمه اللهـ به وباخوانه الكرام وبافراد عائلة الكمالي الكريمة في الكويت والإمارات وسلطنة عمان، ومازالت ولله الحمد هذه العلاقة قائمة بين الأبناء من الأسرتين رغم وفاة مؤسسيها ـرحمة الله عليهم ـ ومازالت الزيارات متبادلة بيننا بين وقت وآخر، ومن باب التواصل والمحبة مع هذه العائلة الكريمة، أود أن اسطر في مقال اليوم بعض الكلمات المتواضعة عن سيرة حياة الشيخ عبدالرحمن الكمالي ـرحمه الله ـ.
ولد الشيخ عبدالرحمن بن احمد بن محمد بن عبدالرحمن بن يحيى الكمالي في عام 1931 م في ولاية (خصب) في محافظة (مسندم) في سلطنة عمان الشقيقة، وعاش في بيت شرف وعلم وأدب، حيث كان والده شيخا وإماما لمسجد الشيخ راشد في شرقي (خصب) فتعلم على يده مبادئ الشريعة والفقه وعلوم اللغة العربية، وبعد وفاة والده أكمل دراسته على يد قاضي (خصب) العالم الشيخ احمد بن ابراهيم الكمالي وبعد ذلك اتجه الى المدرسة الكمالية لاكمال مشواره العلمي بالاضافة الي طلبه للعلم على يد ثلة كريمة من علماء سلطنة عمان والإحساء ومكة المكرمة، وعندما أتم عمره 22 سنه قدم إلى الكويت وتوظف إماما وخطيبا بجامع الجهراء القديم وظل فيه إلى أن توفي في يناير 2004 م، تاركا وراءه قلوبا حزينة على فراقه.. وذرية صالحة حملت لواء العلم من بعده.. ومكتبة علمية وثقافية قيّمة يستفيد منها طلبة العلم.
بين يدي الآن كتابا قيّما طبع حديثا بعنوان (بغية الواعظين ومنار المتعظين).. وهو من تأليف الشيخ الكريم عبدالرحمن الكمالي ـرحمه الله ـ، وهو عبارة عن دروس وعظية في العبادات وضعها ـرحمه اللهـ حينما رأى حاجة الناس إلى مثلها، ولتكون نبراسا بين أيديهم وينتفعون بها، وقد قام بإعداده والاعتناء به احد فضلاء عائلة الكمالي الكريمة وهو الأخ العزيز الدكتور عبدالرؤوف بن محمد الكمالي، والذي جمع أيضا من خلاله بعض الكلمات الجميلة التي قيلت في الشيخ الفاضل كتبها بعض أصحابه وأحبابه.
وأثناء تصفحي لهذا الكتاب القيم وقع نظري على صفحة رقم 351 وفيها صورة العم الشيخ عبدالرحمن الكمالي ـرحمه اللهـ في أواخر حياته، فجلست أتأملها لعدة دقائق استذكرت خلالها سنوات طويلة حملت بين شهورها وأسابيعها وأيامها أحداثاً ومواقف جميلة لا تنسى جمعت بينه وبين والدي ـرحمه الله ـ، ولم أطو تلك الصفحة التي تحتوي على صورة ذلك الوجه الطيب والسمح.. ذلك الوجه الذي يحمل للناظر إليه العديد من الذكريات والسنوات الجميلة والمناقشات العلمية التي نفتقدها هذه الأيام، لم اطو تلك الصفحة إلا والدموع تملأ عيني.. مرددا لعدة مرات جملة واحدة فقط هي: «الله يرحمكم ويجمعكم بالفردوس الأعلى».
ختاما.. لا تكفيني هذه المساحة للحديث عن مآثر وأخلاق وصفات الشيخ الأديب عبدالرحمن الكمالي ـرحمه اللهـ صاحب القلب الكبير والأخلاق الرفيعة، آملا أن يكون هذا الشيخ الفاضل قدوة للدعاة الشباب ونبراسا ينير لهم طريق الدعوة والإرشاد بالحكمة والرفق واللين والموعظة الحسنة.. كما كان شيخنا الكريم في حياته.
اللهم احفظ الكويت وأهلها من كل مكروه.. انك سميع مجيب الدعاء