في وداع النواخذة إبراهيم بن شيبة و جاسم العصفور و يعقوب اليتامى

[AHMAD]

26/11/2008 - القبس

في وداع النوخذة إبراهيم بن شيبة

كتب يعقوب يوسف الحجي :

بالامس ودعنا النوخذة جاسم العصفور، واليوم نودع زميله النوخذة ابراهيم بن شيبة. كلاهما من نواخذة السفن الشراعية الكويتية، وكلاهما قدم كل ما لديه من جهد وعمل دؤوب في خدمة الكويت واهلها، وكلاهما ابى المرض الا ان يداهمهما وهما في اواخر سني حياتهما ــ فيرحمهما الله.
والغريب ان مدارسنا، على الرغم من المال الذي ينهمر عليها، ما زالت قاصرة عن تدريس طلابها وطالباتها مبادئ الكويت بصورة منهجية علمية، فما زال طلابنا يتصورون ان الكويت بقعة من الصحراء، جاءها الانكليز واكتشفوا البترول في هذه الصحراء، ثم قاموا بتصديره للعالم، فجاءت الثروة، ونشأت نتيجة لها الكويت. بل حتى الاغراب يظنون ذلك، ولم يكلف الكثيرون منهم أنفسهم بالبحث للتعرف على شعب الكويت الذي عاش ثلاثة قرون خلت من دون بترول او ثروة البترول.
رحم الله النوخذة ابراهيم بن شيبة، فحين ترك البحر وقيادة السفن مضطرا، زاول التجارة الحرة، فكل نوخذة هو تاجر كذلك. وحين كنت ازوره في مكتبه في سوق المناخ لم اسمع منه شكوى او تذمرا. لقد كان راضيا لصرف سنوات حياته في خدمة الكويت واهلها تحت الشراع.
والحق ان مغادرة هؤلاء الرجال الى دار الحق تعني، بالنسبة للكثيرين من الكويتيين، انقطاع الماضي بالحاضر، فمن عشق الماضي كما يعشق الحاضر، فلا عزاء لدينا نقدمه له سوى هذا الرثاء.

د. يعقوب يوسف الحجي