..» : فقال « صفحات من تاريخ الكويت »
زمنه عند الأمراء ورجال الحكومة العثمانیة، وكان يجمع بین المال والأدب والكرم
تأسیس مسجد السوق الكبیر:
كان من أبرز أوجه الإحسان في حیاة الشیخ أحمد بن رزق تشییده لمسجد السوق الكبیر، الذي ظل المسجد الرسمي للدولة حتى بناء المسجد الكبیر الحالي، وقد أسسه على نفقته الخاصة عام 1209 ھ الموافق لعام 1794 م، ( أي قبل 15 سنة من وفاته)، وھذا ما ذكره عنه
الموسوعة الكويتیة » حمد محمد السعیدان في الجزء الثاني من كتابه.(1)
كما ذكر ذلك السید عدنان بن سالم الرومي الباحث في التراث الديني في معرض حديثه عن تاريخ « تاريخ مساجد الديرة » الكويتي في كتابه
إن مسجد السوق الكبیر قد تأس
س في عام » : بناء ھذا المسجد قائلاً
1209 هـ( 4971 م)، وإنه كان يعتبر من أكبر مساجد الكويت وقت بنائه،
.
« وكان يقع ولا يزال في السوق الداخلي وقد قام المرحوم يوسف بن عبدالله الصقر بمساعدة بعض أھل الخیر
بإعادة بناء ھذا المسجد عام 1255 ھ ( 1839 م).
ثم قامت حفیدته المرحومة شاھة حمد الصقر بترمیمه وتجديده علىنفقتھا الخاصة عام
1356 ھ ( 1937 ) م.
جعل الله تعالى ھذا العمل في میزان حسناتھم جمیعاً، لیكونوا ممن بنى لله مسجداً - ولو » : عناھم رسوله [ بحديثه الذي قال فیه رواه مسلم
. ومفحص القطاة: « كمفحص قطاة - بنى الله له في الجنة مثله ھو عش الطائر الصغیر.
وھذا المسجد لا يزال قائماً إلى الآن بعد أن جددته دائرة الأوقاف العامةعام1372 ھ الموافق لعام 1953 م.
تأسیس أم قصر:
ھناك صفحات مشرقة تزين تاريخ الشیخ أحمد بن رزق الأسعد، لا يمكن أن يغفلھا أحد، وھي حافلة بالإنجازات الكبرى، منھا تأسیس ام قصر وإلیه تنسب ھذه المنطقة، وقد سمیت بھذا الاسم نسبة إلى القصر الفخم الذي بناه فیھا، وسوّره بسور حصین، واتخذه مشتىًً له، وداراًربیعیة، كھمزة وصل لنقل البضائع واستیرادھا
وقد كان ذلك القصر سبباً في حفظ حدود الكويت قديماً أيام حكم الشیخ مبارك الصباح - رحمه الله. يذكر ذلك الشیخ عبدالعزيز الرشید في كتابه
رأت الحكومة العثمانیة بعد فشلھا في حم
لاتھا المتنوعة على »
قائلاً الكويت أن تقطع شیئاً من حدودھا تضییقاً على عدوھا مبارك وعلى بلدته،
فأقامت نقطاً عسكرية في بوبیان، وأم قصر وسفوان في
آخر سنة1319 ھ، ولكن مباركاً ھبَّ للدفاع عنھا وادعى أن تلك الأماكن داخلة في حدود الكويت، وأن له على ذلك حججاً وبراھین. فالقصر الذي في (أم القصر) لم يبنه إلا ابن رزق في أيام جابر آل صباح، وابن رزق ھو من رجال.(1)
«.. الكويت المشھورين الذين لھم فیھا إلى ھذا الیوم آثار وأقارب
أسس ھذا الرجل أم قصر وجعلھا » : ويضیف فرحان الفرحان في مقاله قائلاً.(2)
« منافسة لأم نقا وأم الرمم تنقلاته:
حفلت حیاة ھذا الرجل بالتنق
لات العديدة بین البلدان، كما جاء في كتاب
لمؤلفه عثمان بن « سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد »
سند الفیلكاوي، وھو المرجع الأساسي الذي يحوي أخبار ھذا الرجل
الشیخ أحمد بن رزق له مكانة بارزة في الكويت والب
لاد » : وعائلته، قال
المجاورة لھا، وقد ترك بلاده الكويت إلى قطر فعمرھا، وعاش فیھا فترة،
وعمل ھناك بتجارة اللؤلؤ
. وفي سنة 1212 ھ ( 1797 ) م توجه إلى البحرين
بعد أن استولى سلیمان بن طوق على قطر، ثم اتجه ابن رزق إلى البصرة بعد أن ترك البحرين سنة 1215 ھ ( 1800 ) م، حیث أقام في البحرين ثلاث سنوات، بعدھا انتقل إلى البصرة وعاش فیھا تسع سنوات
قالوا عنه:
قال عنه فرحان الفرحان في مقال سالف الذكر في مجلة مرآة الأمة:
ھذا الرجل كانت له صولات وجولات، فیجب علینا أن نقید ونسجل تاريخه من ضمن الخالدين، فھو لا يقل أھمیة عن الرجال الذين ذُكروا في أعمال الخیر في الكويت
تاريخ بعض الحوادث وذكر إبراھیم صالح بن عیسى- صاحب كتاب الشیخ أحمد بن رزق
الواقعة في نجد ووفیات بعض الأعیان وأنسابھم وفي ھذه السنة توفيفي معرض ذكره لأحداث سنة 1224 ھ فقال
التاجر المشھور أحمد بن محمد بن حسین بن رزقوقیل إنه خلَّف من الأموال ما قیمته ألف ألف ومائة ألف ريال
وابن رزق ھذا أصله من آل رزق وھم من بني خالد وانتقلوا منھا وسكنوا في بلدة ،« حرمة »
وفاته:
بعد عمر ناھز السبعة والثمانین عاماً، قضى أكثره في الترحال وعمل الخیر في كل مكان يحل به، توفي المحسن أحمد بن رزق في البصرة عام1224 ھ الموافق لعام 1809 م .
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسیح جناته مع النبیین والصديقین والشھداء والصالحین، وحسن أولئك رفیقا.
منقول من كتاب محسنون من بلدي