المهندس مجبل المطوع: استخدام الدلافين في علاج المعاقين
القبس 19/3/2009م
يعتبره ابنه الخامس.. ولا ينسى دور فريق العمل في تحقيق النجاح
المهندس مجبل المطوع: جديد المركز العلمي استخدام الدلافين في علاج المعاقين
نساء ورجال شقوا درب النجاح في مجالات عملهم.. ليتربعوا على القمة ويصبحوا أعلاما ومثلا عليا.. ونماذج تحتذى.. نلتقي بهم لنتعرف منهم على جوانب من سيرهم المهنية والذاتية.. والعوامل التي أوصلتهم إلى ما هم عليه.
واليوم نلتقي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب المهندس مجبل المطوع الذي يعتبر المركز ابنه الخامس.. وهو كذلك فعلا لكل من يعرف سر العلاقة بينهما.. حيث ارتبط اسم كل منهما بالآخر.. منذ أن كان المركز فكرة.. حتى غدا واحدا من معالم الكويت الحضارية
يشرع أبوابه أمام المئات من المواطنين.. ويحرص كبار الضيوف من القادة والرؤساء والملوك والوزراء العرب والأجانب على زيارته والتجول بارجائه والتعرف على معالمه.. ليثبت المهندس المطوع أن أساس النجاح فكرة ناجحة.. انطلقت عند اختيار المكان.. والشريحة المستهدفة.. والهدف من إقامته.. والرؤية المستقبلية
حتى يبقى في حالة تجدد دائم يجذب المزيد من الزوار.. ويكون مقصدا للعائلات.. واداة تثقيفية وتعليمية للطلاب في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة من خلال استيعاب معلومات معقدة بدقائق ما يحتاج الأساتذة إلى ساعات لشرحها، وبعد.. وفي هذا الحوار يتحدث المهندس مجبل المطوع عن مشوار نجاحه بالتعاون مع فريق العمل من الشباب الكويتي الذي يعمل معه بروح الفريق الواحد
• مجبل المطوع.. يعرفك الكثيرون في موقعك الحالي على رأس المركز العلمي والمهندس الناجح.. لكن ماذا عن النشأة والطفولة؟
ـــ أنا مواطن كويتي، ولدت سنة 1954 في فريج القناعات، متزوج وعندي أربعة أولاد عبدالله وفرج وفجر وفي، حائز شهادة الهندسة المدنية من جامعة وست فرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية، عملت في شركات كبرى في أميركا بعد التخرج،
ونفذت بعض المشاريع التي افتخر بها في الكويت مثل مشروع سوق الرحاب بحولي.. ومسجد الدولة الكبير والمستشفى الأميري وسوف المتحدة..
والآن اشغل منصب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب للمركز العلمي منذ افتتاحه عام 2000 وإلى اليوم.
معلم حضاري
• المركز العلمي واحد من المعالم الحضارية في الكويت.. ولكن متى وكيف انطلقت فكرة تأسيسه وكيف نشأت علاقتك به؟
ـــ كنت المهندس الذي تولى الاشراف على تصميم وتنفيذ وادارة مبنى مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وفي عام 1992 انطلقت فكرة تأسيس المركز ليكون واحدا من المعالم الحضارية في دولة الكويت، وكان من المقرر في البداية بناؤه في الساحة المواجهة لمبنى مجلس الأمة المطلة على الخليج عند «نقعة الصقر»..
وكانت النقطة الأساسية قبل بدء العمل هي تحديد من هي الشريحة أو الفئة التي ستستفيد من المركز، حتى نحدد هويته، وطبعا الشريحة الأساسية هي الطلبة في مختلف المراحل الدراسية وخصوصا المرحلة التأسيسية اي الابتدائية والمتوسطة.
والمعروف أن اللهو والمرح من الوسائل الأساسية لادخال المعلومات إلى عقل الطفل.. وغالبا ما نلتقي بأساتذة يقولون لنا «انبحت» اصواتنا ونحن نحاول شرح معلومة للطلاب حتى يفهموها ويستوعبوها،
لكن في المركز العلمي من خلال بعض المعروضات التفاعلية استطعتم بدقائق توصيل المعلومة لهؤلاء الطلبة.. حيث نوفر لهم الادوات والوسائل العلمية التي تساعدهم على التعرف مباشرة على الكثير من المعلومات والظواهر التي يحتاجون إليها، ومنها على سبيل المثال كيفية توليد الكهرباء، وحركة الطيران، وانتقال الصوت في الفضاء.. كما اننا نتيح للأطفال والطلاب الفرصة لمشاهدة الاسماك بمختلف الأحجام والأنواع تتحرك أمامهم، والتعرف على أنواع عديدة من الحيوانات بعضها انقرض في الكويت والعالم.
كما ان الأفلام التي نعرضها باسلوب «آي ماكس» واستخدام التقنية الحديثة بالبعد الثلاثي تتيح لرواد المركز متعة المشاهد الممزوجة بالمعلومات المفيدة.
فريق متعاون
• ولكن ماذا عن دورك وجهودك في الحفاظ على مستوى المركز العلمي وتطويره حتى يستمر في أداء دوره ورسالته؟
ـــ قرأت مرة في «القبس» مقالا تضمن فكرة حول ارتباط بعض المؤسسات باسماء اشخاص، ومنها على سبيل المثال ارتباط مؤسسة التأمينات باسم حمد الجوعان، والجمارك باسم غانم الشاهين، والموانئ باسم الشيخ صباح جابر العلي، والمركز العلمي باسمي.. وهذا فخر لي، لكنني دائما ارد الفضل لله عز وجل، ثم لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي وثقت بي وحملتني هذه المسؤولية،
والمعروف ان يدا واحدة لا تصفق، ولكن ما انجزته لم يكن يتحقق لولا وجود فريق عمل متفان حيث نتبع اسلوب التكامل والتعاون.. ولذلك استطيع القول إن كل ما حققه المركز العلمي هو بجهودي وبالتعاون مع فريق العمل.
وقد حرصنا منذ البداية على اتباع مختلف السبل التي تساعد على نجاح الفكرة والمشروع، ومنها الحرص على تحقيق التعاون مع وزارة التربية، واطلعنا آنذاك على مناهج العلوم والرياضيات للتعرف على الصعوبات التي يواجهها الطالب، حتى نعمل على توفير الوسائل والأدوات التي تبسط هذه العلوم حتى يسهل على الطالب فهمها واستيعابها.. كما ركزنا على نشر الوعي لدى طلاب المدارس من خلال توعيتهم على المحافظة على البيئة.
اختيار المقر
• قلت انه كان مقررا اقامة المركز بالقرب من مجلس الأمة، لكن كيف تقرر نقله إلى هنا في رأس السالمية؟
ـــ طلب منا الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد البحث موقع آخر افضل من ذلك الموقع.. فانتقلت بسيارتي على شارع الخليج ذهابا وايابا للبحث عن مكان مناسب يبنى عليه المركز وقد وقع الاختيار على عدة مواقع.. إلى ان توقفت مرة في هذا الموقع فاعتبرته مثاليا، وابلغنا البلدية بهذا الاختيار وتمت الموافقة وبدأنا العمل على البناء.
• وماذا عن التمويل.. هل واجهتكم صعوبات في الحصول على المال اللازم للتصميم والبناء والتجهيز؟
ـــ اشترطت البلدية مقابل تقديم قطعة أرض يبلغ طولها 500 متر على البحر أن نقوم بتطوير الساحل على امتداد 500 متر أخرى، من عمارة لؤلؤة المرزوق إلى المنطقة المواجهة لقصر الشيخ ناصر الصباح، اما بخصوص التمويل فإن تكلفته ليست عقبة بالمقارنة مع العقبات الروتينية التي واجهتنا، ومنها ردم البحر، وتطوير الواجهة البحرية، وقد منعنا من اقامة مطاعم ومقاه وأماكن للتسلية بقرارات من البلدية وادارة أملاك الدولة وكذلك الأمر بالنسبة للماء والكهرباء والمزروعات.
وقد عملنا جاهدين لازالة كل هذه العقبات الادارية والروتينية في ادارات الدولة، وبعد ذلك وفرت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الميزانية المناسبة التي تم تحديدها من قبل فريق التصميم والتنفيذ بالتعاون معي، وحرصنا على اضافة المرافق الترفيهية إلى المركز كالمطاعم والمقاهي وأماكن التسلية والترفيه للأطفال حتى تتيح الفرصة للعائلات لزيارة المركز مع ابنائهم لقضاء أطول فترة ممكنة في المركز،
وهذا ساعدنا للسنة الرابعة على التوالي على توفير إيرادات للمركز تغطي المصروفات وهذا انجاز، حيث لا يوجد مركز علمي في العالم الا ويتلقى معونات من متبرعين وحكومات وشركات.. ونفتخر أن فريق العمل هو من الكويتيين المتدربين الذين يملكون الكفاءة اللازمة لادارة المركز بأعلى المواصفات.
خبر الموسم
• بعد هذه السنوات هل اكتملت كل مرافق المركز ام ما زال لديكم مشاريع مستقبلية تعملون على تحقيقها؟
ـــ افتتاح المركز العلمي يوم 17 ابريل 2000 كان خبر الموسم بحضور وفود من عدة دول والصحافة والمحطات الفضائية.. وكان السؤال آنذاك عن مشاريعنا المستقبلية فقلنا لهم دعونا نبدأ.. ومن ثم نفكر بالمشاريع المستقبلية.. وحان الوقت للقول بان المركز العلمي في حالة تجدد دائم، حيث اضفنا احواضا جديدة على قاعة الاكواريوم مع أنواع جديدة من الاسماك سنقوم بافتتاحها في مطلع شهر يونيو المقبل..
وهذا الافتتاح سيكون حدثا حيث تتوزع مع كل حوض شاشة تعرض معلومات عن الاسماك والحيوانات.. أما المشروع الكبير الذي نتمنى أن يرى النور فهو استخدام الدلافين في علاج المعاقين.
النجاح بالفطرة
• في نظرك كيف يكون الانسان ناجحا؟ الصفات التي يجب أن يتمتع بها؟ وإلى أي حد الحظ يلعب دوره؟ وماذا عن البيئة، العلم، المبادرة الشخصية والأهم من هذا وذاك الكاريزما للشخص وقدرته على صناعة النجاح؟
ـــ مما لا شك فيه أن صفات الانسان الناجح تختلف من انسان إلى آخر ولكن بالتأكيد يوجد اشخاص يكونون ناجحين وقياديين بالفطرة، ولا اعتقد أن الحظ والفرصة قد يصنعان ناجحين في مواقع العمل..
وهناك عشرات الاشخاص الذين يتبوأون مناصب بالصدفة أو الواسطة ولم يستطيعوا أن يحققوا أي نجاح أو يضيفوا بصمة.. هناك مدراء لا يغادرون مكاتبهم العاجية ولا يدرون عن ادارتهم شيئا، وعلاقاتهم بالآخرين اقتصرت على توقيع ورقة أو معاملة وغير ذلك..
لذلك اعتقد أن الانسان القيادي الناجح يجب أن يكون لديه دراية في موقعه، ومحبوب من فريق عمله.. يتابع أدق التفاصيل، واضح الانتاجية، متواضع بحزم.. وحاسم بعدل يشجع الشباب بالحوافز والأهم من هذا وذاك أن يكون عطاؤه بلا حدود.. ومحبا للجميع.
• كيف تتعامل مع النقد؟
ـــ المركز العلمي يتطور من النقد.. وملاحظات الناس التي اعتبرها وقودنا.. لقد شبعنا من كلمات المدح والثناء، وأنا اتقبل النقد بعد مدح لان صاحبه صادق.. ومن اقتصر نقده على مجرد النقد دون رؤية الايجابيات فهو متحامل.
هوايات
• هواياتك؟
ـــ جمع السبح الكهرمانية والعصي.
• قراءاتك؟
ـــ تلك التي يغلب عليها الطابع العلمي.. والمخترعات الجديدة.. والمعلومات الصحية.
• رأيك في شباب الكويت؟
ـــ أنا أرفض ما يشاع عن شباب الكويت انه غير منتج واتكالي.. وكل من يوجه إليهم هذا الانتقاد ادعوه إلى زيارة المركز العلمي ليرى الشباب الكويتيين يعملون ويبادرون.. فهم يحتاجون إلى التشجيع والثقة والدعم والفرصة والمكافأة والحوافز أيضا لاثبات انفسهم.
• كيف تقضي أوقات فراغك؟
ـــ بالطبع زيارات الأهل والأصدقاء والزيارات الاجتماعية والأعراس والدواوين.
• وجودك لفترة طويلة في المركز العلمي هل يرضي طموحك؟
ـــ طموحي كبير.. واجد نفسي في هذا المكان.. الذي أصبح بالنسبة لي الولد الخامس.. بدأنا معا.. وكبرنا سويا.. وما زال أمامنا الكثير لتحقيقه.. ولدينا طموحات كثيرة لتطوير المركز وتحديثه.. وهذا يجعل عملنا متحركا ومتجددا.
مصلحة الكويت
حول قراءته للوضع في البلاد في ظل العلاقة المتأزمة بين السلطتين أجاب:
اعيش مثل جميع المواطنين في هذا الخضم من الصراعات بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.. والتنافس على الاستجواب.. وتعطيل المشاريع، واستطيع القول إن تجربة الديموقراطية تمر بظروف صعبة.. واتمنى من كل طرف أن يضع مصلحة البلد فوق مصلحة الحزب أو التيار أو القبيلة، أو الطائفة.. لانه لا أحد يساوم على مصلحة الوطن.. وعلى حب الكويت..
وأرفض وأرفض وأرفض (3 مرات) بشدة الارتباط بجهات خارجية، لتسير السفينة وتبحر بامان إلى الشاطئ.. آن الأوان للاستقرار.. والهدوء والتفكير بكيفية تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم.. وبنا.. والتي لا يمكن تجاوزها واستيعابها في هذه الأجواء المشحونة بالخلافات والصراعات.
• هل تفكر بالترشيح للانتخابات؟
ـــ لا.
• لماذا؟
ـــ أنا رجل علمي.. اتابع السياسة مثلي مثل أي مواطن.. ولكني لن اخوض في غمارها بالترشح للانتخابات.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ
|