معركة الجهراء روايات وأحداث

[PAC3]

مقارنة مابيتن الروايات الثلاث :
1.أتفاق الروايات الثلاث على أن المعركة استمرت يومين فقط ثم رحل بعدها الإخوان إلى الصبيحية فيما بعد .
2. الهجوم الأول في تاريخ 10 أكتوبر 1920 م أستمر من الساعة السادسة ولغاية الساعة التاسعة صباحاً سقطت بعدها قرية الجهراء مما اضطر إلي احتماء الكويتيون داخل القصر الواقع خارج القرية حيث بقع القصر على بعد ميل من قرية الجهراء قديما .
3.رواية الأخوان لم تذكر تقدير لعدد الكويتيون الموجودين بالقصر.
4. هناك اختلاف تقديرات عدد المقاتلين الكويتين في الجهراء رواية الجانب الكويتي ممثلة بما ذكرة الشيخ عبدالعزيز الرشيد رحمه الله تقدر عددهم بما يزيد عن 1000 مقاتل في حين يقدرهم الجانب الانجليزي بحوالي 600 مقاتل حيث اقتصر في تقديراتهم على ذكر الرجال فقط بينما اشتملت تقديرات الجانب الكويت " عبدالعزيز الرشيد " على من احتمي بهم من النساء والأطفال من سكان فرية الجهراء ومن هم بداخل القصر .
5. أشارت الروايات الثلاث إلي مسالة التفاوض الرواية الكويتية والانجليزية أشارت إلى أن الأخوان هم من بادر بمفاوضة الشيخ سالم المبارك رحمه الله حول الأسلاب والانسحاب عندما بعثوا "مطلق بن مسعود ثم منديل بن غنيمان وأخيراً عالم الأخوان " عثمان بن سليمان" . ورواية الأخوان تشير إلى أن الجانب الكويتي هو الذي أرسل طالباً التفاوض والسلام والتوجه إلى الصبيحية وأنهم قد استجابوا لذلك .
6. تتفق الروايات الثلاث أن الخسائر فادحة حيث ذكرت رواية الجانب الكويتي " عبدالعزيز الرشيد " خسائر الأخوان كانت فادحة أكثر من خسائر الكويتيون وأنهم ابتدروا الرحيل إلى الصبيحية تاركين القتلى والجرحى حيث قدر عدد القتلى بألف وخمسمائة قتيل وعدد كبير من الجرحى ويقال أن الأخوان دفنوا الكثير منهم في رمال الجهراء و ملأوا الآبار والعيون بجثث القتلى أما خسائر الكويت فهي ثلائمائة شهيد.
7. ورواية الانجليز ذكرت أن خسائر الأخوان مابين 700 إلى 800 قتيل وأكثر من 800 جريح أصيبوا في جروح بالغة توفي نصفهم فيما بعد قبل أن يصلوا إلى الصبيحة و ذكرت أن القوة الكويتي فقدت حوالي مائتين قليل منهم كانوا من سكان الكويت الحقيقيين ويلاحظ أنه هناك تقارب مابين الرواية الكويتية والانجليزية بخصوص الخسائر في الأرواح التي تكبلها الأخوان.

8. أما بالنسبة للإخوان وخسائرهم ففي رسالة الدويش لابن سعود لم يستطيع إخفاء حقيقة الخسائر عندما ابلغ بن سعود" أنة لا يستطيع ما إذا كانت خسائر بن صباح كثير أم قليلة "ولو أنه على علم ويقين أن خسائر بن صباح كبيرة لم تردد بذكرها لابن سعود.
7. شروط الدويش للشيخ سالم للصلح ذكرها الشيخ عبدالعزيز الرشيد رحمه الله نقلها للشيخ سالم المبارك الصباح مرسول بن دويش " منديل بن غنميان" وهو من اقارب الدويش فقال للشيخ سالم أن" الدويش يدعوكم إلى الإسلام وترك المنكرات والدخان وإلى تكفير الاتراك ". فان أذعتم أراد وقبلتموه أسلمكم على القصر وما فيه ولا فسيرخص للإخوان بمهاجمتكم".فأجبه الشيخ سالم المبارك رحمة الله " أما الإسلام فنحن مسلمون ولم نكفر يوما ما لان الإسلام مبني على خمسة أركان ونحن نحافظ عليها ونزيل من المنكرات ما في وسعنا أزالته ولم يثبت عندنا ما يوجب تكفير الأتراك ".

[PAC3]

شروط السلا م مابين الشيخ سالم المبارك والإخوان

تعددت الرواية بخصوص شروط السلام مابين الشيخ سالم المبارك الصباح والإخوان وقد ذكر المرحوم عبدالعزيز الرشيد أن من شروط الإخوان " العودة إلي الاسلام وترك المنكرات والدخان وتكفير الاتراك ". بينما ذكر حسين خلف خزعل ثلاثة اخري اضافة إلى ماذكرة الشيخ عبدالعزيز الرشيد رحمه الله وهي " اخراج الوكيل البريطاني من الكويت وهدم المستشفي الامريكي وطرد اطبأئة وترحيل شعية الكويت ".فقد ذكر هاورد ديكسون أن الشروط التي طلبها الإخوان للسلام كانت "أخلاء القصر والتنازل عن الإبل التي غنمها الاخوان في المعركة" .
وبالنسبة لرواية حسين خلف حزعل فهي غير منطقية من حيث الشروط التي ذكرها لاسباب أن العلاقات لم تكن سئية في آنذاك مابين بريطانيا وبن سعود وحتي الإخوان المعروف عنهم حماسهم الديني لم تكن في نظرتهم عدائية للبريطانين فليس من المعقول أن يطالبوا باخراج الوكيل البريطاني من الكويت وينطبق نفس المبدأ على موفقهم من المستشفي الامريكاني في الكويت اما يخصوص تتطرقهم لترحيل الشعيبة من الكويت به الكثير من الغرابة فمن الاجدر أن يقوم الاخوان بترحيل الشيعة في الأحساء والقطيبف الخاضعة لنفوذهم وعددهم اكثر من عددهم بالكويت فمن البديهي أن لايطالبوا شيخ الكويت بشي لم يقوموا بفعلة في في بلدهم ولهم القدرة والقوة على فعل ذلك أما بخصوص "رواية هاورد ديسكون" فانها غير واضحة المقصود عندما قال " اخلاء القصر " فالجهراء تحت سيطرتهم وبامكان الإخوان الانسحاب بغنائهم وترك المحاصرين في القصر وليس هناك معني لمطالبة الإخوان لاخلاء القصر ولذلك يميل الكثير من الكتاب والمرؤخين إلى رواية المرحوم عبدالعزيز الرشيد رحمه الله عن شروط السلام فهي الاقراب للواقع مع التوقف عند "شرط تكفير الاتراك " الذي هناك شكوك حولة لاسباب منها عدم تواجد هم في المنطقة بعد الحرب العالمية الأولي كما كان في السابق ولم تكون لهم سيطره على الاوضاع المنطقة ومن الملاحظ أن شروط الاخوان هي دينية بحتة لا سياسية والامر كلة لايعدو عن تدبير وضعة ابن سعود وكان الهدف من وراءة هو التوسع على حساب الكويت .

[PAC3]

إحداث ما بعد المعركة
بعد خروج الإخوان من قرية الجهراء توجهوا إلي الصبيحية وتلقوا خلال وجودهم بالصبيحية تلقوا تعزيزات كبيرة وصلت إلى ثلاثة ألف مقاتل من المشاة وخمسمائة من الفرسان هذا بالإضافة تعزيزات أخري في الطريق إلى الكويت قادمة من الإحساء .وقد أشار المجير مور الوكيل السياسي في الكويت في برقية بعثها للمقيم البريطاني في تاريخ 17 أكتوبر من عام 1920م إلي أن قوة الإخوان حين وصلت الصبيحة كان عددها 1500 مقاتل ولو صح هذا لكان معناها أن الإخوان تتراوح خسائرهم مابين 1500 إلى 2500 مقاتل مابين قتيل وجريج على اعتبار أن الإخوان قوتهم مابين 3000 إلى 4000 مقاتل في بداية المعركة .

عودة للمفاوضات مرة اخري :
أرسل الدويش كتابا في تاريخ 14 أكتوبر من عام 1920م يطلب منة إرسال صديقة الحميم " هلال المطيري" لغرض التداول معه لحل النزاع القائم حيث رد علية الشيخ سالم المبارك رحمه الله برفض طلب الدويش بإرسال هلال المطيري وفي نفس الوقت أتصل الشيخ سالم بالميجر مور وابلغه عما أذا كان يتعامل مع الدويش على اعتبار أن من رجال ابن سعود وإجابة مور "بأن يحسن التوصل إلى السلام قدر استطاعته" ومع إصرار الشيخ سالم المبارك الصباح على عدم الاستجابة لطلب الدويش بخصوص إرسال " المرحوم هلال المطيري " بادر الدويش بإرسال وفد للشيخ سالم مبارك برأسه جفران الفقم وصل الوفد و في تاريخ 18 أكتوبر 1920م وضع خلالها شروط وهي "اعتناق الكويتيون مذهب الإخوان على الفور وان يكونوا من الآن فصاعد أصدقاء أصدقائهم وأعداء أعدائهم" حيث رفض الشيخ سالم المبارك الصباح مطالب الاخوان حيث ان مطالبهم غير مقبولة غير أن الشيخ أرجا استقباله للوفد لمدة أسبوع و كان الشيخ سالم يماطل في استقبال مبعوث الإخوان لكي يطلب المساعدة من البريطانين وهنا بات واضحا أن ليس في إمكان الدويش القبول بشروط أخري ليس في وسعة أن يبت بها في شي بدون الحصول على موافقة ابن سعود .

[PAC3]

موقف البريطانين من الأزمة :
في البداية كان البريطانيين يراقبون الإحداث وتتطورها عن كثب منذ بدايتها ومن خلال البرقيات التي يبعثها الميجر مور الوكيل السياسي في الكويت للمقيم في البريطاني في بوشهر أول بأول حيث قام على أثرها قام المقيم السياسي بإبلاغ السلطات البريطانية في الهند وعن مدي استعدادات قائد البحرية لإرسال إحدى السفن الحربية لحماية المصالح البريطانية في الكويت .كان هناك شعور سائد في الكويت يقلق البريطانيين وهو شعور الكويتيين بالمرارة تجاه الانجليز ومساندتهم لا بن سعود عند طريق تزويدة بالأموال والأسلحة التي مكنت الإخوان من استخدامها ضد الكويت .
بعد انسحاب الإخوان وتكبدهم الخسائر توجهوا للصبيحية كما ذكرت حيث تلقوا تعزيزات أثارت خوف البريطانيين من تحرك القوة فيما بعد للهجوم علي الكويت في حالة فشل المفاوضات مابين الشيخ سالم والإخوان مما يعرض أرواح الرعايا البريطانيين والأمريكيين للخطرويهدد مصالح الانجليز في المنطقة .
ففي 19 أكتوبر 1920 م تلقي الميجر مور رسالة من الشيخ سالم رحمه الله أن الدويش أرسل له وفد للمطالبة بالسلام وفق شروط ليس في مقدور الشيخ سالم الموافقة عليها وابلغ أن لم يقابل الوفد وليس من السهل الامتناع إلى ما بعد العشرين من أكتوبر 1920 م وبما يخشى من وقوع هجوم الإخوان بعد رفضه لشروطهم لذلك بالنظر إلى الصداقة القائمة بينة وبين الحكومة البريطانية فأنة يطلب مساعدتهم في طرد الإخوان .
كان الانجليز حريصين على إزالة المخاوف وطمأنة الكويتيون على وقوف الانجليز إلى جانبهم ضد الإخوان في تعرض مدينتهم لأي تهديد من قبل الإخوان حيث قامت الحكومة البريطانية باتصالات لمعرفة المساعدات التي يمكن تقديمها للكويت حيث قام الانجليز بالتالي:
حيث قام الميجر مور الوكيل السياسي في الكويت بزيارة مخيم الإخوان في الصبيحية ومقابلة فيصل الدويش و إقناعه بإنهاء النزاع سليما غير أن الانجليز كانوا يخشون أن تفسر تلك المساعي من قبل الإخوان على خوف الانجليز كما أن الانجليز لا يرغبون في القيام بعمل عسكري لا يلقى ترحيب من جانب الإخوان المعروف عنهم تعصيهم تجاه الأجانب.
قام بعدها الانجليز باستطلاع مواقع الأخوان للتعرف بدقة عن أعدادهم وقوتهم وتحركاتهم وإرسال وذلك لحماية الكويت من هجوم محتمل حيث أرسلت قوة اسناد بحري وجوي لزوم حماية المدينة وتم وضع ترتيبات عسكرية للدفاع عن مدينة الكويت حيث استخدمت بريطانيا الطائرات بالاستطلاع على الحشود المعادية وذلك في طلعة جوية في تاريخ 21 أكتوبر 1920م ولم تستطيع الطلعة الأولي من التعرف على أماكن الإخوان حيث لم تري ألا عدد 400 من الإبل ومن ثم قامت بطلعة أخرى من اليوم التالي حيث تم رصد مواقع الإخوان ومشاهدة مابين 200 إلى 300 خيمة بأحجام مختلفة تتسع كل منها إلى 15 رجلا تلتها بعض الاجراءات التي قامت بها بريطانيا في الكويت هي كتالي :
1. إرسال سفينتين حربيتين السفينة " سيجيل ESPIEGLE والسفينة لوزرنس LAWRENCE للمربطة أمام السواحل الكويتية مع قوة عسكرية محملة بمدفع رشاش " لويس " لكي ترابط عند سور الكويت لمساعد الكويتيين في حالة هجوم الإخوان .
2. ابلع الميجر مور للشيخ سالم الصباح عن رغبة الانجليز في أن يقوم بإصدار أوامر إلى ست من السفن الكويتية لكي ترابط في مناطق سيعينها لها الانجليز وان يأمرها بعدهم التحرك بأي حال من الأحوال لتسهيل مهمة انتقال السفينتين البريطانيتين إلي الجهة الغربية من المدينة ليلا كلما دعت الحاجة إلي ذلك وكذلك إفساح المجال إمام السفينة البريطانية للتحرك مابين السفن الكويتية.
3. طلب الميجر مور من الشيخ سالم تعين أشخاص للتنسيق معهم بخصوص ما طلب حيث قام الشيخ سالم بتكليف كلن من المرحوم أحمد الغانم والمرحوم يوسف النصرالله رحمهم الله كمعتمدين من قبل الكويت للتنسيق مع المعتمد البريطاني في ذلك .
4. طلب قائد البحرية الانجليزية في الخليج من الوكيل المعتمد المجير مور بإبلاغ الشيخ سالم المبارك الصباح بإصدار أوامره لرعاياه بعدم الاقتراب من السور القريب من البحر خلال الليل حتى لا يتعرضوا للقصف من قبل الجنود البريطانيين لأنة ليس بمقدورهم التميز مابين الكويتيين وغيرهم وعلى العرب " البدو" القاطنين خارج السور مقابل بوابة نايف بالتوجه داخل السور وأن يبلغ رعاياه بعدم التقدم مطلقا نحو السور حين يخيم الظلام قام الشيخ سالم المبارك باتخاذ كافة الإجراءات والترتيبات التي تقدم بها الميجر مور حيث أمر العرب النازلين خارج السور بالرحيل إلي منزل أحر بعيد عن السور .

5. طالب الميجر مور من المندوب السامي في العراق " برسي كوكس" بإرسال طائرات لقصف جموع الأخوان بالقنابل إذ أنها ستكون جديدة عليهم وسوف تؤدي التي تشتيتهم بسرعة وتفريقهم ول تكون بمثابة تأديب لرعايا بن سعود المتمردين علية حسب كلام بن سعود وهو آمر لا يستطيع بن سعود لوم الانجليز علية كما قال أن قصف الأخوان بالقنابل سوف يزيد هيبة الانجليز بالمنطقة ويزيل الشعور بالمرارة السائد لدي الكويتيين من الموقف البريطاني من الاوضاع .

ولكن المندوب السامي في العراق رفض بشدة اقتراح الميجر مور الوكيل السياسي في الكويت الا في استنفاذ جميع الوسائل السليمة وطالب بألقاء إعلانات " نشرات " وضعت باللغة العربية والانجليزية ألقيت على تجمعات الأخوان بالصبيحية وهذا نصها " طالما ظلت النزاعات محصورة في الصحراء أو في الجهراء فاننا لسنا مدعوين لان نفعل أكثر مم بذل مساعينا الحميدة من أجل السلام . ولكننا عندما نجد أنهم يطلقون التهديدات ضد مدينة الكويت .
فان مصالحنا وسلامة رعايانا وكذلك تعهداتنا لشيخ الكويت تصبح معرضة للخطر فلا يمكن والحالة هذه أن نظل مراقبين , انني واثق بناء على التاكيدات التي سمعتها من ابن سعود من أن عملهم العدواني مناقض كلية لرغباتة وأوامرة وسيعلن ذلك صراحة بغير شك حين يعلم بأعمالهم . اننا نخذرهم على ايه حال من أنهم إذا بذلوا أية محاولة للهجوم على مدينة الكويت فسيعاملون من قبل السلطات البريطانية وكذلك من قبل شيخ الكويت معاملة مجرمي الحرب . ولن يكون لنا خيار سوا الوقوف بكل الوسائل العملية الملائمة بوجة عمل عدائي كهذا العمل " .

[PAC3]

تحذير الانجليز للإخوان:
في 24 أكتوبر 1920 م اجتمع الشيخ سالم المبارك الصباح مع وفود الأخوان وشهد الاجتماع الميجر مور الذي بدورة سلمهم إعلانا " أوضح فيه الانجليز ارتباطهم بتعهداتهم مع شيخ الكويت والتي بمقتضاها لا يستطيع لانكليز الوقوف مكتوفي الأيدي أمام التهديدات التي تتعرض لها مدينة الكويت من قبل الأخوان وأضح الانجليز أن أفعالهم مخالفة لأوامر بن سعود وبناء علية فان الانجليز يحذرون الأخوان من القيام بالهجوم على مدينة الكويت لأنهم إذا فعلوا ذلك فأنهم سيعتبرونهم يقومون بعمل معاد للحكومة البريطانية مثلما هو معاد لشيخ الكويت وسيقابلون أعمالهم العدائية بالقوة المناسبة".
قام الميجر مور بإرسال برقية للمندوب السامي البريطاني " برسي كوكس" أطلعة بها على ما جري في الاجتماع وقاله له قمت الميجر مور بقراءة ترجمة مكتوبة للإعلان لموفود الأخوان " جفران الفقم " إمام الشيخ سالم المبارك الصباح وكررتها مرارة علية وأجاب جفران بأن الأخوان يعملون بمقتضي أوامر مباشر من " ابن سعود" أوامر مباشرة من " ابن سعود " فأبلغه الميجر مور لأنة لا يعتقد في صحة ذلك لأن ابن سعود كان صديقاً لهم وقد سلمهم مؤخر تأكيدات بعدم التعرض للكويت أنة يعلم أن رجل شريف يحافظ علي كلمته ويقول الميجر مور للمندوب البريطاني أن كررت تحذيرك بأنهم إذا هاجموا الكويت سوف نواجههم ونجبرهم على الانسحاب .

انسحاب الإخوان :
على اثر ذلك انسحب وفد الإخوان وغادر الكويت في نفس اليوم متوجها للصبيحية حيث قام بإبلاغ الدويش برفض الشيخ سالم لشروط الأخوان أرسل بعهدها الدويش برسالة للشيخ سالم المبارك الصباح ذكر فيها "أنة انسحب من الجهراء عندما علم من ابن سليمان أنة سوف يستجيب لرغبة الأخوان ويقبل بمعتقداتهم وبم أن انه لم يقبل بشروطهم لذا فهو حل من تأكيداته ".

وكما ذكرت سابقا أن الطائرات البريطانية اسقطت "إعلانا " على تجمعات الإخوان بالصبيحية وقد ذكر ذلك الدويش في كتاب موجة لابن سعود يتاريخ 27 اكتوبر 1920 م قال فية " ينما كان رجالنا يحرسون جمالنا جاءوا إلى خيمتنا وأحضرو ا إعلاناً أسقط عليهم فيما عاد " بن جفران " إلينا يحمل إعلانا مشابها ً وعندما رأينا هذا الإعلان الخاص بالانكليز أصبح من الواضح أننا لاتستيطع البقاء في الصبيحية أكثر من ذلك لذا قررت اصطحابهم بعيداً على الفور وعدم انتظار تعليماتاك " كتاب ترجمه فيصل بن سلطان الدويش إلى بن سعود الموافق 15 صفر 1339 هـ الموافق 27 أكتوبر 1920 م .

[PAC3]

ويتضح لنا من ذلك أن السلطات البريطانية اعتبرت الموقف في الكويت آنذاك في غاية الخطورة حيث أنها أبلعت رعاياها ورعايا الامريكان المقيمن في المدينة بالاستعداد للانتقال في اية لحظة حالما يبدأ الهجوم على الكويت من فبل الإخوان . و رغم كل ماقامت به السلطات البريطانية من جهود خلال الازمة الأنه وجه لها اللوم والتقصير في الدفاع عن الكويت من البداية اثناء معركة الجهراء بسبب عدم تدخلها مساعدتها للكويت بالرغم من قرب معسكراتها في العراق من مسرح الاحدات.
ولكن ساعد التأيد البريطاني للكويت على تقوية موقف الشيخ سالم المبارك في المفاوضات التي جرت مابين الجانبين وحضرها الميجر مور الوكيل السياسي في الكويت حيث انتهي اللقاء دون الوصول الي نتيجة تذكر ووصلت المفاوضات الي طريق مسدود حيث غادر بعدها وفد الإخوان الكويت مصحوبا بمندوب من الشيخ سالم ورجع في اليوم التالي بتاريح 28 أكتوبر 1920م حاملا رسالة من الدويش إلى الشيخ سالم انكر علية فيها اخلالة بالاتقاق السابق وحملة النتائج المترتبة على ذلك كما ذكرت سابقاً.
كان البريطانين حريصين على تخفيف حدة التوتر القائم مابين الكويت والإخوان تمهيد لعقد تسوية للنزاع مابين الشيخ سالم وبن سعود لاحقا ً ولتحقيق ذلك سعوا إلي إبعاد الإخوان من الصبيحية والعودة إلى " إرطاوية " وفي 29 اكتوبر 1920 م اعلن المندوب السامي البريطاني انة يعتبر بقاء آبار الصبيحية منطقة غير محتلة في غاية الاهمية للحيلولة دون سفك الدماء مجدد خلال فترة حل النزاع القائم واضاف أن اي خرق سيعرض مرتكيبة لقصف الطائرات البربطانية والتزام بريطانيا بأبلاغ الشيخ سالم عن أى عمل يؤدي للتوتر مجدد وأبلغت بريطانيا الشيخ سالم عدم إرسال قوات للجهراء غير القوات المتواجدة لحمايتها لحين عودة الامور كما كانت في السابق , بعدهاسيطرت السلطة البريطانية على الوضع عن طريق بوضع حد للعوامل المؤدية للانفجار مجدد وتفرغت بعد ذلك في هذا السبيل إلي احياء الجهد الاساسي وهو محاولة تسوية النزاع من جذورة .

استجاب الشيخ سالم لطلب السلطة البريطانية في كتاب وجة للميجر مور في تاريخ 30 أكتوبر 1920م يبلغة في استجابتة لرغبة السير برسي كيرسي ونصائحة على الرغم من وجود إشراف الكويت على آبار الصبيحية وكما ابدي بن سعود بموافقتة وابلغ السلطات البريطانية أنه بيتعهد بعدم القيام بشن هجوم على الكويت أواحتلال الصبيحية أوالجهراء لحين الانتهاء من تسوية الاوضاع بأشراف البريطانيين شريطة أن يضمنوا عدم حدوث أي تحرك عدائي من جانب الكويت أو قبول أي من القبائل المناهضة له فاذا ضمن له البريطانين ذلك فانة على عهدة أما إذا حدث تحرك من جانب الكويت للمناطق التي حددها البريطانيين لحيين تسوية الإوضاع فانه حل من التزامتة وتعهده ولن يكون مسؤولا عما يحدث لاحقا ً . كما ابلغ بن سعود المندوب البريطاني في رسالة 1 من نوفمبر 1920 م انة "بعث بأوامر مشددة إلى الإخوان وقائدهم الدويش لوقف اعتداتهم على الكويت والانسحاب من الصبيحية " قبيل وصول الكتاب التي بعث به السلطات البريطانية لابن سعود حيث وصل الإخوان إلى ارطاوية في تاريخ 21 نوفمبر 1920 م بعد انسحابهم من الكويت .و رغم كل ماقامت به السلطات البريطانيا خلال الازمة الأنه وجه لها اللوم والتقصير في الدفاع عن الكويت من البداية اثناء معركة الجهراء بسبب قرب معسكراتها في العراق من مسرح الاحدات.

ابعاد معركة الجهراء على الصعيد المحلي والدولي :
مما لا شك فية أن للمعركة ابعاد سواء على الصعيد المحلي وأو على الصعيد الدولي فعلي الصعيد المحلي وقف أهل الكويت صفا واحد في وجهة المعتدي ولو لا رحمة الله في أهل الكويت لضاع استقلالهم واصبحوا تابعين لبلد المعتدي أما على الصعيد الدولي فأن القتال الذي حصل قد اجبر بريطانيا على أن تقوم بتنفيذ وعودها حسب اتفاقية 1899م مع الكويت مما عجلت بعقد مؤتمر العقير عام 1922م ولكن العلاقات مابين الشيخ سالم المبارك والملك عبدالعزيز رحمهم الله لم تتحسن رغم محاولات الوساطة المبذولة .

[PAC3]

موقف الشيخ سالم من الدفاع عن الكويت :
لم يهدأ الشيخ سالم المبارك الصباح ولن يرتاح باله مادام الاخوان لم يكلموا انسحابهم حيث أن خطرهم لازال قائما على الكويت فبذل الجهود الكثيرة لحماية الكويت واستقلالها ضد أي هجمات محتملة على الكويت من جانب الإخوان حيث أحتشد الرجال على طول السور المحاط بالمدينة واقام بالجهراء قوة طوارئ من الفرسان ورابطة بالجهراء وجري التفكير ببناء سور حول القرية وتحصين بيوتها واسوار مزارعه.
ام الكويتيون فقد وقفوا إلي جانب الشيخ سالم المبارك الصباح وآزروة وايدو سياسية والاجراءات التي اتخذها بخصوص الجهراء بأعتبار أن الجهرة هي القاعد الامامية للدفاع عن الكويت .
وقد و ذكر " جفران الفقم" مبعوث الدويش أن الشيخ سالم أبلغة خلال اجتماعة وقال " أن ثروات جابر اخية ووالدة مبارك سينفقها كلها في محاربة الاخوان وأنة لن يحصل على المساعدة من الكويت فحسب ولكن من مكة وجبل شمر كذلك وأنه سيهاجم الاحساء بر اً وبحراً وأن الانجليز وعدوا بمساعدته في الحرب ضد الإخوان" .
وقد ذكر عبدالعزيز بن تركي في كتاب لابن سعود في 16 نوفمبر 1920م أن بن صباح اتصل برجال قبائلة غير الموالين له واعطاهم الأموال وهناك شائعات بأن العجمان على وفاق تام معة وتوجهوا نحو الشمال للرعي وانضموا إلي بن صباح بعد أن علموا بتأيد الانجليز وتقديمهم الطائرات لابن صباح لمساعدته ضد الاخوان.