مقتنيات الألف الأول قبل الميلاد.. تحكي تاريخ الكويت

[AHMAD]

كونا - كتبت : جويس شماس
السياسة - 19/01/2010


جرار وأطباق صغيرة وكبيرة من الفخار والطين, رؤوس سهام, مباخر, مسامير برونزية, عملات معدنية, مجسمات أشخاص وحيوانات, صنانير صيد, اختام دلمونية دائرية وخرز زينة. انها آثار تاريخية وقديمة منتشرة على اراضي الكويت وجزرها تضمنها وعرض فضيات الالف الاول قبل الميلاد يعود تاريخها الى العصر الحجري الحديث الى الاسلامي, ومروراً بالبرونزي والهيلينيستي, في الصبية وبرقان وتل الصليبخات ووادي الباطن وجزر عكاز وأم النمل وفيلكا, ما يؤكد ان حضارتها وثقافتها تعود الى آلاف السنين, ووفقاً للدراسات وعمليات الكشف الاثري والتنقيب في العالم 1958 فان ارض الكويت كانت مقراً لسكن الانسان منذ العصر الحجري, اي من الالف السادس قبل الميلاد تقريباً, كما أن موقعها الجغرافي لعب دوراً ايجابياً وجعلها جسر تواصل ما بين المراكز الحضارية الشمالية والجنوبية, كونها تقع على رأس الخليج العربي وعند الركن الشمالي الشرقي من شبه الجزيرة العربية. اقيم المعرض ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي السادس عشر, الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب, وافتتح الامين العام للمجلس بدر الرفاعي في المتحف الوطني في الكويت, ويضم آثاراً ومعالم تاريخية متنوعة قسمت وفقاً للبعثات التي اكتشفتها بشكل تراتبي من الاكبر الى الاصغر, رغم ان معظمها يعود الى العصر الهيلينيستي, وتحديداً ما بين عامي 330 و150 قبل الميلاد, في حين حازت جزيرة فيلكا على حصة الاسد, لأن أكثرية المقتنيات والمواقع الأثرية وجدت على أرضها, ولا تزال عمليات التنقيب والدراسات جارية حتى الآن, خصوصاً أن إدارة المتاحف والآثار تعاونت مع عدد من فرق التنقيب الأجنبية والخليجية, كالبعثة الفرنسية والدنماركية والبولندية, بغية استخراج الآثار والقاء الضوء على الثروة الحضارية الكويتية, كما شكلت فرقاً محلية دربت على أيد خبراء وإختصاصيين في مجال المسح الأثري, وتحت إشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

وعن عمليات ترميم الآثار التي اكتشفت في المواقع, كشف رئيس قسم الآثار والمتاحف في المجلس الوطني طلال الساعي أن المجلس يبرم اتفاقيات مع بعثات تنقيب, بغية استكشافها واستخراجها, كما يقومون بتدريب الكادر الوطني الكويتي على الترميم, كي يكتسب الخبرات والقدرات المطلوبة, ويشير الى ان بعثة إيطالية تعمل حالياً في جزيرة فيلكا, التي تبلغ 43 كيلومتراً مربعاً وتقع في الركن الشمالي الغربي من الخليج العربي وتبعد عن سواحل الكويت 20 كيلومتراً, حيث تقوم بمسح مواقع تعود الى العصر الاسلامي, ومحاولة التعرف على الفترة التاريخية لمواقع أخرى, وقال إن الآثار الهيلينيستية في فيلكا تعود الى جنود الاسكندر الذين قدموا الى فيلكا,
المسماة "فيلجا" باللهجة الكويتية المحلية, واخبروا قائدهم عنها, لأنها تشبه الى حد كبير جزيرة "إيكاروس" الاغريقية في بحر إيجه, ما جعله يطلق عليها الاسم نفسه, تيمناً بالأولى, فضلاً عن أنهم أقاموا معبداً هيلينيستياً يضم مقتيناتهم كافة من مذابح ومباخر وتماثيل وصخور ليها نقوش متنوعة من اشكال بشرية وحيوانات وكتابات يونانية, مثل حجر "سوتيلوس" و"إيكاروس",

وأخرى تعود الى شبه الجزيرة العربية, لتكون وثائق مادية ملموسة من انتاج الشعوب المتعاقبة والتي استوطنت في هذه البقعة ولفترة زمنية معينة. وفي السياق نفسه, اكتشف المنقبون في منطقة الصيبة الساحلية في منطقة الخليج, ما بين نهاية الالف السادس والرابع قبل الميلاد, والتي عرفت آنذاك ب¯ "حضارة العبيد", نموذج قارب صنع من الفخار الاحمر بطول 14 سنتمتراً, ويرجح أن يكون اقدم القوارب الفخارية البحرية في العالم, ولؤلؤة صغيرة مثقوبة تستخدم كأداة زينة, و780 أداة زينة من الخزف الصدفي وأوان فخارية مزخرفة برسوم هندسية, كما عثر على آثار محاولة تلك الشعوب على بناء السفن وركوب الأمواج والغوص للبحث عن اللؤلؤ, ما يثبت ارتباط الانسان بالبحر والاعتماد عليه كمصدر رزق وحياة.

لاحظ الباحثون والمكتشفون أن أغلبية الآثار وجدت في المناطق الساحلية والجزر, حيث ضمت آثاراً من العصور المختلفة, كالصيبة وأمديرة وكاظمة وعكاز والخيران, أي على امتداد الشاطئ, غير انه لوحظ غياب الآثار من العصر البرونزي والهيلينيستي في المناطق الوسطى والداخلية- الصحراوية, على عكس الاسلامية التي انتشرت بكثرة في أنحاء البلاد كلها, مثل الروضتين والخيران وأم العيش وأرجاء وادي الباطن, إلا أن تلك الساحلية أبرزت اعتماد الحضارات التي سكنت أرض الكويت على البحر, وأظهرت ارتباطاً وثيقاً بالبحر, خصوصاً انه كان باب رزق الكثيرين من الناس, كصيد السمك والغوص واستخراج اللؤلؤ والتجارة, ويظهر الامر جلياً بسبب وجود آثار بحرية كثيرة مثل ثقل حجري لصيد الاسماك من العصر الهيلينيستي, وصنانير صيد وقطع لؤلؤية من العصر البونزي, ما يشير الى ان الناس حاولوا التكيف مع بيئتهم ليتمكنوا من العيش وتأمين مستلزماتهم, وعلى سبيل المثال, وجدت أجزاء رحى لطحن الحبوب, واحجار البازلت والأوبسيدين والكوارتز لمستلزماتهم.

يعود تاريخ الحياة على ارض الكويت الى 16 مليون سنة, حيث عثر المنقبون في منطقة بحرة وأمديرة على بقايا عظام متحجرة لحيوانات منقرضة تسمى "أحفورة", في حين أن الدراسات الاثرية أكدت أن رجل الانسان وطأت هذه الارض واستقرت فيها في العصر الحجري, ما بين 8000 و5000 قبل الميلاد, وتحديداً في تل الصليبخات وحوض برقان ووارة والقرين, ليكتشفوا حينها ادوات صوانية اعتاد السكان على استعمالها في العصور الحجرية مثل السكاكين والمكاشط ورؤوس الرماح, ويعتقد انها مواقع صيد موسمية.

البرونزي والهيلينيستي والاسلامي
أما بعض الآثار المكتشفة من العصر البرونزي, فهي كتل حجرية مستطيلة وختمان ودلمونيان دائريا الشكل وثقلان من الفخار الاحمر وحجر صابوني عليه نقوش لأشخاص وحيوانات وأغطية أوان من الحجر الصابوني في جزر فيلكا وأم النمل وعكاز تعود الى الفترة الممتدة ما بين 2200 و1100 عام قبل الميلاد, خصوصاً أن الاولى اعتبرت نقطة تجارية مهمة المناطق المحيطة بعضها ببعض, إلا ان هذا العصر شهد مرحلتين متعاقبتين, الاول مستوطنة تسمى المدينة الدلمونية في الجنوب (2200 و1500 قبل الميلاد), حيث اكتشف معبد إله دلمون- إنزاك, في حين ان الكاشية تلت المستوطنة السابقة, وشيدت على انقاضها مبانيها واسست حياتها, رغم ان الدلمونية وآثارها ارتبطت هذه بمملكة الدلمون البحرينية. وبعد البرونزي, أتى الاغريق الى فيلكا واستقروا فيها ليبدأ العصر الهيلينيستي ما بين 330 و150 عاماً قبل الميلاد, حتى أن آثارهم كانت واضحة قبل إنطلاق المسح الأثري, من خلال حجر "سوتيلس" الذي عثر عليه بالصدفة عام 1937 ميلادي عن طريق الصدفة للآلهة زوس وبوسيدون وأرتميس, والذي تظهر 44 سطراً باللغة اليونانية, تحكي قصة الاسكندر وجزيرة فيلكا, كما شيدوا معبد خاصة بهم مثل مستوطنة يونانية محاطة بسوار وابراج مربعة الزوايا, وفي داخلها معبد كرس لعبادة إله الخلاص "أرتميس".







-

[بنت العريان]

تسلم على المعلومات القيمه

يا ريت يكون في اهتمام اكثر بهذي الاثار من خلال الاعلام او التربيه لان عيالنا ما يدرون ولا عندهم خبر عن هذي الاثار